سودانايل:
2025-07-29@16:07:33 GMT

دارفور وأمة السودان: أن تأتي متأخراً (1-2)

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

عبد الله علي إبراهيم

اكتنف التداول حول كلمة الفريق ركن عبدالفتاح البرهان للصحافيين الأحد الماضي نذراً عن قرب انقسام السودان. وليس في حديثه ولا تعليق قوات "الدعم السريع" عليه مع ذلك بما يأذن بمثل هذه النذر. فجدد البرهان في كلمته عهد القوات المسلحة أن تنهي الحرب في دارفور قبل أي ولاية في الشمال أو في الوسط، وأن السودان موحد.

وأكدت "الدعم السريع" من جهتها أنها، حيال تمنع الجيش عن التفاوض، ستفكر في إنشاء حكومة في الخرطوم وليس في أي جهة أخرى.
ومع ذلك، فلربما جاءت هذه المخاوف من الانفصال من كلمة لم يحسن البرهان عرضها. فقال إن الناس يتحدثون عن خيارات طُرحت بأن تكون الخرطوم للجيش في حين تكون الفاشر، عاصمة ولاية دارفور، لـ"الدعم السريع". وزاد لاحقاً أن العرض قضى بأن تكون الخرطوم والجزيرة للجيش، والفاشر للقوات المشتركة، أي حلفاء الجيش من قوات الحركات المسلحة، ولـ"الدعم السريع" البقية الباقية.
ولا نستبعد أن الناس فهموا منه أن هناك من جاءهم بمثل هذا العرض حتى مع قوله إنه لم يطرح عليهم، وأنه مما يعشعش من قدم في رأس من سماهم "المستعمرين الجدد"، بل زاد أنه لن يسمح حتى لأحد أن يأتيه بمثل هذا العرض. ولا يدري المرء لم احتاج البرهان إلى أن يطلع الناس المؤرقة بهاجس تقسيم البلد، ضمن هواجس أخرى عنها، بما يعشعش في رؤوس مبتلية بهذه المشاريع بينما لم يعرض أحد منهم هذا التقسيم عليه. فصعب أن يصدق الناس، وهم في هذه الشفقة على وحدة البلاد، أن هذا العرض بتقسيم البلاد "مجرد كلام أحلام" كما قال، وسيقولون إن العرض لا بد من أنه وقع والبرهان إنما يتجمل.
وأثار البرهان بحديثه مخاوف الانفصال من دون أن يقصد ربما. فأدلت النخبة بدلوها عن الانفصال كل بطريقته. فقال القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية "تقدم" خالد عمر يوسف إن الانقسام حق. فالمجتمع الدولي شرع يتعامل مع السودان كمناطق نفوذ توزعت بين الجيش و’الدعم السريع‘، بل والحركة الشعبية لتحرير السودان التي انتبذت السودان منذ أكثر من عقد وأنشأت دولتها المستقلة في جبال النوبة بجنوب كردفان. وجاء خالد في معرض خشيته من تشظي السودان بزعم "الدعم السريع" إقامة حكومة في الخرطوم للحد من شرعية البرهان، مما يعني، في رأيه، خطر التقسيم وتكرار تجربة ليبيا. ومع أن فكرة "الدعم" في إنشاء حكومتها في الخرطوم أقرب للوحدة منها إلى التقسيم ما دام أنها ستكون في مركز البلاد التاريخي، بل قالت "الدعم" إنها لن تسمح بتفكيك السودان في مثل ما حدث بانفصال جنوب السودان عام 2011.
ورأى القيادي في الحزب الشيوعي تاج السر عثمان أن رفض البرهان التفاوض كما حدث في إضرابه عن حضور مؤتمر جنيف (14 أغسطس الجاري) سيسعر الحرب، "مما يهدد وحدة البلاد بعد تصريح الدعم السريع أنها قد تلجأ إلى تكوين حكومة في الخرطوم للحد من شرعية سلطة البرهان، مما يعني خطر التقسيم وتكرار تجربة ليبيا."
تقسيم السودان هاجس وطني كبير، فبلد فقد ثلث أرضه وشعبه بخروج جنوبه منه لا بد من أن يتحسس عقله حين تتناتشه مثل هذه النذر والإنذارات التي أتينا عليها أعلاه. ويقال "مَن ذاق عضّ الدبيب خاف من جر الحبل". ولكن لم ينهض بعد أحد بحيثيات مقنعة بأن السودان إلى زوال بالتقسيم. فلم يصدر من أي طرف في هذه الحرب أي نأمة بالانفصال بأي جزء من السودان. وهذا بخلاف جنوب السودان الذي دعت صفوته إلى الانفصال وضرجت المطلب بـ "تمرد" الفرقة الجنوبية عام 1955 حتى قبل الاستقلال. ووقع الانفصال مع ذلك بالتفاوض بعد حرب طويلة باتفاق سلام كفل للجنوب حق تقرير مصيره. وقرر الجنوب الانفصال باستفتاء في 2011.
وجاءت أكثر المخاوف من تقسيم السودان من مصادر ثلاثة:
أولاً: من النموذج الليبي المنقسم بين بنغازي وطرابلس. ورأينا كيف لوّح به كل من خالد عمر يوسف وتاج السر عثمان من غير اتفاق. ومن يجلب هذا النموذج إلى الحالة السودانية يغض الطرف عن أمرين: أولهما أن بنغازي وطرابلس ظلتا دولتين منفصلتين حتى وحّدهما الاستعمار الإيطالي في 1924، أما الثاني فهو أن ليبيا، خلافاً للسودان، خاضت حربها الأهلية بالميليشيات من الطرفين وخلت من جيش قومي مهني كما عندنا. ومهما كانت قيمة هذين العاملين فهما مما لا بد من أن يُستصحبا متى قاربنا بين الوضعين في السودان وليبيا.
ثانياً: وبالنظر إلى دارفور والسودان، ذاع خلال الحرب الأهلية في إقليم دارفور أنه ظل معتزلاً السودان في سلطنته التاريخية حتى أخضعه النظام التركي – المصري (1821-1885) في 1874 قبل عقد من سقوطه هو نفسه على يد الثورة المهدية. كما اعتزلت دارفور السودان بعد استعماره بواسطة الإنجليز حتى ضموه إليه بعد نحو عقدين من احتلالهم له في 1898. ونواصل

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع فی الخرطوم

إقرأ أيضاً:

موسى هلال.. شوكة حوت جديدة في حلق حكومة “تأسيس”

متابعات- تاق برس- وصف مجلس الصحوة الثوري السوداني بقيادة موسى هلال، إعلان حكومة تأسيس بأنها محاولة يائسة وفاشلة.

 

وقال إن الغرض الأساسي منها هو ممارسة الضغوط على الحكومة السودانية للعودة لمنبر التفاوض والحفاظ على ما تبقى من فلول الدعم السريع بعد فشلها في استلام السلطة في السودان بالقوة.

 

وأكد أحمد محمد أبكر أمين أمانة الإعلام والناطق الرسمي باسم مجلس الصحوة الثوري السوداني في بيان أن الحكومة التي أُعلن عنها عبارة عن تجمع للعمالة والارتزاق والخراب والدمار والقتل والنهب والسلب والحرق والتشريد والنزوح واللجوء والاحتلال.

وأردف: “إنهم أدوات لتنفيذ أجندة خارجية ضد السودان معلومة ومكشوفة للجميع، ليس لهم أي هدف ولا مشروع وطني كما يدعون ويزعمون”.

وأكد دعم مجلس الصحوة الثوري لدور الحكومة السودانية وقواتها المسلحة في تحرير كل شبر من أراضي السودان لإحباط المخطط والمؤامرة الخبيثة بشكل نهائي.

 

وأظهر موسى هلال موقفا مغايرا لمواقف قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب، حيث أعلن دعمه الكامل للجيش السوداني، في حربه ضد الدعم السريع.

 

وهاجم هلال في أكثر من مرة تصريحات قيادة الدعم السريع المتمثلة في عبدالرحيم دقلو وحميدتي، واعتبر أن ما يجري محاولة لاختطاف الدولة السودانية عبر مرتزقة أجانب يتم جلبهم عبر المال بدعم مباشر من دولة الإمارات.

ويقول مراقبون إن موقف موسى هلال يمكن أن يشكل تحديا جديدا أمام الحكومة الموازية التي ستجد نفسها في مواجهة معارضة واسعة في دارفور التي تتخذها مقرا لإدارة نشاطها، لاسيما أن هلال يمتلك قاعدة كبيرة في دارفور وداعمين كثر من إدارات أهلية وزعماء قبائل مؤثرين، ليس فقط من المكونات العربية التي يعتمد عليها الدعم السريع في حربه، كحواضن اجتماعية، ولكن لهلال تأثير أيضا وسط المكونات الأخرى في المنطقة من قبل مكونات غير عربية.

ويتمتع موسى هلال بتواصل مباشر مع الزغاوة والفور، هذا فضلا عن كونه زعيمًا أهليًا يمتلك خبرة وحنكة كبيرة في دارفور.

الدعم السريعمجلس الصحوة الثوري السودانيموسى هلال

مقالات مشابهة

  • مني أركو: تشكيل ما يُسمى «حكومة تأسيس» يمهّد لتدخل دولي في الشأن السوداني
  • إعادة دفن جثامين من “الدعم السريع” في الخرطوم
  • “الدعم السريع” استخدم أسلحة محرمة دوليا في الخرطوم
  • مليشيا الدعم السريع استخدمت الغام محرمة دوليا في غابة السنط بولاية الخرطوم
  • حكومة موازية في نيالا.. ماذا تعرف عن خريطة نفوذ الدعم السريع في دارفور؟
  • ماذا يعني تشكيل حكومة موازية في غرب السودان؟
  • السودان يدين إعلان الدعم السريع حكومة موازية
  • موسى هلال.. شوكة حوت جديدة في حلق حكومة “تأسيس”
  • الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان
  • أطباء السودان: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على غرب كردفان إلى 27