16 شهراً من الحرب: حساب الربح والخسارة..!
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
16 شهراً من الحرب: حساب الربح والخسارة..!
د. مرتضى الغالي
لو كان هناك “بعض فطنة” لدعاة الحرب (ولا نقول بعض ضمير) لتوقفوا قليلاً ليراجعوا (حساب الأرباح والخسائر) من الحرب الدائرة الآن.. وما ينتج من مواصلتها..! لعل مثل هذه الوقفة تهديهم إلى القرار الصائب الذي يتوجّب عليهم اتخاذه.. أو “على أقل تقدير” تحديد السنوات المطلوبة لمواصلة الحرب.
ولكن كيف مع غلبة الهوى والمصالح الذاتية للزعانف الذين لا يجدون لهم موقعاً إلا في (الأوضاع الاستثنائية) التي تسود فيها الفوضى ويغيب فيها العقل والقانون وتغيب المحاسبة وتضيع أقدار الناس وتختلط الرغائب البهائمية بالمواقف الإنسانية تحت هدير الدانات والمدافع وقعقعة السلاح وانهيار الموازين والأحكام..!.
لقد أكملت الحرب الآن 16 شهراً.. بل زادت على ذلك (كيل بعير).. فما هي الأرباح وما هي الخسائر..؟! وماذا حدث في الوطن..؟! نعم نجح الانقلاب.. ونجح إشعال الحرب.. فما هي النتائج..؟!.
لا بد أن يدخل في الحساب ماذا تحقق من الحرب على صعيد مكاسب الوطن وأهله.. ولابد أن يدخل في حساب الربح والخسارة أعداد القتلى وأعداد المصابين والمعاقين والناجين والمشردين..؟! ولا بد من معرفة ماذا حدث على صعيد المتأثرين بالحرب، وما حدث على صعيد اللجوء والنزوح، وماذا حدث للمدن والمرافق والمنازل والبيئة التحتية.. وماذا حدث للمدارس والجامعات والأطفال والتلاميذ والتعليم، وماذا حدث في جانب الآثار الاقتصادية والمعيشية والموازنة العامة وأرصدة الدولة وقيمة العملة.. وماذا حدث في مجال البيئة والصحة والموارد والزراعة وتوفير الغذاء.. إلخ.
هل جرى تأمين المواطنين وحمايتهم داخل منازلهم وفي مدنهم وقراهم..؟! هل تم توفير الغذاء والدواء والتعليم أثناء الحرب..؟ هل استمر عمل الخدمة العامة وقضاء حوائج الناس..؟ هل تم حماية الأطفال ورعاية المواليد..؟ وهل تم الحفاظ على مصادر رزق المواطنين وصرف مرتبات العاملين واستمر عمل الشركات والقطاعات الخدمية والإنتاجية..؟!.
هل استطاعت الحرب تحسين صورة السودان في العالم وتعزيز علاقات الجوار مع دول الإقليم ومنظمات العالم وهيئاته..؟ هل ازدادت حصيلة الصادرات والجمارك..؟ وهل حصلنا بسبب الحرب على قروض ومنح وهبات وإعفاءات ومعونات من الأسرة الدولية..؟!.
هل لا يزال جيش انقلاب البرهان مخطوماً من أنفه يسير منحدراً نحو القاع تحت سمع وطاعة الكيزان و(كرتي 99)..؟! يجبرونه على لحس تعهداته وتوقيعاته بقبول المفاوضات فيستجيب..! ويأمرون قائده البرهان بأن (يقلب لسانه) ويسمي الحرب التي قال إنها (عبثية) حرب الكرامة فيطيع.. من غير أن يشرح للناس كيف يمكن أن تكون الحرب العبثية “حرب كرامة”.. أو كيف تكون حرب الكرامة (حرباً عبثية)..؟!.
ما هي الانتصارات التي تحققت..؟ لقد أعلن قادة جيش البرهان أنهم استعادوا السيطرة على بعض الميادين في بعض أحياء أم درمان القديمة وأم بدة..!!. فهل تكفي الـ(100 سنة) المقررة لاستمرار الحرب لاستعادة بقية مدن وقرى السودان بحساب (الورقة والقلم)..؟!.
ابسطوا على الطاولة خريطة لكل أراضي السودان حتى تستطيعوا تحديد (النسبة المئوية الحقيقية) للمساحات التي تمت استعادتها مقارنة بالمساحة التي لا زالت خارج قبضة جيش البرهان والعطا وكباشي وإبراهيم جابر وميرغني إدريس وفي ولاية الجزيرة وولايات النيل الأبيض والنيل الأزرق وسنار وكردفان ودارفور ونهر النيل و(بقية منطقة أم درمان والخرطوم وشرق النيل).. وبقية الولايات الـ18 و(القيادة العامة)..!.
ما هي المكاسب من كل هذه الأهوال..؟! هل من أجل كسب تأييد (مغنية نقوط) وصحفجية ومعلقين لم يكن يكلف إرضاؤهم أكثر من (كشكشة ريالات)..!.
