صحيفة أمريكية: صاروخ يمني اخترق القبة الحديدية وغير ميزان القوى وأرعب الكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
وقالت قوات صنعاء في بيان لها إن الهجوم الأخير الذي شنته القوات المسلحة اليمنية "نفذ بصاروخ باليستي جديد تفوق سرعته سرعة الصوت... خلال 11 دقيقة ونصف، وتسبب في حالة من الخوف والهلع في صفوف الصهاينة.. ومع ذلك تأتي الضربة الصاروخية على خلفية التهديدات الإسرائيلية المتزايدة بشن عمل عسكري ضد حزب الله في لبنان، العضو في محور المقاومة، فضلاً عن رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبول وقف إطلاق النار في غزة.
وأكدت الصحيفة أن العملية الصاروخية الجريئة التي شنتها اليمن يوم الأحد كانت بمثابة رسالة واضحة مفادها أن لها أيضًا تأثيرًا كبيرًا في تشكيل مستقبل الصراع، متحدية توقعات إسرائيل وتغير الحسابات الاستراتيجية للاعبين الإقليميين.. وكان ذلك بمثابة تحذير لدولة الاحتلال بـانتظار المزيد من الضربات والعمليات النوعية القادمة -وإننا على أعتاب الذكرى الأولى لعملية 7 أكتوبر المباركة- بما في ذلك الرد على عدوانها الإجرامي على مدينة الحديدة.
ارتباك عسكري وسياسي في تل أبيب
وأوردت أنه لا يمكن المبالغة في أهمية هذه الضربة الصاروخية..فهي تمثل تصعيدًا دراماتيكيًا في القدرات العسكرية اليمنية واستعدادها لتحدي إسرائيل بشكل مباشر.. كما تتماشى العملية مع التزام صنعاء بتعزيز القدرات العسكرية والتقنية للبلاد، مع التركيز على استخدام أسلحة جديدة عبر البر والبحر..وبعد وقت قصير من سقوط الصاروخ، اعترف الجيش الإسرائيلي بفشله في اعتراض الهجوم، في حين أكدت الشرطة الإسرائيلية أن الصاروخ سقط بالقرب من مستوطنة كفار دانييل، القريبة من مطار بن غوريون..وأدى الانفجار، إلى جانب محاولات اعتراض الصواريخ، إلى اشتعال حرائق وأضرار في محطة قطار رئيسية بالقرب من بلدة موديعين.. وأثار هذا الاختراق الأخير لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تداعيات سياسية فورية، حيث كانت دولة الاحتلال تعاني بالفعل من اضطرابات داخلية.. ومع ذلك،عكست تصريحات نتنياهو خلال جلسته الشعور المتزايد بالقلق في تل أبيب مع إقراره بالتهديدات المتعددة التي تواجهها إسرائيل.. ومع ذلك، فإن خطابه كشف عن إحباط أعمق.. فعلى الرغم من الإجراءات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك الهجوم على الحديدة، لم يتمكن نتنياهو من وقف التصعيد أو قمع تصميم اليمن.
الصحيفة رأت أن قرار اليمن بإطلاق صاروخ فرط صوتي كان خطوة مدروسة، تحمل عدة رسائل مهمة على المستويين الإقليمي والدولي.. وحقيقة أن صنعاء كانت مستعدة لاتخاذ هذه الخطوة تؤكد رفضها للردع بأي "انتقام" إسرائيلي أو أميركي أو بريطاني.. وفي الواقع، توضح هذه العملية التطور المستمر للقدرات العسكرية اليمنية ، والتي أثبتت الآن قدرتها على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية بدقة. وعلاوة على ذلك، فإن هذه الضربة الصاروخية هي شهادة على قدرة اليمن المتنامية على التغلب على أنظمة الدفاع المتطورة، وهو التطور الذي لم يمر دون أن يلاحظه أحد في واشنطن أو تل أبيب.
وباستهداف تل أبيب، أشارت صنعاء إلى استعدادها لتحدي الوضع الراهن في غرب آسيا، وخاصة الهيمنة الإسرائيلية المزعومة.. كما تعكس هذه الضربة تآكل الردع الأميركي والإسرائيلي، وهو الواقع الذي سيشكل التعاملات المستقبلية عبر مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الحصار المفروض على اليمن والانقسامات الداخلية التي تفاقمت بسبب التدخل الأجنبي..كما تؤكد التحركات العسكرية اليمنية أنها لن تتراجع عن موقفها مهما كلفها الثمن.. وتصر اليمن على أن أي توقف للأعمال العدائية لابد وأن يرتبط بوقف الحرب في غزة.
وعلى الصعيد الإقليمي، فإن توقيت الضربة جدير بالملاحظة بشكل خاص.. فقد جاءت في ذروة التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد لبنان، مما يدل على أن اليمن مستعدة للمشاركة الفعالة في أي صراع أوسع نطاقا على جبهات متعددة..وبضرب تل أبيب، أرسلت اليمن رسالة واضحة إلى إسرائيل وحلفائها: إنها لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يتم استهداف أعضاء آخرين في محور المقاومة.. كما تعمل هذه الضربة الصاروخية على تعزيز دور اليمن كركيزة أساسية في المقاومة في المنطقة ، مما يثبت أنها جزء حيوي من المعادلة الاستراتيجية.. كما أن العملية تسلط الضوء أيضًا على التنسيق المتزايد بين القوى المتحالفة ضد إسرائيل.. إن استراتيجية نتنياهو المتمثلة في محاولة عزل كل جبهة والتعامل معها على حدة تتعرض للتقويض بسبب التضامن والتنسيق المتزايد بين خصومه.
