مصطفى حسني: اسم الله الضار لا يوجد في القرآن
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
أجاب الداعية مصطفى حسني عن سؤال ورد من أحد متابعين البث المباشر له على منصات التواصل حول، معنى اسم الله الضار، وكيف يكون الله ضارًا؟!
قال حسني أن هناك قولان في ساحة العلم حول( معنى اسم الله الضار)، القول الأول: أنه لا يوجد في القرآن اسم الله الضار، ولكن صفة الضُر ظهرت في آيات قرآنية مثل قول الله تعالى: “وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ"، وقوله عزوجل:قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ".
وبناءً على ذلك لم يذكر اسم الله الضار في القرآن مثل اسم الله الصبور، الكريم، الرحيم، ولهذا لا يوجد شخص اسمه (عبد الضار)، كما يوجد عبد الصبور، وعبد الكريم، وعبد الرحيم، وغيرهم من أسماء الله الحسني المذكوره في القرآن الكريم.
وتابع حسني أن القول الأخر، أن بعض العلماء نسبوا هذا الاسم (الضار) لله سبحانه وتعالى فنقول (النافع الضار) حيث نستنبط من فعل الله أنه النافع الضار، حيث أن اعتقاد المؤمن الحق هو أنه لا يوجد هذا الكون نفع ولا ضر إلا بيد الله، فقد كانوا المشركين قديمًا يعبدون الأصنام وهم لا ينفعوا ولا يضروا، فكل الذي فوق التراب تراب، فكل خير وضر يحدث في الكون بيد الرحمن سبحانه وتعالى.
وانتهى حسني إلى أن دلالة اسم الله الضار ظهر في تفسير العلماء، حيث وضحوا أن الأذي الذي يصيبك من أبسط الأمور حتى الشوكه في يدك في ظاهرها ضُر ولكن وراءها خيرًا لك، لذلك لا نقول ضار، ولكن نقول النافع الضار، لأن الضر لا يقع وراءه إلا نفع، فيكون في ظاهر الأمر ضُر ولكن العاقبة شفاء ورحمة، ومن الدلالت الأخرى أن الله سبحانه وتعالى قد يضر الانسان الظالم، الذي يفتري على خلق الله ويظلمهم ، فإصابته بالضر يكون عبره لمن يعتبر، أو قد يكون درسًا يتسبب في رجوعه إلى الله بسب الضر الذي وقع عليه، فيكون تحقق أيضًا اسم الله (الضار النافع). شيخ الأزهر يوضح معنى الضار النافع
وفي هذا السياق كان قد وضح الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن اسم الله "الضار والنافع" لم يردا في القرآن الكريم بهذه الصيغة، صيغة اسم الفاعل، وهما مأخوذان من الفعلين يضر وينفع، وأن هذه الألفاظ لا تدل دلالة مباشرة على أن الله تعالى ضار نافع، لكنها تستلزم أنه لا يوجد ضار نافع غير الله تعالى، فلو لم نفترض أن الله تعالى هو الضار النافع -عقلا- بطلت هذه النصوص، أي أنه لو لم يكن هناك مستلزم آخر أو مفهوم آخر بأن الضار النافع هو واحد فهذه النصوص باطلة، وأيضا الحديث لن يفهم، وهذا يسمى«دلالة المفهوم».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الضار اسم الله الضار معنى اسم الله الضار النافع الضار حسني الضار النافع مصطفى حسنی الله تعالى فی القرآن لا یوجد
إقرأ أيضاً:
عالم يحذر من الطاعة فى المواسم: أحب العبادات إلى الله أدومها
قال الدكتور أسامة الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، إن مواسم الطاعات من أعظم نِعم الله علينا، وإن الواجب علينا أن نقابل هذه النعمة بالشكر الحقيقي، مؤكدًا أن الشكر والنعمة مقترنان لا ينفصلان، فمن شكر الله زاده من فضله، لقوله تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم".
وأضاف أسامة الجندي، خلال تصريح، أن نعمة التوفيق للعمل الصالح لا تُقدَّر بثمن، لكنها وحدها لا تكفي، بل لا بد أن يُتبعها نعمة القبول من الله، مشيرًا إلى أن التوفيق هو بداية الطريق، أما القبول فهو الغاية التي نسعى إليها.
أوضح أن القرآن الكريم بيّن هذه الحقيقة بقوله تعالى: "إنما يتقبل الله من المتقين"، مضيفًا: "إذا أردت أن تكون من الفائزين، فاسعَ لتكون من المتقين، لأن القرآن أيضًا يقول: إن للمتقين مفازا".
أكد أن الصيام والعمل الصالح في المواسم، مثل رمضان أو ذي الحجة، لا يعني فقط الإمساك عن الطعام والشراب، بل هو تدريب روحي على ترك كل ما يغضب الله، من قول أو فعل، مشيرًا إلى أن الهدف هو أن نخرج من الموسم بجوارح طاهرة، وقلب متصل بالله.
تابع: "حديث النبي ﷺ «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل»، لا يعلمنا فقط كيف نعبد الله، بل كيف نحبه ونتعلق به في كل وقت، لا أن نكون عبّاد مواسم فقط، فالله يتقبل من المتقين، والمتقي هو من داوم على طاعة الله في السر والعلن".