أترك للباعة الفقراء أكثر من ثمن السلعة بنية الصدقة فهل تصح هذه النية؟ البحوث الإسلامية يوضح
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
أجاب مجمع البحوث الإسلامية عن تساؤل قد ورد إليه كالآتي:-
أعرف بعض الباعة الفقراء فأشتري منهم تاركا لهم أكثر من ثمن السلعة بنية الصدقة ورفعا للحرج عنهم. فهل تصح هذه النية؟
فنشكر للسائل صنيعه الذى يتوافق مع قيم الإسلام وأخلاقه. واعلم بأن المال الذى تتركه للبائع يعدُّ صدقة سر إذا نويتها وهى التى تكون بينك وبين المتصدق عليه لا يعلم بها أحد فظاهر الفعل بيع وشراء ولا يعلم الناس بما تتركه له من زيادة.
قال القرطبي: وقوله: (ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها) هذه صدقة التطوع في قول ابن عباس وأكثر العلماء. وهو حضٌّ على الإخلاص في الأعمال، والتستر بها، ويستوي في ذلك جميع أعمال البر التطوعية. وقوله: ( حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه )) ؛ هذا مبالغة في إخفاء الصدقة، وقد سمعنا من بعض المشايخ أن ذلك أن يتصدق على الضعيف في صورة المشتري منه، فيدفع له درهما مثلا في شيء يساوي نصف درهم. فالصورة مبايعة، والحقيقة صدقة، وهو اعتبار حسن.
[القرطبي، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم [ 3/76].
ومعلوم أن الإسلام قد راعى مشاعر الفقير بحيث جعل الكلمة الطيبة خير من الصدقة عليه واقترانها بما يؤذيه ومن الناس من يتأذى برؤية الصدقة يأخذها من الغني. قال تعالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [ البقرة/ 263]. وأن صدقة السر أفضل من صدقة العلن. قال تعالى: ( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [ البقرة/ 271]. قال الطبرى رحمه الله: فإخفاؤكم إياها خير لكم من إعلانها. وذلك في صدقة التطوع. [ تفسير الطبرى، 5/582].
والله أعلم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مجمع البحوث الاسلامية الصدقة الاعمال الطيبة النبي الفقير المشايخ المشتري التطوع مبالغ الصورة مشايخ تركة اقتران
إقرأ أيضاً:
رسالة لشباب اليوم..
رسالة لشباب اليوم..
إليكم المشعل..
لكل أمة أمل، والشباب الصاعد هم كل الأمل، رسالة لابد أ، تُغرس في الأذهان عسى الله أن يُخرج من بيننا شابًّا ينصر ديننا. ويعمل على عزة هذا الوطن، ويعلي رايته، فأنت أيها الشاب الحاضر والمستقبل، لذا اعلم ما يلي:
- أنت أيها الشاب، إن الغاية التي من أجلها خلقك الله هي أن تعبده في كل زمان، وتحت أيّ ظرف. ويستخدم وسائل العبودية وفقًا لما يرضيه عزّ وجلّ. ومعرفة الغاية أول طريق الالتزام بالدين التزامًا وسطيًّا يجلب الناس للخير..
– إقامة الإسلام في النفس: بأن يعيش بالإسلام قولا وسلوكًا؛ فيَسْلَم الناس من لسانه ويده، وإذا رآه الناس بهديه وسمته الإسلامي. رأوْا الإسلام في شخصيته، فيكون بذلك سببًا في إقامة الإسلام في الأرض.
-ا لتحصيل العلمي النافع: نريد من شبابنا أن يُطوّروا من مهاراتهم ويعملوا على تنمية طاقاتهم في مختلف التخصصات. والمهارات المكتسبة من دورات تدريبية تحقيقًا لقول الله تعالى: “اقـرأ باسم ربك الذي خلق”.
– نشر الخير لا الشرّ من القول والفعل: عن طريق استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في مرضاة الله تعالى. وقد قال صلى الله عليه وسلّم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو لا يصمت). ساهموا أيها الشاب في نشـر ما يرضي مولاك لا ما يغضبه.
– حُسْن توظيف طاقات الشباب: يعمل عملا مهنيًّا وحرفيًّا متقنًا ونافعًا له ولمجتمعه. فلا يتعطل ولا يكسل ولا يفتُر ولا يتوانى عن تحقيق ذاته عن طريق العمل والاعتماد على النفس.
– السعي لإصلاح الغير: فمن تلذّذ بالصلاح لا يترك صديقه أو زميله يهوي إلى هاوية الفساد والضلال. بل يتحرك بكل ما أوتي من علم وحكمة وفهم في دعوته والأخذ بيده إلى الله تعالى. من منطلق قوله صلى الله عليه وسلّم: “لأن يهدي الله بك رجلا واحدًا خيرٌ لك من الدنيا وما فيها”.
أسأل الله تعالى أن يصلح حال شبابنا وبناتنا وأن يرزقنا وإياهم الهدى والتقى والعفاف والغنى.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور