الدكتور عبد الباقي عبد الله المكي، الاستفهام الأخير: “كيف يمكننا صناعة حبٍ نُحارب من أجله؟”
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
الدكتور عبد الباقي عبد الله المكي (ت. 2024)
الاستفهام الأخير: "كيف يمكننا صناعة حبٍ نُحارب من أجله؟"
أحمد إبراهيم أبوشوك
(1)
كتب الدكتور عبد الباقي عبد الله المكي مقالاً رائعاً بعنوان: "هل يا تُرى؟ كيف يمكننا صناعة حبٍ نحارب من أجله؟"، قبل أربعة أيامٍ من تاريخ رحيله المؤلم في 28 أغسطس 2024، وقرظ ذلك المقال صديقه التاج ساتي سعيد، قائلاً: "ما يجعلني في حالة (اندهاش) دائمة كيف انتظر دكتور عبد الباقي كل هذه السنوات لكي يجود علينا بمخزون الإبداع، ويصنع لنا تماثيل الأحرف الأنيقة .
(2)
كيف تُصنع العقول النيرة والقلوب البصيرة؟
إن العقول النيرة والقلوب البصيرة، يا سادتي، لا تُصنع في مصانع لانكشير (Lancashire) البريطانية، أو شنغهاي (Shanghai) الصينية؛ لكنها حسب رؤي عبد الباقي تُصنع وفق مناهج التعليم "المدركة تمامًا أن الإنسان هو رأس المال الحقيقي، والمدركة لما يجب أن يكون عليه حال المواطن القادم في مقبل الأيام" سواء كان طبيباً، أو أستاذاً جامعياً، ومهندساً، أو أي من أصحاب المهن والحرف المجتمعية؛ لكنه خصَّ من هؤلاء السياسيون، والخصوصية من وجهة نظره "نابعة من خطورة الحقد والكراهية والحسد والمناطقية والجهوية والقبلية والغلو والغرور لدى شخص صانع للألعاب ومحرز للأهداف." والإشارة الخفية هنا إلى قادتنا السياسيين، الذين تنقصهم الخبرة ويفتقرون إلى الوازع الأخلاق تجاه قضايا الوطن الجريح، ولذلك يتمنى عبد الباقي ألا يكون السياسي "جحشاً" في تصريف شؤون الناس، أو "فرعوناً" فظاً غليظ القلب، ينفض الناس من حوله. فالسودان قد اكتفى من تجارب شذاذ الآفاق والظلمة التي أفسدت البلاد وشتت العباد. فالتعليم من وجهة نظره يغرس التآلف والمحبة في عقول الناشئة بخلاف السياسيين الذين يغرسون بذور الخلاف والكراهية والبغضاء بين الناس. والشاهد في ذلك أنه قد اصطحبنا في رحلاته الافتراضية المستقاة من قصيدة "سبل كسب العيش"، التي وضعها أستاذ الأجيال عبد الرحمن علي طه لطلبة المدارس الابتدائية. ويصف عبد الباقي تلك الرحلات الافتراضية بأنها كانت تلامس أطراف الواقع، ولذلك يقول: "فعندما نتجول مع صديقنا ود الفضل بين أشجار الهشاب في الجفيل، (ومن هناك قمت للجفيل ذات الهشاب النضر الجميل)، تكاد تلامس أصابعك كعانكيل الصمغ، وتتكرف أنفك رائحة لحاء أشجار الهشاب حديثة النزع. أما عند محمد قول فقد ارتجفت أيادينا واقشعرت أبداننا، ونحن نسحب سنارات الصيد، وتتفحص أعيننا ما علق بها من أسماك ملونة غاية في الجمال. واصابنا البحر بدواره، وبعضنا استفرغ ما بداخله من زلابية سيدة بابا رحمها الله، لما لا وقد ركب الخيال سرج الواقع وترادفا خيلاً وفارساً... وأطربنا منقو زمبيزى وهو يدندن وينقرش بأصابعه الأبنوسية على أوتار ربابته الجميلة، الموتّرة بجلد بقرة دٌفعت في سابق عهدٍ مهراً لوالدته...فخلّد ذكرى (المودة والمحبة)." وتتجلى عظمة المناهج الدراسية المدركة لقيمة الإنسان عندما ينقلنا عبد الباقي إلى مشهد ميري الجنوبية التي انفجرت بكاءً مراً عندما رفضت خالتها أن تشترى لها أصابع الموز الصفراء من أحد الخضرجية. ويقول عبد الباقي: ميري "بين البكاء والأسى هرول نحوها هذا الأسمر فارع الطول، يحمل إليها أصبعين من الموز، ويواسيها ويبلسم دواخلها." كلما تتذكره ميري من هذا المشهد الإنساني وجه صاحبنا الصبوح وعلى خديه علامة (H). ويقول عبد الباقي عرفت ميري مؤخراً "أنه واحد من الذين حفظوا صداقتهم مع منقو زمبيزى." لعمري هذا خيال بديع، ومناهج تعليميه تعكس طرفاً من غرسها في عقول بعض الطلاب، الذين أضحوا يأخذون بالمعلقة ويعطون بالكريق أمثال الراحل عبد الباقي عبد الله المكي، وذلك بخلاف نقائضهم الذين يأخذون بالكريق ويعطون بالمعلقة، ولذلك أفسدوا البلاد وشتتوا العباد.
