في آخر، سلوكيات ميليشيا الحوثي الخبيثة التي تستهدف طمس معالم اليمن العربية والدينية، تعمل الميليشيا، حاليًا، على تنفيذ مخطط تحت غطاء "السياحة الدينية في اليمن، لاستقطاب الإيرانيين وأتباعها، بهدف إحكام السيطرة على اليمن، واللعب بعامل الديموغرافيا، إيذانًا بنقل التجربة الإيرانية، وتحويل معالم صنعاء التاريخية، من رمز يمني إلى مزار إيراني.

 

 

ونتيجة لذلك، حذّرت الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا، من هذا المخطط الحوثي الجديد والخبيث، كاشفةً عن مخاطر تلك المساعي في استغلال ذلك، بإيفاد البعثات والوفود من الجنسيات الأخرى خاصة الإيرانيين وأذيالهم، إلى داخل البلاد، وتوزيعهم بعد ذلك كمقاتلين، لتعزيز صفوفها العسكرية، كما فعلت وتفعل في .

 

وحول ذلك، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني: "نُحذّر من مخطط ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، لاستقدام عشرات الآلاف من: إيران، باكستان، أفغانستان، لبنان و، للمناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، تحت غطاء زيارة المراقد الدينية والأضرحة، عبر ما يسمّى "مشروع دليل البرنامج السياحي المعالم السياحية والتاريخية المتعلقة بالهوية الإيمانية، وأعلام الهدى"

 

ولفت الإرياني، في منشور له أورده عبر حسابه على منصة "إكس"، إلى أن "ميليشيا الحوثي، عمدت، منذ انقلابها، إلى تجريف المعالم السياحية، عبر انتهاك حرمة وحصانة الأعيان الثقافية والمواقع الأثرية واستخدامها في العمليات العسكرية وتخزين الأسلحة، كما عملت على نبش المواقع الأثرية بغرض الاتجار بالآثار لتمويل عملياتها العسكرية".

 

وذكر الإرياني، أن ميليشيا الحوثي "تخطط لهدم 500 مبنى أثري في مدينة صنعاء القديمة، المدرجة ضمن قائمة التراث الإنساني لـ"اليونيسكو"، من بينها "سوق الحلقة" أحد أهم الأسواق الحرفية التاريخية في المدينة".

 

وتابع: "الهدف من ذلك، إقامة مزار ديني، كما عمدت إلى إقامة مناسبات طائفية خاصة بها لا علاقة لها باليمنيين، وتعمل على التوسع التدريجي في التحول نحو حالة كهنوتية لاهوتية".

 

ونوّه الوزير اليمني، إلى المخاطر المترتبة إزاء ذلك، حيث قال: "هذا التحرك الخطير، ليس مجرد خطة لتنشيط السياحة، بل وسيلة خبيثة لتعزيز النفوذ الإيراني في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، وإدخال الخبراء من إيران وحزب الله، والمقاتلين إلى الداخل اليمني، مما يعمق الهيمنة الإيرانية، ويقوي قبضتها على مقدرات البلاد، ويمثل تهديدًا خطيرًا لليمن واليمنيين على المستويات السياسية، والاجتماعية، والفكرية، والتركيبة السكانية".

 

وشَرَعَتْ ميليشيا الحوثي منذ انقلابها في اليمن، قبل عقد من الزمن، إلى تجريف الهوية اليمنية، والمساس بثقافة اليمنيين، واستبدالها بـ"أيديولوجية" غريبة على المجتمع اليمني، وإرغام القاطنين في مناطق نفوذها على التقيّد والالتزام بها، وفق مراقبين مختصين وسياسيين يمنيين.

 

وتشير العديد من التداولات والدراسات، إلى أن "ميليشيا الحوثي، انتهجت في سبيل تنفيذ مساعيها، وسائل مُتعدّدة، منها تغيير المناهج الدراسية، بأخرى طائفية تتّسق مع مفاهيمها الدينية، بالإضافة إلى أنّها عمدت على استبدال الاحتفالات الوطنية باحتفالات دينية لم يكن يسمع عنها اليمنيون من ذي قبل، فضلاً عن هدمهم المتعمّد للمواقع التاريخية المعبّرة والمجسّدة للحضارة اليمنية على امتداد تاريخها، وبناء أضرحة ومراقد ومزارات دينية بدلاً منها، شبيهة بتلك المعمول بها في الدول التي تشهد نفوذًا وسيطرة شيعية على مقاليد الحكم".

