مفكرون وأكاديميون ماليزيون: الراشد ترك إرثا فكريا لا ينضب
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
كوالالمبور- يكاد قادة الفكر الإسلامي في ماليزيا يجمعون على اعتبار المفكر العراقي عبد المنعم صالح العلي العزي، المعروف باسمه الحركي محمد أحمد الراشد، أحد أبرز رواد الدعوة والفكر الإسلامي المعاصر، إلى جانب تأثيره الدعوي والفكري الواسع في البلاد.
وهو ما باح به للجزيرة نت محمد زين، أحد قادة العمل الدعوي والإنساني في ماليزيا.
ويعتقد زين، الذي قارب السبعين من عمره، أن الإرث الفكري والدعوي للشيخ الراشد سيزداد زخما بعد وفاته، نظرا لآلاف الشخصيات الدعوية والفكرية التي تتلمذت على يديه من ناحية، ومن خلال المؤسسات التي ساهم في تأسيسها من ناحية ثانية، وعلى رأسها مؤسستا "إكرام" و"حلوان" ورابطة خريجي معاهد التربية الماليزية و"جمعية مسلمي ماليزيا".
ونتيجة لذلك، ربما لم تكن مصادفة أن يشيّع المفكر الراشد في جامعة بوترا الماليزية ويدفن في مقبرتها، وقد التف حول جنازته ثلة من العلماء والدعاة والأساتذة الأكاديميين من مختلف التخصصات.
ويقول بدلي شاه بن بحرين رئيس مؤسسة "إكرام" إن الأستاذ الراشد ترك إرثا عظيما لا يندثر، كحال الدعاة والمجددين الذين أفنوا حياتهم في خدمة الفكر الوسطي والعلم والدعوة، وتميّز بنظرة سياسية وفكرية متزنة لأوضاع المسلمين السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعمل على تغييرها من واقع فكري عميق يستند إلى تجربة وتراث إسلامي كبيرين.
ويعتبر ابن بحرين نفسه من الجيل الأول الذي تتلمذ على كتب وأفكار أستاذه الراشد، ويقول إن كتب "المنطلق" و"العوائق" و"الرقائق" تمنح الدعاة الأدوات النفسية والعلمية والفكرية المطلوبة للعمل الإسلامي.
أما رئيس مؤسسة "حلوان" الدكتور عبد الرحمن سودين، فوصف الراشد بأنه أحد رجال الدعوة "الأفذاذ"، مشيرا إلى أن مساهماته الدعوية والفكرية لا تحصى داخل ماليزيا وخارجها. وقال للجزيرة نت "لا يكاد يوجد أحد من رجالات الدعوة والفكر الإسلامي المعاصر في ماليزيا إلا تأثر بفكر الراشد ومنهجه، ذلك أن كثيرين منهم تتلمذوا على يديه في العراق وبريطانيا وماليزيا وغيرها".
ويضيف سودين أن ترجمة كتب الراشد للغة المحلية ساهمت في نشر فكره ومنهجه على مختلف المستويات، لا سيما الكتب المشهورة مثل المنطلق والرقائق والعوائق، نظرا لأن كل واحد من هذه الكتب يناقش فسلفة تربوية ودعوية مختلفة.
ويرى سودين أن السيرة العملية، لمن يكرر وصفه برائد الدعوة، ستبقى مصدر إلهام للدعاة والمفكرين من بعده، ويقول إن تجربة الراشد الشخصية تؤكد تجاوزه كل التحديات والعقبات التي واجهته منذ بداية عمله الدعوي وفي بيئات سياسية واجتماعية واقتصادية صعبة.
وبحسب ما قاله للجزيرة نت الدكتور صلاح القادري، فإن الراشد ربط بين مشروعي النهضة وتحرير فلسطين. وقال القادري، أستاذ الدعوة والإدارة الإسلامية في جامعة العلوم الإسلامية الماليزية، إنه تتلمذ وأمثاله من الشباب على كتب الراشد في المرحلة الثانوية، ويعرب الأستاذ الجامعي البالغ من العمر 63 عاما، عن ثقته بأن أجيالا كثيرة ستتبنى منهج المفكر الراشد.
ويؤكد القادري أن الراشد حمل همّيْن متداخليْن، وكافح من أجلهما بقلمه ولسانه، هما: نهضة الأمة وتحرير فلسطين، ويتجليان في كتاباته وجميع أعماله التي ركز فيها على إعداد الشباب والأمة لتحمل المسؤولية الكبرى.
ويضيف القادري بأن الراشد استبشر كثيرا بمعركة طوفان الأقصى التي اعتبرها ثمرة إعداد تربوي وتنظيمي وعسكري جاد ومتواصل، بل رأى فيها ثمرة ونتاجا لفكره في الإعداد والتربية.
