قراءة في السيكولوجية الإسرائيلية
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
محمد رامس الرواس
عُرفت الشخصية اليهودية على مرِّ التاريخ بصفات عدة محل ذم وانتقاد، ربما لن تجدها في أي شعب حول العالم، وعندما نُريد أن نسبر أغوار السمات الشخصية أو دراسة سيكولوجية هذه الشخصية، فإنَّ القرآن الكريم خير من يدُلنا على ذلك، على الرغم من أن صفات هذه الشخصية اختلطت بالفكر الصهيوني الاستعماري، فأصبحت شخصية مُعقدة ومُركبة في تصرفاتها وعنصريتها وعدوانيتها.
لقد صوَّر لنا كتاب الله العزيز الطريقة التي يُفكر بها هؤلاء القوم من البشر- أي اليهود- ولم يترك مجالًا لتحليلها أو التنبؤ بأفعالها، وتوقع ما تمارسه من آفات أخلاقية سيئة، فقدم لنا تعريفًا سيكولوجيًا لها، وأبرز القرآن فكر وعقلية الشخصية اليهودية التي تشكّلت عبر التاريخ من خلال الإيمان بالأساطير والبحث عن كل ما هو خارج عن المألوف، ومن ذلك أن سيدنا موسى عليه السلام، لم يبرح أن تركهم لبعض الوقت حتى عبدوا العجل بعد ذهابه!
واليوم أصبحت معالجة هذا السرطان اليهودي الصهيوني، تقع على عاتق الإنسانية جمعاء، وعلى المجتمع الدولي ككل، وليس أدل من ذلك ما شاهده العالم من ارتكاب الصهاينة لهذا الإثم الذي لا يُغتفر في غزة، ومحاولتهم اليائسة لمحو شعب بكامله وإبادته. والشاهد لدينا أنَّ إشعال اليهود للحروب يُمثل واحدة من أولوياتهم التي يعملون على صناعتها عبر التاريخ، وقد سخّروا لذلك أموالهم ونفوذهم وجميع الأدوات التي يملكونها وربما التي لا يملكونها. ولولا رحمة الله بشعوب الأرض، والأقدار الإلهية التي تساهم في إطفاء لهيب هذه الحروب التي حاولوا على مدار العصور القديمة والحديثة إشعال فتيلها في العالم من شرقه لغربه، لصار العالم رمادًا.
لم تكن الحربان العالميتان الأولى والثانية التي ذهب ضحيتهما ما يقارب 60 مليون إنسان بين مدني وعسكري، إلّا نتاجًا لتخطيط تجار السلاح اليهود وأعوانهم، وما تلاه بعد ذلك من حروب إلى يومنا هذا هو من تدبيرهم وتخطيطهم. لكن اليوم يدرك الشرفاء في المجتمع الدولي أن هذا المرض الخطير والفيروس الملعون الذي أنتج لنا الصهيونية العالمية يستحق العُزلة.
لقد كشفت هذه الشخصية في ممارساتها خلال حرب غزة عن كل ذلك وأكثر، ولقد كانت ممارسات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة مماطلته وخداعه والتسويف الذي يتبعه مرتبطاً تمامًا بما ذكرناه من سيكولوجية الشخصية اليهودية المراوغة التي تسعى دائمًا للالتفاف على الأمور وقلب الحقائق وتزييف الواقع.
والمُطَّلِع على سيكولوجية الشخصية اليهودية سيجد أن مشكلتها ليست مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني فحسب؛ بل مع شعوب العالم، فهي شخصية ذات عمق نفسي يمتد لآلاف السنين؛ حيث يأتي الخداع والتمرد والعصيان والعدوانية والتعصب الشديد واحتقار الآخرين في مقدمة سماتها. وبرغم أنَّ اليهود يتفقون في أمور مشتركة إلّا أنهم يختلفون فيما بينهم اختلافًا شديدًا وهذا ما ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى: "تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى".
