قاض فرنسي يحقق في اتهامات لإسرائيل بتعذيب محام فرنسي فلسطيني
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
يجري قاض فرنسي تحقيقا منذ منتصف يوليو بشأن شكوى قدمها المحامي الفرنسي الفلسطيني صلاح حموري في باريس متهما إسرائيل باعتقاله تعسفا وتعذيبه، على ما أفاد مصدر مطلع على الملف وكالة فرانس برس الثلاثاء.
ولم تشأ مصلحة السجون الإسرائيلية التعليق ردا على أسئلة فرانس برس حول المسألة.
وقدم صلاح حموري (39 عاما) شكوى في باريس في 28 مارس ضد إسرائيل منددا خصوصا بظروف اعتقاله وطرده عام 2022.
واعتبرت النيابة العامة الوطنية الفرنسية المختصة بمكافحة الإرهاب أن "شروط الاعتقال المذكورة، إذا ثبتت صحتها، لا يبدو أنها توصّف" أعمال تعذيب.
لكن قاضي التحقيق الذي له كلمة الفصل، قرر فتح تحقيق.
وجاء في مذكرة أصدرها في 17 يوليو أن "حقيقة ممارسات سوء المعاملة التي تعرض لها المدّعي وندد بها، تبدو معقولة والوقائع التي ندد بها من شأنها أن تشكل انتهاكات جنائية تتعلق بأعمال تعذيب وأعمال وحشية".
وأكد محاميا صلاح حموري وليام بوردون وفانسان برينغارث أن "عدم تعاون إسرائيل لن يمنع التحقيق وتوجيه استدعاءات إلى الأشخاص الضالعين".
ويؤكد المحاميان في الدعوى أن حموري تعرض "لمضايقات مكثفة من السلطات الإسرائيلية وحرمان من حقوقه الأساسية" وأنه كان "عرضة لاعتقالات تعسفية متكررة وتعرض للتعذيب خلال فترة الحرمان من الحرية".
وأشارا إلى "اعتقالات واحتجازات" مختلفة بين عامي 2001 و2018، ودانا خصوصا اعتقاله الإداري "دون تهمة رسمية" بين مارس وديسمبر 2022، قبل ترحيله إلى فرنسا.
كما تحدثا عن وقائع مختلفة قد ترقى إلى مستوى التعذيب، مثل ظروف نقله في يوليو 2022 إلى مكان احتجاز جديد، مع حرمانه من الطعام والنوم، و"العزل العقابي" بعد إضرابه عن الطعام، و"القيود المطولة أو حتى حظر الاتصال بعائلته".
ووصف طبيب نفسي فرنسي في سبتمبر 2023 وضع صلاح حموري بأنه يعاني "اضطراب ما بعد الصدمة"، بحسب الشكوى.
وأشار المحاميان أيضا إلى "اعتقالات وتوقيفات" تعرض لها موكلهما بين 2001 و2018، ونددا خصوصا بتوقيفه الإداري "بدون تهمة رسمية" بين مارس وديسمبر 2022، وبـ"نفيه القسري" إلى فرنسا نهاية العام 2022.
اعتقل صلاح حموري وسجن في العام 2005، وحكمت عليه محكمة إسرائيلية في العام 2008 بالسجن سبع سنوات بعدما دانته بالمشاركة في خطة لاغتيال عوفاديا يوسف، الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل، والزعيم الروحي لحزب شاس الأرثوذوكسي المتطرف.
أفرج عن الناشط الفرنسي الفلسطيني الذي يؤكد براءته في هذه القضية، عام 2011 في إطار عملية تبادل الجندي جلعاد شاليط بمعتقلين فلسطينيين.
وتشتبه إسرائيل في أن له صلات بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي منظمة تعتبرها إسرائيل والاتحاد الأوروبي "إرهابية".
وينفي حموري ذلك.
واعتبرت باريس أن ترحيله "مخالف للقانون"، فيما وصفته مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأنه "جريمة حرب".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
سوريا.. معيشة بشار الأسد ومستوى الرفاهية في موسكو بتقرير فرنسي يشعل تفاعلا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثار تقرير نشرته "فرانس انفو" تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، بعد ما أوردته من مزاعم عن أسلوب حياة الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، وعائلة في العاصمة الروسية، موسكو التي فر إليها بأعقاب الإطاحة بنظامه في ديسمبر/ كانون الأول 2024.