وهو ما أكده كذلك رئيس مؤسسة "إكرام" البروفيسور بدلي شاه، وقال إن طموحات الراشد كانت كبيرة تتعلق بنهضة الأمة، وكان يتوقع أن تتحقق في حياته، وأولى اهتماما خاصا بفلسطين، واستشعر مع بداية طوفان الأقصى بداية العد العكسي للتغيير لما تسببت به من نهضة توعية عالمية.
وفي السياق ذاته، يعتقد بدلي شاه بن بحرين أن الراشد كان محقا في أن طوفان الأقصى يبشر بتغيير كبير، يؤكده حجم الإقبال على الإسلام في الغرب، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن نسبة من يدخلون في الإسلام في بريطانيا تضاعفت 4 مرات منذ بداية الحرب على غزة.
أما أستاذ علوم القرآن في جامعة العلوم الإسلامية الماليزية الدكتور سامر سمارة، فأكد من خلال معرفته الشخصية بالأستاذ الراشد بأنه أحد أكبر المفكرين الذين تبنوا قضية فلسطين باعتبارها قضية الأمة. وقال في كلمة تأبين "إنه كان يحمل هم أمة ومات على هذا الهم، وأنه جاهد وتحمل السجن والاضطهاد وهاجر في سبيل نهضة أمته وتحرير الأقصى وفلسطين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
أوقاف بني سويف تطلق حملة تفتيشية موسعة لضبط العمل الدعوي ومتابعة المساجد
في إطار توجيهات الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، بشأن تعزيز الرقابة الميدانية على المساجد، وضبط منظومة العمل الدعوي وفقًا للمنهج الوسطي الأزهري المستنير، أطلقت مديرية أوقاف بني سويف حملة تفتيشية موسعة تحت إشراف مباشر من فضيلة الدكتور عاصم قبيصي، وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، وبمشاركة فعالة من إدارة الدعوة، وتفتيش المتابعة، ومديري الإدارات الفرعية، ومفتشي الدعوة بكافة الإدارات.
وتهدف هذه الحملة إلى التأكد من انضباط العمل الدعوي داخل المساجد، والوقوف على مدى التزام الأئمة والخطباء بتوجيهات الوزارة في ما يخص أداء خطب الجمعة والدروس اليومية، والالتزام بموضوعات الخطب الموحدة، وإبراز رسالة المسجد في التنوير والتزكية، مع التأكيد على نشر قيم الاعتدال ونبذ الغلو والتطرف.
و تواجدت لجان التفتيش في جميع الإدارات الفرعية، حيث تابعت تنفيذ الخطاب الدعوي المقرّر، وراجعت مستوى الأداء داخل المساجد، ومدى التزام العاملين فيها بالتعليمات الوزارية، بالإضافة إلى التأكد من نظافة المساجد، وصيانتها، واستعدادها التام لاستقبال المصلين في أفضل صورة تليق بجلال بيوت الله.
وأكد الدكتور عاصم قبيصي أن هذه الحملة تأتي تنفيذًا لتعليمات معالي وزير الأوقاف، الذي يولي أهمية بالغة للمتابعة الميدانية والارتقاء بالمستوى الدعوي للمساجد، مشددًا على أن الوزارة تسعى إلى دعم الأئمة المتميزين والملتزمين، واتخاذ ما يلزم تجاه أي خلل أو تقصير يُخلّ برسالة المسجد أو مظهره الحضاري.
كما أثنى فضيلته على التفاعل الإيجابي من إدارة الدعوة وأقسامها وتفتيش المتابعة والسادة مديري الإدارات ومفتشي الدعوة، والجهود الكبيرة التي يبذلونها في هذا الإطار، مؤكدًا أن الحملة ستتكرر بصورة منتظمة وشاملة، حرصًا على استمرار الانضباط والمتابعة الدقيقة.
وقد لاقت الحملة ارتياحًا واسعًا بين المصلين ورواد المساجد، لما لمسوه من اهتمام ومتابعة، وحرص واضح من وزارة الأوقاف على الحفاظ على مكانة المسجد ورسالته في البناء الإيماني والتربوي للمجتمع.
وتؤكد مديرية أوقاف بني سويف أنها ماضية في تنفيذ توجيهات الوزارة، في ما يتعلق بتكثيف حملات التفتيش، وتقديم تقارير دقيقة عن سير العمل الدعوي، مع الحرص الدائم على تطوير الأداء الدعوي، وضمان التزام الجميع بضوابط الخطاب الديني الأزهري الوسطي الذي تتبناه الدولة المصرية.