إن الضربة الصاروخية من اليمن بمثابة تذكير صارخ بأن تصرفات إسرائيل على جبهة واحدة سيكون لها عواقب في مختلف أنحاء المنطقة وأن دور اليمن في هذه الديناميكية ينمو بقوة..ربما يُنظر إلى الضربة الصاروخية الأسرع من الصوت على تل أبيب باعتبارها نقطة تحول في الصراع المتصاعد بين إسرائيل واليمن، مما يزيد من التكاليف السياسية والأمنية لدولة الاحتلال مع اقتراب الحرب على غزة من عامها الأول..ومع استمرار تصاعد التوترات، بات من الواضح أن أي محاولة لإملاء قواعد الاشتباك في غرب آسيا سوف تُقابَل بمقاومة شرسة.. وقد أثبتت اليمن أنها ليست لاعباً سلبياً في هذا الصراع، ومن المرجح أن تتردد أصداء هذه الضربة في مختلف أنحاء المنطقة لأشهر، إن لم يكن للسنوات القادمة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الضربة الصاروخیة هذه الضربة تل أبیب
إقرأ أيضاً:
صحيفة أمريكية: كيف تتضور غزة جوعًا ونقف مكتوفي الأيدي؟
غزة - ترجمة صفا
قالت صحيفة أمريكية إن غزة تواجه مجاعة وبإمكان الحكومة الأمريكية أن تفعل المزيد للتدخل لإنهاء تلك الحالة.
وذكرت الصحيفة على لسان الكاتبة سارة بيكينو إن الوضع في غزة يزداد سوءًا منذ اندلاع العدوان في عام 2023، سُجلت أكثر من 125 حالة وفاة بسبب سوء التغذية، وأكثر من 1000 فلسطيني استسهدوا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
وبحسب برنامج الغذاء العالمي، فإن حوالي 470 ألف شخص يعانون من ظروف شبيهة بالمجاعة.
وقالت الكاتبة: الصور القادمة من غزة مروعة، تُظهر أطفالًا هزيلين يتضورون جوعًا بسبب نقص الموارد، فقد ساءت الأمور إلى درجة أن منظمتين حقوقيتين إسرائيليتين صرحتا في 28 يوليو بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وهو ادعاء كانت قد أطلقته بالفعل منظمة العفو الدولية ولجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة.
وذكرت الكاتبة في صحيفة "يو أس توداي": إن الرئيس دونالد ترامب يملك القدرة على فعل شيء حيال ذلك لكن من غير المرجح أن يتحرك بالفعل.
وأقر ترامب بوجود المشكلة في مؤتمر صحفي بتاريخ 28 يوليو، عندما سُئل عمّا إذا كان يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قوله إنه "لا توجد مجاعة في غزة". بدا أن الرئيس الأمريكي لا يتفق مع هذا الادعاء.
وجاء في مقالها: لا يستحق ترامب الإشادة لمجرد اعترافه بأزمة إنسانية، حتى وإن خالف بذلك حليفًا للولايات المتحدة، فمن الجيد أنه يريد إطعام الناس، لكنني سأصدق ذلك فقط عندما تصل شاحنات الإغاثة فعليًا إلى غزة".
يذكر أنه في السنة الأولى من الحرب ضد غزة أرسلت الولايات المتحدة 17.9 مليار دولار إلى "إسرائيل"؛ في حين أن مبلغ 30 مليون دولار الذي خصصه ترامب مؤخرًا لتوزيع المساعدات لا يُعدّ سوى جزء صغير من ذلك.
وقالت بيكينو: إذا كان ترامب يعتقد حقًا أن الأمر بلغ حد الأزمة الإنسانية، فعليه أن يركز على تقديم الإغاثة لسكان غزة، وأن يهدد بوقف الدعم لإسرائيل حتى يتم احتواء هذه الأزمة.
وقالت الكاتبة: يمكنه أيضًا أن يثبت قدرته على الدبلوماسية وصياغة الاتفاقات من خلال العمل على إعادة إحياء محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والتي تم التخلي عنها في 25 يوليو.
وتساءلت: لماذا نقف مكتوفي الأيدي بينما الأطفال يموتون جوعًا؟
وذكرت أنه في الوقت الحالي، لا يبدو أن القادة الإسرائيليين مهتمون بتخفيف الجوع الذي يعانيه سكان غزة ويزعمون إن السبب هو أن حماس دأبت على سرقة المساعدات من الأمم المتحدة، رغم عدم وجود دليل على ذلك، بحسب نيويورك تايمز (رغم وجود دليل على سرقتها من عصابات).
وقالت: قد يكون من السهل أن نشعر بأنه لا سلطة لنا كأشخاص عاديين في هذا الصراع، لكن يمكن فعل شيء. لا يمكننا أن نغض الطرف بينما الناس يتضورون جوعًا، خاصة وأن بلدنا قادر على التدخل.
وأضافت: الأبرياء خصوصًا الأطفال، ما زالوا يعانون نتيجة هذا الصراع وتمتلك الولايات المتحدة القدرة على تخفيف هذه المعاناة وعلينا أن نطالب بالتدخل قبل أن تزداد الكارثة سوءًا.
واختتمت الكاتبة الأنريكية أنه بالنسبة للكثيرين من أبناء جيلي، هذه هي القضية الأهم في عصرنا وعلينا أن نواصل رفع أصواتنا ضد الظلم الذي نشهده والمطالبة بتغيير حقيقي بينما تستمر هذه المآسي.