تعزيز المناهج الدراسية بالثقافة المالية.. مطلب ضروري لتوجيه شباب المستقبل
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
- تنشئة جيل واعٍ ماليًا وإعداده للتفاعل الإيجابي مع المجتمع في شؤون التعاملات المالية.
- الثقافة المالية تتطلب امتلاك المهارات والمعرفة الضرورية لاتخاذ قرارات مالية مستنيرة.
أكد مختصون و تربويون على ضرورة تعزيز مفهوم الثقافة المالية لدى طلبة المدارس وأهمية غرس العادات المالية الصحيحة ودعم تشجيع الناشئة على اتخاذ القرارات وتعزيز الثقة المعنوية والنفسية لديهم، كما أوضح الخبراء أن اكتساب المهارات المالية يحفز الطلبة على الادخار والاستثمار وإيجاد الحلول المالية.
ويقول الدكتور قيس السابعي خبير اقتصادي: إن غرس الثقافة المالية لدى الطلبة عبر المدارس له أهمية كبرى، وتُعد المدرسة هي البيت الأول المثالي للعمل والتعليم والتلقي لدى الطلبة، وهي البيت الثاني للطلاب كأخلاق وتربية إن لم تكن لها الأولوية في طبيعة الحال، والبيت هو المسكن والإقامة والأهل والمدارس سيان يتشاركان في ذات الفكر في التربية والتعليم والأخلاق والتهذيب، وإثراء مفهوم الثقافة المالية في المدرسة هذا من شأنه أن يطور الفكرة المالية لدى الطلبة وأن يعزز الثقة المعنوية والنفسية والإدارة الحقيقية في نفوسهم من حيث التعلم في المجال المالي والاستفادة من الأمور الثقافية المالية في مختلف جوانبها، فالمدارس هي بيوت العلم والخبرة والتربية هي الملاذ الأول والأمان للأطفال الجدد، ومن الضرورة تعلم الطلبة للثقافة المالية وكيفية تطبيق التعليم العلمي إلى تطبيق عملي في واقع الحياة اليومية وتصرفاتنا المالية.
فيما يتعلق بالرؤية المستقبلية للثقافة المالية أوضح الدكتور قيس بقوله: وجود مواد تتعلق بالمال والاقتصاد في المدرسة، لها فوائد كثيرة منها تهدف إلى نشر الثقافة المالية وتوعية فئات المجتمع المختلفة وعلى قائمتهم الأطفال وتعزيز فهمهم في إدارة الشؤون المالية ومساعدة الأفراد والشباب على إعداد وتكريس أنفسهم للحياة بتوفير إدارة مالية أفضل لهم سواء على المستوى الشخصي أو الفردي أو المجتمعي في إدراج أفضل الخطط المالية مستقبلاً وتنظيم مثل هذه البرامج يؤدي لمنح هؤلاء الطلبة نوعًا من المهارات الأساسية في الإدارة المالية وتعزيز الثقة والمشاركات في اتخاذ القرارات قد تكون حكيمة أو ملائمة تختص بهم كأفراد وطلاب في هذه المراحل المتقدمة من العمر واكتساب المهارات المالية تساعدهم على موضوع الادخار والاستثمار والاقتصاد والتحسن والتفكير في الأمور المالية والحلول والأفكار حول أهمية المال والاقتصاد والتوفير وغيرها بطرق جديدة ومبتكرة.
وأضاف: قد يرى الطالب ما لا نراه من انتظار من قدرة على مواكبة التطورات المالية والاقتصادية بشكل عام وذلك من خلال عصر العولمة والذكاء الاصطناعي والرقمنة ومن مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال التسويق والترويج كل هذا رفدًا مستقبلاً فريدًا، ومن المهم أن نعد أبناءنا منذ نعومة أظافرهم إلى أن يكونوا مفكرين في تقوية اقتصاد البلد وجلب استثمارات لهم وفي عملية توفير وإدارة مالية وتسويق وترويج لبلدهم، من خلال استقطاب مثل هذه الدراسات للثقافة المالية وغرس الثقة والثقافة في نفوس الجيل الواعد وأن تُعطى لهم فسحة الثقة من أجل إبراز ذواتهم على إدارة أموالهم وتعريفهم على مشاق الحياة وأهمية المال.