(3)
الإنسانية في قاموس عبد الباقي
نلتمس هذه الإنسانية في اللوحة القلمية الرائعة التي رسمها عبد الباقي عن ميري الجنوبية التي عاشت سنوات حياتها الأولى في الخرطوم، ثم ارتحلت إلى مدينة سدني في أستراليا. وينقل عبد الباقي على لسانها قولاً بليغاً، يجسِّد قيمة من قيم الإنسانية والوفاء: "أنا الآن في سدني واحدة من أجمل المدن الأسترالية؛ ولكنني ما زلت أحن لذرات غبار الكادحين في الشوارع، ورائحة شواء عرق والدي المحروق بأشعة شمس يوليو في نهارات الخرطوم الملتهبة. كم أحبك يا سودان." ويتنقل عبد الباقي من هذا المشهد المفعم بقيمة الوفاء إلى أرض الوطن، قائلاً: "لن تعرفوا قيمة الوطن طالما أنتم شبعي، آمنون مطمئنون، لن تعرفوا قيمة الوطن طالما أنتم تتنابزوا لونًا وعرقًا وثقافةً. لن تعرفوا قيمة الوطن وأنتم فاسدون مفسدون لغيركم، لن تعرفوا قيمة الوطن وأنتم تفاخرون بانتماءاتكم [القبلية والعنصرية] ... يا أهلي في السودان الكبير لقد عكرتم صفاء الخرطوم. فصفَّر قطار النهايات السعيدة مغادراً؛ ليصفِّر قطار الشؤم معلنًا دخولها حاملًا في جوفه دمار العمار... يا ميري أقولها لك بصريح العبارة لن ينصلح الحال ونحن على ظهر الأرض. فقد دُمٌرت نفوسنا قصدًا وسذاجةً، وانطفأت في دواخلنا المصابيح الزواهر فأُعتمت. وتعلمنا كيف ننصب لبعضنا البعض (شرك أم زريدو)، ونقج شروك (الهبروكية)، إذا (لا خير فينا)." هذا اعتذار بليغ أيا أيها الراحل المقيم، يشكل طرفاً من أطراف استفهامك الأخير: "كيف يمكننا صناعة حبٍ نُحارب من أجله؟"
(4)
عبد الباقي وانفصال الجنوب
يواصل عبد الباقي رحلته الافتراضية مع منقو زمبيزي، قائلاً: اكلنا مع منقو البفرة بلبن البقرة، يا لها من وجبة ما زال طعمها في حلوقنا، وأصدقكم القول لقد غسل بعضنا أياديه، فرائحة اللبن ظلت عالقة بالأيادي وازعجتنا كثيراً... انظر كيف فرقت هذه النقطة بين بفرة وبقرة... وفُرٌق بيننا شمالًا وجنوبًا، ولا يزال شبح التفرقة وسيفها مسلطا على رقابنا." ثم يمضي ويقول: "وكأن من صاغ هذا المنهج التربوي المتفرد كان يرى بعينٍ بصيرة حال السودان الكبير، وتباين ثقافاته وأعراقه وأعرافه، وكلها عوامل تفرقه، إن لم تُسيَّج بالمحبة وتُنسج بقيم الإنسانية وتسقى لبنًا صافيًا دسمًا يغذى روح التسامح والتصافي واحترام الآخر." كأن عبد الباقي يقول من زاوية أخرى أن غياب التسامح والإدارة الراشدة للتنوع الذي فرضه واقعنا المعيش سيفضيان إلى تقسيم السودان وتمزيقه في ظل القيادة السياسية التي تعرف غير التحشيد والتحشيد المضاد، وغرس بذور "الهويات المميتة"، كما يسميها أمين معلوف. وتُشبه المحبة التي كان ينشدها عبد الباقي المحبة المبثوثة في روايات الطيب صالح. ولذلك يقول الطيب "يوم ينادي المنادي، قائلاً: "عبدك المسكين الطيِّب ود محمد صالح ولد عائشة بنت زكريا يقف بين يديك خالي الجراب، ومقطع الأسباب، ما عنده شيء يضعه في ميزان عدلك سوى المحبة." فنسأل الله أن يجعل المحبة التي عاشها عبد الباقي طولاً وعرضاً في ميزان حسناته الراجح؛ لأنها كانت محبة منبسطة للجميع، لا يسعها حيز جغرافي، ولا تحدها روابط صلب وترائب، بل كانت منداحة بقدر اندياح صاحبها في حب الآخرين، الذين بادلوه حباً بحبٍ.
