عاصفة شمسية قوية تضرب الأرض.. خطرها لم ينته بعد
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
حالة من النشاط المُقلق للبلازما وانفجارات ضخمة متعددة، جعلت العلماء في الساعات الماضية، في حالة ترقب لحدوث عاصفة شمسية في أي وقت، وهو بالفعل ما حدث، إذ أعلنت الجمعية الفلكية بجدة وصول الانبعاث الكتلي الإكليلي إلى المجال المغناطيسي للأرض صبيحة اليوم، وتسبب في حدوث عاصفة جيومغناطيسية شديدة من فئة G4 مع رؤية الشفق القطبي في أقصى جنوب القطب الشمالي.
الانبعاثات التي وصلت إلى الأرض صباح اليوم، ونتج عنها عاصفة شمسية قوية جدًا، هدأت في الوقت الحالي، لكن الأمر لم ينته بعد حيث تتقلب مستويات العاصفة في الوقت الحالي بين G1 (صغيرة) وG3 (قوية)، بينما تتحرك الأرض خلال بقايا الانبعاث الإكليلي.
وكان من المفترض أن يؤثر ضوء القمر العملاق وقت حدوث العاصفة على رؤية ضوء الشفق القطبي، لكنه كان ساطعا بما يكفي ليتفوق على ضوء قمر الحصاد، وتمكن سكان القطب الشمالي من رؤية أنوار الشفق المذهلة، وفق بيان أصدرته الجمعية الفلكية بجدة.
كانت الشمس أطلقت بقعة شمسية يوم السبت الماضي، وانفجار أدى إلى توهج قوي جداً بلغت قوته X4.5، أدى إلى قذف انبعاث كتلي إكليلي أو «سحابة من الغاز» المتأين إلى الفضاء، ما أدى إلى توقعات أن يصل هذا الغبار المجال المغناطيسي للكرة الأرضية أمس الإثنين، بحسب النموذج الحاسوبي لوكالة ناسا.
وأدى الإشعاع الناتج عن التوهج إلى تأين الجزء العلوي من الغلاف الجوي للأرض، ما أدى إلى اضطراب راديوي عميق على الموجات القصيرة فوق أمريكا الجنوبية ووسط المحيط الأطلسي، تسبب في فقدان الإشارة عند ترددات أقل من 30 ميجاهرتز، لمدة تصل إلى 30 دقيقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عاصفة شمسية عاصفة قوية الشمس جيومغناطيسية أدى إلى
إقرأ أيضاً:
عاصفة الجمهورية الإسلامية
لم يمر وقت طويل حتى تلاشت نشوة نتنياهو وترامب عقب العدوان على الجمهورية الإسلامية، فترامب الذي سارع للحديث بأن الهجمات ستستمر عاد لينفي صلته. فيما ذهب النتنياهو للحديث عن تدمير قدرات طهران على الرد، ورفع سقف الأهداف إلى إسقاط النظام الإسلامي في إيران، احتجب عن الأنظار بعد أن انهالت الصواريخ الإيرانية على كيانه، ليظهر مساء اليوم التالي.
جاء تَبدُد حالة الارتياح والنشوة إثر العاصفة الصاروخية لحرس الثورة الإيراني والتي كان لها دلالات استراتيجية لا يمكن للعدو إنكار أو تجاوز تداعياتها. فهي التي جاءت لتنسف ما خلص إليه الأمريكي والصهيوني من التأثير على القدرات الإيرانية، وجاءت لتنسف أوهام العدو الأمريكي الإسرائيلي بفرض واقع الاستباحة لدول المنطقة. كما جاءت لتثبّت موقف الجمهورية الإسلامية من برنامجها النووي.
لم يكن هجوم الجمعة على المدن الإيرانية بمثابة انتقام أو رد على تحرك معاد من طهران، ولكنه عدوان بواح جاء على خلفية عدم انصياع الجمهورية الإسلامية لرغبة واشنطن في السير بمفاوضات برنامجها النووي، وفق الرغبة الأمريكية الإسرائيلية. ورغم أن التهديدات المتلاحقة كانت تأتي من البيت الأبيض، إلا أن العدوان كان من ما تسمى «تل أبيب»، وهي مسألة أرادت بها الصهيونية العالمية في أمريكا تمكين العدو الإسرائيلي من فرض إرادته على المنطقة، وفق مخطط الهيمنة.
العملية الإسرائيلية كانت عدوانا صريحا وانتهاكا فاضحا لحقوق الدول في امتلاك برنامجها النووي الخاص للأغراض المدنية- حسب ما تقره المعاهدة الدولية لحظر انتشار هذا النوع من السلاح- فكيف والكيان ذاته لديه مفاعلاته ويمتلك عشرات الرؤوس النووية في مخالفة صريحة للمعاهدة؟!، وإلى ذلك أيضا مَن أعطى الكيان غير الشرعي، حق شن أي هجوم بدواعي حماية معاهدات أو قوانين دولية؟، الأمر كان يستوجب -فورا- مساءلة قانونية وإدانة دولية وموقفاً حاسماً من مجلس الأمن تجاه هذه البلطجة.
مع ذلك فإن ما تملكه الجمهورية الإسلامية من القدرات، كان كافيا لأن يثير إحباط الصهاينة، بتلك السرعة في امتصاص آثار ضرباتهم واغتيالهم عدداً من القيادات الإيرانية، وثم بإشعال سماء كيانه وضرب العشرات من مواقعه الاستراتيجية الحساسة بالصواريخ الدقيقة، وهو ما لم يكن في حسبان العدو.
كما أن انطلاق الصواريخ من عدة مدن إيرانية إضافة إلى إحدى غواصاتها، حجّمت تأثير العدوان عليها. بل وظهرت الأثار عكسية على العدو. إذ رسخت الحقائق بأن إسرائيل كيان غير قابل للاستمرار وأنْ كل الضخ الإعلامي عن قدراته الاستثنائية، وترويج ترامب بأن بلاده قد زودت وستزود «تل أبيب» بالأسلحة الفتاكة مسألة لم يعد لها معنى أو قوة ردع. فالكيان لا تزال تصرعه مقاومة في مساحة ضيقة محاصرة من الغذاء والسلاح وأي أشكال الدعم وتعتمد على ذاتها.
العملية الإيرانية كشفت مستوى غباء نتنياهو، إذ أضافت درجة جديدة في تآكل الكيان بتعريتها مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه أي هجمة يقوم بها. وهو مدى بسيط وضئيل ولا يكاد يحقق شيئا على صعيد الأهداف المحددة، وبدلا عن ذلك عملت الهجمة العدوانية على ثبات الموقف وأحيت في نفوس أبناء الوطن الحس بالانتماء وضرورة الالتفاف حول القوة الحامية للبلد، وهو ما لوحظ عند خروج الإيرانيين مباركين «الوعد الصادق 3»، ومعبرين عن سخطهم ضد أمريكا وإسرائيل.
إذن تواتت الفرصة للنتنياهو لفعل شيء يزيد من رصيده الشعبي إلا أن ما حدث يبدو أنه إنما يضيف لبنة أخرى لهرم العوامل التي تؤكد أن كيانه آيل للسقوط، وأن ما يجري من محاولة نشر الرعب والقصف هنا وهناك إنما يأتي ضمن السياسة التقليدية لإبراز القدرات على فتح عدة جبهات في وقت واحد، في محاولة للإيحاء بالقوة والقدرة، وهي مسألة فضحتها هذه الضربات الإيرانية الاستراتيجية التي أخلت مدن الكيان من الحياة، ومعها لم يعد الغاصبون في مأمن من السقوط صرعى.