الجزيرة:
2025-06-06@21:12:12 GMT

الحداثة الغربية والأيديولوجية الدينية

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

الحداثة الغربية والأيديولوجية الدينية

إن أول ما يبادرك به دعاة الأخذ بالحداثة الغربية، أو أول ما يعرِّفون به الحداثة، هو الانتقال إلى عصر العقل والعقلانية، والنهج العلمي، والابتعاد عن العقل الديني أو السحري أو الأسطوري. البعض يقول إن الحداثة هي الإنسان الصانع، لا الإنسان الساحر أو المؤمن بالسحر. وهناك من يبدأ بالعلمانية والمواطنة المدنية التي تفصل الدين عن الدولة، كما في الحداثة الغربية.

على أن هذه البداية، وهذا التعريف، لا يأخذان بعين الاعتبار:

أولًا: تاريخًا طويلًا وحضارة إسلامية لم يتعارض فيها الدين مع التفكير العلمي أو التعامل مع العلوم والحياة وشؤونها، دون إقامة ذلك الحاجز بين الإيمان بالله والخلق، وتطوير العلوم والكشف عن قوانين الطبيعة والكون.

فعلى سبيل المثال: الطب، علم الفلك، الكيمياء، الرياضيات، والخوارزميات كلها بُنيت وتطوَّرت في ظل الحضارة الإسلامية. وبالتأكيد حدث مثل هذا في الحضارات الأخرى، وإلا كيف تمّت مكافحة البرد والقيظ وتطوَّرت الزراعة والملاحة ووسائل النقل وتربية الحيوانات وترويضها عبر العصور، قبل أن تبدأ الحداثة الغربية رحلتها.

صحيح أن هناك كثيرًا من الخرافات، أو أعمال السحر، أو الاعتقادات الأسطورية، وجدت وتعايشت وتصارعت مع المؤمنين بالدين والعلم. وذلك مثل علماء المسلمين الذين أخذوا بالمنهج العلمي والاستقرائي قبل الحداثة الغربية بقرون. ويُعتبرون آباء كوبرنيكوس وجاليليو. (راجع جورج صليبا حول العلوم في الحضارة العربية والإسلامية).

هذا من ناحية عدم الدقة أو الصحة في تمييز الحداثة أو الحضارة الغربية عما قبلها من حضارات، باعتماد العقل والعقلانية. فالقول بتغليب العقل والعلم والصناعة، مقابل عقل خرافي أو وهمي، هو في الحقيقة اتهام لعقل وإنسان ما قبل الحداثة الغربية بالابتعاد عن الموضوعية وقوانين الحركة والحياة في مواجهة التحديات.

ثانيًا: يجب ملاحظة أن من عدم الدقة اعتبار ما يميِّز الحداثة أو الحضارة الغربية هو الإنسان الصانع والعالم العلماني المعرفي. وذلك بتقديم الحداثة الغربية على أنها الحضارة التي بدأت في القرن السادس عشر إلى اليوم. ولا بأس بمناقشة من يريد البدء بما يسميه عصر التنوير، أو الأنوار، وحقوق الإنسان، والدولة الحديثة والمجتمعات الديمقراطية.

وذلك لأن أول ما يميِّز الحضارة الغربية المعاصرة هو سيطرتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية على العالم، وقد بدأت ذلك منذ عصر الملوك والإقطاع والكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر.

إبراز السمات المتعلقة بالعقل والصناعة والموضوعية العلمية لا يجوز أن يخفي البُعد المتعلق بالسيطرة العسكرية العالمية والنهب العالمي. ودعنا من الإبادة الجماعية للهنود الحمر في الولايات المتحدة الأميركية، وما تعرّضت له الشعوب الأصلية في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية من مظالم ومجازر ونهب في القرن السادس عشر، قبل أن يُعتبر الأوروبيون، حاملي الأنوار والتنوير وحقوق الإنسان (أي الإنسان الحداثي الأوروبي الأبيض).

بكلمة أخرى، يجب قراءة التاريخ جيدًا وتتبع خطواته. فالبحارة المسلمون الذين قادوا سفينة كولومبوس أو غاما لتبدأ الحداثة الأوروبية، هل كانوا الإنسان الديني الأسطوري أم الإنسان الديني العالِم بالملاحة وأصولها؟

هذا البُعد التاريخي، شئتم أم أبيتم، يا دعاة الحداثة الغربية، لا تستطيعون تجاهله أو دحره إلى الخلف في مقابل تقديم جاليليو أو ديكارت أو داروين أو نيوتن.

ثالثًا: الإشكال الذي يُبرزونه في تعريف الحداثة الغربية على أنها تغليب حكم العقل والعلوم وحقوق الإنسان على ما يعتبرونه (الدين والأيديولوجيات الدينية). ولكن بماذا يردون لو قيل لهم إن هذا الفصل أو القطيعة مع الدين لم تعرفها الحداثة الغربية إلا في فرنسا، وليست اللائكية الفرنسية إلا جزءًا متواضعًا في عالم الحداثة الغربية التي تغلب عليها الشعوب والدول الأنجلوسكسونية.

فبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية والبلدان التي سادت فيها البروتستانتية هي ركائز الحضارة أو الحداثة الغربية.

هنا لا نجد قطيعة بين الحداثة الغربية والدين، بل نجد الدين جزءًا أساسيًا في تشكيل الدولة، وفي أيديولوجية الشعوب الغربية الآخذة بالبروتستانتية. وهي الحداثة المشبعة بالرجوع إلى التوراة والأيديولوجية البروتستانتية الصهيونية الأكثر رجعية. بل حتى اليوم نجد الحداثة الغربية في الولايات المتحدة والغرب عمومًا، تعلن نفسها حضارة مسيحية (بروتستانتية)- يهودية، الأمر الذي يعني أن جميع التعريفات التي تبدأ بالعقل والعلمانية والحرية وحقوق الإنسان والتقدم، قد امتزجت بالبُعد البروتستانتي الصهيوني، قبل عصر التنوير وبعده.

وإذا كان هنالك فكر يمكن اتهامه بالخرافة والأسطورية، والبعد عن العلمانية والعولمة وعصر العقل أو التنوير أو حقوق الإنسان، فهو البُعد البروتستانتي الصهيوني الذي يقود الحداثة الغربية.

أما نكران هذا البُعد وتجاهله فهو عيب وتضليل أو قصور نظر.

هل يُعقل إغفال هذا البُعد الأيديولوجي المندمج عضويًا في الحداثة الغربية، بزعامة الدول الأنجلوسكسونية (أميركا وبريطانيا) التي قادت وتقود الحداثة الغربية، بما في ذلك الاتجاه الفرنسي المعاصر؟

وهل يصحُّ أن تُقوَّم الحداثة على غير حقيقتها؟ وذلك عند الحديث عن العقل والعقلانية والموضوعية والعلمية والعلمانية وحقوق الإنسان أو القيم الأخلاقية العالمية، مع إخفاء علاقتها بالأيديولوجية الدينية.

من هنا، وفي وقت يستعيد فيه الغرب أساطير مشوَّهة من التوراة ليجعلها في قلب الحداثة الغربية، مناقضًا روح تعريفه للحداثة، لا بد لنا من إعادة قراءة الحداثة الغربية من خلال بُعدها الأيديولوجي. فهذا البُعد الديني الأيديولوجي البروتستانتي الصهيوني، إضافة إلى بُعد السيطرة العسكرية العالمية والنهب يشكلان معًا اللحمة والسدى في الحداثة الغربية، ويبتعدان بها عن التعريف الذي يتناولها كقطيعة مع الدين والحضارات غير الغربية.

