الجزيرة:
2025-07-29@12:00:31 GMT

كيف أثرت حرب غزة على النفوذ الإسرائيلي في أفريقيا؟

تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT

كيف أثرت حرب غزة على النفوذ الإسرائيلي في أفريقيا؟

سعيا للتمدد لمجابهة التطويق والوجود لمنافسة الخصوم، ركزت السياسية الخارجية الإسرائيلية طيلة العقدين الماضيين على القارة الأفريقية وأبرمت شراكات اقتصادية وأمنية مع العديد من الأنظمة لكسب أصواتها وتأييدها داخل الهيئات الأممية.

لكن مجزرة المستشفى العمداني التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، في قطاع غزة يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شكلت نقطة تحول في المواقف الأفريقية إذ تزايدت الجبهة الداعمة للقضية الفلسطينية على حساب الكيان الإسرائيلي.

وقد ألقت الحرب الجارية على غزة بظلالها على العلاقات بين أفريقيا وإسرائيل وزادت من الأصوات المناهضة لوجودها في القارة.

مسار العلاقات

لسنوات عديدة ظلت العلاقات الأفريقية الإسرائيلية مرهونة بالقضية الفلسطينية، وكانت المواقف الأفريقية إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تدور في فلك العلاقات العربية الإسرائيلية.

وبحكم التشابه في مسارات التحرر الوطني من الاستعمار، كانت المواقف الأفريقية مساندة لقضية فلسطين لكن ذلك التأييد تراجع مع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 واتفاق أوسلو سنة 1994 والتطبيع العربي الإسرائيلي.

وتزامنت زيارة السياسي الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الثانية لأفريقيا عام 2014 مع تأسيس "اللوبي الأفريقي" داخل الكنيست للعمل من أجل تنشيط العلاقات مع الحكومات الأفريقية لاستمالتها من أجل التصويت داخل المنظومة الدولية.

وعندما طُرح مشروع القرار الأميركي المتعلق بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الأمم المتحدة عام 2018 لم يؤيده من القارة الأفريقية سوى 8 دول، بينما تغيبت وامتنعت عن التصويت البقية الأخرى.

وتحت شعار "العودة إلى أفريقيا" استطاعت إسرائيل تطبيع العلاقات مع 46 دولة أفريقية، وكثف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من زياراته للقارة، إذ قام بجولة لـ4 دول بمنطقة حوض النيل شملت أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا.

كما حضر اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عام 2017 في ليبيريا، وقام بزيارة إلى تشاد سنة 2019 بعد إعادة تطبيع العلاقات معها.

ورغم أن تحركات اللوبي الإسرائيلي جاءت لفك العزلة الدبلوماسية واختراق العمق الأفريقي، فإنه فشل في تنظيم القمة الأفريقية الإسرائيلية التي كان من المقرر أن تنعقد عام 2017 في توغو.

حضور اقتصادي

ومنذ نهاية خمسينيات القرن الماضي نشطت إسرائيل في أفريقيا عن طريق التجارة والسلاح، حتى أسست عام 1996 "غرفة التجارة الإسرائيلية الأفريقية" بهدف تعزيز العلاقات مع دول جنوب الصحراء الكبرى. ووقعت العديد من الشراكات مع الكيانات الأفريقية مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وعدد من غرف التجارة والصناعة في القارة.

وتسعى إسرائيل إلى الحضور الدبلوماسي في أفريقيا عن طريق مبيعات السلاح والاستثمار في الشركات الأمنية، إذ تصنف في طليعة المصدرين للسلاح الخفيف نحو القارة. وعام 2019 بلغت الصادرات الأمنية الإسرائيلية قرابة 7.5 مليارات دولار، 400 مليون منها كانت موجهة إلى القارة الأفريقية.

وتنشط إسرائيل في دول البحيرات العظمى لإحكام السيطرة على المياه حيث قدمت دراسات تفصيلية لبناء 3 سدود في زائير ورواندا. وعام 2000، نفذت مشاريع للري في 10 مقاطعات متضررة من الجفاف في أوغندا، كما أن دورها في بناء سد النهضة الإثيوبي يندرج ضمن مساعيها في الوصول إلى منابع النيل.

وتسعى للحضور في منطقة غرب أفريقيا عن طريق دعم المشاريع في المناطق الفقيرة، ففي الفترة الممتدة بين عامي 2011 و2015 قدمت 30 مليون يورو للسنغال من خلال البرنامج الوطني للاستثمار الزراعي (بي إن آي إي).

وبالرغم من نجاح إسرائيل في تطبيع العلاقات مع العديد من الدول الأفريقية فإنها أخفقت في قبولها بين أعضاء الاتحاد الأفريقي بصفة مراقب التي تحظى بها فلسطين، فقد تم طرد وفدها من القمة الـ36 في أديس أبابا عام 2023. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي إن "القمة قررت تعليق منح إسرائيل صفة عضو مراقب حتى يتم ذلك عن طريق لجنة خاصة".