(5)
خاتمة
لا أطيل عليكم في الاقتباس وإلقاء الإضاءات على مقال عبد الباقي الفخيم، الذي يجب أن يُقرأ مثنى وثلاث ورابع؛ لأنه يحمل أكثر من رسالة مفيدة في هذا الزمن العبوس، الذي شتت أهل السودان بين آهات النزوع ومتاهات اللجوء، ومن أهمها قوله: "إن كان هنالك خيرًا في سلطة قادمة" فالمطلوب منها وضع منهج تعليمي "يربى أطفالنا على الفضيلة والإيثار، وحب الخير للآخرين؛ لتسموا نفوسهم محلقة متعانقة حبًا وايثارًا، عسى ولعل يأتي يومًا نسود فيه العالم فضيلة وإنسانية." ألا رحم الله الدكتور عبد الباقي عبد المكي رحمة واسعة بقدر ما قدم، فعبد الباقي رجل لا نُعزي فيه، ولكن فيه نُعزى.
ahmedabushouk62@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: من أجله
إقرأ أيضاً:
المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية تطلق مؤتمرها الـ17 “البصمة الوراثية وتحرير الجينات” تحت رعاية سمو ولي العهد
أطلقت المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية مؤتمرها الدولي الـ17 “البصمة الوراثية وتحرير الجينات في عصر الذكاء الاصطناعي.. رؤية إسلامية” تحت رعاية سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، حفظه الله، وحضور وزير الصحة د.أحمد العوضي.
وفي كلمة ألقاها نيابة عن سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، حفظه الله، قال الوزير العوضي: إن اختيار موضوع المؤتمر يعد انعكاسا لوعي مؤسساتنا العلمية والفقهية بعمق التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في زمن تتقاطع فيه بعض معطيات الذكاء الاصطناعي مع القيم الإنسانية والضوابط الشرعية وتتشابك فيه القدرات التقنية مع مسؤولياتنا الأخلاقية والاجتماعية.
وأضاف أن العلوم الجينية غدت ركيزة من ركائز الطب الحديث حاملة آمالا واعدة لعلاج الأمراض الوراثية المستعصية وتطوير نماذج علاجية دقيقة تراعي التركيب الجيني لكل مريض لكن هذه الطفرات العلمية على ما تحمله من بشائر تطرح في المقابل تساؤلات دقيقة حول حدود التدخل البشري في الخلق ومشروعية تعديل الصفات الوراثية ومآلات التحكم في الجينات المشكلة لمستقبل الإنسان.
وأوضح أن البصمة الوراثية أصبحت من أدوات التحليل الجيني المستخدمة عالميا في مجالات متعددة لاسيما في الطب والعدالة وتظل كغيرها من التطبيقات العلمية محاطة بجملة من التحديات التي تستوجب نقاشا مؤسسيا متخصصا يراعي الأبعاد المختلفة في إطار من الضبط والوعي.
وذكر أنه مع تطور الذكاء الاصطناعي بات من الممكن تحليل ملايين الشفرات الوراثية في ثوان معدودة والتنبؤ بالاستجابات الدوائية والمسارات الجينية بدقة غير مسبوقة غير أن هذه الإمكانات تضع الإنسانية أمام مسؤوليات أخلاقية وتشريعية أبرزها التلاعب الجيني لأغراض غير علاجية وانتهاك الخصوصية الوراثية والتمييز الجيني واستغلال التقنية لأغراض تجارية أو تجريبية لا تضبطها المنطلقات الأخلاقية أو العلمية أو القانونية.
واستطرد قائلا “من هنا تتعاظم الحاجة إلى رأي مؤسسي راسخ يستند إلى علم رصين وفقه متزن وحكمة بصيرة ورأي يشارك في صناعته العالم المتخصص والفقيه المتمكن والمشرع الواعي والطبيب المؤتمن لوضع تصور متوازن يراعي مصالح الإنسان وأمانته في الاستخلاف”.
وأشاد الوزير العوضي بالدور الريادي الذي تضطلع به المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية التي تأسست عام 1984 بمبادرة كريمة من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، خلال رئاسته لمنظمة المؤتمر الإسلامي لتكون منبرا جامعا يواجه مستجدات الطب الحديث بعقل علمي وروح شرعية.
