بوابة الوفد:
2025-06-24@19:38:48 GMT

قمة مدريد.. وماذا نريد؟

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

استضافت العاصمة الإسبانية مدريد، الجمعة الماضى، اجتماعًا لوزراء من دول إسلامية وأوروبية، إلى جانب مسئولين من الشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى لمناقشة سبل حل الدولتين، كخطوة حتمية لإنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطينى.

وقد حذر الاجتماع فى بيانه الختامى، من التصعيد الخطير فى الضفة الغربية، وقبلها غزة، وطالب بتنفيذ وقف فورى للهجمات العسكرية ضد الفلسطينيين.

وشدد البيان على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بشكل فوري ودون شروط من خلال فتح جميع المعابر ودعم منظمة الأونروا.

البيان الختامى فى مضمونه وهدفه هو دعم القضية والشعب الفلسطيني فى غزة والضفة الغربية ضد المجازر الإسرائيلية، لكن الشىء الذى لا يدعو للتفاؤل ويجعل العرب والفلسطينيين يستقبلون أى بيان يصدر عن أى قمة أو أى مؤتمر بفتور شديد، هو أن القضية الفلسطينية شهدت طوال تاريخها أكبر كم من الشجب والإدانات، لكن لم يتغير شيء على أرض الواقع.

إن المأساة الفلسطينية التي بلغت ذروتها في حرب الإبادة على غزة، تحتاج من الدول الداعمة لحل الدولتين على سبيل المثال، أن تضغط بقوة، وتمنع التعاون مع الكيان الصهيوني لحين تنفيذ قرارات المجتمع الدولى، لكن أن تظل القضية معلقة بهذا الشكل، وقادة هذا الكيان يتعاملون باستهتار مع أى موقف دولى، فهذا يعد استهانة بجميع المؤسسات الأممية ويضرب مصداقيتها ويفضح انحيازها.

على مر التاريخ، لم نر دولة واحدة، تقف ضد إرادة شعوب الكرة الأرضية بهذا الشكل المستفز، بل مع كل قرار وكل إدانة نستيقظ من النوم على جريمة أبشع من التي سبقتها، ما يؤكد أن هذا الكيان قائم على القتل وسفك الدماء، ولا بد من وقف جنونه بالقوة لا بالدبلوماسية الناعمة.

إن إسرائيل وعلى رأسها الجزار بنيامين نتنياهو أطاحت بالشرعية الدولية على مرأى ومسمع من الجميع، بعد أن حولت غزة إلى أكوام من التراب، وأعادتها إلى القرون الوسطى، بل إن إنسان القرون الوسطى كان يعيش آمناً فى الصحراء وحول الأنهار، ولم يكن يتعرض للوحشية إلا من حيوانات برية عابرة ربما أقل توحشاً من قادة الكيان الصهيوني الذين نشاهد وجوههم يومياً على الشاشات.

ومن المؤسف أن إسرائيل ترى نفسها فوق الجميع، ولا تخشى أحداً، وبالتالى لا بد أن تتخذ الدول الكبرى إجراءات أخرى ضدها، مثل وقف تصدير السلاح وحظر التعامل معها، إضافة إلى العقاب الفوري لكل مجرمي الحرب الذين استباحوا دماء الأبرياء دون رادع من قانون أو ضمير.

ما يفعله نتنياهو يشعرنا أننا فى غابة، ورغم أن الغابة لها قانونها الطبيعي، إلا أن نتنياهو لا يتبع إلا قانونه الخاص، وعلى القوى الكبرى التي تحدد مصير العالم أن تتحرك فوراً لإنقاذ ما تبقى من قيم العدالة والحرية التي تنادي بها في القاعات المكيفة، بينما تشارك بأياديها الخفية في إبادة الأبرياء.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمجد مصطفى قمة مدريد الزاد العاصمة الإسبانية مدريد الاتحاد الأوروبي

إقرأ أيضاً:

ماذا حقق الكيان من حربه على إيران‎؟

في الحروب تقاس النتائج بالأهداف. دخل الكيان الحرب بثلاثة أهداف: الأول القضاء على البرنامج النووي الإيراني، والثاني القضاء على البرنامج الصاروخي الإيراني، والثالث تغيير النظام، وكان ابن الشاة الأسبق أو حفيده يجري عمليات الإحماء في أوروبا.. فهل تحقق شيء من هذه الأهداف؟

اغتال الكيان 20 عالما نوويا إيرانيا، والذي لا شك فيه أن هناك المئات غيرهم، واغتال الكيان 40 من القيادات العسكرية الإيرانية وبسرعة امتلأت الشواغر بالبديل، ألحقت أمريكا بعض الأضرار بالمنشآت النووية الإيرانية في ضربة هي اقرب إلى الاستعراض -على طريقة ترامب- منها إلى الفعل الحقيقي، وأغلب التقارير تقول إن البنية النووية الأساسية ما زالت موجودة ولم يحدث تسرب إشعاعي في أي مكان.. خرج ترامب منتفشا داعيا إيران إلى الاستسلام، مؤكدا أن زمن المفاوضات انتهى.. ولكن النظام لم يسقط!!

الخسائر التي وقعت لإيران هي خسائر مرحلية وليست استراتيجية وتستطيع إصلاحها، وهناك من الحلفاء من يرى في ذلك مصلحته فهناك الصين وروسيا وباكستان. وأقصى ما ذكره الكيان هو تدمير 60 في المئة من قواعد إطلاق الصواريخ، وهذه قد لا تستغرق سوى بضعة أشهر لإعادة إنشائها، هذا على فرض صحة بيانات الكيان.

وفي المقابل، فإن خسائر الاحتلال كلها استراتيجية، كل مساحة الكيان أصبحت مستباحة، وأقل عدد من الصواريخ يجعل السكان يتدافعون كل بضعة ساعات إلى الملاجئ.

انتهت نظرية الأمان إلى الأبد، فشل الكيان مرة أخرى في إنهاء المعركة كما يحب. لن يستطيع الكيان إيقاف نزيف الهجرة العكسية واستنزاف الطاقات والكفاءات.

سيفكر الاحتلال ألف مرة قبل أن يجرؤ على مهاجمة إيران مرة أخرى.. أصبح الطريق مفتوحا أمام إيران وبصورة لم تكن موجودة في أي وقت للانضمام إلى النادي النووي.

والدليل على نتائج المعركة أنه رغم الفارق في القوة والدعم والإسناد، بل ورغم التدخل الأمريكي السافر ورغم الفارق في القدرة على التدمير والاغتيالات، فإن من صرخ أولا هو الكيان وهو لا يصرخ من قليل.

هذه جبهة جديدة فتحها الاحتلال، ولكنه أضاف إلى فشله فشلا ذريعا ولم يحقق هدفا واحدا، وهذه هزيمة في حد ذاتها.

مقالات مشابهة

  • "يثير الفوضى".. ترامب: لا نريد تغييرا للحكم في إيران
  • ماذا حقق الكيان من حربه على إيران‎؟
  • رئيس وزراء لبنان: نريد بسط سلطة الدولة ونسعى لشرق أوسط خالٍ من السلاح النووي
  • إيران تنفي إطلاق صواريخ بعد وقف إطلاق النار على الكيان الصهيوني
  • مستشار كوفي أنان: القضية الفلسطينية مؤشر واضح على انهيار النظام الدولي
  • المدير الفني لـ الأهلي: نريد مواجهة أفضل أمام بورتو
  • فتاوى وأحكام.. من هم الملائكة السيّاحين .. وماذا يفعلون؟.. هل قراءة القرآن بصورة جماعية بدعة؟.. هل الموت في الحج حُسن خاتمة؟.. هل يلزم ترديد أذكار الصباح قبل الظهر أم تجوز بعده؟
  • من هم الملائكة السيّاحين .. وماذا يفعلون؟
  • إنزاجي: علينا مواجهة سالزبورج بنفس القوة التي كنا عليها أمام ريال مدريد
  • الرئيس الإيراني يشيد بمواقف مصر الحكيمة ويؤكد توافق بلاده على حل القضية الفلسطينية