وتعمل إسرائيل على زيادة وجودها في منطقة غرب أفريقيا حيث تعتقد أن الأموال التي يديرها رجال الأعمال اللبنانيون تابعة لحزب الله، كما تخشى من توسع إيران في المنطقة التي وضعتها ضمن أهدافها السنوات الأخيرة، وخاصة مع تراجع النفوذ الفرنسي والأميركي بمنطقة الساحل والصحراء، وبروز قوى جديدة مثل روسيا والصين وتركيا.

تداعيات حرب غزة

وقد لفتت الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة أنظار القادة الأفارقة إلى الأدوار الإقليمية والدولية التي يمكن أن تلعبها الدول الأفريقية إذ تشكل ثاني أكبر كتلة تصويت في المحافل الدولية بواقع 54 دولة.

كما أن دعم القضية الفلسطينية والوقوف مع الشعوب المظلومة يشكل جزءا من القيم الجماعية التي تأسس عليها الاتحاد الأفريقي والمتعلقة بمحاربة الاستعمار والسعي للتحرر.

وقد بدا أن حرب إسرائيل على غزة ستكون لها تداعيات على مستقبل العلاقات مع أفريقيا، حيث بادرت جنوب أفريقيا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. وفي إطار تحجيم النفوذ الإسرائيلي بالمنطقة، دعت جنوب أفريقيا 33 دولة أفريقية لها عضوية في لاهاي لرفع دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في 29 ديسمبر/كانون الأول 2023.

ولم تتمكن إسرائيل من كسب أصوات أصدقائها الأفارقة في الأمم المتحدة، فعندما عُرض القرار العربي المتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية على المنظمة الأممية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أيدته 120 دولة، ولم تعترض عليه حكومة أفريقية.

حتى أن إثيوبيا صاحبة الارتباط التاريخي مع إسرائيل لم تبد اعتراضها عليه، كما امتنعت عام 2018 من نقل سفارتها إلى القدس انسجاما مع قرارات الاتحاد الأفريقي. ويوم 10 يونيو/حزيران 2024، أصدر مجلس الأمن قرارا بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وحظي بتأييد 14 دولة منها دولتان أفريقيتان هما غانا وموزمبيق.

وانسجاما مع الغضب الأفريقي بسبب إبادة الشعب الفلسطيني، سحبت تشاد القائم بأعمال سفارتها من إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كما ناقش البرلمان التونسي قانونا يجرّم التطبيع مع "الكيان الصهيوني" وأقر مجلس الشعب الجزائري قرارا يسمح للرئيس بدخول الحرب نصرة لفلسطين.

وشهدت العديد من الدول الأفريقية مظاهرات شعبية أمام السفارات الأجنبية تطالب بمحاسبة إسرائيل. وفي 31 أغسطس/آب الماضي، شارك رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو في مسيرة مساندة لفلسطين وطالب بعزل إسرائيل.

ومن شأن الهجمات التي ينفذها الحوثيون في البحر الأحمر أن تحد من تدفق التجاري بين إسرائيل وشرق أفريقيا، وهو ما سينعكس سلبا على حجم التبادل الاقتصادي مع القارة والذي وصل إلى ملياري دولار عام 2018.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاتحاد الأفریقی العلاقات مع غرب أفریقیا إسرائیل فی العدید من عن طریق

إقرأ أيضاً:

دول عربية وإسلامية كبرى تدعم إسرائيل اقتصادياً وتزوِّد الكيان المجرم بالبضائع :شركة الشحن الإسرائيلية ZIM تستمر في أنشطتها عبر الموانئ التركية

الثورة / أحمد علي

في كلمته الأخيرة حول آخر المستجدات في العدوان على غزة هاجم السيد القائد دولاً عربية وإسلامية كبرى قال إنها تدعم إسرائيل اقتصادياً من خلال تزويده الكيان المجرم بالبضائع.

وأوضح أنه “على مدى 22 شهراً هناك أنظمة إسلامية وعربية لم تتوقف سفنها وهي تحمل المواد الغذائية والبضائع للعدو الإسرائيلي”.

وأضاف السيد القائد أن هذه الأنظمة “زادت خلال هذه الفترة من مستوى تبادلها التجاري مع العدو الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن هذه الأنظمة هي “من كبريات دول هذه الأمة”.

وكشف السيد القائد أن هناك نظاماً إسلامياً “يظهر التعاطف إعلامياً مع الشعب الفلسطيني لكن نشاطه في التبادل التجاري مع العدو أكثر من أي دولة في العالم”.

وقال إن “البعض من كبريات الأنظمة العربية حاولت أن تقدم للعدو الإسرائيلي بدلاً عما حققه الموقف اليمني في منع الملاحة الصهيونية”.

وأشار إلى أن “أنظمة عربية مدّت العدو الإسرائيلي بمواد غذائية متنوعة وبمختلف الاحتياجات في وقت يتم محاصرة الشعب الفلسطيني”.

وكان السيد القائد قد تحدث عن خمس دول عربية وإسلامية تشارك في كسر الحصار اليمني المفروض على العدو الإسرائيلي، معتبراً أن ذلك يمثّل دعماً مباشراً للعدوان الإسرائيلي على فلسطين وتواطؤاً فاضحاً مع جرائم الاحتلال.

السعودية واخواتها

ويرجح خبراء أن الدول المقصودة في خطاب السيد عبد الملك الحوثي تشمل كلاً من تركيا ومصر والأردن والإمارات والسعودية نظراً لطبيعة الواردات التي عبرت منها إلى كيان الاحتلال خلال فترة العدوان والحصار اليمني.

جدير بالذكر أنه وفي خطابه الأخير أكد قائد الثورة أن هذه الدول تتحمل مسؤولية الجرائم التي تُرتكب في غزة، داعياً شعوب الأمة إلى مراجعة مواقفها والتصدي لحكوماتها التي تساهم في تعميق معاناة الفلسطينيين، وفي ظل صمتها المطبق تجاه ما يتعرض له سكان غزة من إجرام وحصار.. دول عربية تباشر عملياً كسر حصار صنعاء البحري على العدو الإسرائيلي، وبهذا التصرف تثبت دول العدوان على اليمن من جديد أن مهمتها هي تقديم الخدمات لكيان العدوّ الصهيوني؛ فبعد أن أعلنت الإمارات والأردن في وقتٍ سابق تضامنهما مع “إسرائيل” عبر تفويج السلع والبضائع إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، بادرت السعوديّة التي تقود تحالف العدوان والحصار على اليمن، إلى كسر الحصار عن كيان العدوّ الصهيوني، وذلك على حساب دماء وأشلاء وجوع سكان قطاع غزة المحاصر والذي يفتقر إلى أبسط منافذ الغذاء والدواء اللازم والضروري لملايين البشر الفلسطينيين.

وبعد أن تمكّنت القوات المسلحة اليمنية من إطباق حصار على كيان العدوّ الصهيوني عبر استهداف السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى كيان العدوّ الصهيوني؛ ردًّا على الحصار الجائر المفروض على سكان غزة الذين يتضورون جوعاً وظماً أقدم النظامُ السعوديّ على تقديم خدمة جديدة للكيان الإسرائيلي، وذلك بمساعدته على إدخَال السلع والبضائع إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، في الوقت الذي لم يجرؤ هذا النظام على تقديم أي موقف من شأنه فتح ممرات الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني في غزة.

إسرائيل تفضحهم

وقد ذكرت وسائل إعلام صهيونية قيام السعوديّة والبحرين والأردن بخطواتٍ متناسقة تنتهي عند إدخَال كافة البضائع إلى الصهاينة، عبر الطرق البرية التي تربط السعوديّة والأردن بالأراضي الفلسطينية المحتلّة.

تركيا

في تركيا كان شباب الأناضول ومنظمات أوبن رفح، وما في مرمرة، وسفينة الوجدان نظّموا تظاهرة غاضبة أمام ميناء افجيلار في إسطنبول.

الاحتجاج جاء للمطالبة بوقف كل أشكال التجارة مع الاحتلال الإسرائيلي، رافعين أصواتهم ضد تطبيع العلاقات الاقتصادية.

مطالبة

وطالب المتظاهرون الحكومة التركية بقطع التجارة نهائياً مع الاحتلال .ويقولون إن شركة الشحن الاسرائيلية ZIM تستمر في أنشطتها عبر الموانئ التركية، وهو ماوثقه نشطاء لإحدى السفن التي كانت تحمل شعار الشركة في ميناء حيدر باشا في إسطنبول متجهة الى حيفا في الأراضي المحتلة.

ويعتبر النشطاء ان استمرار نشاط شركة ZIM «زيم” الإسرائيلية في تركيا يعكس علاقات تجارية غير معلنة، وفقاً للمتظاهرين.

ويؤكد المحتجون أن هذه التعاملات تشكل خرقاً لمطالب الشارع التركي الذي يرفض كل أشكال التعاون مع الاحتلال.

فيما تقول تركيا إنها أوقفت التجارة مع الاحتلال الإسرائيلي، يؤكد النشطاء إن التجارة لا زالت مستمرة وإن سفنا لازالت تبحر من تركيا باتجاه الاحتلال. وما بين الروايتين، يواصل الشارع التركي الضغط من أجل وقف كافة أشكال التعاون مع الاحتلال.

 

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: مطلوب مواصلة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها الغاشم على غزة
  • دول عربية وإسلامية كبرى تدعم إسرائيل اقتصادياً وتزوِّد الكيان المجرم بالبضائع :شركة الشحن الإسرائيلية ZIM تستمر في أنشطتها عبر الموانئ التركية
  • منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية: إسرائيل تنفذ إبادة جماعية في قطاع غزة
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: وضع إسرائيل في انهيار ويجب تغيير الحكومة المدمرة في أسرع وقت ممكن
  • القاهرة وبكين.. تحالف اقتصادي يصوغ خريطة النفوذ الجديد
  • لأول مرة… هولندا تدرج إسرائيل ضمن الدول التي تشكل تهديداً
  • الحوثيون يعلنون تصعيدا جديدا واستهداف جميع السفن التي تتعامل مع إسرائيل
  • عاجل | الوكالة الوطنية للأمن في هولندا: إدراج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
  • هولندا تدرج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
  • الجيش الإسرائيلي يبلغ عن “مقذوف” أطلق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل