عندما تسلك طريق الحق، يسعى المُرجفون دائمًا لاعتراضك، تارةً عبر إطلاق الأكاذيب والافتراءات، وتارةً أخرى من خلال بث الإحباط، من أجل إثنائك عن جادة الصواب، وتشتيت فكرك وتركيزك عمّا هو أهم وأفضل... هذا ما نراه الآن في الكثير من مُجريات الأحداث من حولنا، ولا يُفرق هؤلاء المرجفون بين أفراد أو مؤسسات أو دول؛ بل يصوبون سهامهم المسمومة تجاه كل من يُخالفهم، أو بالأحرى تجاه الأهداف المطلوب إثنائها وتثبيط المؤمنين بها.
وما يحدث على منصات التواصل الاجتماعي من بث لشرور الفتن ونفخ في نيران الطائفية والمذهبية، ليس سوى انعكاس لهذه المساعي السوداء، التي لا يُريد مُشعلوها إلّا تأجيج لهيب الفُرقة وزرع بذور الشقاق بين الأشقاء في الوطن الواحد والمصير والواحد، وبين أبناء الأمة الواحدة، رغم أننا أمة واحدة تؤمن بدين واحد وبرسول واحد وإله واحد.
والحقيقة التي لا تقبل الشك أو التشكيك، أن دُعاة الفتن لن يتوانوا عن خدمة أهداف مشبوهة تقف وراءها منظمات وكيانات وأجهزة، تساعد على تنفيذ مخططات جهنمية تستهدف استقرار الأوطان وتفتيت وحدتها وكبح جماح تقدمها وازدهارها.
وعندما نُمعن النظر في كل التحديات التي تعرض سبيل تقدم الأمة، العربية والإسلامية، نجد أن أذرعًا شريرة تمتد إلى كل دولة، وتسعى إلى تفكيكها من الداخل وبث الفُرقة والتنازع؛ الأمر الذي يستدعي الانتباه لكل ما يُحاك في الليل المُظلم لنا ولأمتنا.
إنَّ التحديات التي نواجهها لا يجب أن تصرف أنظارنا عن ضرورة مواصلة العمل والاجتهاد، والتمسُّك بالقيم الأصيلة التي نستمدها من تراثنا العُماني القيِّم، وديننا الحنيف، عندئذٍ لن تستطيع قوة في العالم أن تفت في عضدنا، مهما تكالب علينا الأشرار ومُثيرو الفتن.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أوروبا تتخذ قرارا صارما تجاه روسيا.. وموسكو تحذر من عواقبه الوخيمة
قررت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تجميد الأصول الروسية التي تبلغ قيمتها 210 مليارات يورو إلى أجل غير مسمى، مؤكدة أنها ستواصل العمل على زيادة تكلفة الحرب على أوكرانيا بالنسبة لروسيا.
وقالت مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن دول الاتحاد قررت إبقاء الأصول الروسية مجمّدة إلى أجل غير مسمّى، ما لم تدفع روسيا تعويضات كاملة لأوكرانيا عن الأضرار التي تسببت فيها.
كما أكدت كالاس أن الاتحاد الأوروبي سيواصل تصعيد الضغط على روسيا لدفعها إلى التعامل بجدية مع مسار المفاوضات.
من جهته، أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أن قادة الاتحاد تعهدوا بالإبقاء على تجميد الأصول الروسية إلى أن تنهي موسكو ما وصفها بـ"حربها العدوانية" على أوكرانيا وتتحمل مسؤولية التعويض عن الأضرار، موضحا أن الخطوة التالية ستتركز على تأمين التمويل اللازم لأوكرانيا خلال العامين المقبلين.
وأشار بيان لمجلس الاتحاد الأوروبي، إلى أن الدول الأعضاء قررت حظر إعادة الأصول المجمدة للبنك المركزي الروسي في دول الاتحاد، مبينا أن القرار جرى اتخاذه بشكل عاجل للحدّ من الأضرار المحتملة على اقتصاد الاتحاد الأوروبي.
وأكد المجلس، أنه في حال عدم حظر هذه الموارد، فسيتمكّن الجانب الروسي من استخدامها لتمويل الحرب ضد أوكرانيا، مما قد يفضي إلى عواقب خطيرة على اقتصاد الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء.
من جانبها رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بقرار المجلس، مؤكدة أنهم سيواصلون زيادة تكلفة الحرب بالنسبة لروسيا.
وقالت فون دير لاين، في بيان، إنهم سيعملون على ضمان أن تصبح أوكرانيا أقوى في ساحة المعركة وعلى طاولة المفاوضات.
وفي أول رد فعل روسي، قال المبعوث الروسي الخاص كيرلي ديمتريف إن "الأوروبيين سيواجهون عواقب وخيمة إذا قرروا استخدام أصولنا المجمدة".
وكان البنك المركزي الروسي قد استبق صدور القرار الأوروبي وأكد أن المقترحات التي نشرها الاتحاد الأوروبي لاستخدام أصوله غير قانونية، وحذر من أنه يحتفظ بحقه في استخدام جميع الآليات المتاحة لحماية مصالحه.
وينهي القرار الجديد عملية سابقة كانت تقضي بتمديد تجميد الأصول الحكومية الروسية التي تبلغ نحو 210 مليارات يورو كل 6 أشهر، وهي العملية التي تتطلب إجماع كل الأعضاء، وبذلك يبعد خطر رفض المجر وسلوفاكيا لقرار التمديد.
وبحسب صحيفة بوليتيكو الأمريكية فإن وثيقة داخلية اطلعت عليها تؤكد أن بلجيكا عبّرت عن معارضتها لخطة الاتحاد الأوروبي بشأن تجميد الأصول الروسية، كما أن إيطاليا تدعمها في هذا الموقف.
ومنذ 24 شباط/ فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في شؤونها.