إنهم أصحاب أخلاقيات شاذة اكتسبتها الشخصية اليهودية من خلال عيشها بين الشعوب وما كانت تعانيه من احتقار وتعرضها لتصبح منبوذة جرّاء ممارساتها من خداع وجشع وارتكاب أسوأ الأفعال، فكانوا في أوروبا أقلية مُحتَقَرة لدرجة أن بعض المجتمعات تخلصت منهم.
ومن سمات هذه الشخصية الرغبة في الصراع مع الآخرين، وذلك بسبب عدم مقدرتهم على التعايش السلمي مع المجتمعات البشرية، مما أنتج فيهم شعورًا بالتميُّز الزائف مما يجدونه في أساطيرهم وكتبهم المُحرّفة، لأجل ذلك اتسموا بعدة صفات دنيئة، ومنها نقض العهود والمواثيق. وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم من خلال علاقتهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة مصداقًا لقوله تعالى: "الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ" (الأنفال: 56).
لقد اجمعت البحوث التاريخية والاجتماعية والأنثربولوجية على وصم هذه الجماعة من البشر بعدم النقاء، رغم أنهم يقولون إنهم "شعب الله المختار"، مما أثار ضدهم عداوات المجتمعات والشعوب الشريفة حول العالم.
ومن سماتهم أنهم يسيطر عليهم الخوف والرعب الداخلي بجانب ميلهم للعزلة، فيقومون بتشييد الأسوار والجدران والحصون حولهم، وليس أدل على ذلك من تشييدهم الحصون بمناطق سكنهم في المدينة المنورة كما ورد في القرآن الكريم: "وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا" (الأحزاب:26)، وفي العصور الفائتة انتشرت حارات اليهود حيثما وُجِدوا في المجتمعات البشرية.
والشخصية اليهودية مهما كانت مدججة بالسلاح إلّا أنها تخشى المواطن الفلسطيني الأعزل، وأكثر من ذلك تخشى الطفل الفلسطيني الصغير؛ لأنها ترى فيه نهايتها وزوالها ولو بعد حين؛ فالشخصية اليهودية شخصية خائفة متوجسة، تفتقد للأمان وتُظهر قوتها في إثارة الرعب عند الآخرين، ومن ذلك قصفهم وإبادتهم للعُزل في عدوانهم على غزة بشكل مريع أذهل العالم، وهذه الشخصية تتعرى يومًا بعد يوم أمام العالم بما تُكنه في باطنها من أحقاد تتسبب في تدفق أنهار الدم الفلسطيني الذي لم يتوقف إلى هذه اللحظة في قطاع غزة.
ومن خلال ما سعينا لسرده عن الشخصية اليهودية التي امتزجت بها الطِباع الصهيونية، يمكننا أن نستنتج كيف يتعامل معها المناضل الفلسطيني يحيى السنوار في المفاوضات وفي الميدان، إذ يقوم بالضغط عليهم ميدانيًا ونفسيًا لتركيعهم وإجبارهم على الموافقة على شروطه، فلقد درس الرجل عقلية المجتمع الإسرائيلي بدقة متناهية خلال فترة سجنه؛ لدرجة أنَّه تعلّم لغتهم وقرأ كتب علمائهم ومقالاتهم وإصدارات كُتّابهم وأدبائهم، وشكّل رؤية خاصة به، يجابههم بها في الميدان.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تفاصيل التكوين الموسع والخدمة التي سيستفيد منها مجندو الخدمة العسكرية في 2025
كشف محمد إدلمغيس، رئيس قسم بالمديرية العامة للشؤون الداخلية بوزارة الداخلية، أن مجندي ومجندات فوج 2025 المؤهلين سيستفيدون، من تكوين يركز، بصفة خاصة، على توسيع مجالات التخصص.
وأوضح إدلمغيس، في حديث لوكالة الأنباء الرسمية، أن المدة المقررة للخدمة العسكرية تتحدد في 12 شهرا، تخصص الأربعة أشهر الأولى منها لتزويد المجندين والمجندات بتكوين مشترك أساسي، يشمل تكوينا عسكريا وبدنيا، ثم يتلقى المجندون والمجندات خلال الثمانية أشهر الموالية، تكوينا في إحدى التخصصات المتوفرة في مراكز التكوين التابعة للقوات المسلحة الملكية، « مما سيساعدهم على اكتساب خبرات ومهارات جديدة تفتح لهم فرص الاندماج في سوق الشغل بعد انتهاء مدة الخدمة العسكرية ».
وأكد مسؤول الداخلية، أن المجند يستفيد، خلال فترة هذه الخدمة، من عدة حقوق وامتيازات، مبرزا أن الخدمة العسكرية تمنح للمجند رتبة عسكرية حسب النظام التسلسلي الجاري به العمل في القوات المسلحة الملكية، وذلك بحسب المستوى التعليمي الذي يتوفر عليه.
وأضاف أنه إذا كان المجند يتوفر على مستوى تعليمي يقل عن البكالوريا تمنح له رتبة جندي، وإذا كان حاصلا على الأقل على شهادة البكالوريا، تمنح له رتبة ضابط صف، أما إذا كان حاصلا على الأقل على الإجازة أو دبلوم أو شهادة أخرى تعادلها، فتمنح له رتبة ضابط.
وأشار إلى أن المجند يتلقى، بحسب الرتبة الممنوحة له أجرة شهرية، غير خاضعة لأي ضريبة أو اقتطاع، تتراوح بين 1050 درهم بالنسبة للجندي، و1500 درهم بالنسبة لضابط الصف و2100 درهم بالنسبة للضابط، فضلا عن الاستفادة من مجانية العلاج بالمؤسسات الاستشفائية العسكرية ومن التغطية الصحية والمساعدة الطبية والاجتماعية والتأمين عن الوفاة وعن العجز.
وسجل أن المجند يخول له الحق في المشاركة في المباريات التي يعلن عنها خلال مدة الخدمة العسكرية سواء من لدن المؤسسات العسكرية أو الأمنية أو الإدارات العمومية، لافتا إلى أنه إذا تعلق الأمر بمجند أو مجندة تابع كذلك للوظيفة العمومية، فإن القانون يكفل له حق الاحتفاظ بالأجرة التي يتقاضاها عن وظيفته وكذا الحق في الترقية وفي الأقدمية، ويعود إلى إدارته الأصلية بعد أدائه لواجبه الوطني.
وفي جوابه عن سؤال بخصوص الآفاق المهنية التي تفتحها الخدمة العسكرية أمام المجندين بعد انتهاء خدمتهم، قال السيد إدلمغيس إن الإجابة عن هذا السؤال تقتضي التوفر على معطيات دقيقة ومضبوطة بخصوص عدد الشباب المنتسبين للأفواج السابقة الذين تمكنوا بكيفية فعلية من الولوج إلى سوق الشغل.
وأكد أنه في غياب هذه المعلومات الدقيقة، وحسب المعطيات الأولية المتوفرة، يمكن القول أن نسبة مهمة من المجندين ذكورا وإناثا، الذين أنهوا مدة الخدمة العسكرية برسم الأفواج السابقة، تمكنوا فعلا من ولوج سوق الشغل في ميادين وقطاعات مختلفة، سواء في المؤسسات العسكرية أو الأمنية أو في الإدارة العمومية أو في القطاع الخاص، كما أن البعض منهم استطاع خلق مشاريع خاصة، وذلك بفضل التكوين المتميز الذي تلقوه خلال مدة الخدمة العسكرية.
وخلص، في هذا الصدد، إلى أن الشباب، ذكورا وإناثا، الذين يظهرون في الوصلات التواصلية المتعلقة بالخدمة العسكرية، في إطار مواكبة عملية الإحصاء الجارية، يشكلون نماذج واقعية لنجاح عدد من المجندين في ولوج سوق الشغل بسهولة، وذلك بفضل المؤهلات التي اكتسبوها، والتكوين المتميز الذي تلقوه خلال مدة الخدمة العسكرية.
كلمات دلالية التكوين الخدمات الخدمة العسكرية