عائشة الماجدي تكتب: (أولادنا وما بنجر فيهم الشوك)
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
ربما مليشيا الدعم السريع وأقزامهم من القحاتة يحاولوا أن يعزفوا على وتر القبلية النتِن لتمرير مخططهم البائس لضرب الجيش في تكوينه السوداني السوداني.. لكننا حينما ننظر إلى شاشة قيادة الجيش نجد بها جميع مكونات الأقاليم المختلفة من غير عنصرية ..
حينما يريد الجنجويد أن يصطادوا كانوا سرعان ما يتجهوا إلى الفريق أبراهيم جابر ظناً منهم أنه ينتمي إلى واحدة من قبائل الجنجويد لكنه ظل ثابت في طرف الحق طرف القوات المسلحة السودانية.
هؤلاء السُذج لا يعرفون أن الفريق إبراهيم جابر قومي من طينة السودانيين أولاد الجيش لا يغريه مال حرامية الجنجويد ولا يزعجه صوت نهيق عبدالرحيم ..
مضي جابر غير آبه بتوبيخ ولا بالشتائم التي تصل إلى بريده أو عبر الفضاء العام المفتوح أرسل لهم رسالة واضحة أنه من طينة عبدالمنعم الطاهر المُكحل بالشطة ومن طينة عثمان مكاوي أيقونة حرب الكرامة ومن عزم الرجال عبدالرحمن الطيب فارس الفشقة هؤلاء الرجال جمعتهم القومية الوطنية ولبسوا كاكي الوطن ونأوا بأنفسهم من جحيم القبلية البغيضة ..
موجة الهجوم الكاسحة على جابر قابلها ببرود مُهيب لم يردخ ولم يستجيب لإستفزازاتهم المتواصلة وربما يردد عبارته المعروفة ( ديل جهلة ) ..
للذين يتحدثوا مراراً وتكراراً عن جابر ووقفته القوية يجب أن يصطحبوا دارمود بابنوسة ويجب أن يصطحبوا اللواء حسن جودات جُل هؤلاء الرجال الذين يعملوا بمبدأ
( أصلو الزول بموت والذكرى تفضل حية ).. كتبوا على أنفسهم أنهم لن يضحوا بتراب الوطن مقابل حفنات جنيهات ولن يجرتقوا بغير كاكي الجيش القوقو ..
جابر يسد فرقة كبيرة لربما خُصصت له ليُدير إقتصاد الحرب بثبات كبير في فترة ضغوطات وخنق من غالبية الدول على السودان بحنكة وبسياسة العلم والمعرفة..
جابر إستطاع أن يقود الإقتصاد بإقتصاد حقيقي بحسم عسكري وبفهم تخطيط هندسة جامعة الخرطوم..
جابر يقف على المطارات ويقف على المياة ويقف على الكهرباء وغيرها .. هذا عمله وتكليفه غير مشحود عليه.. لكن رجل بهذا الإخلاص للبلد مجرد التشكيك فيه يبقي محض إفتراء وتغبيش للحقائق..
يجب أن نقتل أي فتنة تقوم بشق قيادة الجيش الحالية يجب إطفاء أي نار تشتعل لحريق شخصية الفريق جابر وغيره من الذين يتواجدوا في صفوف الجيش من قبائل المليشيا فبحسابات المنطق ليس من مصلحتنا ومصلحة البلد الطعن في أي شخص يمثل جيشنا الوطني ومن المعروف أن كل القبائل فيها الصالح والطالح فيجب أن لا نوسع دائرة العداء وصنع عداوات من العدم ..
حينما نطعن فيهم وقتها سوف نقدمهم طُعم سهل لمليشيا الجنجويد..
عليه جابر ودارمود وجودات وغيرهم يمثلوا الشعب السوداني ويمثلوا القوات المسلحة السودانية ..
فالفريق جابر ودارمود بابنوسة وجودات وغيرهم أولادنا وما بنجر فيهم الشوك …
نظل نُكرر أننا ضد القبلية وسلاح القبلية سلاح مُحرم عندنا ..
وكفاية..
عائشة الماجدي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
صدقيني.. أنا وزوجتي منفصلان
في زمن أصبحت فيه الكلمة أرخص من النية، تنتشر جملة واحدة بين كثير من الرجال المتزوجين الراغبين في بدء علاقة جديدة في الخفاء، دون تحمّل مسؤولية اختياراتهم “صدقيني، أنا وزوجتي منفصلان”. جملة واحدة لكنها كفيلة بهدم امرأة، وتضليل عقلها، وتحويل مشاعرها إلى مسرح عبثيٍّ بين الشك والتصديق، تبدو الجملة في ظاهرها اعترافًا شجاعًا، لكن في باطنها هي مخرج سهل لمن لا يملك شجاعة المواجهة، ولا صدق النوايا؛ فالرجل الذي يقول هذه العبارة لا يتحدث بصدق، بل يتحدث بمكرٍ مُتقن، فهو لا يسعى للحب، بل للهروب، الهروب من مسؤوليته في منزله، الهروب من مواجهة ذاته، والبحث عن علاقة تمنحه ما حُرم منه- أو هكذا يدّعي ـ دون أن يضطر لتقديم شيء حقيقي بالمقابل، هو بارع في رواية تفاصيل مؤلمة عن زواجٍ ميت، عن زوجة لا تفهمه، عن بيت بلا روح، وفي كثير من الأحيان، يضيف لمسرحيته عنصرًا جديدًا، وهو الأطفال فيقول: إن الزواج مستمر فقط من أجل الأطفال، وبهذه العبارة يحاول غسل يديه من الخيانة، وكأن أولاده هم من أجبروه على الكذب، وكأن التضحية من أجلهم تستدعي أن يخون زوجته، ويخدع امرأة أخرى في ذات الوقت، هكذا يحول الكاذبون من الرجال أطفالهم إلى شمّاعة يعلق عليها كل قراراته، بدلًا من أن يكون قدوة في الصدق والاستقامة، الرجل الناضج لا يخون، ولا يختبئ، ولا يبرر كذبه بالأبوة أو الحزن أو الاحتياج، الرجل الحقيقي، إذا أراد امرأة، جاءها صادقًا، واضحًا، حاسمًا. أما من يفتح أبواب الكذب، فلا يستحق أن يُفتح له قلب. الحقيقة أن الرجل الذي يكذب بشأن وضعه العائلي، ويتلاعب بالمشاعر، ويستخدم أولاده لتبرير خيانته، ليس ضحية بل معتدٍ، والمشكلة لا تكمن في المرأة التي صدقت، بل في الرجل الذي تجرأ على أن يكذب أولًا، وللأسف الكثير من النساء يقعن في هذا الفخ ليس لأنهن ضعيفات أو جاهلات بالنوايا، بل لأن هذا النوع من الرجال يجيد لعب دور الضحية، يدخل حياتهن متخفيًا في قناع الرجل المكسور، الباحث عن الحب الحقيقي، فيدفعهن للتعاطف بدلًا من الحذر، وللحنان بدلًا من الحسم، هذا النوع من الرجال يذهب ويعود وعندما يعود لا يعود إليك حبًا، بل يعود لأنك المساحة المريحة له، حيث لا مطالب ولا التزامات، يعود بالكلام المعسول، بالمظلومية، وادعاء الوحدة، وكأنه ضحية حياة لم يخترها، يروي قصصًا عن زواج ميت، وزوجة لا تفهمه، وبيت لا دفء فيه، ليخلق حولك تعاطفًا، فتضعفين وتصدقين، فتعودين، واللوم هنا لا يقع عليه وحده، بل على من تمنح نفسها فرصة ثانية لرجل لم يغير شيئًا من أخطائه، فمن تعتقد أن حبها له سيغيره، أو أن نيته ستغلب واقعه واهمة، فكثير من النساء يسقطن في هذا الفخ لأنهن لا يردن تصديق أن شخصًا أحبّهن يستطيع أن يكذب بهذا الشكل، لكن الحب لا يعفي من الكذب، ولا يبرر الخداع، الحقيقة الصادمة هذا النوع من الرجال غير منفصل، وربما لا ينوي الانفصال هو فقط يريد أن يحتفظ بكِ كخيار جانبي، كظل لعلاقة تمنحه الاهتمام، الذي يفتقده دون أن يضطر لتغيير أي شيء من واقعه، يريد الحب دون التزام، والحنان دون مسؤولية، والاهتمام دون أن يضحي، وفي النهاية، عندما ينكشف أمره أو تطالبيه بالحسم، أو اتخاذ خطوة تجاه علاقتكم، يعود إلى عبارته المفضلة:” ليس الآن فالظروف معقدة”.، عزيزتي المرأة الرجل الصادق لا يحتاج إلى تبريرات، والرجل المنفصل حقًا لا يخشى الإعلان، ولا يختبئ خلف كلمات مبهمة أو وعود رمادية غير محددة الأهداف، أما من يعود إليكِ بجملة “صدقيني، أنا وزوجتي منفصلان”، فربما عليكِ أن تردّي عليه بهدوء:”عندما تصبح حرًا فعلًا، عدّ إليّ بكلمة واحدة فقط.. الصدق”.
NevenAbbass@