وإذا أردنا أن نزيد من الشعر بيتًا، فسنسأل: أليست "إسرائيل" درّة تلك الحداثة؟ ثم أليس ما يجري من إبادة بشرية مهولة في قطاع غزة يُرتكب برعاية دول الحداثة الغربيّة؟ فأين العقل والتنوير وحقوق الإنسان هنا؟

لهذا، من يريد البحث عن حداثة، فليبحث عنها بعيدًا عن الحداثة الغربيّة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحداثة الغربیة وحقوق الإنسان الذی ی

إقرأ أيضاً:

في مواجهة الانكسار.. قراءات فكرية في دروب النهضة العربية (1)

ظل سؤال النهضة العربية ـ منذ لحظة الانكسار التاريخي أمام الحداثة الغربية ـ سؤالًا مؤجَّلًا، مؤجَّلًا لا لأنه غاب عن الوعي، بل لأنه بقي أسيرًا بين التبعية والتقليد، أو بين الاستلاب والجمود. وفي هذا المسار المتوتر، برزت مشاريع فكرية حاولت أن تُخرج العقل العربي من أزمته، وأن تؤسّس لتصوّر جديد للذات والآخر، للعقل والدين، للتراث والحداثة.

ومن بين هذه المشاريع، استوقفتني كمشتغل بالفكر والكتابة ثلاث محطات مركزية في المشهد العربي المعاصر: محمد عابد الجابري، الذي خاض معركة "نقد العقل العربي" بمنهج بنيوي تاريخي صارم؛ وطه عبد الرحمن، الذي اختار أن ينحت مشروعًا قيميًا أخلاقيًا بعمق روحي وفلسفي أصيل؛ ونايف بن نهار، الذي دخل ساحة الفكر بتفكيك جريء للمؤسسة الدينية السلطوية، متحديًا السائد ومؤسسًا لخطاب تحرري لا يخشى الاصطدام بالواقع.

ما شدّني إلى هؤلاء المفكرين الثلاثة هو أن كلًّا منهم حاول، من زاويته الخاصة، أن يعيد مساءلة المفاهيم المؤسسة للثقافة العربية: ما العقل؟ ما علاقة الدين بالسلطة؟ كيف نواجه الحداثة دون أن نخسر ذواتنا؟ وهل يمكن تأسيس حداثة عربية ـ إسلامية دون أن نستنسخ النموذج الغربي؟ هذه الأسئلة ليست مجرد قضايا نظرية، بل هي إشكاليات وجودية تمسّ الكينونة الحضارية للأمة.

في كتابه الأهم "تكوين العقل العربي"، رسم الجابري معالم مشروع تفكيكي للعقل العربي، مميزًا بين ثلاثة نظم معرفية (البياني، العرفاني، البرهاني)، معتبرًا أن الخلاص يكمن في ترسيخ البرهان كمنهج عقلاني حداثي. أما طه عبد الرحمن، ففي مؤلفاته مثل "الحق العربي في الاختلاف الفلسفي" و"روح الحداثة"، قدّم قراءة عميقة للحداثة من الداخل، داعيًا إلى تأسيس "حداثة إيمانية" تنقذ الإنسان من فقدان المعنى. في حين جاء نايف بن نهار، في كتبه مثل "جدلية الدين والسياسة" و"الخطاب الديني المعاصر"، ليضع يده على الجرح السياسي الذي جعل الدين أداة طيعة في يد السلطة، ورفع راية التفكيك في وجه المؤسسات المغلقة.

ما يجمع هذه المشاريع ـ رغم اختلاف المناهج ـ هو سعيها للإجابة عن سؤال واحد: كيف ننهض؟ لكن ما يفرّقها هو تصورها لماهية الأزمة: فالجابري يراها أزمة في البنية العقلية، وطه يراها في انطفاء البعد الأخلاقي والروحي، ونايف في تواطؤ الخطاب الديني مع السلطة.

وهذا التباين لا يُضعف قيمة أي مشروع، بل يُغني خارطة الفكر ويُضيء لنا بأن النهضة لن تكون بزاوية واحدة، بل بتكامل العقل، والأخلاق، والتحرر.

إن هذه الورقة تحاول أن لا تكتفي بتقديم تلخيص أو مقارنة سطحية، بل تنحو نحو الغوص في البنية العميقة لكل مشروع، لا من أجل المفاضلة، بل لاستخلاص عناصر القوة والقصور، علّنا نسهم في فتح أفق جديد للفكر العربي نحو نهضة طال انتظارها، ولا تزال ملامحها تتشكل في مدارات النقد والفكر والمساءلة.

العقل النقدي وتحرير الوعي.. بين الجابري والتاريخ المسكوت عنه

"كل فكر لا يُمارس النقد هو فكر قابل للاستعباد".. (محمد عابد الجابري)

في محاولة فهم تشكُّل "العقل العربي"، لا يمكن تجاهل مشروع محمد عابد الجابري، الذي شكل علامة فارقة في الفكر العربي المعاصر. لقد سعى الجابري إلى إخراج العقل من أسر التقليد، والى بناء عقل نقدي، عقل يعي ذاته وتاريخه، ويملك أدوات التجاوز لا مجرد التكرار. لكن السؤال المحوري هنا هو: كيف قرأ الجابري العقل العربي؟ ولماذا ربط أزمة النهضة ببنية هذا العقل لا بظروفه السياسية فحسب؟

نقد العقل أم نقد الذاكرة؟

يرى الجابري أن أكبر عائق أمام انطلاقة عربية جديدة هو "بنية العقل العربي" كما تشكلت في سياقات تاريخية معينة. في مشروعه الضخم "نقد العقل العربي"، لا يكتفي بتوصيف أزمة الفكر، بل يحاول تفكيك النظم المعرفية التي وجهت هذا العقل:

أحد أهم إسهامات الجابري هو ربط البنية المعرفية بالتكوين التاريخي والسياسي للمجتمعات الإسلامية. لقد فهم أن العقل لا يعمل في فراغ، بل يتشكل في قلب الصراع على السلطة، بين الفقهاء، والفلاسفة، والمتكلمين، والسلاطين.ـ البياني: الذي يتغذى على النصوص والشروح.
ـ العرفاني: الذي يستند إلى الحدس والكشف الصوفي.
ـ البرهاني: الذي يمثل العقل الاستدلالي البرهاني المنطقي.

يرى الجابري أن النظام البرهاني هو القادر وحده على بناء عقل حداثي عقلاني، في حين أن النظم الأخرى كرّست الجمود والتكرار، وأعاقت النقد والمساءلة.

لكنه لا يقع في فخ الرفض الجذري للتراث، بل يمارس عليه عملية “الحفر المعرفي”، مميزًا بين ما يمكن استعادته، وما يجب تجاوزه.

الجابري والتفكيك التاريخي

أحد أهم إسهامات الجابري هو ربط البنية المعرفية بالتكوين التاريخي والسياسي للمجتمعات الإسلامية. لقد فهم أن العقل لا يعمل في فراغ، بل يتشكل في قلب الصراع على السلطة، بين الفقهاء، والفلاسفة، والمتكلمين، والسلاطين.

لذلك، فإن تفكيك البنية المعرفية للعقل العربي يعني أيضًا تفكيك التواطؤ التاريخي بين الفكر والسلطة. هنا يظهر البعد السياسي لمشروع الجابري:

ـ لم يكن هدفه إعادة إنتاج التراث، بل تحرير العقل من "التاريخ المسكوت عنه" الذي كُتبت فيه كثير من معارفنا باسم الدين، لكنها كانت أحيانًا أدوات للهيمنة.

حداثة بلا استلاب

رفض الجابري الحداثة المستوردة كنسق فوقي يُفرض على المجتمع، كما رفض التقليد الأعمى للغرب. لقد نادى بـ "تحديث من الداخل"، تحديث يستند إلى نقد الذات، لا محاكات الآخر، ويرتكز على استعادة “التراث البرهاني” كأداة عقلانية.

لكن المشروع لم يكن خاليًا من التحديات:

ـ تعرّض الجابري لنقد حاد من مفكرين رأوا أن نزوعه العقلاني أغفل البعد الروحي أو الأخلاقي.

