صلالة- العُمانية

تُسهم المبادراتُ الشبابية بسلطنة عُمان بشكل عام ومحافظة ظفار بشكل خاص في إيجاد حراك اقتصادي وفرصٍ استثمارية تعزز الاقتصاد الوطني وزيادة دخل الأفراد وإيجاد فرص عمل للشباب.

ولأنّ خريف ظفار موسم استثنائي، فقد أوجد فرصًا عديدة لمشروعاتٍ شبابيةٍ ذات طابعٍ ابتكاري بدعم الجهات الرسمية ذات الصلة وبالشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص.

ومن بين النماذج لهذه المشروعات في مجال ريادة الأعمال مشروع "أوسارا" الترفيهي الذي تحدث عنه ماجد بن علي المسهلي، أحد مؤسسي المشروع قائلا: "تتمثلُ فكرة المشروع في إقامة موقع سياحي ترفيهي متكامل على شاطئ منطقة ريسوت بولاية صلالة في محافظة ظفار بإدارة مجموعة من الشباب العُمانيين، ويُمثل وجهة سياحية متكاملة تتضمن أنشطة وفعاليات ترفيهية وثقافية متنوعة وجلسات استرخاء، تتناسب مع كافة الفئات العمرية".

وأضاف أن المشروع أدرج ضمن فعاليات خريف ظفار 2024، ويشتمل على برامج وأنشطة متنوعة لخدمة الزوار من بينها الفعاليات الثقافية، والترفيهية، والمطاعم، والمقاهي المطلّة على البحر، إلى جانب الجلسات الشاطئية.

وأشار المسهلي إلى أن المشروع السياحي يُعدّ صديقًا للبيئة؛ لأنّه اعتمد في بنائه على أخشاب معاد تدويرها بنسبة 70 بالمائة، مبينا أن إدارة المشروع تخطط لإضافة وتحسين بعض الفعاليات الترفيهية لتعزيز الخدمات السياحية لزوار الموقع، منها: تحدي رمي الأسهم، والرماية بالفأس، إلى جانب رياضة الدراجات المائية وتوفير القوارب المائية وركوب الخيل.

وبيّن أن مشروع "أوسارا" تم تأسيسه في عام 2022 بجهود شبابية عُمانية وبدعم من قِبل بلدية ظفار وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وميناء صلالة وغرفة تجارة وصناعة عُمان، وذلك ضمن الجهود المبذولة لتشجيع المبادرات الشبابية وتنميتها وتعزيز قطاع ريادة الأعمال بالمحافظة.

ولمؤسس موقع "لامير المغسيل" نادر بن بخيت فاضل قصة مع مشروعه الذي يتضمن إنشاء موقع سياحي ترفيهي ويُقام للعام الثالث على التوالي منذ تأسيسه في عام 2022 بإدارة شبابية، ويحتوي على مطاعم ومقاهٍ متنوعة ومساحة مخصصة لألعاب الأطفال، إلى جانب توفير قوارب نزهة للاستمتاع بجولات بحرية، مع وجود شلال اصطناعي وجلسات شاطئية مخصصة للعوائل.

وبيّن أن المشروع يُسهم في تعزيز الجوانب السياحية في منطقة المغسيل بولاية صلالة، عن طريق توفير خدمات ترفيهية وسياحية متنوعة للعائلات والزوار خلال موسم الخريف الاستثنائي، فضلًا عن توفير فرص عمل للشباب العُمانيين وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأشار إلى أّن المشروع جاء بدعم من بلدية ظفار والشركة العُمانية للاتصالات "عُمانتل" وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، موضحًا أن الخطة المستقبلية للمشروع تتضمن تطويره وتشغيله في مختلف المواسم السياحية في المحافظة بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وحول المشروعات الشبابية المُقامة في سهل أتين بولاية صلالة، يقول حمزة بن محمد الغساني صاحب موقع "سيدا بارك" إنّ المشروع يحتوي على مجموعة من العربات المتنقلة تقدم الوجبات والمشروبات والخدمات المرتبطة بها، بمشاركة عدد من المقاهي والمطاعم المعروفة على المستوى المحلي والخارجي.

وأضاف أن موقع "سيدا بارك" يسعى إلى إبراز الجوانب الثقافية والفنية والترفيهية بطابع محلي وعالمي، لافتا إلى مشاركة أكثر من 45 عربة طعام ثابتة ومتحركة تُقدّم شتى أنواع الوجبات المحلية والعربية والعالمية، بالإضافة إلى ركن "سيدا بوتيك" المخصص للتسوّق وعرض منتجات الأسر المنتجة.

وأشار إلى أن "سيدا بارك" يتضمن مسرحا لتقديم الفعاليات الترفيهية والفنية للزوار وسينما خارجية.

وفي السياق نفسه، قال مسلم بن عبد السلام الرواس صاحب موقع "ريفيل بارك " بسهل أتين في ولاية صلالة إن المشروع الشبابي الذي نفذته شركة "صار" للفعاليات في نسخته الثانية يشتمل على ساحة مخصصة لمنافذ البيع المتنقلة في أنشطة المطاعم والمقاهي المحلية والعالمية بواقع 50 منفذًا بغية إيجاد وجهة ترفيهية وتجارية جاذبة تلبي احتياجات المواطنين والمقيمين والزوار.

وأضاف أن الموقع يشهد إقبالاً من قبل الزوار خلال موسم خريف ظفار السياحي نظراً لما يقدمه من تنوع في المأكولات والمشروبات المحلية والعالمية والفعاليات الترفيهية والفنية التي تتناسب مع مختلف الفئات العمرية، مشيرًا إلى أن دعم بلدية ظفار وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أسهما في إقامة المشروع الذي يُعد فرصة لأصحاب الأعمال لعرض وبيع منتجاتهم في مكان واحد.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ظفار تستحق الأفضل

 

 

علي بن سالم كفيتان

عندما نقول إنَّ ظفار تستحق الأفضل؛ فهذا لا ينفي ما هو موجود، ولا يُقلِّل من قيمة الحراك التنموي والتوجه للتطوير السياحي والاقتصادي للمحافظة، لكن من حقِّنا أن نقول إننا نُريد أفكارًا خلّاقة ونموًا سياحيًا مُستدامًا في هذا الركن الغالي من الوطن العزيز؛ فالظاهر لنا أنَّ بلدية ظفار تقوم قدر استطاعتها وإمكانياتها المادية والفنية برسم اللوحة، لكن علبة الألوان تبدو شاحبة وخام القماش المشدود بين الخشبات الأربعة بات لا يحتمل المزيد من الاجتهادات، الناتجة عن سياحة الطوارئ.

هذا العام سينعم السياح بجسر إتين، لكنهم سيقعون في فخ دوار حمرير، ونفس الأمر بالنسبة لتقاطع النهضة في قلب المدينة، الذي تم إعداد مناقصته كجسرٍ سينقل الزحمة إلى دوار برج النهضة، وهلُم جرًا، وربما تكتمل اللوحة بعد سنوات، لنصبح في وقتها بحاجة لتغيير كل ما فعلنا؛ فالنمو السكاني والضغط السياحي في المحافظة يقطعان مسافات لا يُستهان بها، مقارنة بقدرتنا على التخطيط السليم.

تستقطب ظفار في موسم الخريف حوالي مليون سائح في مدة لا تتعدى 40 يومًا تقريبًا، وهي فترة الذروة، وهذا العدد يوازي أكثر من ضعف عدد سكان المحافظة بكاملها؛ مما يعني أن على مدينة صلالة أن تمتص ما يزيد عن ضعف عدد سكانها، وأن تُوفِّر لهم الراحة والترفيه والتنقُّل السلس والمزارات السياحية التي تُخلِّد في ذاكرتهم صورةً جميلةً تجعلهم يعودون مرة أخرى في العام المُقبل. فهل المدينة قادرة بطاقتها الاستيعابية الحالية على ذلك؟ الجواب قطعًا "لا"، بدليل ما يحدث سنويًا من تكدُّس الناس في الشوارع والطرق والمزارات الطبيعية بشكل خانق؛ مما يجعل التجربة غير مُشجِّعة للكثيرين، وخاصة للقادمين من خارج عُمان، وهم الفئة الأكثر إنفاقًا؛ سواءً كانوا خليجيين أم أجانب، ولديهم تجارب في بلدان أخرى، جعلت من السياحة صناعة يُعتمد عليها في الدخل القومي.

ورُغم كل ما نسمع من ترويج سياحي للمواسم السياحية في عُمان، إلّا أنَّ الأعداد متواضعة جدًا؛ حيث لم نستحوذ العام الماضي في خريف ظفار 2024 إلّا على 140 ألف سائح خليجي، في الوقت الذي تُشكِّل فيه تلك الدول خزينًا سياحيًا عالميًا يُنعش معظم الوجهات في العالم خلال الصيف. فهل تدرس وزارة التراث والسياحة بعناية سوق السفر والسياحة الخليجية والعالمية؟ أم أنها تشارك من أجل المشاركة في معارض السفر والسياحة، معتمدة على آلية قديمة لم تعد تجذب السياح إلى عُمان، وإذا ما آمنَّا أن الإنفاق الحكومي على السياحة متواضع، إذا استثنينا المشاريع الخدمية التي تقدمها بلدية ظفار لمواكبة النمو السكاني، فهل استقطبت الوزارة مستثمرين سياحيين أنعشوا السوق وقدموا مشاريع عملاقة؟ تظل الإجابة على هذا السؤال مفتوحة لا تجد جوابًا شافيًا إلى الآن.                  

لقد سعى صاحب السُّمو السيد محافظ ظفار لإيجاد تكاملية بين الجهات في المحافظة لخلق قيمة مضافة والحد من تكرار الجهود، من خلال تبنِّي استراتيجية ظفار الشاملة التي وَضَعَتْ مرتكزات ومحاور أساسية للعمل في المحافظة، ولا شك أنها خطوة متقدمة جدًا لسلطة الحكم المحلي، في إطار تبني سياسة اللامركزية وحوكمة المحافظات، التي أطلقها المقام السامي، وحثَّ على السعي لترسيخها على أرض الواقع، عبر رصد موازنات لكل محافظة، وتفعيل دور المحافظين في الإشراف على الجهات التي تعمل في نطاق محافظاتهم. ولا شك أن محافظة ظفار أخذت قصب السبق في هذا المجال، وقطعت شوطًا مُهمًا في هذا المضمار، إلّا أن مُتابعة ما تمَّ الاتفاق عليه في استراتيجية ظفار الشاملة وضمان التنفيذ، سيكون هو حجر الزاوية في الحكم على جدية التوجه ومدى الاستجابة من قبل الجهات الحكومية والأهلية وجمعيات المجتمع المدني، وكيفية التعامل مع أي تحدٍ قد يُؤخِّر المسار الذي اختطته المحافظة.

تستطيع ظفار توظيف جميع الباحثين عن عمل في المحافظة، والمُقدَّر عددهم بـ20 ألفًا، إذا ما جرى توظيف المقومات الطبيعية والاقتصادية الهائلة للمحافظة، شريطة أن تتبع القطاعات الحاسمة كالنفط والغاز واللوجستيات والشركات الحكومية، سياسات تشغيل تُعطي الأولوية لأبناء ظفار، فلم يعد من المنطقي ولا المقبول أن تكون الحكومة تسعى إلى اللامركزية، بينما الشركات المُولِّدة للفرص لا زالت مركزية إلى النخاع؛ فالتوظيف يكون من المقر الرئيسي في مسقط العاصمة، ولا تخضع تلك الشركات لسياسات التشغيل المحلي في المحافظات، في الوقت الذي لا تحتسب فيه نسب التوظيف كذلك للمحافظات؛ بل للمقر الرئيسي في مسقط، وهذا ما لمسناه من التقصِّي مع مديرية العمل في محافظة ظفار.

عندما نقول إن ظفار تستحق الأفضل لا يعني ذلك أن يكون على حساب محافظة أخرى؛ بل لأنها بيئة خصبة للمال والأعمال وقادرة على دفع عجلة التنمية في كافة ربوع الوطن، من خلال توليد الفرص الاستثمارية وخلق الوظائف إذا ما تم استغلال موقعها الاستراتيجي ومواردها المتعددة مثل (الصناعة- السياحة- النفط والغاز والمعادن- الزراعة والأسماك- الخدمات اللوجستية- الطاقات البديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر.. إلخ) الاستغلال الأمثل.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ظفار تستحق الأفضل
  • إلهام شاهين تتصدر التريند بعد إطلالتها الشبابية في الساحل الشمالي «صور»
  • صلالة في سباق ماراثوني مع خريفها
  • «جبران» و «صبحي» يبحثان تعزيز التعاون في دعم العمالة والتمكين الاقتصادي للشباب
  • وزيرالثقافة بالفيوم يشدد على ضرورة تسريع وتيرة العمل للانتهاء من المشروعات الجاري تطويرها
  • المؤتمر: توسيع قاعدة الألعاب الرياضية وتوفير بنية تحتية قوية ضرورة
  • 73.6 مليون دولار حوّلها البنك الدولي لبرنامج أردني يعزز فرص المرأة اقتصاديا
  • زيادة إنتاج ومبيعات الشركات الصغيرة والمتوسطة في الصين
  • صلاة الفاتح .. ادريس يبرز نصله لذبح المشروع الإماراتي
  • تعديل جديد بنظام العمل يلغي اشتراط تضمين السبب المشروع بإشعار إنهاء العقود