عمانّ - حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الخميس 5-9-2024، من أن أي محاولة إسرائيلية لتهجير فلسطينيي الضفة الغربية باتجاه بلاده سيتم اعتبارها بمثابة "إعلان حرب" والتعامل معها وفق ذلك.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الصفدي، مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، التي تزور الأردن حاليا ضمن جولة إقليمية بالمنطقة.

وخلال المؤتمر، كشف الصفدي أن بلاده تعد ملفا قانونيا عن الاقتحامات الإسرائيلية للمقدسات بالقدس المحتلة، دون أي يوضح إلى أي جهة سيتم رفع هذا الملف.

ودعا وزير الخارجية الأردني المجتمع الدولي إلى التحرك قبل اشتعال الضفة الغربية والمنطقة.

ومنذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تصاعدت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، والتي يشارك فيها وزراء إسرائيليون، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير تطوير النقب والجليل يتسحاك فاسرلوف.

فيما تخشى عمّان والقاهرة استغلال إسرائيل الحرب الحالية على غزة لمعالجة ما تعتبره "معضلة سكانية فلسطينية" عبر تمرير خطط لتهجير سكان الضفة إلى الأردن وسكان غزة إلى مصر.

** حرب أخرى بالضفة

وعن التصعيد الإسرائيلي الحالي بالضفة، اعتبر الصفدي خلال المؤتمر الصحفي ذاته، أن "إسرائيل تشن حربا أخرى" هناك.

وحذر من أن "نتنياهو وحكومته يدفعون باتجاه تفجر الأوضاع في المنطقة بأكملها".

وقال إن "الإجراءات الإسرائيلية على الأرض قتلت كل فرص تحقيق السلام العادل".

واعتبر أن "وقف العدوان على غزة والتصعيد بالضفة الغربية" هو "الخطوة الأولى للحؤول دون تفاقم الأوضاع بالمنطقة لما هو أسوا".

وبموازاة حربه على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ما أسفر عن مقتل 691 فلسطينيا وإصابة نحو 5 آلاف و700 واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و400، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.

وفي إطار هذا التصعيد، بدأ الجيش، في 28 أغسطس/ آب الماضي، عملية عسكرية شمال الضفة تعد "الأوسع" منذ عام 2002، أسفرت حتى الخميس عن مقتل 39 فلسطينيا وإصابة 145 آخرين، واعتقال العشرات، وفق أرقام رسمية فلسطينية.

وفي المؤتمر الصحفي تطرق الصفدي كذلك إلى المفاوضات المستمرة من أشهر بوساطة مصر وقطر إلى جانب الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و حركة حماس لوقف الحرب على غزة بما يتضمن صفقة لتبادل الأسرى.

وأكد دعم الأردن "صفقة تبادل" الأسرى، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرقلة إتمامها حيث "غير مواقفه وانسحب من التزاماته".

** لن نرسل قواتنا لأي مكان

وعن إمكانية أن تكون للأردن أدوار في غزة بشأن ما يُعرف بـ"اليوم التالي" بعد انتهاء الحرب على القطاع، أوضح الصفدي أن جميع المقاربات بخصوص ذلك "أمنية بحتة".

وأعرب عن اعتقاده بأن تلك المقاربات "لا تمتلك فرصة للنجاح".

وشدد على أن الأردن لن يرسل جنوده إلى أي مكان "ليكونوا فيه أهدافا لصراع لم يحسم"، على حد وصفه.

ومنذ بدء الحرب على غزة، برزت أحاديث عن شكل إدارة القطاع في اليوم التالي للحرب، حيث طُرحت خلال لقاءات دولية، وفق وسائل إعلام غربية، خطط لإدارة دولية بمشاركة قوات عربية، في وقت أعلن فيه مسؤولون إسرائيليون مرارا رفضهم لتولي السلطة الفلسطينية أو حركة حماس إدارته.

وبدعم أمريكي مطلق تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي حربا على غزة، خلّفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: على غزة

إقرأ أيضاً:

"محاولة يائسة".. حماس تردّ على تصريحات نتنياهو

أكدت حركة حماس، الأحد، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأخيرة ليست "سوى محاولة يائسة لتضليل الرأي العام وتبرئة إسرائيل وجيشها من جرائم الإبادة والتجويع في قطاع غزة".

ووصفت الحركة تصريحات نتنياهو بأنها "لا تعدو كونها محاولة يائسة لتبرئة إسرائيل وجيشها من جرائم الإبادة والتجويع التي أودت بحياة أكثر من 18 ألف طفل، وشهدت عليها عشرات التقارير الدولية والأممية، وهي استمرار لخطابه المضلل لتبرير جرائم الحرب ومحاولة لقلب الحقائق".

وأضاف البيان أن "استخدام نتنياهو لمصطلح التحرير محاولة لقلب حقيقة الاحتلال بنص القانون والقرارات الدولية ذات الصلة، وأسلوب مفضوح لن يغطي على جريمة الإبادة والقتل والتدمير الممنهج منذ أكثر من 22 شهرا".

