حل لغز أقدم خريطة معروفة للعالم القديم
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
العراق – تمكن الباحثون أخيرا من حل لغز لوح بابلي يبلغ عمره 3000 عام، والذي يُعتقد أنه أقدم خريطة في العالم.
وتم فك شفرة اللوح القديم بعد قرون، ويقدم لمحة عما كان يعتقده البابليون عن العالم المعروف في ذلك الوقت.
ويعود تاريخ خريطة العالم البابلية، المسماة أيضا Imago Mundi أو Mappa mundi، والتي تُظهر منظرا جويا لبلاد ما بين النهرين، إلى القرن السادس قبل الميلاد، وقد شكّلت لغزا محيرا للعلماء والباحثين لقرون.
واكتشف اللوح المسماري في الشرق الأوسط وتم شراؤه من قبل المتحف البريطاني في عام 1882.
وتمكن الخبراء أخيرا من فك شفرته بعد العثور على جزء مفقود.
ويحتوي اللوح على سلسلة من الفقرات حيث يصف المؤلف خلق الأرض وما كان يُعتقد في ذلك الوقت أنه موجود خارجها.
وتصور الخريطة بلاد ما بين النهرين القديمة (العراق الحديث)، محاطة بدائرتين أطلق عليها اسم “النهر المر”، والتي كانت تحدد حدود العالم المعروف في ذلك الوقت.
وأكد الباحثون أن الدائرة الموجودة على اللوحة التي تحيط ببلاد ما بين النهرين تدعم اعتقاد البابليين بأن المنطقة كانت مركز العالم، على الرغم من أنهم أدركوا أن بلاد ما بين النهرين كانت جزءا من منطقة أكبر من الأرض.
وكان هناك نهر إضافي، الفرات، يخترق بلاد ما بين النهرين القديمة من الشمال إلى الجنوب، ويرتبط بالنهر المر الموجود على اللوحة.
وقال خبير اللوح المسماري في المتحف البريطاني الدكتور إيرفينغ فينكل: “هذه حلقة مائية مهمة للغاية، لأنها تعني بالنسبة للبابليين أنهم كان لديهم فكرة عن حدود العالم الذي عاشوا فيه في القرن السادس تقريبا”.
وتوجد داخل الخريطة نقوش مسمارية تشير إلى اسم المدن أو القبائل التي عاشت هناك، بما في ذلك آشور ودير وأورارتو.
ولكن الخريطة لا تقتصر على تحديد موقع مناطق بلاد ما بين النهرين فحسب، بل إنها تحتوي على مثلثات على حافة الزاوية اليمنى من اللوح، وهي تشكل نقطة سحر وغموض بالنسبة للبابليين.
وتكهن البعض بأن المثلثات عبارة عن جزر، ولكن فينكل قال في مقطع فيديو إنها “جبال بكل تأكيد”.
ويصف النص المسماري المنطقة بأنها بقعة “لا يمكن رؤية الشمس فيها”، وهو أمر منطقي بالنظر إلى أن الجبال كانت لتحجب الرؤية عنها.
وأفاد المتحف البريطاني أن النص الموجود على اللوح يؤكد أيضا على إيمان البابليين بإله الخلق مردوخ وغيره من الوحوش الأسطورية مثل رجل العقرب وطائر برأس أسد يسمى أنزو.
وقال فينكل إن الخريطة البابلية القديمة “أعطتنا نظرة ثاقبة هائلة للعديد من جوانب التفكير لسكان بلاد ما بين النهرين”.
المصدر: ذي صن
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فی ذلک
إقرأ أيضاً:
أكبر نقابة أمريكية للمعلمين تمحو إسرائيل من الخريطة وتكتب فلسطين
أرسلت أكبر نقابة للمعلمين في الولايات المتحدة رسالة إلكترونية إلى أعضائها تضمنت خريطة للأراضي المحتلة (إسرائيل)، مكتوب عليها "فلسطين"، كجزء من المواد التعليمية المتعلقة بـ "الشعوب الأصلية"، بالإضافة إلى مواد تدعم هجوم الـ 7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك بوست ووسائل إعلام أخرى في البلاد.
Largest US teachers union sends 3 million members map that completely ‘erases’ Israel: ‘An inexcusable lapse’ https://t.co/LDkpSpzaCa pic.twitter.com/UsEM6gI9A6 — New York Post (@nypost) October 11, 2025
وأرسلت الجمعية الوطنية للتعليم (NEA)، التي يبلغ عدد أعضائها نحو ثلاثة ملايين عضو، رسالة بالبريد الإلكتروني تتضمن الخريطة بالإضافة إلى روابط لمواد تدافع عن هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب التقرير.
