جرائم المستوطنين في الضفة.. إرهاب منظم يؤسس لنكبة جديدة
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
الثورة / فلسطين المحتلة / متابعات
تضاعفت هجمات المستوطنين الإرهابية ومعهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، بشكلٍ ملحوظ منذ السابع من أكتوبر الماضي في الضفة الغربية، وأخذت طابعًا مسلحًا وجماعيًا منظمًا، بعدما كانت تُرتكب بشكلٍ عشوائي ومن منظمات استيطانية محددة.
ووفق تصريحاتٍ أدلى بها المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك مؤخرًا، واطلعت عليها ارتكب المستوطنون 12 ألفًا و170 اعتداء ضد الفلسطينيين في الضفة منذ السابع من أكتوبر؛ ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى وأضرار في الممتلكات.
فيما أشعل المستوطنون وجيش الاحتلال 273 حريقًا في الضفة الغربية بعد السابع من أكتوبر، استنادًا لأحدث إحصائية نشرتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في أغسطس الجاري، كما سيطروا بدعمٍ من حكومة نتنياهو على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين تزيد على 220 ألف دونم وهجروا سكانها.
ويشير رئيس بلدية حوارة في نابلس جهاد سليم إلى أنّ اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية منذ بداية الحرب على غزة تختلف عن السابق، حيث شهدت كثافة وتحولًا غير مسبوق، مضيفًا أنهم ينفذون اقتحامات دورية للقرى تمتد لساعات وتتضمن اعتداءات بالأسلحة النارية والحارقة وقنابل الغاز.
ويقول سليم في تصريحٍ خاص بـ “وكالة سند للأنباء” إنّ اقتحاماتهم أصبحت يومين أسبوعيًا وهذا أمر مفزع، والهدف منه إجبار السكان على الرحيل من منازلهم وأراضيهم قسرًا، وذلك تحت عين الجيش وحمايته ودعمه الكامل.
ويؤكد أنّ هذه الهجمات لم تعد عشوائية كما كانت في السابق، بل واسعة وترتكبها عصابات مسلحة أفرادها ملثمون ومدربون جيدًا ضمن خطة إسرائيلية واضحة الملامح لقتل وتهجير كل ما هو فلسطيني.
وتتركز الهجمات عادةً على أطراف القرى ومناطق تواجد الكثافة السكانية، ومزارع الأغنام، وغيرها من المناطق التي تمثل نوافذ اقتصادية للبلدات الفلسطينية؛ بهدف توجيه ضربة قاضية تُرغم الأهالي على الهجرية القسرية.
إرهاب منظم
وفي هذا الإطار، يقول مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية مراد اشيتوي، إنّ الهجمات الإرهابية لم تعد تُمثل مجموعات عشوائية من المستوطنين، بل هي عبارة عن جماعات استيطانية تعمل بشكلٍ منظم وبدعمٍ من حكومة الاحتلال ووزارة “الأمن القومي” التي يقودها المتطرف إيتمار بن غفير.
ويوضح اشيتوي ” أنّ الاعتداءات الوحشية والمنظمة في سنوات سابقة كانت تُرتكب جماعات متطرفة أمثال “تدفيع الثمن” و”أمناء الهيكل”، بينما نشهد اليوم تحولًا في الهجمات التي يُنفذها مختلف المستوطنين كـ “مليشيات مسلحة”.
ولفت أنّ هذه المليشيات أصبحت تمثل عنوانًا على أرض الواقع، لذراع عسكري متقدم لدولة المستوطنين في الضفة التي يسعى المتطرفون لتعزيز أركانها عبر زيادة أعدادهم لتصل إلى الذروة، بالإضافة لارتكاب أعمال قتل وحرق وتخريب تطال كل ما هو فلسطيني من شجر وحجر وبشر.
وارتقى جراء عدوان الاحتلال والمستوطنين منذ السابع من أكتوبر أكثر من 640 شهيدًا في الضفة، بينهم أكثر من 15 على يد المستوطنين، وهو الرقم الأخطر منذ سنوات طويلة فالهدف من الهجمات لم يعد التخويف فحسب بل القتل والإبادة
ويصف اعتداءات المستوطنين بأنها نقلة نوعية من حيث الأداء، “فهم يقتحمون كعصابات منظمة في توقيت منظم، وضمن عمل منظم، يستخدمون كل أنواع الأسلحة النارية والمواد الحارقة وقنابل الغاز، وحتى العصيّ والحجارة”.
ويؤكد “اشيتوي” أنّ هذه الهجمات تتم وسط حماية وتواطؤ من جنود الاحتلال، بعد ضوء حكومي أخضر من المتطرفين إيتمار بن غفير الذي سلّح قرابة 60 ألف مستوطن بالضفة، ووزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، الذي أقر بميزانية خاصة للاستيطان.
وباتت التجمعات البدوية في الأغوار الشمالية والجنوبية والوسطى، جميعها مهددة بالترحيل، في ظل استمرار حكومة الاحتلال دعم مليشيات المستوطنين وتسلحهم للاعتداء على الفلسطينيين في القرى البدوية لدفعهم إلى الهجرة بعد تدمير منازلهم، وسرقة آلاف الدونمات من مراعي مواشيهم، وينابيع الماء، وإقامة مستوطنات على أرضهم.
وحسب منظمة البيّدر هُجّر سكان 28 قرية وتجمعًا بدويًا منذ بداية الحرب على غزة، ويعيش الفلسطينيون في هذه التجمعات محاصرين بالمستوطنين، ولا خيار أمامهم سوى الصمود في وجه قرارات الاحتلال بمصادرة أراضيهم وهدم مساكنهم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اقتحام نابلس.. واعتقال العشرات من مدن الضفة صباح اليوم
صراحة نيوز ـ اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في وقت متأخر الليلة الماضية، مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، وفرضت حصارا على بلدتها القديمة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة بعشرات الآليات العسكرية، وتمركزت في وسطها، وفرضت حصارا على بلدتها القديمة، وأعلنت حظرا للتجوال يشمل حارات البلدة حتى صباح غد، الأربعاء، كما شرعت بمداهمة منازل السكان داخل البلدة القديمة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال، الليلة الماضية أيضا، بلدة الخضر جنوب بيت لحم.
وعلى إثر الاقتحام، أصيب فجرا، نحو 15 مواطنا بحالات اختناق.
مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس، عميد احمد، قال إن طواقم الإسعاف تعاملت مع أكثر من 15 حالة اختناق، بينهم أطفال، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال اقتحام الاحتلال البلدة القديمة بنابلس.
إلى ذلك، أعلنت مديرية تربية نابلس عن تعطيل العملية الدراسية في المدينة وتأجيل الامتحان الموحد في كافة مدارس المديرية الى يوم الاثنين المقبل.
كما قامت قوات الاحتلال باقتحام مدينة الخضر وتمركزت في منطقة أم ركبة جنوبا، وشرعت بمداهمة منازل المواطنين وتفتيشها، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وفي قرية فقوعة، أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من العائلات على إخلاء منازلها وعدم العودة إليها إلا بعد ثلاثة أيام، إذ سيتم تحويلها إلى ثكنات عسكرية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية خبر تأكيد اعتقال العشرات من قرى ومدن الضفة فجر اليوم.
في غزة، استشهد خمسة فلسطينيين بينهم ثلاثة مسعفين وصحفي، وأصيب آخرون، جراء قصف للاحتلال الإسرائيلي على حي التفاح شرقي مدينة غزة.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 54,927 شهيدًا، و126,615 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023