مكسيم أوسيبوف لـ "الفجر": الذكاء الاصطناعي والتفاوض الحر سر نجاح "إندرايف" في مصر
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
المدير الإقليمي لـ "إندرايف": نستحوذ على 35% من السوق المصري ولن نتوقف عند هذا الحد
كشف مكسيم أوسيبوف، المدير الإقليمي لشركة "إندرايف" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن الخطط الطموحة التي تنفذها الشركة في السوق المصري، مؤكدًا أن التطبيق أصبح الأكثر تحميلًا في مصر للعام الثاني على التوالي، مع استحواذه على أكثر من 35% من السوق المحلي.
وفي حوار خاص مع "الفجر"، استعرض "أوسيبوف" ملامح استراتيجية التوسع التي تتبناها الشركة داخل مصر، خاصة في مدن الدلتا والصعيد، مؤكدًا أن نموذج "إندرايف" القائم على حرية التفاوض بين السائق والراكب يُعد أحد أبرز عناصر تميزها. كما تطرق إلى دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمة، ومساهمات الشركة في دعم الاقتصاد والمجتمع المصري، عبر توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتقديم خدمات نقل ذكي بأسعار عادلة وشفافة.
كيف تقيم أداء شركة "إندرايف" في السوق المصرية حتى الآن، خاصة وأنها تستحوذ على حصة سوقية تبلغ 35%؟اندرايف هو التطبيق الرائد في سوق تطبيقات النقل الذكي في مصر، واستطعنا الاستحواذ مؤخرًا على حصة تبلغ أكثر من 35% من هذا السوق الحيوي، كما يعد اندرايف هو التطبيق الأكثر تحميلًا في مصر للعام الثاني على التوالي. وتطبيق النقل الذكي المتوفر في أكثر من 25 مدينة مصرية التي بعضها يفتقر إلى وسائل نقل ذكية ومتطورة. بالإضافة إلى ذلك، نحن نستقبل مليون طلب من عملائنا يوميًا. كذلك نحن نستثمر ملايين الدولارات في مصر لتنمية أعمالنا ودعم مجتمعنا.
نحن نؤكد على التزامنا بالمبادرات والأعمال الخيرية والتأثير الاجتماعي، مما يضمن أن استثماراتنا تعود بالنفع على أعمالنا والمجتمعات التي نخدمها.
في مصر، لدينا نحو 150 موظفًا، يقودون أيضًا عملياتنا في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ونظرًا لأن مصر تُعدّ أكبر أسواق المجموعة في المنطقة من حيث حجم العمليات الإجمالي، فإننا نحرص على أن يتمتع فريقنا بحضور محلي قوي، مما يُعزز ارتباطنا الوثيق بالمجتمعات المحلية، ويعزز تأثيرنا على الاقتصاد والمجتمع المصريين.
ما هي العوامل التي جعلت السوق المصري أحد أبرز أسواق اندرايف على مستوى العالم؟نحن نصف مصر كسادس أكبر سوق لشركة اندرايف عالميًا، كما تحتل المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من ضمن سبع دول في المنطقة. وقد ساهمت عدة عوامل رئيسية في بروز مصر في استراتيجيتنا العالمية وهي:
عدد سكان مصر الكبير يمثل عامل جذب رئيسي لأي مستثمر أو شركة متعددة الجنسيات. فهي تُوفّر قاعدة عملاء ضخمة لخدمة أساسية كالنقل، تنخرط وتتكامل بعمق في الحياة اليومية لسكانها.
على مدار العقد الماضي، قطعت الدولة المصرية أشواطًا كبيرة في تطوير البنية التحتية. وقد ساهمت التحسينات الكبيرة في شبكات الطرق وشبكة الإنترنت في معالجة التحديات الحضرية الصعبة، وأبرزها الازدحام المروري. وقد أرست هذه التطورات أساسًا متينًا للخدمات القائمة على التكنولوجيا، مثل حلول اندرايف، للتوسع بكفاءة وتوفير تجربة مستخدم سلسة.
المراكز الحضرية في مصر شهدت طلبًا وإقبالًا كبيرًا على وسائل النقل المرنة وبأسعار معقولة، وهو ما يتماشى تمامًا مع نموذج التسعير الفريد من نوعه من نظير إلى نظير الذي تقدمه شركة اندرايف.