حكومة الحرب التي تستنفر الصبايا للمحاربة نيابة عنها.. تشغل نفسها باستقبال (مغنية عائدة من إجازة الصيف) ولا تلتفت لانهيار سد أربعات وغرق مدينة طوكر.. بل غرق السودان بكل مَنْ فيه وما عليه.. وتستولي على معونات خاصة بـ25 مليون مواطن يتهددهم الجوع..! تمتنع عن صرف مرتبات موظفيها.. ويسافر رئيسها إلى رواندا (مع وفد رفيع) للمشاركة في حفل تنصيب بروتوكولي.. ثم يعود ويؤكد على استمرار الحرب “مائة عام قادمة”…. الله لا كسّبكم..!.
murtadamore@yahoo.com
الوسومالبرهان الحرب السودان العطا القيادة العامة الكباشي النيل الأزرق رواندا سنار مرتضى الغالي نهر النيلالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: البرهان الحرب السودان العطا القيادة العامة الكباشي النيل الأزرق رواندا سنار مرتضى الغالي نهر النيل وماذا حدث من الحرب
إقرأ أيضاً:
الحرب الإسرائيلية الإيرانية وأثرها على المنطقة
الحرب الإسرائيلية الإيرانية وأثرها على المنطقة
تاج السر عثمان بابو
1في خرق واضح للقانون الدولي، شنت إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو 2025 هجوما جويا استهدفت ضرباته منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، إلى جانب مصانع عسكرية، ومقرات قيادية، من بينها مقرات كبار قادة الحرس الثوري الإيراني. وقد أسفر الهجوم عن:
– مقتل عدد من القادة العسكريين البارزين، من ضمنهم قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء محمد باقي.
– سقوط عدد من علماء الذرة الإيرانيين تحت الأنقاض.
– لم تسلم المناطق المدنية من الهجوم، مما تسبب بسقوط قتلى في صفوف المدنيين.
الهجوم كان بعلم أمريكا، كما أصبح واضحا دعمها يتيح لتل أبيب التصرف بحرية في الإقليم. هكذا، وبدون محاسبة أو عواقب. فقد قصفت اسرائيل دولة ذات سيادة ضاربة بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية. ولا غرو ان وجد إدانة واسعة من كل القوى المحبة والديمقراطية في العالم. فضلا أن إسرائيل تملك سلاح نووي فلماذا حرام على ايران؟
2خطورة هذا الهجوم انه جعل المنطقة مفتوحة لكل الاحتمالات بما فيها حرب عالمية، ولاسيما بعد الرد الإيراني واحتمال ان يستمر القصف المتبادل لفترة طويلة، اسرائيل تصورت ان هذا الهجوم نزهة، يمكن أن تعود منه بسلام، فإذا به يفتح عليها نار جهنم، وصندوق (باندورا) الذي في الميثولوجيا اليونانية اذا فتحته تنبعث منه كل المشاكل.
من جانب آخر إيران شريك استراتيجي لموسكو، يرتبط معها بإتفاق شامل للتعاون، لا سيما وأن إسكات إيران أو إسقاطها سيمثل ضربة عميقة لمعسكر القوى الصاعدة على حساب الغرب، مما قد يجر المنطقة لصراع أوسع، اذا قامت إيران بضرب القواعد الأمريكية في دول الخليج، فضلا عن أن هذا الهجوم لا يستهدف فقط المنشآت النووية لايران أو مراكز قوتها الدفاعية، بل يستهدف ايضا تحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير الهادف لتقسيم وتمزيق وحدة بلدان المنطقة، وتحويلها إلى كانتونات عرقية وعنصرية دينية، وجعلها ضعيفة لا حول لها ولا قوة، مما يسهل نهب مواردها، ودفعها في السياسات النيوليبرالية، اضافة الى كبح تحول العالم نحو التعددية القطبية، ومنع تفكك النظام الأحادي الذي ظلت تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها لعقود.
واضافة الى أن الدعم الإيراني للميليشيات في كل أنحاء الشرق الأوسط لم يعد سريًا. والاتفاقيات العسكرية بين طهران وموسكو باتت تعني أن “الخطر الإيراني” لم يعد إقليميًا فقط بل دوليًا، بالتالي هناك خطر لحرب عالمية.
3لا يمكن عزل الحرب الإيرانية الإسرائيلية عن الحروب الدائرة رحاها مثل: الحرب الروسية الاوكرانية، حرب غزة، الحرب في السودان، بهدف نهب الموارد الثروات، فالحرب الإيرانية الإسرائيلية سوف تطال منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر وبلدان أفريقيا، إيران اصبح لها امتدادا ومليشيات في بلدان الشرق الأوسط وتحالفاته عسكرية كما مع السودان الذي اصبح يتلقى الأسلحة من ايران، بالتالي لن يسلم السودان من الضربات الإسرائيلية.
الكيان العنصري الصهيوني عمل بنشاط على إبادة الشعب الفلسطيني كما هو جارى الان في غزة بدعم أمريكي، ومشروع التهجير لجعل المنطقة استثمارية، ومخلب قط لخدمة المصالح الطبقية الأمريكية في المنطقة، وضرب حركات التحرر الوطني في المنطقة، وبالمثل النظام الإيراني نظام فاشي متسلط باسم الدين، يقوم على المصادرة الكاملة للحقوق والحريات الديمقراطية، ومن مصلحة شعوب المنطقة النهوض في أوسع حراك جماهيري لإنقاذ المنطقة من الدمار المحدق بها، وتفكيك الأنظمة العنصرية والفاشية، وقيام دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن العرق أو اللون أو العقيدة أو الفكر السياسي اوالفلسفي. وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، وفي قيام الدولة الديمقراطية في فلسطين التي يعيش فيها اليهود والمسلمون والمسيحيون في سلام.
الوسومالتعددية القطبية الحرب الإسرائيلية الإيرانية الحرس الثوري الإيراني القانون الدولي تاج السر عثمان بابو حرب السودان حرب غزة موسكو