نزوى.. مدينة التاريخ والحاضر
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
حمد الناصري
تُعد نزوى من أقدم المُدن في سلطنة عُمان ويرجع تأريخ تأسيسها إلى أكثر من خمسة آلاف عام حسب آخر البُحوث والدراسات الآثارية وهي أوَّل مدينة تمَّ اتخاذها كعاصمة سياسية لسلطنة عُمان، وسُمّيت أيضًا "بيضة الإسلام"؛ وذلك بسبب نشاطها الفكري، كما تخرّج منها أجيال كثيرة من الفُقهاء.
وأهل نزوى ورثوا الثّراء المعرفي كما اسْتورثوا الجدّية والإصْرار على العمل والإعمار.
ومن هُنا تأتي المُبادرة التي أطلقتها مجموعة من الشباب الغيورين على وطنهم من أبناء نزوى لإعادة هندسة البشر، الهدف منها تمكين فئة من الشباب لإحياء تُراث وتأريخ نزوى والارتقاء بحاضر المدينة ليكون امتدادًا راقيًا ومُضيئًا لتأريخها التليد من خلال إعادة إعْمار وإحْياء الشواهد التأريخية والحارات ليس فقط لتكون مصدرًا للجذب السياحي ولكن أيضًا لِتُعطي هذه المدينة الأصِيلة بصمتها التأريخية ورونقها العريق.
إنّ ما قام ويقوم به فريق العمل النزواني يستحق الوقوف عِنده، فترميم حارة العقر بنزوى، مُلهمة جبّارة، تستفزّ رغبة الشباب وتُنشّط هِمّتهم، ومُبادراتهم في إعادة تأهيل مشاريع نُزل تُراثية، بلغ عددها 20 نُزلًا تُراثيًا، و200 مطعم ومقهى و3 متاحف و15 سيارة سياحية، إضافة إلى 21 نشاطا مُختلفًا بتكلفة تصل الى 8 ملايين ريال عُماني، يعمل فيها 300 موظف عُماني، وفي خطتهم زيادة رقعة المشاريع وافتتاح أكثر من 10 مشاريع جديدة قبل نهاية العام الجاري 2024.
إنّ هذه الهِمّة العالية والأنشطة الجادة لِتُعبّر عن هندسة بشرية عُمانية مُستدامة وجذوة ألق تأريخي لا تنطفئ ولا تذوي، تُلهم الشباب للعمل والتطور وتهدف إلى دعم أفكارهم وطُموحاتهم لكي يُشمّروا عن سواعدهم ولا يركنوا إلى الدّعة والرّفاه .. وأيّما هدف أسمى في مُعادلة رفعة الوطن وإحْياء أمْجاده وصِناعة تأريخ جديد مُرتبط بأصالة وقِيم وتُراث عُمان وحضارتها ويحمل في طياته مسؤولية وطنية وتأريخية.
إنّ مِثْل هَاتِهِ المشاريع هي بحقّ نموذجًا يُحتذى بها في منظومة صِناعة السياحة التُراثية ناهيك عن قيمتها وأثرها التأريخي والمعنوي، وبرأيي الشخصي أعتقد أنها يجب أنْ تُعمم في جميع المُحافظات وأنْ يُتم نقل تجربتها إلى أسواق الولايات وخاصة الأسواق التراثية لكل ولاية ومُحافظة، مُستلهمة من تجربتها من عبق ماضي السلطنة ومن المزايا الخاصة بكل ولاية ومُحافظة.
لقد خرج شباب ولاية نزوى لنا وللعالم بعريقة التُراث وإلْهام المُستقبل ولْنأخذ بيدهم ونكون لهم عونًا في سبيل إنْجاز هذا المشروع الفذّ وتعميمه على سائر الولايات في سلطنتنا الحبيبة.
خلاصة القول.. إنّ أيّ مشروع ومنها صِناعة السياحة الداخلية تحتاج إلى "إعادة هندسة البشر" كما أطلقها رائد الأعمال إسحاق الشرياني الحريص والمُتمسك بتُراث مدينته التاريخية العريقة ومن معه من الشباب المُخلصين خِدمة لرؤية وطنهم المُتجددة.. وأطالب مُجتمع التُجّار بدعمهم ومدّهم ماديًا ومعنويًا وبالخِبْرة والمشورة، فتنشيط التجارة الداخلية والأسواق التراثية من مُلْهمات الإنسان، ومن مُبادرات شبابية يخدمون أنفسهم بأنفسهم.. فجهود أولئك الشباب تستحق منّا الاحترام والتقدير، وهذا العمل الجبّار والمُتميز يستحق الإشادة والتقدير، إنهم فخرٌ للشباب العُماني وذُخرٌ للوطن.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
علاء فاروق: المتحف الزراعي يشهد على ريادة مصر عبر التاريخ
تفقد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والنائب هشام الحصري رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، والنائب عبد السلام الجبلي رئيس لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ، وأعضاء لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ، المتحف الزراعي بالدقي، بحضور عدد من قيادات الوزارة.