بالفعل نحن نعمل حاليًا في معظم المدن المصرية. ومع ذلك، نركز على توسيع نطاق خدمة الدراجات النارية لتشمل المزيد من المدن، وخاصةً الوجهات الموسمية، لتلبية الطلب المتزايد وتحسين إمكانية وصول العملاء.
ما هي رؤيتكم نحو فرص التوسع في صعيد مصر ومحافظات الدلتا تحديدًا؟ وما هي التحديات التي تواجهونها هناك؟
في منطقة الدلتا وصعيد مصر، يشهد قطاع خدمات النقل الذكي نموًا أعلى بكثير منه في العاصمة، ونحن نعمل على بناء ودعم هذه الأسواق. وقد أطلقنا منذ سنوات حلولنا في العديد من المدن الصغيرة بفضل الفكر الاستراتيجي، مع توقعات بمعدلات نمو أكثر ارتفاعًا لاحقًا. وقد حققنا هذا الهدف بنجاح كبير.
وبالفعل نواجه العديد من التحديات منها أن هذه العملية تتسم بالبطء بسبب انخفاض الثقافة الرقمية وضرورة بناء خدمات النقل الذكي من الصفر
في أقل من خمس سنوات، أصبحنا روادًا في سوقي مصر والمغرب التنافسيتين لخدمات النقل الذكي، وهما سوقان كانتا تضمان بالفعل شركات رائدة قبل وصولنا. فكيف نجحنا إذًا؟ يكمننا الإجابة على السؤال من خلال إيماننا الراسخ بمنح كلًا من المستخدمين والسائقين حرية تحديد سعر الرحلة ومرونة اختيار كيفية استخدام الخدمة. حيث يمكن لركابنا اختيار الخدمة من خلال تطبيق اندرايف، واقتراح الأسعار والتفاوض عليها، واختيار السائق. بينما يمكن للسائقين الاطلاع على جميع تفاصيل الرحلة، والتفاوض على الأسعار، وقبول أو رفض الطلبات دون أي غرامات. فبهذه الطريقة، نوفر حرية الاختيار لكلا الطرفين.
ومن خلال تطبيق اندرايف يمكن للسائقين الاطلاع على وجهة الوصول (النقطة ب) قبل قبول الرحلة، مما يمنحهم الشفافية والاختيار. وهذا على عكس معظم تطبيقات النقل الذكي الأخرى، هذه الميزة البسيطة، والثورية، تعني أن كلًا من الركاب والسائقين يخوضون تجربة في عالمًا يتحكمون فيه، بعيدًا عن الضغوط أو الخوارزميات التي تُملي عليهم أسعارهم. إنه نهج مربح للطرفين، يعزز علاقة أكثر توازنًا وعدالة بين جميع الأطراف المعنية.
نحن نؤمن بأن حلول النقل الذكي يجب أن تكون أكثر من مجرد معاملة، بل أداةً للتمكين الاقتصادي. يعزز نموذجنا القائم على مبدأ النظير للنظير والخيارات العادلة، مما يتيح للسائقين تحقيق دخلٍ عادل، وللركاب خيارات سفرٍ مرنةٍ وبأسعارٍ معقولة. لا يقتصر هذا النهج على الراحة فحسب، بل يهدف أيضًا إلى الحد من التفاوت الاقتصادي وخلق فرصٍ للمجتمعات المهمشة. من خلال إعطاء الأولوية للناس على الأرباح، ونسعى جاهدين لجعل العالم مكانًا أكثر عدلًا، رحلةً تلو الأخرى.
كيف توازنون بين الأرباح المستدامة وتوفير خدمات مريحة للعملاء مع الحفاظ على عمولة منخفضة تبلغ 10%؟إن نموذج عملنا صُمم بالكامل في الأصل على عمولة منخفضة والتسويق الشفهي. نحن لم نُخصِّص ميزانيات إضافية لتخفيض أسعار منافسينا. ولذلك، تُعَدُّ رسوم الخدمة البالغة 10% خيارًا مستدامًا ومريحًا لنا. وفي الوقت نفسه، لا يستطيع منافسونا تحمّل خفض عمولاتهم إلى هذا الحد، لأن ذلك سيُؤدي إلى انهيار نموذج أعمالهم بالكامل.