ومن الضرورة أيضًا تعريفهم إلى أمر مهم هو الربط العائلي، عندما يدرك الابن في الوقت الحالي كيفية الصرف وماهيّة الصرف وكيف أن الأب والأم يكرسان أنفسهم لهذه الحياة من أجل توفير لقمة العيش للأبناء، هنا ينمي لدى الابن أهمية الحس الإدراكي وكيفية تحصيل واكتساب المال.
معرفة ووعي
قال الدكتور خالد بن خميس السعدي أستاذ مشارك بجامعة صحار: إن هناك حاجة لتعزيز جوانب التعليم المالي التي تتماشى مع أهداف وتمكين الطلبة والخريجين من المساهمة في النمو الاقتصادي والتنمية المالية المسؤولة، مشيرًا إلى أن وضع الثقافة المالية في المناهج العمانية يعاني من نقص المعرفة والوعي بأهمية التعليم المالي فيما يتعلق بالميزانيات وإدارة النفقات والادخار والاستثمار والتخطيط للمستقبل، ولا بد من الفصل بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي من أجل التقليل من فعالية اكتساب مهارات التفكير النقدي، بالإضافة إلى انفصال التعليم عن سوق العمل بسبب الافتقار إلى الأنشطة والفعاليات التي تتيح للطلاب التطبيق في سياقات مالية واقعية، وأيضًا نقص في المعرفة الرقمية التي تتمثل في التعامل مع العملات الورقية وفهم مخاطر الأمن السيبراني واتخاذ القرارات حكيمة بشأن الاستثمارات عبر الإنترنت، كما يعاني وضع الثقافة المالية من ضعف الممارسات المالية السليمة بسبب صعوبة تطبيق الطلاب لمفاهيم المالية في حياتهم اليومية في ظل انتشار ثقافة الاستهلاك المفرط والإعلانات المغوية، وقلة الكوادر المؤهلة لتدريس المهارات المالية.
وأوضح السعدي: لتعزيز الثقافة المالية بشكل فعال لا بد من وجود تخطيط ودمج وإشراك الطلبة في التعلم من خلال إعادة تصميم المناهج لتعزيز الثقافة المالية وجعل التعلم نشطًا وهادفًا وبالإضافة إلى جعل التعلم مفيدًا حتى يشعر المتعلم بأهميته واستخدام مجموعة متنوعة من التكنولوجيا وبرامج الذكاء الاصطناعي الفعالة في مجال المال والأعمال حتى تتوافق مع رؤية عُمان 2040.
النجاح المالي
وقالت الدكتورة عالية الفورية أستاذة مساعدة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس: إن إحدى أكثر الوسائل فعالية لضمان تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة لتحقيق النجاح المالي مدى الحياة هي تعريضهم للتعليم المالي في سن مبكرة، أي على مستوى المدرسة، بالإضافة إلى دمج الثقافة المالية في المناهج الدراسية يمكن أن يساعد في غرس العادات المالية الصحيحة لدى الطلاب كمهارات مدى الحياة.
وأضافت الفورية: تتطلب الثقافة المالية امتلاك المهارات والمعرفة الضرورية لاتخاذ قرارات مالية مستنيرة مدى الحياة تتعلق بالقيم والأهداف الشخصية، وتعليم الثقافة المالية كمنهج مدرسي يساعد على نشأة أفراد مثقفين ماليًا مجهزين بشكل أفضل للاستثمار والادخار وإدارة الديون وبالتالي الوصول إلى مستقبل مالي صحي ومستقر مما سينعكس أثره الإيجابي على الاقتصاد الوطني.