 

وفي هذا الصدد، يقول وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية عبدالباسط القاعدي: "تقوم ميليشيا الحوثي باستبدال المناسبات الوطنية بمناسباتها الكهنوتية الخاصة تحت لافتة الهوية الإيمانية، وأجبرت الناس قسرًا على الاحتفال بهذه الخرافات التي لا وجه يربطها بالهوية اليمنية، بل هي في الأساس تستهدف طمس هوية الشعب ونسف مكتسباته التي ضحّى في سبيلها بقوافل الشهداء والجرحى".

 

 وأضاف القاعدي، في حديثه لـ"إرم نيوز": "إنها في الحقيقة تعمل على تصميم حالة شبيهة بالحالة الإيرانية، إذ تبني مزارات دينية، وتشيّد القبور والأضرحة"

 

ولفت القاعدي، إلى أن "هذا السلوك نراه واقعًا في العراق وسوريا ولبنان، ويجري سحب اليمن إلى هذا المستنقع، ومنذ انقلاب الحوثي على الدولة، عايشنا هجرة آلاف العقول من مناطق سيطرتها إلى المحافظات المحررة، وإلى خارج البلاد، وها هي، اليوم، تقوم باستهداف من تبقى من العقول والكوادر المؤهلة لتفريغ هذه المناطق للموالين لها".

 

بدوره، يقول عبدالرزاق العزعزي وهو صحفي مهتم بالحوار بين أتباع الديانات ومدير المنظمة الإلكترونية للإعلام الإنساني: "خطر مشروع ميليشيا الحوثي المتمثل بالسياحة الدينية نقوم بمعرفته من اسمه (إعلام الهدى)، وهذا تأكيد على أن الميليشيا ستقوم بفرض توجّه أحادي الجانب على اليمنيين، وتقديم معلومات أحادية مغلوطة عن اليمن البلد الغني بالتنوع الديني والثقافي".

 

وبيّن العزعزي، في سياق حديثه لـ"إرم نيوز": "السياحة الدينية إجمالاً هي مشروع اقتصادي مُربح للميليشيا، التي يبدو أنها لم تلتفت فقط للمكاسب الاقتصادية والتي ستدر عليها الأموال من السياحة الداخلية والخارجية، لكنها أيضًا التفتت إلى مستقبل المشروع الذي سيغرس فكرة أحادية عن المجتمع اليمني".

 

وتابع العزعزي: "فكرة أن الاتجاه الديني الذي تتبناه المليشيا هو ماضي اليمن ومستقبلها، ولاشك أن هذا المشروع سيرافقه عمليات طمس لكل المعالم الدينية الخاصة بالطوائف والأديان والثقافات الأخرى، وهذا مؤشر يُهدد مستقبل التعدد والتنوع الثقافي في البلاد".

 

 وبحسب العزعزي، فقد "مارست وتمارس ميليشيا الحوثي انتهاكات متعددة بحق المختلفين عنها، لاسيما الأقليات الدينية، وها هي، اليوم، ستؤكد للجميع أن اليمن كانت تتبنّى اتجاهًا دينيًا واحدًا، في إشارة إلى أن المختلفين عنها لا دور لهم، ولا وجود، وهي عملية إلغاء وإقصاء بارز لكل الطوائف الدينية والمكونات الثقافية في البلاد".

 

وكان مندوب اليمن لدى "اليونيسكو" محمد جُميح، قد نوّه في حديث سابق له، إلى أن "الحوثيين يسعون إلى تحويل صنعاء التاريخية من رمز يمني، ظل اليمنيون يفاخرون به كمنتج للتراكم الحضاري، إلى مزار ديني بلون طائفي وبطراز إيراني، بما أن الإيرانيين أصبحوا هم المتحكمون بهذه الجماعة التي تحاول إعادة قراءة التاريخ بما يتوافق وجنونها الطائفي والمذهبي".

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

تصوير جوي جديد لبيت حانون.. لم يبق معالم في المدينة (شاهد)

دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة بشكل شبه كامل، في واحدة من أعنف العمليات العسكرية التي طالت البنية التحتية والمنازل المدنية منذ بداية العدوان على قطاع غزة.

وأظهرت مشاهد جوية حديثة تداولتها "مواقع عبرية " تحول البلدة إلى أكوام من الركام، حيث اختفت معالم الشوارع والأحياء، ولم يتبق من الأبنية السكنية سوى بقايا جدران منهارة.

ويعتبر هذا التدمير بمثابة محاولة ممنهجة لمحو بلدة كاملة عن الخريطة، إذ كانت بيت حانون من أوائل المناطق التي اجتاحها الاحتلال بريا خلال المراحل الأولى من الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتعرضت لقصف مدفعي وجوي مكثف استمر لأيام.

وتقع البلدة في منطقة استراتيجية إذ تعد إحدى البوابات الشمالية لغزة، ما جعلها في مرمى النيران منذ بداية العملية، ووثقت منظمات دولية، بينها "هيومن رايتس ووتش" و"الأونروا"، حجم الأضرار ووصفت ما جرى بأنه "تطهير عمراني واسع" يخالف القانون الدولي الإنساني، ويعكس سياسة العقاب الجماعي ضد المدنيين.


ولا تزال فرق الدفاع المدني والطواقم الطبية عاجزة عن الوصول إلى كامل المنطقة بسبب استمرار القصف وتدمير الطرق، وسط مخاوف من وجود جثث لمدنيين تحت الأنقاض.

ومن ناحية أخرى زعم جيش الاحتلال فتح ممرات إنسانية يسمح فيها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن لإدخال المواد الغذائية والأدوية إلى سكان غزة، فيما يتواصل انتشار المجاعة، وسط تحذيرات من موت مزيد من المدنيين الأبرياء جراء سياسة الحصار.


وكان جيش الاحتلال قد أعلن الأحد، عن هدنة تبدأ من الساعة الـ10 صباحا وحتى الثامنة مساء في المناطق الغربية من قطاع غزة، تحت مزاعم تمكين دخول وتوزيع المساعدات.

ومن جانبه قال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن المفاوضات المتعثرة مع حركة حمـاس بدأت تعود إلى مسارها، مضيفا أن الرئيس ترامب يؤدي حاليًا دور "شرطي العالم"، معتبرًا أن هذا الدور ضروري لإعادة فرض النظام والاستقرار في عدد من المناطق المضطربة حول العالم.

وفي السياق ذاته أكدت قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية أن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحركة حماس قد تُستأنف الأسبوع الجاري.

مقالات مشابهة

  • إيران تعلن إحباط مخطط استخباراتي خطير لتخريب البلاد
  • صنعاء تستضيف المعرض والمنتدى التقني الأول في اليمن smart-ex2025 في 10 أغسطس القادم
  • عيون الحوثي على صافر.. تحرك حوثي لتفجير الوضع عسكريًا في 3 محاور
  • معهد أمريكي: السعوديون فشلوا عندما حاربوا اليمن
  • إعلام مصري: عام على الضربات الإسرائيلية في اليمن.. تصعيد غير مسبوق وتحولات استراتيجية
  • جماعة هاكرز التي نفت هجوم سيبراني على سيرفرات الاتصالات بصنعاء تكشف عن المواقع التي استهدفتها
  • تصوير جوي جديد لبيت حانون.. لم يبق معالم في المدينة (شاهد)
  • انتخابات فاشلة مزورة لتدوير نفس الوجوه التي دمرت البلاد والعباد
  • اليمن يتقدّم أولويات إسرائيل .. خطة موسّعة ضد صنعاء
  • تحقيق إسرائيلي: ما هي شركات الطيران التي لا تزال تحلق فوق اليمن وإيران؟ (ترجمة خاصة)