إلى أي مدى تعتمدون على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم، سواء في التسعير أو العمليات الأخرى داخل التطبيق؟نحن نستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل فعال لتحسين عملياتنا - بدءًا من التعامل مع طلبات دعم العملاء ومراقبة جودة المركبات إلى بناء الطرق اللوجستية المثلى. وفي العصر الحالي، إن تجاهل الذكاء الاصطناعي اليوم يعني تعريض مكانتك السوقية للخطر غدًا. أما الذكاء الاصطناعي، فيتيح تحسينًا ملحوظًا في جودة الخدمات. ونحن نستثمر بكثافة في حلول الذكاء الاصطناعي لدعم نموذج أعمالنا مما يسهم في مواصلة تقديم تجربة فريدة من نوعها لعملائنا.
هل هناك خطط مستقبلية لإضافة خدمات جديدة للتطبيق مثل خدمات الدفع الإلكتروني أو الدليفري؟
نحن نستكشف اتجاهات جديدة تتجاوز قطاع النقل الذكي، لا سيما في القطاعات التي يمكن أن تُحدث تأثيرًا ملموسًا على الحياة اليومية لعملائنا اليومية. وفي في مصر، من أهم أولوياتنا حاليًا بناء كيان هادف في المجال المالي.
كيف تحافظون على معايير الجودة والسلامة في الأسواق المختلف، خاصة مع وصول عدد التنزيلات العالمية للتطبيق إلى 280 مليون عملية؟لقد أصبحت منصات النقل الذكي خيارًا موثوقًا به للنقل الآمن داخل المدن وفيما بينها، ونحن في اندرايف نأخذ هذه المسؤولية على محمل الجد ونتجاوز معايير القطاع لضمان شعور كل من الركاب والسائقين بالأمان، على عكس العديد من المنصات الأخرى، يتمتع كل من السائقين والركاب بحرية اختيار من يستقلون معه خلال الرحلة بناءً على تقييماتهم السابقة وعدد الرحلات المكتملة، هذا الاختيار المتبادل يعزز الثقة ويعزز السلامة العامة والراحة أثناء الرحلة.
ومن أهم مميزات الأمان الموجودة على تطبيق اندرايف:
مشاركة الرحلات مباشرةً: حيث يُمكن للمستخدمين مشاركة تفاصيل الرحلة مباشرةً مع الأصدقاء أو العائلة.
زر SOS: والذي يُنبه جهات اتصال الطوارئ أو السلطات فورًا في حالة الطوارئ.
الدعم السريع الذي يقدمه تطبيق اندرايف للعملاء في المواقف الطارئة أو الغير متوقعة.
التعاون بنشاط وفاعلية مع السلطات المحلية عند الحاجة لحل المشكلات بسرعة وضمان استعادة سلامة المستخدم كأولوية قصوى.
نحن نوفر للسائقين دخلًا ثابتًا ومستقرًا، وندرس جديًا توفير فرص تمويل أخرى مع شركائنا، وتمكين سائقينا من الوصول إلى هذه الفرص. الأن يعمل تحت مظلة تطبيق اندرايف 100 ألف سائق يوميًا، يدفعون نحو 10% فقط من دخلهم، وهو أقل بكثير من منافسينا الرئيسيين، هذا يتيح لنا توفير فرص دخل ثابت، ومن ناحية أخرى نحن ندفع الضرائب على تلك الرحلات، لذا نساهم أيضًا في دعم الاقتصاد المصري بطرق عديدة.
كيف تقيمون تأثير مشروع اندرايف على تحسين خدمات التنقل الحضري في مصر، وخاصة في المناطق الأقل حظًا في مجال النقل؟إن دور اندرايف لم يقتصر على توسيع نطاق خدمات التنقل الحضري في مصر فحسب، بل أدى أيضًا إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى وسائل نقل آمنة وبأسعار معقولة ومرنة في المناطق التي كانت في أمس الحاجة إليها. وقد مكّنها نهجها المحلي ونموذج أعمالها القابل للتكيف من سد الثغرات الحرجة التي خلّفتها وسائل النقل العام ومنصات النقل الذكي والتشاركي الأخرى.
ويعد نموذج اندرايف (النظير للنظير) المبتكر من أهم عوامل جذب السائقين العمل حتى في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة أو الدخل المنخفض، حيث لا يزال الطلب موجودًا ولكن التسعير يجب أن يكون أكثر مرونة.
كما يتيح نموذج اندرايف للركاب إمكانية اختيار الأسعار التي تناسبهم، وهو أمرٌ جذابٌ خاصةً في المناطق ذات الدخل المحدود. وقد أدى هذا إلى إنشاء خيار ميسور التكلفة للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف خدمات طلب السيارات.