ووفقًا لتقرير صادر عن صحيفة "جويش نيوز سينديكيت"، المعنية بشؤون اليهود، تصف الخريطة (إسرائيل) بأنها "فلسطين" وتُشير إلى أنها "أرض فلسطينية أصلية، وزعم ستيفن روزنبرغ ، المدير الإقليمي لمعهد القيم في أمريكا الشمالية، لـ JNS: "هذه خطوة مقلقة للغاية من أكبر نقابة عمالية في الولايات المتحدة، التي تُروّج لمحتوى معادٍ للسامية وتحاول تبرير الجرائم (الإرهابية) واصفا الأمر بأنه انتكاسة خطيرة للغاية لمنظمة مُكلفة بتعليم جيل المستقبل". وفق ادعائه.
وهو ما دفع الوكالة الوطنية للتعليم لإصدار بيانًا على موقعها الإلكتروني جاء فيه: "علمنا مؤخرًا أن المحتوى الخارجي الذي أرفقناه برابط على الموقع، والذي تستخدمه العديد من وسائل الإعلام والمؤسسات، يتضمن محتوى لا يفي بمعاييرنا وقيمنا، فور علمنا بذلك، راجعنا الموقع والمواد التي أرفقناها برابط، وحذفناها على الفور، ندين بشدة المحتوى المسيء، يبحث فريقنا عن محتوى جديد يتماشى مع قيمنا واحتياجات أعضائنا والجمهور".
وانتقدت رابطة مكافحة التشهير (ADL)، التي قطعت نقابة المعلمين المعنية علاقاتها بها في وقت سابق من هذا العام، المنظمة بشدة، وكتبت الرابطة على منصة "أكس": "هل نسيت الرابطة شيئًا؟، وأرسلت النقابة لأعضائها مقالًا يتضمن خريطة للعالم تمحو إسرائيل". وأضاف: "هذا ليس خطأً بسيطًا، بل فعلٌ صادمٌ ينكر التاريخ والواقع الراهن. ينبغي على المعلمين تعليم الحقائق، لا إعادة صياغتها".
Did the NEA forget something? The union sent its members an article featuring a world map that erased Israel. This is not a simple oversight, but a shocking act that denies both history and present reality.
Educators should be teaching facts, not rewriting them. pic.twitter.com/YoO7nnozHF — ADL (@ADL) October 10, 2025
وفي تموز/ يوليو الماضي، رفض مجلس إدارة الرابطة الوطنية للتعليم، اعتماد تصويت أعضائها الداعي إلى قطع العلاقة مع "رابطة مكافحة التشهير" (ADL)، بسبب دعمها الصريح لـ"إسرائيل" وعدوانها على قطاع غزة، واتهامها المتكرر للعرب والمسلمين بمعاداة السامية، وافتخارها بانتمائها الصهيوني، وقد دعا القرار إلى وقف استخدام الرابطة والنقابات الفرعية والمدارس لمواد وبرامج وإحصاءات "رابطة مكافحة التشهير" المتعلقة بمكافحة معاداة السامية، بحجة خلطها المتعمد بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية.
وكان نحو 7 آلاف ممثل منتخب من الفروع المحلية للنقابة قد صوّتوا، خلال المؤتمر السنوي في الأسبوع الأول في وقت سابق، لصالح قرار بعدم استخدام برامج رابطة مكافحة التشهير أو المشاركة في تدريباتها المهنية الموجهة للمعلمين، ووفقاً للقواعد، كان من المفترض أن يُعرض القرار على مجلس الإدارة لاعتماده، إلا أن الأخير اعتبره "مقاطعة"، ما جعله، حسب توصيفهم، خاضعاً لـ"خطأ إجرائي"، وهو ما رفضه الممثلون، مؤكدين أنهم لم يستخدموا مصطلح "مقاطعة" في أي بند من القرار.
من جهتها، أعربت كتلة "معلمون من أجل فلسطين"، المعترف بها رسمياً داخل النقابة، عن خيبة أملها من قرار المجلس، وقالت إن رابطة مكافحة التشهير "تسلب الفلسطينيين إنسانيتهم، وتضلّل الخطاب التربوي بشأن القضية الفلسطينية، وتستهدف المعلمين المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، ما يضعف حرية التعليم، ويقوّض الجهود الحقيقية لمكافحة معاداة السامية عبر نشر بيانات مضللة، تساوي بين انتقاد إسرائيل والكراهية العنصرية".
وأكدت المنظمة أن التصويت، رغم رفضه من مجلس الإدارة، يمثل "تحولاً تاريخياً في موقف النقابات العمالية تجاه دعم حقوق الفلسطينيين ورفض التطبيع التربوي مع إسرائيل"، مضيفة أن "المعلمين أصبحوا أكثر وعياً بضرورة التصدي للروايات الكاذبة التي تروّج لها منظمات مثل رابطة مكافحة التشهير".
وكانت رابطة مكافحة التشهير قد دعت، أخيراً، إلى فرض قيود على المؤسسات الأكاديمية والتعليمية لمنعها من انتقاد "إسرائيل"، ووصفت مواقف بعض المدارس الرافضة للإبادة الجماعية في غزة بأنها "معادية للسامية". كما هاجمت الرابطة الوطنية للمدارس المستقلة في العام الماضي، لتقديمها محاضرات حول حقوق الإنسان، شملت الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.