على مدى عشرة أشهر، قادت عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس الاحتجاجات، ونشرت وسائل الإعلام المحلية والدولية نشاطاتها، وتوسلت إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو للموافقة على صفقة من شأنها أن تعيد أحباءهم إلى الوطن.

يبقى أن نرى ما إذا كان هذا الغضب الجديد سوف يتحول إلى ضغط

وأخفقت كل هذه المحاولات حتى اليوم.

ولكن يوم الأحد، مع انتشار الأخبار عن العثور على 6 رهائن آخرين قتلوا في نفق تحت غزة، على بعد أقل من كيلومتر واحد من القوات الإسرائيلية، اجتاحت موجة جديدة من الغضب العام إسرائيل، وكان معظمها موجهاً ضد نتانياهو.

الإحباط

وأصبح الإحباط أكبر بسبب الإدراك أن الوقت ينفد بسرعة بالنسبة لبقية الرهائن المائة وواحد الذين تحتجزهم حماس. ويفترض المسؤولون الإسرائيليون أن 35 منهم على الأقل قد ماتوا بالفعل.
وقالت "حماس" إن الرهائن الـ6 والعديد من الوفيات السابقة من الأسرى، قضوا نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية وتعنت نتانياهو.

ولم تتراجع الحركة عن مطلبها الأساسي بأن  إطلاق سراح شامل للرهائن رهن بوقف إطلاق النار الكامل. 

Israeli media is near unanimously blaming Netanyahu & Israel's gov for the death of the six hostages whose bodies were found yesterday & who were alive until very recently

Israeli media admits: Netanyahu is the one refusing the deal

Why is none of that being reported in the US? pic.twitter.com/rA94esdVKu

— Muhammad Shehada (@muhammadshehad2) September 1, 2024

وفي الوقت نفسه، أصبح أقارب الأسرى أكثر يأساً. وقال دانييل ليفشيتز، حفيد عوديد ليفشيتز، وهو رهينة يبلغ من العمر 84 عاماً: "نحن نرى المزيد والمزيد من الرهائن يموتون ويقتلون في الأسر... وعلينا أن نحاول كل ما في وسعنا لإعادتهم إلى ديارهم".
وأنقذ الجيش الإسرائيلي ثمانية فقط من حوالي 240 شخصاً تم احتجازهم كرهائن في 7 أكتوبر(تشرين الأول) وقتل ثلاثة عن طريق الخطأ، ولكن تم إطلاق سراح 105 في نوفمبر (تشرين الثاني) في صفقة تبادل تفاوضية مقابل سجناء فلسطينيين، تحت غطاء وقف إطلاق نار قصير الأمد شهد تدفق المساعدات الإنسانية إلى الجيب المحاصر.
وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن صفقة ثانية لتبادل رهائن مقابل سجناء  بعيدة المنال، على الرغم من الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة ومصر وقطر في منتصف أغسطس (آب) لإقناع الأطراف المتحاربة بالموافقة على اقتراح تدعمه الولايات المتحدة، وأدى تعثر في المحادثات إلى لعبة تبادل الاتهامات قسمت السياسة الإسرائيلية، وأثارت غضب الوسطاء ودفعت أي صفقة إلى المستقبل.

سبب تعثر المحادثات

ويبدو أن المحادثات قد تعثرت لأن حماس طالبت بضمانات بأن وقف إطلاق النار الدائم سوف يتبع تبادل الرهائن، وأن القوات الإسرائيلية سوف تنسحب بالكامل من غزة. ومن جانبه، شدد نتانياهو على مطالبه بأن يظل الجيش الإسرائيلي مسيطراً على الحدود بين غزة ومصر.
وقال منتدى أُسر المحتجزين والمفقودين، وهو مجموعة مناصرة لحقوق الإنسان إن "التأخير في التوقيع على الاتفاق أدى إلى مقتل العديد من الرهائن. ونحن ندعو نتانياهو إلى التوقف عن الاختباء وتزويد الجمهور بتبرير لهذا التخلي المستمر". 

Hostage deaths build pressure on Netanyahu for Hamas deal via @FT
https://t.co/rIYYbnuFhD

— Alex Callinicos (@alex_callinicos) September 2, 2024

وتلفت الصحيفة البريطانية إلى إنه يبقى أن نرى ما إذا كان هذا الغضب الجديد سوف يتحول إلى ضغط سياسي كاف لإجبار نتانياهو على تغيير موقفه القائل إن استمرار القوة العسكرية في غزة هو أفضل وسيلة لتأمين تبادل أفضل للرهائن.

المزاج الوطني

وقال المحللون إن المزاج الوطني بدا وكأنه يتحول يوم الأحد، وإن كان ببطء، حيث طالب العديد من وسائل الإعلام والمعارضة السياسية نتانياهو بالتنحي.
وبعد أشهر عديدة من المناشدات من جانب عائلات الأسرى، أعلن أكبر اتحاد عمالي في إسرائيل إضرابا وطنياً يوم الاثنين دعماً لصفقة الرهائن. وسوف يغلق مطار بن غوريون صباح اليوم الاثنين، كما ستغلق معظم أنحاء البلاد، حيث تدعو المعارضة إلى احتجاجات شوارع حاشدة.
وقال أرنون بار ديفيد، رئيس اتحاد العمال الهستدروت: "لقد تحدثت إلى العديد من المسؤولين السياسيين والأمنيين، وسمعت أن الصفقة لا تتقدم بسبب اعتبارات سياسية".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى التوصل إلى صفقة، والصفقة أكثر أهمية من أي شيء آخر".
وأوضح رئيس بلدية تل أبيب أن المكاتب الحكومية سوف تغلق صباح الاثنين، وأن العديد من الشركات، من المطاعم إلى دور السينما، قد أغلقت أبوابها بالفعل. وقالت بلديتان أصغر حجماً إنهما ستغلقان مكاتبهما أيضاً.
وقالت داليا شيندلين، وهي خبيرة استطلاعات رأي مخضرمة تابعت حركة الاحتجاج عن كثب، "إنه في حين لا توجد آلية مؤسسية لتحويل المشاعر العامة إلى إجبار الحكومة على التوصل إلى صفقة، إذاً  هناك إضراب عام وقادة اجتماعيون وسياسيون مؤثرون يساعدون في دفع البلاد إلى طريق مسدود، مما قد يدفع الحكومة إلى تغيير سياستها".
ورد نتانياهو بقوة على الاتهام بأن مطالبه بشأن الحدود بين مصر وغزة أعاقت التوصل إلى اتفاق محتمل، قائلاً إن حماس رفضت الدخول في مفاوضات جادة لعدة أشهر.

ولفت إلى أن إسرائيل وافقت على إطار عمل محدث بشأن الصفقة المدعومة من الولايات المتحدة في 16 أغسطس (آب).
ورفضت حماس رسمياً تلك التغييرات، التي لا تزال غير علنية، وطالبت الولايات المتحدة بالعودة إلى الصفقة الأصلية التي عرضتها.
وقال نتانياهو: "في الأيام الأخيرة، وبينما كانت إسرائيل تجري مفاوضات مكثفة مع الوسيط في محاولة جادة للتوصل إلى اتفاق، تواصل حماس رفضها القاطع لكل المقترحات، والأسوأ من ذلك أنها قتلت في نفس الوقت ستة من رهائننا"، مضيفاً: "من يقتل رهائننا لا يريد التوصل إلى اتفاق".
 وسارع حلفاؤه من اليمين المتطرف إلى دعمه، ووصفوا الإسرائيليين الحريصين على عقد صفقة بالضعفاء.

وقال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "لن تسمح الحكومة بصفقة استسلام من شأنها التخلي عن أمن إسرائيل، لكنها ستوجه الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية إلى فرض أسعار أعلى على حماس".
لكن التسريبات التي نشرتها قناة 12 الإخبارية الإسرائيلية خلال عطلة نهاية الأسبوع رسمت صورة مختلفة، مما أثار غضب العديد من عائلات الرهائن، الذين حذروا منذ فترة طويلة من أن نتانياهو كان يؤجل الصفقة للحفاظ على ائتلافه، الذي يعتمد على دعم سموتريتش ووزراء آخرين من اليمين المتطرف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الهجوم الإيراني على إسرائيل غزة وإسرائيل الولایات المتحدة التوصل إلى العدید من

إقرأ أيضاً:

الحجاج يتوافدون إلى منى لإتمام المناسك بعد الوقوف بعرفة

بدأ حجاج بيت الله الحرام، صباح اليوم الجمعة، بالتوافد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية واستكمال بقية مناسك الحج، بعد أن أتموا الوقوف بعرفة في الركن الأعظم من مناسك الحج، ثم نفرت جموعهم إلى مزدلفة مع مغيب شمس يوم التاسع من ذي الحجة.

وشهدت المشاعر المقدسة انسيابية واضحة في تنقلات الحجيج، وسط استعدادات مكثفة من مختلف الجهات السعودية المختصة لضمان سلامة الحجاج وتيسير أداء المناسك في أجواء آمنة وميسّرة.