وورد في التقرير الذي نشر، السبت: "يستطيع بشار الأسد أن يلمح، من بعيد، مباني الساحة الحمراء المبنية من الطوب، وربما حتى الكرملين، هنا، في أحد الأبراج المستقبلية الكبيرة في مجمع ’مدينة العواصم‘، يبدو أن الديكتاتور السوري قد استقر في الثامن من ديسمبر، بعد أن أطاح به المتمردون الإسلاميون من هيئة تحرير الشام (HTS) من السلطة، عندما سألت فرانس إنفو أحد مديري هذا المجمع العقاري عن هذا الاحتمال، تهرب من الإجابة قائلًا: ’لست في وضع يسمح لي بالكشف عن هذا النوع من المعلومات‘".
وتابعت فرانس: "صرّح صحفي روسي، طلب عدم الكشف عن هويته، لفرانس إنفو: ’الإيجارات باهظة الثمن؛ لا يسكنها إلا أفراد الطبقة الراقية، ورغم هروبهم، لا بد أن عائلة الأسد لا تزال تملك بعض الموارد.. بشار الأسد مقيمٌ شديد التحفظ‘، ويضيف الصحفي الروسي: ’لا تُتسرب معلوماتٌ كثيرة عن حياته في المنفى، لا نعرف شيئًا، ناهيك عن رؤيته في السينما أو في مركز تجاري، يبدو أن أحدًا لم يلتقِ به، علاوةً على ذلك، حتى موقعه الدقيق ليس مؤكدًا تمامًا، يُرجَّح أنه في حي مدينة العواصم، نظرًا لوجود شققٍ هناك، لكن مصادر أخرى تُشير إلى أنه في حي روبليفكا‘، هذه الضاحية الغربية لموسكو على نفس المستوى الراقي، بقصورٍ ضخمةٍ تُحيط بها ثرواتٌ طائلة، لدرجة أنها استحقت لقب ’بيفرلي هيلز الروسية‘".
وأردف التقرير: "كيف يُمكننا تفسير هذا الصمت المفاجئ، الصادر عن رجلٍ اعتاد على تسليط الضوء عليه خلال حكمه الدموي الذي استمر 24 عامًا؟ يتخيل فابريس بالانش، الجغرافي المتخصص في الشأن السوري، والذي التقى بشار الأسد عام 2016: ’لا شك أن الكرملين أمره بالبقاء بعيدًا عن الأضواء.. إنه محمي ومُراقَب من قِبل المخابرات الروسية، تحركاته على الأرجح محدودة‘، ربما أيضًا لأن حي مدينة العواصم مُستهدف بانتظام من قِبل الطائرات الأوكرانية المُسيّرة".
ولا يمكن لموقع CNN بالعربية التأكد من صحة المزاعم التي وردت في التقرير بشكل مستقل.
ويذكر أن الرئيس السوري المخلوع ذو القبضة الحديدية من الجيل الثاني من سلالة عائلية استبدادية احتفظت بالسلطة لأكثر من 5 عقود، واختفاؤه وسط تقدم سريع للمعارضين السوريين المسلحين أشار إلى إعادة ترتيب هائلة للسلطة في دولة ذات أهمية استراتيجية في الشرق الأوسط، ويُعرف الأسد بحكمه الوحشي لسوريا، التي دمرتها منذ عام 2011 حرب أهلية وحولتها إلى أرض خصبة لتنظيم "داعش" الإرهابي، كما أشعلت حربًا دولية بالوكالة وأزمة لاجئين شهدت نزوح الملايين من ديارهم، وبدأت الحرب بعد أن رفض نظام الأسد الرضوخ للاحتجاجات الجماهيرية المؤيدة للديمقراطية في ذلك العام خلال الربيع العربي، وشن بدلًا من ذلك حملة قمع وحشية على الحركة السلمية، مما أسفر عن مقتل وسجن الآلاف في الأشهر القليلة الأولى فقط من الاحتجاجات.
ومنذ ذلك الحين، اتُهمت قوات الأسد بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وهجمات وحشية ضد المدنيين طوال الحرب التي استمرت 13 عامًا، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبها. وفي بداية الحرب، دعت الولايات المتحدة والأردن وتركيا والاتحاد الأوروبي الأسد إلى التنحي، لكن النظام الذي يعاني من عقوبات غربية شديدة ومعزول دوليا تمسك بالسلطة بفضل دعم حلفائه الأقوياء روسيا وإيران حينها، وحملة بلا رحمة ضد المعارضة.