نجح معهد الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي الذي يتمتع باعتماد مركز التميز في السكتة الدماغية من دائرة الصحة – أبوظبي، بتنفيذ أكثر من 600 جراحة أعصاب منذ مطلع العام الجاري. وباعتباره مستشفى رائداً في رعاية الأمراض العصبية، استقبل كليفلاند كلينك أبوظبي أكثر من 32 ألف مريض في العيادات الخارجية خلال النصف الأول من 2024.

وبوجود 15 تخصصاً فرعياً، بما يشمل برنامج طب الأوعية العصبية، ومركز علاج السكتة الدماغية، ومركز أبحاث علاج مرض باركنسون، وبرنامج الصرع، يعتبر المستشفى الأول في دولة الإمارات الذي ينفذ التخطيط الكهربي ثلاثي الأبعاد للدماغ، وهو إجراء بأدنى حدود التدخل الجراحي لتحديد منشأ نوبات الصرع البؤرية التي يصعب علاجها داخل الدماغ، وجراحة التحفيز العميق للدماغ لمرض الصرع للسيطرة على النوبات وتقليص وتيرة حدوثها.

وخلال جلسة حوارية مع وسائل الإعلام استضافها مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، قال الدكتور محمد أيمن هيكل استشاري طب الأعصاب بمعهد الأعصاب: “على الرغم من الفاعلية المثبتة لجراحة الصرع، إلا أنها أحد أكثر الخيارات العلاجية غير المستغلة في تاريخ الاضطرابات العصبية، لاسيما على مستوى المنطقة بسبب عدم وفرة التقنيات اللازمة وقلة الخبرات الضرورية لإجراء مثل هذه الجراحة. لذلك نبذل في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي جهوداً حثيثة لجسر هذه الفجوة وتوفير أحدث التقنيات وأرفع الخبرات في دولة الإمارات لنتمكن من تقديم خيارات علاجية ثورية على غرار التخطيط الكهربي ثلاثي الأبعاد للدماغ لمرضى الصرع في دولة الإمارات ليتمكنوا من التمتع بحياة أفضل”.

وأضاف الدكتور أوجين العشّي استشاري طب الأعصاب بمعهد الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “يستدعي علاج الصرع تبني منهجية تعاون شاملة ومتعددة التخصصات بين مختلف أفراد فريق الرعاية، لاسيما وأن نحو نصف مرضى الصرع يتعرضون لاضطرابات في المزاج والذاكرة، بما يجعل تدخل أخصائي العلاج النفسي والأطباء النفسيين والمتخصصين في الطب النفسي العصبي أمراً حيوياً. وعلى مستوى العلاج الجراحي لمرض الصرع عندما تنشأ النوبات من مناطق محددة في الدماغ، فإن مثل هذه الحالات تتطلب جراحي أعصاب يتمتعون بخبرات عالية. لذلك فإن ما يميز كليفلاند كلينك أبوظبي في هذا المضمار هو قدرته على الجمع بين أمهر الخبراء الذين يتعاونون عن كثب لتحقيق أفضل المخرجات العلاجية الممكنة للمرضى. ولدينا أيضاً تقنيات متطورة، مثل تقنيات المعالجة بعد التصوير بالرنين المغناطيسي، وتصوير المصدر الكهربائي، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للانبعاثات المشعة أثناء النوبة. وتلعب هذه التقنيات دوراً حيوياً في اتخاذ القرارات الجراحية، خصوصاً التخطيط الكهربي ثلاثي الأبعاد للدماغ”.

حول مسار رعاية السكتة الدماغية، أوضحت الدكتورة فيكتوريا آن ميفسود استشارية طب الأعصاب بمعهد الأعصاب: “حرصنا في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي على صياغة مسار منظم بأسلوب استراتيجي للاستجابة الموحدة وعالية الكفاءة للسكتة الدماغية. فمنذ لحظة وصول مريض السكتة الدماغية إلى قسم الطوارئ في المستشفى، يتعامل فريقنا المتعدد التخصصات والمتمرس في الحالات الحادة للغاية مع الحالة مباشرة، ويضم الأطباء وكوادر التمريض وأخصائيي الأشعة وأطباء الأعصاب وأخصائيي التدخل العصبي وأطباء التخدير. وأتاحت لنا هذه المنهجية القائمة عل التعاون تخطي المعايير العالمية المعنية برعاية مرضى السكتة الدماغية، مع تسجيل وقت متوسط لإعطاء المريض دواء مذيب للخثرة بلغ 35 دقيقة، ما يتفوق بشكل كبير على المتوسط العالمي المحدد عند 60 دقيقة. وإضافة لذلك، نقوم بابتكار بروتوكولات علاجية جديدة لتشمل حالات لم يتم علاجها سابقاً، مثل السكتات الدماغية عند الاستيقاظ، والمرضى الذين يعانون من ضعف نتائج التصوير وفق معايير العلاج الحاد لدينا، بما يعكس التزامنا بتحقيق الحدود المألوفة وتقديم رعاية متفوقة للمرضى”.

وأضافت: “بالمتوسط، نستقبل سنوياً نحو 1000 مريض بالسكتة الدماغية الإقفارية، ونحو 200 مريض مصاب بنزيف داخل الجمجمة. وفي الحقيقة، استقبلنا هذا العام لغاية شهر يوليو أكثر من 500 مصاب بالسكتة الإقفارية وما يزيد على 100 مصاب بنزيف حاد”.

ومع إجراء أكثر من 65 جراحة للتحفيز العميق للدماغ منذ إطلاق برنامج اضطرابات الحركة في عام 2020، أشار الدكتور فلوريان روزر، رئيس معهد الأعصاب، في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “يعتبر برنامج اضطرابات الحركة في كليفلاند كلينك أبوظبي أحد أضخم البرامج من هذا النوع في الدولة. وكان البرنامج في بداياته يتعامل مع مرضى باركنسون، إلا أننا نقدم اليوم جراحة التحفيز العميق للدماغ لمرضى الصرع، والألم المزمن، والرعاش. ويعتبر استخدام هذا الإجراء العلاجي الثوري أحد أبهى الأمثلة عن نجاحنا في دفع عجلة الابتكار وكيف نحرص على تطوير الخيارات العلاجية في ضوء منهجية متعددة التخصصات”.

وحول تطور وإنجازات معهد الأعصاب أردف الدكتور روزر: “يجسد معهدنا كفاءة منهجيتنا متعددة التخصصات، حيث يتعاون أطباء طب الطوارئ، وأعصاب السكتة الدماغية، والأشعة العصبية التدخلية، وجراحة الأوعية الدموية الدماغية، والأشعة التشخيصية، وفق نموذج ينفرد بسلاسة فائقة. ومن خلال الجمع بين هذه المجالات الطبية الحيوية، نتمكن من تقديم أعلى مستويات الرعاية للمرضى، بشكل يمزج بين تقنيات التشخيص المتقدمة والإجراءات الجراحية بأدنى حدود التدخل، والتدابير العلاجية المبتكرة. وبإضافة تقنيات الذكاء الاصطناعي، نتمكن من تحسين دقة التشخيص والعلاج ونتخطى الحدود المألوفة في النتائج المرجوّة من رعاية الأمراض العصبية، بما يقود في نهاية المطاف لتحسين المخرجات العلاجية وإرساء معايير جديدة في رعاية المرضى”.

ومشدداً على أن رعاية العمود الفقري جزء رئيسي من فريق رعاية أمراض الأعصاب، قال الدكتور نادر هبيلا استشاري جراحة الأعصاب بمعهد الأعصاب: “إن الجمع بين السلامة والتكنولوجيا والمنهجية متعددة التخصصات وفق أعلى معايير الأمان هو ما يجعل مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي متميزاً في قطاع الرعاية الصحية. وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، قدمنا أحدث الإجراءات وأكثرها تطوراً مثل جراحة العمود الفقري بالمنظار، وبدأنا برنامج الجنف وحصلنا مؤخراً على جهاز متطور وروبوت يساعدنا في تثبيت الدعامات المعدنية”.