ولادة أول طفل على جبل عرفات لأم من توغو في الركن الأعظم للحجنيابة عن الملك.. ولي عهد السعودي يصل مشعر مني للإشراف على راحة الحجاجالصحة السعودية تعلن رصد حالات إجهاد حراري بين الحجاج في مشعر عرفاتنداء عاجل من وزارة الحج والعمرة لضيوف الرحمنتصعيد الحجاج إلى عرفات لأداء ركن الحج الأعظم وسط تحذيرات من التعرض للشمسقبل وقفة عرفة.. السلطات السعودية تضبط عشرات الحجاج المخالفينالسعودية.. اكتمال الاستعدادات في مسجد نمرة لاستقبال الحجاج يوم عرفةالسلطات السعودية: اكتمال وصول الحجاج إلى مشعر منى لقضاء يوم الترويةالوقوف بعرفة.. الركن الأعظم

وكان الحجاج قد أدوا، يوم الخميس، الوقوف بعرفة في مشهد مهيب، متضرعين بالدعاء والتكبير، تحت متابعة أمنية وصحية وخدمية عالية المستوى. وتُعد وقفة عرفة ذروة مناسك الحج، التي قال عنها النبي الكريم إنها "الحج عرفة"، إذ يقف فيها الحاج من زوال شمس يوم التاسع حتى الغروب، ملبّين ومهللين، سائلين المولى القبول والرحمة.

أكثر من 1.6 مليون حاج هذا العام

في السياق ذاته، أعلنت الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية أن عدد الحجاج هذا العام بلغ مليونًا وستمائة وثلاثة وسبعين ألفًا ومئتين وثلاثين حاجًا، منهم أكثر من مليون وخمسمائة ألف قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية، في حين بلغ عدد الحجاج من الداخل 166.654 من المواطنين والمقيمين.

ولادة أول طفل على جبل عرفات لأم من توغو في الركن الأعظم للحجنيابة عن الملك.. ولي عهد السعودي يصل مشعر مني للإشراف على راحة الحجاجالصحة السعودية تعلن رصد حالات إجهاد حراري بين الحجاج في مشعر عرفاتنداء عاجل من وزارة الحج والعمرة لضيوف الرحمنتصعيد الحجاج إلى عرفات لأداء ركن الحج الأعظم وسط تحذيرات من التعرض للشمسقبل وقفة عرفة.. السلطات السعودية تضبط عشرات الحجاج المخالفينالسعودية.. اكتمال الاستعدادات في مسجد نمرة لاستقبال الحجاج يوم عرفةالسلطات السعودية: اكتمال وصول الحجاج إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية

ويمثل هذا الرقم أحد أعلى الأعداد بعد التراجع الكبير الذي شهدته مواسم الحج الماضية بفعل جائحة كورونا، ما يعكس عودة تدريجية لموسم الحج إلى طاقته الاستيعابية الطبيعية.

استعدادات مكثفة في منى ليوم النحر

ومن المنتظر أن يقضي الحجاج يومهم اليوم في مشعر منى حيث يواصلون التكبير ويتهيأون لأداء شعائر يوم النحر، الذي يشمل رمي جمرة العقبة الكبرى، ونحر الهدي، والحلق أو التقصير، ثم التوجه إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة.

السلطات السعودية أعلنت في وقت سابق عن خطط تشغيلية وخدمية متكاملة لتوفير أعلى درجات الأمان والراحة لضيوف الرحمن، وسط جهود لوجستية ضخمة تشمل النقل والإسكان والرعاية الصحية والخدمية، لمواكبة التدفق الكبير للحجاج وتنظيم تنقلهم بين المشاعر.

طباعة شارك حجاج بيت الله بيت الله الحرام الحج السعودية عيد الأضحى مشعر منى

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تؤكد تسليحها لمنافسي حماس في غزة.. والمعارضة تعتبره جنونا تاما وهكذا علقت الحركة
  • جوتيريش يشدّد على ضرورة الحفاظ على حلّ الدولتين
  • الحجاج يتوافدون إلى منى لإتمام المناسك بعد الوقوف بعرفة
  • رئيس “حماس” في غزة: نحيي إخوان الصدق في اليمن الذين يواصلون إطلاق الصواريخ رغم ما يتعرضون له
  • مصدر يكشف توقع إسرائيل لموعد رد حماس على مقترح أمريكا لوقف إطلاق النار
  • نتنياهو يقرّ بتسليح إسرائيل عصابات في غزة
  • عاجل. نتانياهو يعلن إعادة جثتَي رهينتين احتجزتهما حماس إلى إسرائيل في عملية خاصة
  • رغم فداحته وقسوته.. إقرار إسرائيلي بضرورة دفع ثمن صفقة التبادل مع حماس
  • بعد تحميل أحمد الشرع المسؤولية.. حكومة سوريا ترد على إسرائيل واتهام جماعة بإطلاق قذائف من داخل الأراضي السورية
  • إسرائيل تعلن قصف سوريا بعد هجوم نادر من الأراضي السورية.. وتنذر أحمد الشرع