صدى البلد:
2025-05-20@22:43:59 GMT

بلال قنديل يكتب: بين الماضي والحاضر

تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT

الإنسان كان وما زال كائناً متغيراً، يتأثر بزمانه ومكانه، وتتبدل اهتماماته وأولوياته مع تغير العصور وتطور المجتمعات.

 فما كان يشغل عقل الإنسان في الماضي، لم يعد بنفس الأهمية اليوم، وما كان يعتبر رفاهية أصبح ضرورة، والعكس صحيح. بين الماضي والحاضر مسافة طويلة، تروي حكاية تطور الإنسان في اهتماماته وطباعه وأساليب حياته.

في الماضي، كانت اهتمامات الإنسان تدور حول البقاء وتوفير الأساسيات من مأكل وملبس ومأوى. كان الجهد ينصب على الزراعة أو الرعي أو الحرف اليدوية. العلاقات الاجتماعية كانت أعمق، والروابط العائلية أقوى، وكان الناس يتشاركون لحظاتهم بقلوب مفتوحة، بعيداً عن التعقيدات التكنولوجية.

أما في الحاضر، فقد تغير المشهد تماماً. أصبح الإنسان أكثر ارتباطاً بالتكنولوجيا، وأصبح الهاتف الذكي جزءاً لا يتجزأ من يومه. اهتماماته اتجهت نحو الاستهلاك، والبحث عن التميز الفردي، واللحاق بركب التحديث المستمر. حتى العلاقات أصبحت في كثير من الأحيان افتراضية، والشعور بالوحدة أصبح شائعاً رغم كثرة وسائل التواصل.

تغيرت أيضاً مفاهيم النجاح والسعادة. في الماضي، كان النجاح مرتبطاً بامتلاك أرض أو بيت أو عائلة مستقرة. اليوم، أصبح النجاح يقاس بعدد المتابعين، أو الإنجازات المادية، أو حتى بمدى الظهور في وسائل الإعلام. تغيرت الأولويات، وتغير الإنسان نفسه، فأصبح أكثر قلقاً وأقل صبراً.

لكن رغم كل هذا التغير، يبقى هناك خيط رفيع يربط بين الماضي والحاضر. الإنسان في جوهره لا يزال يبحث عن الأمان، عن الحب، عن التقدير، وعن معنى لحياته. قد تتغير الوسائل، وقد تختلف الطرق، لكن الجوهر يبقى كما هو.

بين الماضي والحاضر، هناك تطور واضح، لكنه ليس دائماً تطوراً إيجابياً. فربما علينا أن نتأمل في ماضينا لنستعيد بعض القيم التي فقدناها، ونوازن بين ما نكسبه من تقدم وما نخسره من إنسانيتنا.

طباعة شارك تطور الإنسان الزراعة الحرف اليدوية العلاقات الاجتماعية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تطور الإنسان الزراعة الحرف اليدوية العلاقات الاجتماعية بین الماضی والحاضر

إقرأ أيضاً:

رشيد يمنح “درجة النجاح”لأضعف مؤتمر قمة من حيث مستوى الحضور

آخر تحديث: 18 ماي 2025 - 10:16 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال  الرئيس رشيد في منشور على منصة “إكس،الاحد، “استضافت عاصمتنا بغداد بنجاح، القمة العربية وضيوفها الكرام من الزعماء والقادة ورؤساء الوفود المشاركة، في خطوة تؤكد إصرار العراق على أداء دوره الحيوي في المنطقة، وتبنّي سياسة خارجية تقوم على إرساء الأمن والاستقرار والسلام، والعمل المشترك في الارتقاء ببلداننا نحو علاقات اقتصادية وتجارية وثقافية تخدم شعوب المنطقة التي عانت الكثير وتنتظر منا الأفضل”.

مقالات مشابهة

  • هل الشهادة مقياس للنجاح ؟
  • دعاء تسهيل الامتحانات مكتوب.. ردده بيقين يرزقك الله النجاح
  • 5 نجوم كرة ينضمون لشبكة تليفزيون النهار
  • بنك ظفار يستعرض الإنجازات في "تقرير الاستدامة" للعام الماضي
  • حزب الإصلاح والنهضة يطلق هيكلًا جديدًا لأمانة الثقافة والفنون
  • جامعة حلوان تنظم البرنامج التدريبي المميز مهارات النجاح
  • دزيري: “بولبينة لم ينل ما يستحقه محليا”
  • رشيد يمنح “درجة النجاح”لأضعف مؤتمر قمة من حيث مستوى الحضور
  • استشهاد الإعلامية نور قنديل وعائلتها