وسطاء الظل.. كيف استمرت روسيا في الازدهار رغم العقوبات الغربية؟
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
رغم العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، تواصل موسكو تسجيل معدلات نمو اقتصادي قوية بفضل شبكة من الوسطاء في آسيا الوسطى.
وحسب تقرير نُشر على موقع جيوبوليتيك، حققت روسيا نموا اقتصاديا بنسبة 3.6% في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل النسبة إلى 3.2% في عام 2024، وذلك على الرغم من 14 حزمة عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي حتى الآن.
العقوبات التي استهدفت صادرات الطاقة الروسية، خصوصا النفط والغاز، لم تكن كافية لتعطيل الاقتصاد الروسي.
ويرجع هذا -وفقا للتقرير- إلى استمرار الدعم الحكومي للاستهلاك المحلي، بالإضافة إلى "وسطاء الظل" من السفن الناقلة التي تتجنب العقوبات، والأهم من ذلك، الدور الكبير الذي تلعبه دول آسيا الوسطى كوسطاء اقتصاديين.
ازدهار في آسيا الوسطىوتظهر الأرقام أن دول آسيا الوسطى قد شهدت نموا اقتصاديا غير متوقع نتيجة لتلك الديناميكيات. ويذكر التقرير كازاخستان على سبيل المثال، فقد زادت صادراتها إلى روسيا من 40 مليون دولار في عام 2021 إلى 298 مليون دولار في عام 2023.
كما ارتفعت واردات كازاخستان من الإلكترونيات من أوروبا بشكل كبير، ما يشير إلى أن كازاخستان قد أصبحت وسيطا لنقل المنتجات الأوروبية إلى روسيا، مما يعزز اقتصادها بشكل كبير.
وتوسعت أيضا اقتصادات دول أخرى مثل أرمينيا وأذربيجان وجورجيا وتركيا بالكيفية ذاتها.
ووفقا لتقرير سابق لصحيفة الإيكونوميست، زادت صادرات الاتحاد الأوروبي إلى هذه الدول بنسبة 50% في عام 2023 مقارنة بعام 2021، ما يعكس تحول التجارة بعيدا عن روسيا مباشرة عبر وسطاء في آسيا الوسطى.
عقوبات ثانويةوفي مواجهة هذه التحديات، لجأ الغرب إلى فرض عقوبات ثانوية على شركات في أرمينيا وأوزبكستان. ومع ذلك، يبدو أن هذه الإستراتيجية أشبه بلعبة القط والفأر، حيث تظهر شركات جديدة لتحل محل تلك التي أُدرجت في القائمة السوداء وفقا لجيوبوليتيك.
علاوة على ذلك، فإن توتر العلاقات مع دول آسيا الوسطى يشكل خطرا على الاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد الآن بشكل متزايد على الغاز الطبيعي من دول مثل أذربيجان.
لكن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى تأثير العقوبات، فوفقا لتقرير نشرته "ذي إنسايدر"، انخفضت واردات روسيا من تركيا بنسبة 30% خلال 6 أشهر، كما انخفضت التجارة مع الصين بعد ارتفاعها الملحوظ، وذلك بسبب تزايد الحذر في القطاع المصرفي.
لكن جيوبوليتيك يرى أن ذلك سيمكّن روسيا من مواصلة استغلال شبكتها من الوسطاء في آسيا الوسطى للتغلب على العقوبات، بينما يواجه الغرب تحديات كبيرة في محاولة إيقاف هذا التدفق التجاري السري الذي يعزز الاقتصاد الروسي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی آسیا الوسطى فی عام
إقرأ أيضاً:
دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة
تشير دراسة استمرت 16 عامًا إلى أن الحفاظ على الإيجابية يمكن أن يقلل من خطر فقدان الذاكرة في منتصف العمر.
تتبع الباحثون أكثر من 10 آلاف شخص تزيد أعمارهم عن 50 عامًا ووجدوا أن أولئك الذين يتمتعون بمستويات أعلى من الرفاهية كانوا أكثر عرضة لتحقيق نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة.
