قصف مفاجئ يهز بيت ليف الحدودية جنوب لبنان.. إليك التفاصيل
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
في تصعيد جديد للتوتر القائم على الحدود الجنوبية، شنت طائرة مسيرة إسرائيلية بعد ظهر أمس السبت غارة جوية استهدفت بلدة بيت ليف الحدودية في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان، ما أسفر عن إصابة سبعة مواطنين بجروح متفاوتة الخطورة، وفق ما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية.
تفاصيل الهجوم على بيت ليفوأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن الغارة وقعت في ساحة بلدة بيت ليف، حيث أطلقت المسيرة الإسرائيلية صاروخين بشكل مباشر، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى المدنيين، وأكدت الوكالة الرسمية أن المعلومات الأولية تشير إلى وقوع إصابات نتيجة الهجوم.
وفي وقت سابق، ألقت مسيرة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه أحد المواطنين في منطقة "هورا" الواقعة بين بلدتي كفركلا وديرميماس جنوبا، قبل أن تكرر العملية مجددا في نفس الموقع، ما أثار حالة من الذعر في صفوف السكان المحليين.
خرق مستمر لاتفاق وقف الأعمال العدائيةوتأتي هذه الغارات في ظل استمرار إسرائيل في عدم الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، ورغم الاتفاق، تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات عسكرية في الجنوب اللبناني، والبقاع الشرقي، وحتى في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، مع بقاء وجودها العسكري في خمس نقاط حدودية جنوبية، الأمر الذي يفاقم من هشاشة الوضع الأمني.
وسبق، وترأس الرئيس اللبناني جوزف عون، اجتماعا أمنيا موسعا في القصر الجمهوري، حضره عدد من الوزراء والقادة الأمنيين، للبحث في تداعيات التصعيد الإسرائيلي والمواجهات الإقليمية، لا سيما بين إسرائيل وإيران.
وشدد الرئيس خلال الاجتماع على ضرورة تعزيز الجهوزية الأمنية والإدارية لمواجهة أي تطورات محتملة، والحفاظ على الاستقرار الداخلي، كما تناول الاجتماع الإجراءات اللازمة لتأمين حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، على ضوء المستجدات والتقارير الأمنية المتوفرة.
وانتهي الاجتماع إلى اعتماد مجموعة من التدابير لحماية الأمن الوطني وسلامة الطيران المدني، إلى جانب الاتفاق على إبقاء الاجتماعات مفتوحة لمتابعة التطورات الميدانية أولا بأول.
ومن جانبه، أكد العميد الركن المتقاعد جورج نادر، من لبنان، أن الأذرع الإيرانية بالمنطقة أرهقت إسرائيل أكثر من إيران نفسها.. تحاول إيران استهداف مركز الأبحاث النووي بالقرب من تل أبيب ولكن دون جدوى".
وقال في حواره في برنامج “حديث القاهرة” المذاع على قناة “ القاهرة والناس”، :" أذرع إيران في المنطقة بدأت تعيد حساباتها، مشيرًا إلى أن حزب الله، الذي كان يؤكد تمسكه بالسلاح حتى وقت قريب، أصدر بيانًا مفاجئًا أكد فيه أن الرد على أي اعتداء على الأراضي اللبنانية تتكفل به الدولة اللبنانية وحدها، مشددًا على أنه تحولًا مهمًا، إذ أقرّ حزب الله ولأول مرة بأنه يقف خلف الدولة وليس في موقع القيادة.
ولفت إلى أن الخوف من الرد الإسرائيلي هو ما دفع حزب الله للتصرف بعقلانية حتى الآن، مؤكدًا أن سلاح حزب الله لم يعد يُقلق إسرائيل بنفس الطريقة السابقة، بل أن الأخيرة باتت تطمح إلى فرض اتفاقية أو معاهدة على لبنان بالقوة، على غرار ما حدث في العام 1982.