وشملت الجولة تفقد المباني والمتاحف، حيث يضم ثمانية مبانٍ: متحف المقتنيات، المتحف اليوناني الروماني الإسلامي، متحف المجموعات العلمية، متحف النبات، متحف الزراعة المصرية القديمة، متحف القطن، البهو السوري، فضلًا عن قاعة السينما الملكية. كما يضم أيضًا ثاني نسخة من كتاب وصف مصر.
وخلال الزيارة، تم استعراض شرح وافٍ لتاريخ المتحف الزراعي، الذي أُنشئ عام 1930، في سراي الأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوي إسماعيل في حي الدقي، على مساحة إجمالية قدرها 30 فدانًا تشمل المباني والمسطحات الخضراء، بهدف توثيق ذاكرة مصر الزراعية، وليصبح نافذة تطل منها كل الأجيال على حضارة مصر الزراعية، وليكون شاهدًا على ريادة مصر الزراعية.
وأكد وزير الزراعة على أهمية المتحف الزراعي بالدقي، حيث يُعد أول متحف زراعي في العالم وثاني أكبر مكان من نوعه بعد المتحف الزراعي في العاصمة المجرية بودابست، لافتًا إلى أنه يثبت أن مصر من أهم الدول في المجال الزراعي، حيث ينفرد باقتناء مجموعة تاريخية زراعية هامة وكاملة، تتناول تاريخ الزراعة في مصر وتطورها على مر العصور.
وأشار فاروق إلى أهمية عودة القيمة التاريخية للمتحف، وأن يعود إلى سابق عهده، لافتًا إلى أن هناك خطة كاملة لتطوير المتحف الزراعي، بالشراكة مع العديد من رجال الأعمال المصريين الوطنيين، ليكون مزارًا للجميع، ولطلاب المدارس والجامعات، فضلًا عن المهتمين بالتاريخ الزراعي في مصر وخارجها.
فيما أعرب أعضاء مجلسي النواب والشيوخ عن تقديرهم للجهود المبذولة في تطوير المتحف الزراعي، لافتين إلى أهمية التكاتف وتضافر الجهود من أجل عودة المتحف لقيمته التاريخية والتراثية الهامة، وأن يعود قبلة للزائرين المهتمين بالقطاع الزراعي، والثقافة الزراعية من مختلف دول العالم.
وأشاد الوزير بالتعاون الوثيق بين وزارة الزراعة ومجلسي النواب والشيوخ، وخاصة لجنتي الزراعة والري بهما، في كافة الموضوعات المشتركة، وخاصة فيما يتعلق بدعم الفلاح المصري، وتحقيق التنمية الزراعية الشاملة والمستدامة، فضلًا عن تنمية قرى الريف المصري.
وشملت الزيارة أيضًا تفقد معرض زهور الربيع في نسخته الـ 92، فضلًا عن معرض «ديارنا» المقام على هامش المعرض بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي.
وتم خلال الزيارة لقاء العارضين والزائرين والتأكد من توفير كافة سبل الراحة لهم، حيث تم استطلاع آرائهم في المعرض وتنظيمه. كما تم الإشادة بالمستوى المتميز الذي وصل إليه إنتاج الزهور ونباتات الزينة ومستلزمات الإنتاج في مصر، والتنظيم الجيد له هذا العام، حيث تجاوز عدد العارضين فيه 160 عارضًا، من الشركات العاملة في مجال زهور الزينة والقطف والنباتات والصبارات النادرة، وأدوات تنسيق الحدائق، فضلًا عن عدد من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية
اقرأ أيضاًوزير الزراعة يطلق فعاليات ورشة عمل حول توطين صناعة المبيدات في مصر
وزير الزراعة يستعرض مع «إيفاد» نتائج أنشطة مشروع التكيف في البيئات الصحراوية