وتوفر اندرايف فرص الدخل للأفراد الذين قد لا يكونون مؤهلين للعمل في شراكات النقل التقليدية وللمواطنين الذين يعيشون في المدن والقرى الصغيرة دون الحاجة إلى الانتقال إلى العواصم بحثًا عن الدخل
هل يمكنك مشاركتنا ببيانات حقيقية أو دراسات حالة لدعم هذا التقييم في تقرير أو عرض تقديمي؟نحن نعمل في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية، ويمكنني أن ذكر المدن الرئيسية في كل منطقة. القاهرة هي العاصمة، والمناطق الأكثر ازدحامًا هي الزمالك ووسط البلد ومصر الجديدة. ومع ذلك، نشهد اهتمامًا متزايدًا بخدماتنا من مناطق بعيدة مثل الشيخ زايد والقاهرة الجديدة ومدينة السادس من أكتوبر. وتأتي الإسكندرية في المركز الثاني من حيث العمليات، وفي الدلتا لدينا المنصورة، وفي القناة لدينا دمياط والإسماعيلية. وفي صعيد مصر لدينا مدينتا أسوان والأقصر كأهم مدينتين. بشكل عام، نعمل في 26 مدينة في مصر.
ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه شركة إن درايف في تعزيز مفهوم النقل التشاركي المستدام في السوق المصري؟اندرايف تطبيق نقل ذكي يتيح لك الاختيار من بين الدراجات النارية والسيارات الاقتصادية والمريحة والتنقل بين المدن. نحن رواد السوق المصري، ونؤمن بأن النقل الذكي اليومي السلس يُحسّن حركة المرور والبيئة بشكل عام. وهدفنا هو ربط هذه الخيارات ببعضها البعض بشكل أوثق، ليتمكن المستخدم من إيجاد الخيار الأمثل والتواصل بين مختلف الوحدات.
كيف تتعاملون مع المنافسة المتزايدة في السوق المصري والمنطقة من التطبيقات الأخرى؟
مهمة اندرايف هي تحدي الظلم في المجتمعات التي تعمل بها. وهذا لا يتحقق إلا في بيئة تنافسية. ولذلك نرحب بالمنافسة. بالطبع نحن لسنا راضين عنها تمامًا، لكننا نحترم منافسينا لأنهم يدفعوننا للأفضل.
كيف تقومون بتعويض العملاء في حال إذا كان لديهم تقييم أو تجربة سيئة حول الرحلة؟
في اندرايف، نحن نولي سلامة ورضا عملائنا أهمية قصوى، وتلعب خدمة العملاء عبر التطبيق، المتوفرة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، دورًا حيويًا في الوفاء بهذا الوعد، وفي حال وقوع أي حادث سلبي، يتدخل فريق الدعم لدينا فورًا للقيام بعدة إجراءات وهي:
التواصل مع السائق المعني لبدء تحقيق فوري.
يقوم فريقنا بعد ذلك بالمتابعة المباشرة مع العميل المتضرر لجمع المزيد من المعلومات وطمأنته.
إذا اثبتت تحقيقاتنا خطأ السائق، نتخذ إجراءات حاسمة على الفور، منها حظره نهائيًا من المنصة للحفاظ على ثقة المجتمع وسلامته.
نحن نعمل بالفعل على إطلاق حلول الدفع الإلكتروني على خدماتنا خلال العام الجاري 2025، بالشراكة مع بعض مزودي الخدمات المالية الغير نقدية والتي ستوفر حلول دفع سلسة آمنة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اندرايف السوق المصري الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی فی السوق المصری تطبیق اندرایف النقل الذکی فی المناطق نحن نعمل ا فی مصر أکثر من من خلال التی ت
إقرأ أيضاً:
أين تستثمر في الذكاء الاصطناعي خلال 2026؟
على وقع تسارع الذكاء الاصطناعي "بسرعة مذهلة"، تبدو المراهنة على مستقبله -كما تصفه وكالة بلومبيرغ- مزيجا من الإغراء والمخاطرة في آن واحد.