وحذر العميد الركن جورج نادر، من أن الطموح الإسرائيلي في لبنان أصبح يتجاوز مجرد نزع سلاح حزب الله، وقد يمتد إلى اجتياح بري للجنوب اللبناني وفرض تسوية سياسية أو أمنية تحت وطأة القوة، في ظل حالة الانكشاف الإيراني وتراجع قدرات حلفائه في المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لبنان غارات جنوب لبنان جنوب لبنان الاحتلال جوزف عون بيروت جنوب لبنان حزب الله بیت لیف
إقرأ أيضاً:
إعادة إعمار من نوع آخر.. بيروت على موعد مع هذه المشاريع
بعد خمس سنوات من الجرح الذي خلّفه انفجار المرفأ، يعود الحديث عن مرحلة استكمال لمشاريع ترميم الثقافة في بيروت. مصادر متابعة تؤكد أن شراكة أممية، لبنانية، مع جهات مانحة ستعيد تشغيل عجلة الترميم، بجدول زمني واضح وتمويل موزّع على مواقع تراثية ومؤسسات تعليمية وفنية، بهدف الانتقال من الإسعاف الأوّلي إلى ترسيخ عودة الحياة الثقافية.بحسب المعلومات، فان محطة قطار مار مخايل الخارجة من التاريخ والضاربة في وجدان العاصمة، تتحوّل تدريجيًا إلى مجمّع ثقافي يتجاوز 10 آلاف م². العمل جارٍ على دمج العناصر الباقية من المعالم الصناعية القديمة بتجهيزات حديثة للعرض، التدريب، والأرشفة، على أن يشكّل الموقع نقطة وصل بين الفنون المعاصرة والحِرَف التراثية. تمويلٌ أساسي يقدّمه مانحون أوروبيون، فيما الموعد المستهدف لإنجاز المشروع محدّد في عام 2027 إذا سارت الأعمال من دون عوائق إدارية.
"مسرح بيروت الكبير"… الستارة ترتفع تدريجيًا
المسرح الذي أقفل أبوابه مطلع التسعينيات وأصيب بأضرار إضافية بفعل الانفجار، يعود إلى الخارطة الثقافية بخطّة مرحلية: تدعيم هيكلي ثم إطلاق برنامج ثقافي تجريبي يسبق الافتتاح الكامل. مساهمة عربية مباشرة موّلت المرحلة الأولى تمهيدًا لاستكمال التأهيل التقني والصوتي لاحقًا. الفكرة ليست ترميمًا "تجميليًا" بقدر ما هي إعادة توظيف المسرح كمنصّة مدينية ترفد وسط بيروت بنبض ثقافي دائم.
بعلبك وصور… الحِرَف شريان التعافي
لا تتوقف الحركة في العاصمة فقط. وفق المعطيات، سبعة مشاريع لدعم الفنون والحِرَف تتوزّع بين بعلبك وصور، تتناول تدريبًا وإنتاجًا وتسويقًا محليًا ودوليًا. الرهان هنا على سلاسل قيمة قصيرة تُبقي المردود في بيئته، وتثبّت الحِرَفيين الشباب في بلداتهم بدل هجرة المهارة إلى الخارج.
المبادرات الثقافية تتكئ على مظلة أوسع. برنامج لإعادة تأهيل المدارس ومراكز التدريب المهني والمباني التراثية والأعمال الفنية، وُضع بتمويل متعدّد المصادر قُدّر بعشرات ملايين الدولارات، وهدفه نقل ملف بيروت من خانة الطوارئ إلى مرحلة الاستدامة المؤسسي. في السياق نفسه، أُنجز خلال 2020–2025 ترميم 12 مبنى سكنيًّا في أحياء الأشرفية والمدوّر والرميل ضمن مسارٍ تقني ركّز على السلامة الإنشائية والمعايير التراثية، ما أعاد الحياة إلى كتل سكنية كانت على شفير الإخلاء الدائم.
دوائر التنسيق الأممية تنقل قناعةً وصلت إلى حدّ "العقيدة العملية": حماية التراث ودعم الثقافة جزء من التعافي الاقتصادي والاجتماعي لا ترفًا. وفي خلاصة هذه المرحلة، تتحدث مصادر عن "نتائج ملموسة" تحققت بفعل تعبئة دولية وصلابة مبادرات محلية، مع التشديد على أن المشوار لم ينتهِ بعد وأنّ الأولوية الآن هي ضمان التشغيل والصيانة كي لا تتحوّل المشاريع إلى “واجهات من دون مضمون".
بيروت التي سقطت مرّات، وعادت وقاومت، تختبر الآن سقوطًا معاكسًا.. سقوط الردم أمام الإصرار على إحياء الذاكرة. وحسب المعلومات، فان الأشهر المقبلة ستشهد انتقالًا من ورشٍ متفرّقة إلى شبكة مترابطة، لإحياء قلب لبنان. ليست المعركة مع الحجر فقط، هي معركة مع النسيان. وإذا كُتب لهذه المشاريع أن تكتمل وفق الجدول والتمويل والتشغيل، فستستعيد المدينة قدرتها على رواية قصتها بنفسها… لا بذكريات الآخرين عنها.