كما أفادوا بشعور أكبر بالتحكم والاستقلالية والحرية في اتخاذ الخيارات مقارنة بالآخرين.
ورغم أن العلاقة كانت صغيرة، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أنها مهمة.
قال المؤلف المشارك جوشوا ستوت، أستاذ الشيخوخة وعلم النفس السريري في جامعة كوليدج لندن: "تمثل هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم التفاعل بين الرفاهية والذاكرة بمرور الوقت. إنها تقدم رؤى جديدة حول كيفية ارتباط الرفاهية المبلغ عنها ذاتيًا بالذاكرة والعكس صحيح. بينما نتائجنا أولية، إلا أنها تسلط الضوء على أهمية الأخذ في الاعتبار التأثيرات النفسية والاجتماعية على صحة الدماغ مثل الذاكرة."
تتبعت الدراسة 10 آلاف و760 رجلًا وامرأة فوق سن الخمسين شاركوا في الدراسة الطولية الإنجليزية للشيخوخة. تم تقييمهم في الرفاهية والذاكرة كل عامين، ما مجموعه 9 مرات خلال فترة الدراسة التي استمرت 16 عامًا، بدءًا من عام 2002.
فحص الباحثون قدرة الأشخاص على تعلم واسترجاع 10 كلمات على الفور وبعد تأخير. كما تم تقييم الرفاهية باستخدام استبيان جودة الحياة، الذي يبحث في مجالات مثل المتعة والتحكم والاستقلالية. شملت الأسئلة التي طُرحت على الأشخاص عبارات مثل: "أستطيع أن أفعل الأشياء التي أريد أن أفعلها"، و"أشعر أن الحياة مليئة بالفرص".
وجدت الدراسة علاقة صغيرة ولكنها ذات دلالة بين ارتفاع مستوى الرفاهية وتحسن الذاكرة، والتي استمرت حتى بعد أخذ أي اكتئاب في الاعتبار.
إعلاناقترح الباحثون أسبابًا قد تجعل الرفاهية تؤثر إيجابًا على الذاكرة، مثل أن الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة لممارسة الرياضة، مما يحسن الصحة.
وأضافوا أن العمر والجنس وعوامل نمط الحياة الأخرى والحالة الاجتماعية والاقتصادية قد يكون لها أيضًا تأثير سلبي أو إيجابي على الرفاهية والذاكرة.
لم يجد المؤلفون أي دليل على أن ضعف الذاكرة هو الذي يسبب انخفاض مستوى الرفاهية لدى بعض الأشخاص، لكنهم أكدوا أنه لا يمكن استبعاد ذلك.
وقالت إيما تايلور، مديرة خدمات المعلومات في مؤسسة أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة، محذرة من أن هذا البحث هو بحث قائم على الملاحظة وأنه لا يزال هناك حاجة لمزيد من العمل لفهم كيفية ارتباط الرفاهية الإيجابية والذاكرة: "العناية بقلبك، والبقاء يقظًا، والبقاء على اتصال هي مفاتيح حماية صحة دماغنا مع تقدمنا في العمر."
وأضافت: "العناية برفاهيتنا العقلية تلعب دورًا مهمًا في صحتنا العامة. ولم يفت الأوان أبدًا للبدء في اتخاذ خطوات للحفاظ على صحة أدمغتنا طوال حياتنا وتقليل التأثير المدمر للخرف."
قالت الدكتورة إميلي ويلروث، الأستاذة المساعدة في العلوم النفسية والدماغية بجامعة واشنطن في سانت لويس، ميزوري، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "في المستقبل، سيكون من الرائع أن يتمكن هذا البحث من البناء على أسس أبحاث الذاكرة المستمرة لإبلاغ الإستراتيجيات التي تدعم الصحة الإدراكية لدى السكان المسنين – وهذا هو الهدف."