فالأثر على المحافظ الاستثمارية والاقتصاد والحياة اليومية يتضخم يوما بعد يوم، إلى حدّ أن شركات التكنولوجيا العملاقة المستفيدة من الطفرة باتت تشكّل نحو 36% من مؤشر ستاندرد آند بورز 500، في حين تستحوذ إنفيديا وحدها على قرابة 8% منه، وفق بلومبيرغ.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 210 حلول مالية تساعد رواد الأعمال على حماية شركاتهمlist 2 of 27 قواعد ذهبية للتعامل مع البنوك بذكاءend of listوفي المقابل، تشير الوكالة إلى أن موجة الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات تمنح اقتصاد أميركا دفعة ملموسة، لكنها تثير في الوقت نفسه تساؤلات حول تآكل الوظائف المبتدئة والضغط المتزايد على الكهرباء والمياه.
ولفهم "أين تُترجم الوعود إلى أرباح"، استطلعت بلومبيرغ آراء 4 خبراء استثمار، لكل منهم زاوية مختلفة في قراءة التحول الجاري:
كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لشركة "أرك إنفست"، المعروفة بتركيزها على التقنيات التحولية. دِني فيش، رئيس أبحاث التكنولوجيا ومدير محافظ في "جانوس هندرسن"، والمتخصص في بناء إستراتيجيات استثمارية طويلة الأجل لقطاع التقنية. تاوشا وانغ، مديرة المحافظ في "فيديلتي إنترناشونال"، التي تركز على الربط بين الذكاء الاصطناعي والدورات الكلية والسلع. مايكل سميث، رئيس فريق أسهم النمو في "أولسبرينغ غلوبال إنفستمنتس"، المتخصص في الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والرعاية الصحية.وتُظهر قراءاتهم، كما تنقلها بلومبيرغ، أن الفرص لا تقتصر على النماذج اللغوية الكبيرة، بل تمتد إلى تقاطع البيانات مع البنية التحتية والطاقة والموارد الطبيعية والرعاية الصحية.
روبوتاكسي.. سوق بعشرات التريليوناتوتضع كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لـ"أرك إنفست"، ما تسميه بلومبيرغ "الذكاء المتجسّد" في صدارة فرص 2026، وتحديدا النقل ذاتي القيادة.
وتنقل بلومبيرغ عن وود تقديرها أن منظومة سيارات الأجرة ذاتية القيادة عالميا قد تتوسع لتبلغ 8 إلى 10 تريليونات دولار خلال 5 إلى 10 سنوات، معتبرة أن تسلا في "موقع الصدارة" داخل أميركا وخارجها.
كما تورد بلومبيرغ رقما لافتا في أطروحة وود: هدف سعري لسهم تسلا عند 2,600 دولار خلال 4 سنوات مقارنة بنطاق 400 إلى 450 دولارا "حاليا"، مع زعم أن 90% من هذا السيناريو مرتبط بـ"الروبوتاكسي".
إعلانوتُفصّل وود -وفق بلومبيرغ- منطق "البيانات التشغيلية" ملايين المركبات على الطرق تجمع "بيانات الحالات الحدّية" (حوادث، تعطّل، ظروف نادرة)، مما قد يصنع فارقا في سوق "يميل إلى فائز يأخذ معظم الحصة".
وفي المقابل، تشير بلومبيرغ إلى أن "وايمو" التابعة لـ"غوغل" تعمل تجاريا منذ 2018 لكنها تحركت ببطء، قبل أن تبدأ في التسارع، جزئيا لأن تسلا دخلت سوق أوستن في يونيو/حزيران بخدمات روبوتاكسي.
قطاع الرعاية الصحيةتُبرز بلومبيرغ محورا ثانيا متقدما متمثلا في الرعاية الصحية بوصفها ساحة "عائد/أثر" يمكن أن يتجاوز الضجيج التقليدي حول الشرائح والبرمجيات.
وتنقل بلومبيرغ عن وود إشارتها إلى قفزات في تقنيات "تسلسل الجينات" وظهور ما تسميه "تسلسل الخلية الواحدة" المستخدم على نطاق واسع في تعريف السرطان وتطوير الإستراتيجيات العلاجية.
وفي هذا السياق تذكر وود شركتين مفضلتين لديها هما "تن إكس جينوميكس" و"تمبس إيه آي".
وبحسب بلومبيرغ، تُقدَّم "تمبس إيه آي" كمنصة تحلل كمّا كبيرا من بيانات المرضى لاستخراج مؤشرات قد تُحسّن التشخيص وقرارات العلاج، مع طرح احتمال أن تصبح "إحدى أهم الدعائم المعلوماتية" للرعاية الصحية في أميركا.
