يمن الإيمان يحتفل بنبيه العدنان
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
ها هي أنفاس الرحمن تعم أرجاء اليمن ابتهاجًا وفرحًا وسرورًا بمولد سيد ولد آدم، المصطفى المجتبى، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله. لقد تزينت اليمن، المعروفة بخضرتها وطبيعتها الخلابة، فأصبح نهارها مشرقًا وقد اكتست سهولها وجبالها حللها الخضراء، ولياليها مشرقة بشمس أحمد والابتهاج بمولده حتى لا تكاد تجد ليلًا في اليمن.
والعجيب في الأمر أنه ليس هناك أمر حكومي إلزامي للاحتفال بيوم المولد، فقد قال سيد الأنصار: “ممنوع أي إجبار أو إلزام للمشاركة في الاحتفالات”، فهو يعرف شعب الأنصار أنهم في محبة حبيبهم، فالأمر فقط لقلوبهم، ولهذا تراهم في مسعى حثيث للاستعداد لهذه المناسبة، وترى أطفالهم يبذلون حتى مصروفهم الخاص في المساعدة على إحياء هذه المناسبة. إنها مناسبة تقود مسيرتها الأرواح والقلوب، وليست الأجساد فيها الاخادمة لما تأمرها به، ولا تجد في اليمن من يتخلف عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إلا القلة القليلة ممن أحبطت أعمالهم وطُبق الران على قلوبهم. أما السواد الأعظم فهم الملبون والرافعون أصواتهم: “طلع البدر علينا”.
ولا أحد يستطيع أن يصف الحال التي تعم اليمن وأهل اليمن في شهر ميلاد حبيبهم، فتظنهم قد انخلعوا من كينونتهم الصلصالية وأصبحوا نورانيين وملائكيين يعيشون في سندس جنتهم الخضراء، وكلهم يقولون: “يا رسول الله، شرفة اليمن”، وهم يحسون حقيقة بوجوده بينهم، ولن يصدق قولنا إلا من عاش وأحس بنشوتهم وشغفهم وهم في حضرته، فقد استحضروه حتى حضر بينهم.
إنهم اليمنيون الذين آمنوا به منذ عرفوه وبايعوه ونصروه وانتصروا به، وقد رافقهم بدعائه: “اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار”، فكانوا الرحماء المرحومين بدعوة نبي الرحمة، وهاهم بعد أربعة عشر قرنًا من الزمن ما زالوا على عهدهم باقين وبحب نبيهم متيمين وبنصرة دينهم قائمين، فتراهم الأشداء على الأعداء الرحماء فيما بينهم، وما ذلك إلا لعظمة ارتباطهم بنبيهم. فكيف يظن من عاداهم أنه قادر عليهم؟
فاليمن قد برهنت للجميع أن الحب الصادق يكون معك وبين جوانحك، لا يختل ولا يتزعزع، أين كان وضعك وظرفك، كنت في سلم أو حرب، في رغد من العيش أو اقتار، في صحة أو سقم، في مراكز مرموقة أو في الحقول مع الماشية، لا يهم أين مكاني ولا موقعي، فأنا في حضرة حبيبي وأعرف أن حبيبي حاضر معي.
هنيئًا لك يا يمن بهذا الارتباط بنبيك، وهذا التمسك به. نعم العديد من المسلمين يحتفلون بالمولد النبوي الشريف، ولكن ليس كما يحتفل به اليمنيون. هنيئًا لك يا يمن أن تكون المتفرد، شعبًا وقيادة، بالانشغال والإعداد والاستعداد للاحتفال بمولد النبي الكريم، وليس ذلك إلا لك، فغيرك قد شغلهم وشغلوا شعوبهم بأعياد الهالوين والكريسمس وغيرها من أعياد الشياطين. هنيئًا لك هذا الفخر العظيم.
“وكل الناس تولد ثم تفنى
ووحدك أنت ميلاد الحياة
وكل الناس تذكر ثم تنسي
وذكرُك أنت باقٍ في الصلاة”
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المركز القطري الثقافي للمكفوفين يحتفل باليوم الدولي للشباب بلقاء توعوي تفاعلي حول الإعاقة البصرية
نظم المركز القطري الثقافي للمكفوفين لقاء توعويا تفاعليا لمنتسبي المركز ومنتسبي مركز شباب الكعبان، بهدف تمكين الشباب وتعزيز وعيهم بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وتوطيد التواصل وتبادل الخبرات بينهم، وذلك في إطار الاحتفال باليوم الدولي للشباب الذي يوافق الثاني عشر من أغسطس من كل عام.
وقدم اللقاء السيد أحمد الكبيسي عضو المركز القطري الثقافي للمكفوفين، حيث استعرض تعريف الإعاقة البصرية وأنواعها وأبرز مسبباتها، حيث صحح بعض المفاهيم الخاطئة حولها.
وأكد الكبيسي أن فقدان البصر لا يعني انعدام الرؤية تماما، وأن الإعاقة البصرية لا تشكل عائقا أمام التعلم أو العمل، كما استعرض أبرز التقنيات المساعدة لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، مثل برامج قراءة الشاشة وتطبيقات الهواتف والأجهزة الذكية وأدوات برايل والنظارات والتقنيات الحديثة، حيث أتيحت للحضور فرصة تجربة هذه الأدوات.
وتناول اللقاء أساليب التعامل السليم مع الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، بما في ذلك التعريف بالنفس واستخدام أوصاف واضحة وتجنب رفع الصوت دون داع، وإخبار الشخص بالمكان أو العوائق أمامه، والسماح له بالإمساك بذراع المرافق، فضلا عن إخطاره عند المغادرة، مع التنويه بالسلوكيات التي يجب تجنبها في هذا السياق.
وجرى خلال اللقاء التأكيد على أهمية نشر الوعي المجتمعي ودور الشباب في تعزيز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في مختلف مجالات الحياة.