وذكر أن المنظمة ناقشت عبر العقود الماضية العديد من النوازل الطبية التي تمس جوانب الشريعة ومواطن التماس بين الاجتهاد الطبي والرأي الشرعي من أطفال الأنابيب إلى الخلايا الجذعية ومن الاستنساخ إلى الذكاء الاصطناعي ومن فقه الوبائيات إلى الرحم الصناعي مرورا بزراعة الأعضاء والطباعة الحيوية والبنوك الوراثية وغيرها من القضايا الدقيقة التي تتطلب عمقا في النظر واتزانا في الفتوى وحكمة مسؤولة في اتخاذ القرار.
وأكد أن انعقاد هذا المؤتمر على أرض الكويت وفي ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، يجسد رؤية الكويت في دعم العلم والعلماء وتكريس المبادئ الإنسانية وتوسيع جسور الحوار بين المعارف الحديثة وأحكام الشريعة الإسلامية، مشددا على أن تسخير العلم يجب أن يكون لخدمة الإنسان وأن التقنية ينبغي أن تبقى أداة للرحمة.
من جانبه قال رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية رئيس المؤتمر د. محمد الجارالله في كلمة له أثناء حفل الافتتاح إن “المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية مواكبا لأخطر التحولات العلمية التي تطال جوهر الإنسان وتركيبته الجينية” داعيا إلى “ضرورة إصدار موقف شرعي وعلمي متزن تجاه هذه القضايا”.
وأوضح الجارالله أن العالم اليوم عند مفترق طرق جديد في الطب الحديث حيث الذكاء الاصطناعي وتحرير الجينات قد يحملان وعودا علاجية عظيمة لكنهما في ذات الوقت يطرحان أسئلة أخلاقية جوهرية تتطلب من العلماء والفقهاء والمؤسسات الإسلامية والاجتماعية موقفا واضحا يبنى على العلم ويهتدى فيه بالشرع.
وأضاف أن “المنظمة” لطالما كانت سباقة في تناول القضايا المستجدة في مجالات الوراثة والطب والأخلاقيات مثل الاستنساخ والهندسة الوراثية والفحص الجيني وقدمت عبر مؤتمراتها السابقة توصيات علمية وفقهية أصبحت مراجع معتمدة في العالم الإسلامي.
وأعرب عن تقديره للجهود المخلصة التي يبذلها وزير الصحة، مثمنا عمله الدؤوب في الارتقاء بجودة الرعاية الصحية في الكويت ودعمه المتواصل للأنشطة العلمية التي تتقاطع مع القضايا الشرعية والإنسانية.
وأعرب د.الجارالله عن بالغ الشكر وعظيم الامتنان إلى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، حفظه الله، على دعم سموه الكبير وتشجيعه الدائم للمنظمة.
وثمن عاليا الرعاية السامية من لدن صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، والتي تحظى بها المنظمة وكان لها بالغ الأثر في استمراريتها ونجاح رسالتها.
بدوره أكد الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي د.قطب مصطفى في كلمة مماثلة أهمية التزام مؤسسات الفتوى والإفتاء والصحة في الدول الأعضاء بالمنظمة والمجتمعات المسلمة بالقرارات المجمعية الصادرة بشأن الذكاء الاصطناعي والبصمة الوراثية والجينوم البشري والهندسة الوراثية والجراحة التجميلية حفاظا على وحدة المرجعية الفكرية والشرعية للأمة.
واوضح أن أهمية هذا المؤتمر لا تنبع فقط من موضوعه المتقدم بل من كونه فضاء جامعا يمهد لصياغة رؤية شرعية إنسانية وأخلاقية مشتركة توجه مسارات التقدم العلمي نحو الخير العام وتقيه منزلقات الانفلات أو الاستغلال أو الفوضى.
وأشار إلى الحاجة المجتمعية الملحة لبناء منظومة معرفية وأخلاقية شاملة تعزز التعاون والتكامل بين أهل الاختصاص وتدعو إلى حوكمة عالمية عادلة لاستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجينية بما يحقق الأمن الجيني للبشرية ويمنع إساءة استخدام هذه التقنيات لأغراض عنصرية أو تجارية أو عسكرية.
ويستمر المؤتمر حتى يوم غد السبت مشاركة نخبة من العلماء والأطباء والفقهاء من مختلف دول العالم الإسلامي إلى جانب ممثلين عن وزارات الصحة والأوقاف والجامعات ومراكز البحوث، ويشهد عقد جلسات علمية وفقهية وورش عمل متخصصة، إضافة إلى معرض علمي حول الأجهزة الوراثية والبصمة الوراثية.