مراكز البياناتويقدّم دِني فيش من "جانوس هندرسن" إطارا أقرب إلى "هندسة محفظة" بدل الرهان على اسم واحد. ووفق بلومبيرغ، يقسّم فيش دورة تبنّي الذكاء الاصطناعي خلال العقد القادم إلى 3 سلال:
المُمكِّنون (البنية التحتية والشرائح ومراكز البيانات والطاقة) المُعزِّزون (برمجيات تستفيد من الذكاء الاصطناعي أو تتعرض لاضطرابه) والمستخدمون النهائيون (شركات توظف الذكاء الاصطناعي لتحقيق ميزة تنافسية).وتنقل بلومبيرغ عن دِني فيش أن سوق الذكاء الاصطناعي لا يزال في "مرحلة التمكين"، حيث تقود دورات التدريب وبناء القدرة الحاسوبية إنفاقا رأسماليا قويا، مع استثمارات من شركات كبرى مثل "مايكروسوفت" عبر "كوبايلوت" و"ألفابت" عبر "جيميناي"، إلى جانب حكومات تطور "سحابات سيادية" ومؤسسات تطبق الذكاء الاصطناعي على بياناتها الداخلية.
وفي فئة "المُعزِّزين"، تحذر بلومبيرغ من اضطراب تنافسي داخل البرمجيات، ناقلة عن فيش التحذير من "مفاجأة شبيهة بأدوبي" مع تراجع مضاعفات التقييم، مقابل فرص محتملة لشركات مثل "إنتويت" و"داتادوغ" و"سنو فليك".
أما "المستخدمون النهائيون"، فتشير بلومبيرغ إلى شركات مثل "دير" و"إنتويتف سيرجيكال" و"بلاكستون" التي توظف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة والاستثمار في البنية التحتية للبيانات والطاقة.
النحاس والطاقةترى تاوشا وانغ من "فيديلتي إنترناشونال" -وفق بلومبيرغ- أن الذكاء الاصطناعي قوة اقتصادية قد تولّد ضغوطا تضخمية بسبب الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات، مما يجعل السلع، ولا سيما النحاس، أداة تحوّط مهمَلة نسبيا في ظل نمو الطلب بوتيرة أُسّية مقابل تدهور المعروض.
وتضيف بلومبيرغ أن تباطؤ التوظيف مقابل الإنفاق على الآلات قد يدفع إلى تيسير نقدي رغم استمرار الضغوط التضخمية. وفي البعد الجغرافي، تشير الوكالة إلى أن "لحظة ديب سيك" أعادت تقييم الصين كمصدر لتقنية تنافسية بأسعار جذابة.
وعند نقطة الاختناق، تنقل بلومبيرغ عن مايكل سميث من شركة إدارة الأصول "أولسبرينغ" أن الطاقة تمثل القيد الأكبر أمام توسع الذكاء الاصطناعي، مما يفتح فرصا في البنية التحتية للطاقة عبر شركات مثل "كوانتا سيرفيسز" ومرافق غير خاضعة لتنظيم صارم مثل شركة "تالِن إنرجي"، إضافة إلى مكاسب أسرع في الصحة الرقمية والتصوير الطبي عبر شركة "راد نت"، والتأمين القائم على البيانات مثل شركة التأمين"بروغريسيف إنشورنس".
الحياة اليوميةوتختتم بلومبيرغ المشهد بلمسة أكثر إنسانية، إذ تعرض كيف يوظّف خبراء الذكاء الاصطناعي هذه الأدوات في حياتهم اليومية، من الاستعانة بالنماذج لشرح مسائل رياضية لأبنائهم، إلى توليد قصص عن حيوان أليف لأطفال بعيدين، وصولا إلى المساعدة على فهم الموسيقى الكلاسيكية المعقّدة.
إعلانغير أن هذه اللمسات الشخصية لا تحجب التحذير الذي ينقله التقرير عن مايكل سميث، إذ يشير إلى أن الهوامش الآمنة في التسعير محدودة، وأن عددا كبيرا من الأسهم بات مسعّرا على مجموعة ضيقة من الافتراضات، فيما قد تكون الأخطار غير المرئية أو غير القابلة للتسمية هي الأكثر تأثيرا.
ومن هنا، تخلص بلومبيرغ عبر آراء خبرائها إلى نتيجة عملية واضحة، تتمثل في ضرورة تنويع الانكشاف على الذكاء الاصطناعي وعدم حصر الاستثمارات في مسار واحد، لأن الفرص الكبرى قد تنشأ أيضا في القطاعات التي أغفلها السوق خلال ذروة الطفرة.