مشروع خزنة
ومن توجهات وزارة التربية والتعليم في هذا الجانب أصدرت الدليل التعريفي حول مشروع "خزنة" والذي يهدف إلى تعريف المبادئ الثقافة المالية لدى الطلبة وإكسابهم المهارات المالية.
وجاء الإصدار بناءً على التوجيهات السامية لجلالة السلطان –أعزه الله – في منتصف عام 2022 بضرورة اتخاذ منهجية واضحة في نشر الوعي حول الثقافة المالية لدى طلبة المدارس ووضع خطة متكاملة لآلية تطبيقه في مختلف مدارس سلطنة عُمان.
قامت وزارة التربية والتعليم بتشكيل لجنة رئيسية للمشروع بناءً على القرار الوزاري رقم 105 /2022 برئاسة معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم وعضوية وكيلَي الوزارة وعدد من المختصين والفنيين بالجهات المعنية بالمشروع من داخل وخارج الوزارة.
جاء الدليل لرفع مستوى الوعي بالثقافة المالية لدى طلبة المدارس وإيجاد جيل واعٍ قادر على مواكبة التطورات الاقتصادية، لذا حرص الدليل على وضع خطة إجرائية لنشر الوعي المالي بين طلبة المدارس في سلطنة عُمان من خلال تنفيذ مجموعة من الأنشطة والبرامج والفعاليات التربوية المختلفة، للوصول باستراتيجية في مجال الثقافة المالية إلى تحقيق الغايات والأهداف المرجوة.
وكشف الدليل عن أهداف مشروع خزنة الثقافة المالية نشر الوعي بين طلبة المدارس في كل ما يتعلق بالتعاملات المالية في شتى نواحي الحياة، وتنشئة جيل واعٍ ماليًا وتهيئتهم للتفاعل الإيجابي مع المجتمع في شؤون التعاملات المالية، وإكساب طلبة المدارس المفاهيم والقيم والاتجاهات المرتبطة بالثقافة المالية وتعويدهم على الاقتصاد والتوفير واستثمار كل ما لديهم من مهارات في هذا المجال، بالإضافة إلى إعداد جيل يشارك في تحقيق التنمية الاقتصادية للبلاد واكتسابهم المهارات القيادية التي تؤهلهم لتحمل مسؤولية بناء وطنهم ومجتمعهم، وتثقيف الطلبة بالجهات ذات العلاقة بالتعاملات المالية ودور كل جهة، وتعزيز الشراكة بين المؤسسات التعليمية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المحلي في مجال نشر الثقافة المالية لدى طلبة المدارس.
وأوضح الدليل أن أهداف المشروع جاءت لتتواءم مع رؤية عُمان 2040 في توجهاتها الاستراتيجية في توفير تعليم شامل وتعلم مستدام وبحث علمي بقوة إلى مجتمع معرفي وقدرات وطنية منافسة وبالإضافة إلى إيجاد مناهج تعليمية مواكبة لمتطلبات التنمية المستدامة، ومهارات المستقبل وبناء قوة اقتصادية ديناميكية بكفاءات متجددة تعمل في إطار مؤسسي متكامل وفق أطر واضحة وشاملة وتنافسية مستوعبة للثورات الصناعية، ومحققة للاستدامة المالية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المهارات المالیة التربیة والتعلیم لدى الطلبة المالیة فی من خلال مالی ا
إقرأ أيضاً:
شراكة استراتيجية بين “التربية” و”أمنية” لحوسبة المدارس وامتحانات التوجيهي
صراحة نيوز ـ أكد وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة، أهمية مشروع الربط والحماية الإلكتروني الذي تنفذه الوزارة بالتعاون مع شركة “أمنية” في تهيئة البنية التحتية اللازمة لإيصال خدمات الربط للغرف الصفية، وبما يسهم في توظيف التكنولوجيا الحديثة في رفع كفاءة العملية التربوية.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتور محافظة في مكتبه، الرئيس التنفيذي لشركة أمنية فيصل الجلاهمة، بحضور مدير إدارة مركز الملكة رانيا العبدالله لتكنولوجيا التعليم والمعلومات المهندس منيب طاشمان، ورئيس دائرة قطاع الأعمال في شركة أمنية إياد جبر.
وأشاد الدكتور محافظة، بعلاقات التعاون والشراكة التي تجمع الوزارة ومؤسسات القطاع العام والخاص، وأهميتها في دعم قطاع التعليم، مبينًا أن علاقات التعاون القائمة بين الوزارة وشركة أمنية تشكل خطوة هامّة في مسيرة تطوير وحوسبة قطاع التعليم وتحديث أساليبه، معربًا عن تمنياته في نجاح هذه التجربة وتحقيق أهدافها المنشودة.
وأضاف، إن حوسبة امتحانات الثانوية العامة ستسهم في تحسين كفاءة العملية التعليمية وزيادة وصول الخدمات التعليمية لجميع الطلبة في مختلف أنحاء المملكة، متطلعًا إلى أن تكون هذه الشراكة مع “أمنية” مثالاً يحتذى به في التعاون بين القطاعين العام والخاص.
من جانبه، أعرب الرئيس التنفيذي لشركة أمنية فيصل الجلاهمة، عن فخر واعتزاز أمنية بشراكتها مع وزارة التربية والتعليم في هذا المشروع الوطني الذي يمثل خطوة أساسية نحو التحول الرقمي في قطاع التعليم الأردني، موضحاً أن “أمنية” ليست مجرد مزود خدمات تقنية، بل هي شريك استراتيجي ورائد في دعم قطاع التعليم، حيث نفذت العديد من المبادرات الرائدة، أبرزها مشروع الربط والحماية الإلكتروني الذي أسهم في تعزيز البنية التحتية التكنولوجية للمدارس، ومبادرة “فرصة” التي تهدف إلى تمكين الطلبة وتوفير بيئة تعليمية متطورة.
وأضاف، إن دورنا في تنفيذ هذا المشروع؛ من تركيب الأجهزة وتوفير الدعم الفني المستمر، يعكس التزامنا الراسخ بدعم التعليم وتحقيق أهداف التحول الرقمي الوطني، لافتاً إلى أن “أمنية” تعتبر التعليم أحد الركائز الأساسية لتطوير المجتمع، وتعمل باستمرار على ابتكار حلول تسهم في الارتقاء بمستقبل الطلبة.
من جانبه، أكد رئيس دائرة قطاع الأعمال في شركة “أمنية” إياد جبر، أهمية هذا المشروع في تعزيز التحول الرقمي في قطاع التعليم، ويمثل نقلة نوعية في تطوير البيئة التعليمية في الأردن.
وأضاف، إن شركة “أمنية” تدرك تماماً أهمية تجهيز المدارس بأحدث التقنيات لتوفير بيئة تعليمية تواكب التطورات العالمية، وتُعزز من مهارات الطلبة في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، مؤكدا تقديم الدعم الكامل لوزارة التربية والتعليم، وبما يسهم في تحقيق رؤية مشتركة نحو تعليم رقمي مبتكر وفعال.
وبموجب العطاء الذي تم طرحه في وقت سابق؛ ستقوم “أمنية” بتركيب الأجهزة في 500 مدرسة وتنفيذ المشاريع في 800 فصل دراسي ومختبر في جميع أنحاء الأردن.
يُذكر أنّ حوسبة امتحان الثانوية العامة تأتي ضمن خطة وزارة التربية والتعليم لتطوير أساليب التقييم ورفع كفاءة النظام التعليمي، حيث تسعى الوزارة إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتعزيز جودة التعليم وتحقيق العدالة والشفافية في تقييم الطلبة