لا شىء عندى يعلو فوق لحظة استيقاظ روح من غفوتها، ضمير من مواته، قلب من صمته...
فهى بوقوعها إنما تمنح فرصة أخرى للحياة أن تستمر، وتثبت أن مردنا جميعا إليه وحده.. إلى خالق لا يغفل عن خلقه طرفة عين، مهما كان على قلوبٍ أقفالها، ففطرتنا هى السواء، وإليه يكون الانتهاء مهما مرت السنون وتعاقبت الظروف.
وبينهما.
وذلك هو الميلاد الآخر..
ميلاد ذواتنا حين ندرك ما نبغى من حيواتنا، وأحلامنا، أن نصل للحظة الكشف الأهم، فهم أنفسنا.. عندها فقط يمكننا أن نكمل الطريق ونواجه عقباته برضا المؤمن والمسلم بحكمة الله وحسن تدبيره.
هناك حيدة أراها محاولة لتخطى أزمات ما كان تخطيها بالأمر السهل، بل ربما كان فى مواجهتها الخطر الأعظم، كان الانزواء عن الطريق هو الحل الأوحد لتلمس خطوات أهم ومن ثم الوصول ثانية إلى الطريق الصحيح، لكن من زاوية أكثر نضجا وتأثيرا، زاوية العارف، المجرب، ثم الراضى والمتفهم..
العودة إلى جادة الحق هى الميلاد الحقيقى للروح، العودة إلى بداية جديدة هى البداية الحقة، العودة إلى مسار آخر أقرب إلى الروح وأصح، تلك كلها هى الميلاد الحق..
لكل نفسٍ مرد، ومرد النفس اللوامة قريب، لا يغفل عنها مهما بعد واستكان، وبدا مستسلما وضعيفا.. هو فقط يرقب، ينتظر، ويثق..
منذ عامين تقريبا.. كانت اللحظة الأقسى، الأهم، الأكثر حيدة وبعدا وإقصاءً.. والآن يعود إليّ الشعور ذاته، لكنه لا يحمل معه خوفا ولا ثقلا ولا تصحبه دموع عجز وصراخ تمرد وعند منقلب، بل هدوء وفرحة وانتظار لوعد الله الذى وعدنيه، فالخير فى ركاب الخير، والأمل كله بين يدى رحمته.
ميلاد ثان أرنو إليه بشغف الراجى، وعنفوان المقبل، وهدوء المؤمن، وإيمان المجرب.. أنتظره بكامل إرادتى، فلا إرادة تعلو اليوم فوق إرادتى، ولا سلطان على نفسى سواها، فلا ظروف استطاعت، ولا مرض أمالنى، ولا رغبة غيرى أثرت بى، فقط يكفينى أننى أردت ففعلت، ثم أردت ففعلت، واليوم أنصت إليه وحده، إلى صوت بداخلى يعلو، لكننى أقولها له وحده وأفعلها له وحده.. يا رب لك وحدك... وحدك يا رب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نبضات سمية عبدالمنعم حكمة الله
إقرأ أيضاً:
مسؤولة سابقة بوزارة الزراعة تكشف سرا مهما حول صحة الدواجن بالأسواق المصرية
شهدت الجلسة الأولى من احتفالية إطلاق الدلائل الإرشادية للتدخلات الطبية البيطرية، والتي حملت عنوان "الصحة الواحدة.. الرؤية والمنهجية"، مشاركة نخبة من الخبراء والمسؤولين، حيث ترأس الجلسة الدكتور أحمد بيومي، رئيس اللجنة العليا للدلائل الإرشادية للتدخلات الطبية البيطرية.
وفي كلمتها، أكدت الدكتورة منى محرز، وكيل مركز البحوث ونائب وزير الزراعة السابق، أهمية تطبيق مفهوم "الصحة الواحدة" الذي يربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، مشيرة إلى الدور المحوري للإعلام في نشر المعلومة العلمية الصحيحة.
سلامة الدواجن بالأسواقوانتقدت محرز انتشار معلومات مغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن سلامة الدواجن، مؤكدة أن "الدواجن آمنة، وفيروساتها ثابتة، وفي حال ظهور أي مستجدات ستعلنها الحكومة بشفافية"، مطالبة بـ"بعدم الانسياق وراء الشائعات التي تضر بصناعة الدواجن الوطنية".
من جانبه، استعرض الدكتور صلاح مصيلحي، رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية، تطور قطاع الإنتاج السمكي في مصر، مشيرًا إلى أن الإنتاج السنوي بلغ نحو 2 مليون طن، من بينها 1.1 مليون طن من الاستزراع السمكي، يمثل القطاع الخاص 95% منه.
وأضاف أن متوسط نصيب الفرد من الإنتاج المحلي يصل إلى 20.5 كيلو سنويا، مشيرا إلى أن مصر باتت تحتل المرتبة الأولى إفريقيًا في إنتاج الأسماك، والأولى عالميا في إنتاج أسماك البلطي، كما أشار إلى وجود نحو 7500 مزرعة سمكية، وفتح باب تصدير المنتجات السمكية منذ خمس سنوات بعد تعديلات تشريعية داعمة.
بدوره، أكد الدكتور نعمة السيد عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية، أن الترصد الوبائي للأمراض يعد من أبرز أدوار الطبيب البيطري، مشددا على ضرورة تبادل المعلومات مع الجهات المعنية، وأهمية تحصين الحيوانات والحد من الاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية، باعتبار ذلك من أولويات الصحة العامة.
في السياق ذاته، أشار الدكتور أحمد سعد، المنسق الإقليمي للصحة الواحدة بمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، إلى أن تطبيق مفهوم الصحة الواحدة بات أمرًا ضروريًا، لافتًا إلى أن هذا المفهوم يقوم على تكامل جهود أربع منظمات دولية هي: الفاو، منظمة الصحة الحيوانية، منظمة البيئة، ومنظمة الصحة العالمية.
وأضاف أن مصر كانت من الرواد في تبني الصحة الواحدة، لا سيما منذ ظهور إنفلونزا الطيور، واصفًا إطلاق الدلائل الإرشادية بأنه "نقلة نوعية" في مسار إعادة تقييم المنظومة البيطرية في مصر.