ـ كما اتُّهم أحيانًا بـ "تغريب الفكر" حين دعا إلى قطيعة معرفية مع نظم البيان والعرفان.

رغم ذلك، يظل مشروعه أحد أكثر المشاريع الفكرية العربية صرامة واتساقًا.

تحرير الوعي.. المهمة المستمرة

إن ما يجعل فكر الجابري ملحًا اليوم، هو أنه لا يقف عند حدود الأكاديمية، بل يحمل بعدًا تحرريًا واضحًا:

ـ تحرير الوعي من الأسطورة.

ـ تحرير المعرفة من التكرار.

ـ تحرير الدين من التوظيف السياسي.

وفي ظل التحولات العميقة التي تعيشها مجتمعاتنا، تزداد الحاجة إلى “عقل نقدي” لا يخاف من الحفر في التربة العميقة للتراث، ولا ينجرف مع سطحيات الحداثة.

الجابري في مرآة اليوم

اليوم، بعد عقدين على وفاته، تبقى أعمال الجابري مرجعًا لفهم أزمة العقل العربي، ولكننا أيضًا بحاجة إلى تطوير مقاربته: فالعقل العربي اليوم لا يواجه فقط تراثًا جامدًا، بل يواجه أيضًا سلطة رقمية، وفرة معرفية غير نقدية، وأزمات هوية مركبة، ومشروع الجابري كان تأسيسيًا، لكن الأجيال الجديدة مطالبة بتركيب جديد يجمع بين النقد العقلي والوعي الأخلاقي والروح التحررية.

رفض الجابري الحداثة المستوردة كنسق فوقي يُفرض على المجتمع، كما رفض التقليد الأعمى للغرب. لقد نادى بـ "تحديث من الداخل"، تحديث يستند إلى نقد الذات، لا محاكات الآخر، ويرتكز على استعادة “التراث البرهاني” كأداة عقلانية.من الواضح أن الجابري لم يكن مجرد ناقد للتراث، بل كان معماريًا للفكر العربي الحديث. لقد وضع حجر الأساس لعقل عربي ناقد، عقل يرفض التقديس، ويستأنف الحوار مع الماضي من موقع الفاعلية لا من موقع الخضوع.

وإذ نتابع في المقال القادم قراءة مشروع طه عبد الرحمن، سنكتشف وجهًا آخر للأزمة: إنها ليست فقط أزمة عقل مغلق، بل أزمة ضمير مفرغ من القيم. وهناك، سننتقل من "تفكيك البنية العقلية" إلى "بعث الروح الأخلاقية".

المراجع:

ـ محمد عابد الجابري، تكوين العقل العربي
ـ محمد عابد الجابري، بنية العقل العربي
ـ حوارات وندوات منشورة للجابري
ـ أعمال نقدية معاصرة حول مشروعه (انظر: رضوان السيد، جورج طرابيشي، فهمي جدعان)

*كاتب وإعلامي 

مقالات مشابهة

  • شيخ العقل: إنه الوقتُ الأنسبُ للتضامن ولتعزيز روح الشراكة بين اللبنانيين
  • وزارة العدل ترحب بتقرير «هيومن رايتس» حول ميناء رأس عيسى
  • «الجزيرة للإعلام» يطلق دورة جديدة
  • العدل تُرّحب بما تضمنه تقرير “هيومن رايتس” بشأن الغارات الأمريكية على ميناء رأس عيسى في الحديدة
  • خلال العيد.. عروض فنية مجانية لقصور الثقافة بمتحف الحضارة ونادي 6أكتوبر
  • في مواجهة الانكسار.. قراءات فكرية في دروب النهضة العربية (1)
  • اختتام دورة بوزارة العدل وحقوق الإنسان في مجال الرقابة والتفتيش المالي
  • حكم حج مريض ألزهايمر: دار الإفتاء توضح
  • تفاصيل انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في الجزيرة
  • المجموعة العربية ترحب بمشروع قرار “مركز فلسطين في منظمة العمل الدولية وحقوق مشاركتها في اجتماعات المنظمة”