وبينت أن "نتنياهو يستمر في توظيف ملف الأسرى كذريعة لاستمرار العدوان ولتضليل الرأي العام، متناسيا أن جيشه تسبب بمقتل العشرات منهم، وبأنه انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في يناير من هذا العام، وانسحب من جولة المفاوضات الأخيرة".

واعتبرت الحركة أن "محاولة نتنياهو استخدام لغة الأرقام للتضليل لن تنطلي على الرأي العام والمنظمات الدولية المعنية، فمزاعمه عن إدخال مليوني طن من المساعدات إلى غزة لا تعفيه من المسؤولية عن جريمة التجويع التي أدت لمقتل 217 مواطنا، منهم 100 طفل بسبب الجوع وسوء التغذية".

وأكدت أن "نسبة ما دخل (إلى قطاع غزة) لا تتجاوز 10 بالمائة من احتياجات القطاع الإنسانية، وإن أحدث بيانات الأمم المتحدة (IPC) تكذب مزاعم نتنياهو، حيث أكدت انتشار الجوع الحاد ووفاة الأطفال جراء التجويع، في وقت يتعمد فيه الاحتلال إغلاق المعابر وإسقاط المساعدات الجوية في مناطق خطرة أو في البحر، ما أودى بحياة العشرات".

كما أشارت حماس إلى "أن إصرار نتنياهو على استمرار العمل بآلية توزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة اللا إنسانية (مؤسسة غزة الإنسانية)، والتي قتلت نحو 1800 فلسطيني، هو تأكيد على خططه لهندسة التجويع في غزة وتوظيفه كإحدى أدوات الإبادة والتهجير".

وتابع البيان أن ادعاء الجيش الإسرائيلي أنه لا يمنع الصحفيين الدوليين من تغطية الأحداث "تفضحه وقائع الميدان"، فضلا عن سجل الجيش الإسرائيلي "في استهداف وقتل أكثر من 260 صحفيا فلسطينيا، ما جعل هذه الحرب الأسوأ عالميًا من حيث عدد ضحايا الصحفيين".

وكان نتنياهو، قد قال خلال مؤتمر صحفي من القدس: "خطة السيطرة على مدينة غزة هي أفضل وسيلة لإنهاء الحرب"، مضيفا أن "خطط الهجوم الجديدة على غزة تهدف إلى التعامل مع معقلين متبقيين لحماس".

وتابع: "في ظل رفض حماس إلقاء سلاحها، لم يعد أمام إسرائيل أي خيار سوى إكمال المهمة وهزيمتها".

وأكد أن "الجدول الزمني الذي وضعناه للعمليات العسكرية سريع جدا".

وأبرز نتنياهو أن الخطة "ستشمل نقل المدنيين وإقامة ممرات آمنة لتوزيع المساعدات الإنسانية مع السماح بإنزال المساعدات جوا".

وأردف قائلا: "حددنا 5 مبادئ لإنهاء الحرب في غزة: تفكيك أسلحة حماس، عودة الرهائن، نزع السلاح من غزة، والسيطرة الأمنية الكاملة لإسرائيل في غزة ووجود إدارة مدنية ليست تابعة لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية".

وأوضح أن "هدفنا ليس احتلال غزة بل تحريرها من حماس"، مؤكدا أن الأخيرة "لديها آلاف المقاتلين في غزة وما زالت تهدد أمن إسرائيل".

وبيّن نتنياهو: "نحاول إعادة جميع الرهائن.. ولا نريد الدخول في حرب استنزاف في قطاع غزة، الهدف هو إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن".

وبشأن المساعدات، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "حماس ترفض توزيع آلاف الأطنان من الأغذية التي نسمح بدخولها لقطاع غزة".

وأضف: "حماس تقوم بنشر صور كاذبة بشأن القطاع، وهدفنا من هذا المؤتمر وضع حد للأكاذيب والتضليل بشأن ما نقوم به في غزة".

مقالات مشابهة

  • مجلس أوروبا يدين مقتل صحفيين فلسطينيين في غزة ويدعو إسرائيل لوقف استهداف الإعلام
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 3 فلسطينيين ويصيب آخرين في الضفة الغربية
  • المستوطنون يهجّرون 30 عائلة فلسطينية من عين عمار بالضفة الغربية
  • الأمم المتحدة تدين استهداف إسرائيل 6 صحفيين فلسطينيين في غزة
  • أكاديمي سعودي يكشف تفاصيل خطة إسرائيل لتهجير سكان غزة وفشل السلام العربي
  • "محاولة يائسة".. حماس تردّ على تصريحات نتنياهو
  • أسامة الدليل يحذر من أية محاولة لتهجير الفلسطينيين قسريا
  • مستوطنون صهاينة يحرقون أراض وخيام فلسطينيين في الضفة الغربية
  • FT: خطة إسرائيلية لتهجير سكان غزة تحاكي التطهير العرقي
  • المستوطنون يكثفون اعتداءاتهم على الفلسطينيين بالضفة