ويحظى معهد الأعصاب أيضاً باعتماد مركز السكتة الدماغية الشامل من مؤسسة السكتة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجمعية السكتة الدماغية الأمريكية، كما أنه حاصل على لقب فريق التميز متعدد التخصصات من جمعية قاعدة الجمجمة في أمريكا الشمالية. ويتم منح هذا التكريم الرفيع للمؤسسات التي تضم فرق رعاية متعددة التخصصات لجراحة قاعدة الجمجمة، والتي تجمع بين متخصصين في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك جراحة الأعصاب، وطب الأنف والأذن والحنجرة، والأشعة، وغير ذلك، مع أربعة أعضاء على الأقل في جمعية قاعدة الجمجمة في أمريكا الشمالية.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مركز أبوظبي للصحة العامة يوسّع نطاق برنامج الفحص الدوري الشامل “افحص” لتعزيز الصحة المجتمعية والرعاية الاستباقية

 

 

 

أضاف مركز أبوظبي للصحة العامة تحديثات واسعة إلى برنامج الفحص الدوري الشامل “افحص”، تتضمن مجموعة من الفحوصات التي تعكس الاحتياجات الصحية المتنامية لسكان الإمارة. وتُركّز التحديثات على سهولة الوصول، والكشف المبكر، والرعاية الصحية الشاملة، ما يعزز التزام أبوظبي بالرعاية الوقائية الاستباقية التي تُركز على المجتمع.

ومن خلال توسيع البرنامج، يؤكد مركز أبوظبي للصحة العامة على أهمية الكشف المبكر في الحد من المرض، وتمكين التدخل المبكر، وتحسين نتائج العلاج وجودة الحياة، لا سيّما في حالات الأمراض المزمنة والسرطانات. فمن خلال الفحوصات الدورية، يمكن اكتشاف وتحديد المشكلات الصحية في مراحلها المبكرة والأكثر قابلية للعلاج، وغالباً قبل ظهور أي أعراض.

وقال سعادة الدكتور راشد السويدي، المدير العام لمركز أبوظبي للصحة العامة، قائلاً: “يُعد برنامج افحص ركيزة أساسية في استراتيجيتنا للصحة العامة، فهو يُمكّن أفراد المجتمع من الاعتناء بصحتهم ورفاههم ويضعهم على المسار نحو حياة صحية مديدة من خلال الكشف المبكر، وأدوات الفحص الذكية المتطورة، والرعاية المصممة بناء على احتياجات كل فرد. وتشكل التحديثات الأخيرة تحسينات استراتيجية تستجيب للاحتياجات الصحية المتغيرة لمجتمعنا، وتسهم في تحقيق رؤيتنا نحو مجتمع أكثر صحة. ومن خلال إضافة خدمات نوعية، مثل فحوصات الصحة النفسية والإنجابية وصولاً إلى الفحوصات غير الجراحية للكشف عن سرطان القولون والمستقيم، يُواصل برنامج افحص دوره المحوري في تعزيز الوقاية الاستباقية والرعاية التي تُركز على الفرد.”

وتضمنت أبرز تحديثات البرنامج، إدخال فحص مُخصص للصحة الإنجابية، بالإضافة إلى خدمات اختبار الذاكرة. ويهدف فحص الصحة الإنجابية للرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عاماً، إلى دعم الأفراد في رحلتهم نحو الإنجاب، ويتماشى مع المبادرات الحكومية الأوسع لمعالجة تحديات الخصوبة. وفي الوقت ذاته، تم تقديم اختبار الذاكرة بدءاً من سن الخمسين، بهدف الكشف المبكر عن التغيرات المعرفية ودعم صحة الدماغ على المدى الطويل.

ويعد إدخال الفحص السريري للثدي (CBE) للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و39 عاماً من التحديثات المهمة التي تعكس نهج مركز أبوظبي للصحة العامة وهو نهج ذكي قائم على البيانات يعتمد على تكييف معايير الفحص العالمية لتتناسب مع الاحتياجات والأنماط المحلية. ويضمن هذا التحديث حصول النساء على استشارات طبية وتقييمات مبكرة، ما يدعم تقديم الإرشاد لهن في الوقت المناسب ويوفر لهن الطمأنينة وراحة البال، لا سيما وأن الكشف المبكر يُعدّ من أكثر الوسائل فاعلية في تحسين نتائج العلاج.

كما تم توسيع نطاق فحص البصر ليشمل كلاً من استشارات أطباء العيون وتقنيات تصوير الشبكية المتقدمة، ما يُسهم في الكشف عن مؤشرات وأعراض حالات خطيرة مثل اعتلال الشبكية السكري، والمياه الزرقاء (الجلوكوما)، والتنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر. ويؤدي هذا التوسع إلى تحسين جودة وعمق تقييم صحة العين.

وتشمل خدمات الفحص الجديدة أيضاً اختبار تعداد الدم الكامل (CBC) وهو أداة بسيطة لكنها فعّالة وقوية تُمكِّن من الكشف عن العديد من الحالات الصحية الكامنة مثل نقص الحديد وفقر الدم، ما يُسهم في التشخيص المبكر والدقيق للمشكلات الصحية التي قد لا يتم اكتشافها في مراحلها الأولى.

ويشتمل فحص الصحة النفسية الآن على تقييم القلق، والذي تمت إضافته حديثاً إلى البرنامج، بالإضافة إلى فحص الاكتئاب الذي كان مدرجاً سابقاً.

وتعكس هذه التحسينات الاستراتيجية رسالة مركز أبوظبي للصحة العامة في الالتزام بمواصلة تكييف خدمات الرعاية الصحية لتلبية الاحتياجات الخاصة لمجتمع أبوظبي. ومن خلال دمج الابتكار القائم على الأدلة مع التصميم الذي يُركز على الفرد، يقدم برنامج افحص خدمات فحص مبكرة وملائمة وسهلة الوصول لكل مقيم مؤهل للحصول عليها.

ويُسهم توسيع نطاق برنامج افحص بشكل مباشر في دعم استراتيجية الرعاية الصحية الشاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تضع الوقاية من الأمراض، وصحة السكان، وضمان الوصول المستدام للرعاية الصحية في مقدمة أولوياتها. ويلعب مركز أبوظبي للصحة العامة دوراً محورياً في تحقيق هذه الرؤية من خلال تنفيذ مبادرات تهدف إلى تخفيف العبء الصحي على المدى الطويل وتعزيز منظومة الرعاية الصحية.

ويُواصل مركز أبوظبي للصحة العامة التأكيد على أهمية الفحوصات الصحية الدورية وتشجيع المشاركة الواسعة في برنامج افحص. ويُشجَّع الأفراد المؤهلين من حاملي بطاقة ثقة الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فأكثر على حجز مواعيد فحوصاتهم عبر تطبيق صحتنا أو عبر مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين.وام


مقالات مشابهة

  • “شان 2024”.. تنزانيا تستهل مشوارها بفوز ثمين على بوركينا فاسو
  • برعاية خالد بن محمد بن زايد .. الدورة الرابعة من “أسبوع أبوظبي المالي” تعقد في ديسمبر المقبل
  • مركز أبوظبي للصحة العامة يوسّع نطاق برنامج الفحص الدوري الشامل “افحص” لتعزيز الصحة المجتمعية والرعاية الاستباقية
  • “الأمن السيبراني” وشرطة أبوظبي يحذران من التعامل مع الرسائل والمكالمات مجهولة المصدر
  • تسجيل 1444 اعتداء للمستوطنين الصهاينة وترحيل 38 تجمعاً فلسطينياً منذ مطلع العام الحالي
  • حملة “شفاء 2” تستمر بتقديم خدماتها الطبية والجراحية المجانية في سوريا
  • “تفاؤل حذر”.. تقرير لصندوق النقد الدولي يوضح آفاق نمو الاقتصاد المصري
  • تحت رعاية الشيخة فاطمة.. الاتحاد النسائي العام يطلق خطة انطلاقة مبادرة “نزرع للاستدامة”
  • دائرة الصحة – أبوظبي تطلق برنامج “مكافأة الجودة الاستثنائية”
  • “أبوظبي للتنمية” يشارك في افتتاح مركز الصحة الرقمية الأردني