تساؤلات حول رحلة الناقلة سونيون بين البصرة والحُديدة
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تساؤلات مثيرة للجدل فرضت نفسها على الرأي العام العالمي بعد تعرض الناقلة اليونانية لهجمات حوثية في البحر الأحمر. .
فالناقلة تعود ملكيتها لشركة دلتا تانكر اليونانية. ومسجلة في المنظمة البحرية بالرقم (IMO: 9312145)، يبلغ طولها الكلي 274 مترا. وعرضها 50 مترا. يعود تاريخ ولادتها إلى عام 2006.
كانت الناقلة راسية في المياه الإقليمية العراقية عند العوامة الرحوية رقم ( 5 ) القريبة من محيط ميناء البصرة النفطي، وغادرت نحو البحر في الساعة الثالثة بعد الظهر من يوم 12 / 8 / 2024 بعد أكتمال تحميلها بنحو 150 الف طن من النفط الخام. ثم واصلت طريقها بسلام في الخليج العربي، وعبرت مضيق هرمز، ودخلت خليج عمان، فبحر العرب، فخليج عدن، وعبرت مضيق باب المندب تحت حراسة السفن الحربية، لكنها تعرضت في الساعة الخامسة فجراً لهجوم بزوارق حوثية في البحر الأحمر على بعدد 77 ميلا من سواحل اليمن وذلك بعد تسعة ايام من مغادرتها العراق. فتوقفت عن الحركة، وظلت عالقة هناك وعلى متنها طاقم مؤلف من 25 بحارا (روسيان، و 23 فلبيني). تم إجلاءهم على الفور. لكن الناقلة نفسها تعرضت لضربات اخرى يوم 23 من شهر اغسطس (آب). وبتاريخ 29 / 8 / 2024 قام الحوثيين بتفتيشها، ووضعوا متفجرات على سطحها، ثم فجروها و وثقوا هذه الوقائع بالصوت والصورة، لكنها لم تغرق حتى الآن. وبحسب الحوثي يذكر بانها كانت متجه إلي المواني الاسرائيلية، وحتماً حصلوا على المعلومات من مصدر موثوق حيث تم توثيق الضربة الأولى، ومن ثم التفجير الثاني، وإنزال الطاقم بسلاسة. .
هناك العديد من علامات الاستفهام. وفي ضوء ما تقدم اسمحوا لنا الآن بطرح التساؤلات التالية: هل ستتبخر استحقاقاتنا المالية، وتحترق في الهواء مع احتراق حمولة الناقلة المستهدفة. سيما ان ايرادات مبيعات النفط تذهب اولا إلى البنوك الامريكي ثم يجري ترحيلها إلى العراق بقرار أمريكي بموجب الوصاية المالية المفروضة علينا، والتي تحدثنا عنها في مقالة سابقة ؟. . واذا كان الأمر كذلك فما الذي يمنع وزارة النفط من إصدار بيان توضيحي حول هذه المسألة ؟. . هل كانت الناقلة متوجهة إلى ميناء يوناني أم إلى ميناء حيفا، على اعتبار ان الحوثيين يستهدفون الموانئ الاسرائيلية فقط ؟. . مما يزيد الموقف تعقيدا ان الناقلة (سونيون) هي الناقلة الثالثة التابعة للشركة نفسها، فقد سبقتها الناقلة Delta Blue، والناقلة Delta Atlantica في التعرض لضربات الحوثيين، فهل استغلت الشركة المالكة الظروف الامنية المربكة في البحر الأحمر وحققت مكاسبها من حقوق التأمين البحري على الطريقة التي انتهجها الملياردير اليوناني اوناسيس في الحرب العالمية الثانية ؟. والدليل على ذلك ان إشارة نظام تحديد الهوية التلقائي AIS الخاصة بالناقلة سونيون تشير إلى أنها كانت متجهة إلى سنغافورة. لكن حقيقة الأمر انها كانت في طريقها نحو البحر الأحمر، اي نحو المنطقة الساخنة المحفوفة بالمخاطر ومن غير المستبعد انها كانت متوجهة إلى ميناء اسرائيلي. فهل كانت وزارة النفط العراقية تعلم بملابسات الرحلة والشحنة وتفاصيلها الدقيقة ؟. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
محور عسكري جديد في القرن الإفريقي
متابعات تاق برس- كشف مصادر إعلامية إريترية، عن ترتيبات لتشكيل محور عسكري جديد في القرن الأفريقي يضم كلا من “مصر والسودان والصومال وإرتيريا”، وسط صمت رسمي من الأطراف المعنية، في وقت تتصاعد فيه التحولات الأمنية في البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
ويأتي المحور العسكري – بحسب الزاوية نت- وسط توترات كبيرة تشهدها منطقة الهضية الإثيوبية بين أديس ابابا الطامعة في الوصول إلى البحر الأحمر وإريتريا التي ترفض تلك المحاولات، وتحشد على الحدود عبر انتشار واسع لوحدات وآليات قوات الدفاع الإريترية، ضمن تحركات تهدف إلى تعزيز الوجود العسكري وتأمين النقاط الاستراتيجية على طول الشريط الحدودي.
وتمر العلاقة بين دولتي إثيوبيا وإريتريا بحالة من التوتر منذ فترة طويلة بسبب تحركات تقوم بها أديس ابابا وكثيرا ما تحدث الرئيس أسياسي أفورقي إلى تصاعد الجدل الإقليمي حول ملف البحر الأحمر، ومطالب إثيوبيا المتكررة بالحصول على منفذ بحري، وتحديداً ميناء عصب.
حيث قال أفورقي في لقاء تلفزيوني “كيف لنا أن نعطي ميناء عصب لآبي أحمد، بينما هو لديه اتفاقية تجارية مع جيبوتي؟ وفسر التصريح على نطاق واسع كإشارة إلى استمرار التقارب مع جيبوتي، وربما رسالة ضمنية لإثيوبيا بأن إريتريا لن تكون “جسر عبور” على حساب المصالح الجيبوتية.
ووجه الرئيس الإريتري أسياس أفورقي اتهامات مباشرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال إن أبو ظبي تلعب دوراً خفياً وخطيراً في تأجيج الأزمات بالقرن الأفريقي، وعلى رأسها النزاع في السودان، والتوتر المتصاعد حول موانئ البحر الأحمر.
وأشار إلى أن رئيس الإمارات محمد بن زايد يحاول بسط نفوذ بلاده على ميناء عصب الحيوي، وقال إن ما يحدث ليس مجرد مطالب إثيوبية، بل جزء من مشروع توسّعي تقوده أبو ظبي عبر شبكة من الموانئ والقواعد العسكرية.
وأضاف: “هذا ليس نهجًا شبيهاً بما قام به زايد المؤسس، بل سياسة توسعية تسعى للهيمنة على البحر الأحمر والمحيط الهندي”.
إثيوبياإريترياالسودان