اكذب اكذب حتى يصدقك الناس: مع أميرة الفاضل و”من صنع حميدتي”

* بابكر فيصل

في حوار صحفي نشر يوم الخميس 12 سبتمبر الجاري، سُئلت القيادية بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني أميرة الفاضل عن مسؤولية حزبها عن صناعة قوات الدعم السريع فأجابت بالقول:

(نعم نحن صنعناه، وهنالك تجارب سابقة يجب الإشارة إليها للاستعانة بمثل هذه المكونات في مقاومة “التمرد”، وتجربة موجودة منذ عهد الصادق المهدي، صحيح الوطني مسؤول عن تكوين “الدعم السريع” كحكومة لكن تمدد أدوار “الدعم السريع” هي مسؤولية حكومة ما بعد السقوط، وحينما ذهبت الإنقاذ كان”حميدتي” في وضع محدد جدًا، لكن توسعه والعلاقات الإقليمية أمرٌ ليس مسؤولية الوطني).

الإجابة أعلاه ظلت تتكرر على ألسنة قادة المؤتمر الوطني الذين أدمنوا الكذب (وهو أمرٌ مباح بحسب تعاليمهم الفكرية). الهدف من تكرار المعلومة الخاطئة هو تثبيتها كحقيقة غير قابلة للنقض مفادها أن قوى الحرية والتغيير وتنسيقية تقدم هى المسؤولة عن التوسع العسكري والإقتصادي والنفوذ السياسي والعلاقات الخارجية التي باتت تتمتع بها قوات الدعم السريع.

الحقائق الموثقة التي لا تقبل النقض تقول بالآتي :

–  في عام 2013 كان تعداد قوات الدعم السريع 30 ألف مقاتل إرتفعت إلى 50 ألف في عام 2017 ثم إلى 70 ألف في 11 أبريل 2019 ( هذه المعلومة مأخوذة من قيادة القوات المسلحة وليس أي جهة أخرى).

–  في ظل حكم الإنقاذ وبحكم القانون المجاز من المجلس الوطني كان قائد الدعم السريع يتلقى تعليماته من رأس الدولة (الرئيس) فقط وليس قائد الجيش، والقوات نفسها لم تك تقع تحت إمرة الجيش إلا في حالتين فقط: عند إعلان حالة الطوارئ أو عند الحرب بمناطق العمليات الحربية.

– الإمبراطورية الإقتصادية لقوات الدعم السريع (شركة الجنيد المتعددة، بنك الخليج، بنك الثروة الحيوانية إلخ) تم تأسيسها في فترة حكم الإنقاذ وقبل سقوط الطاغية المخلوع.

–  العلاقات الخارجية لقوات الدعم السريع تم بناءها في فترة حكم حزب المؤتمر الوطني وبتوجيه مباشر من رئيس الحزب (الطاغية البشير) وكانت أهمها العلاقة مع جهتين رئيسيتين:

أولاً: المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في إطار حرب اليمن (2015) حيث طلب البشير من قيادة الدولتين الخليجيتين التعامل مع قيادة الدعم السريع مباشرة وليس عبر القوات المسلحة أو الحكومة السودانية (وزارة الخارجية) مما فتح باباً واسعاً للتعامل بين الطرفين ترتب عليه  قيام الكثير من المصالح الإقتصادية والمالية.

ثانياً: علاقة مباشرة مع الإتحاد الأوروبي (27 دولة) في إطار المسؤولية التي منحها نظام المؤتمر الوطني لقوات الدعم السريع لحماية حدود السودان ووقف الهجرة غير الشرعية والإتجار في البشر والجريمة العابرة للحدود (بروتوكول 2017 في حدود 100 مليون يورو) فضلاً عن التدريب العسكري والمعدات والمركبات.

التدفقات المالية الهائلة التي تحصلت عليها قوات الدعم السريع جراء مشاركتها في حرب اليمن فضلاً عن الإستثمارات الإقتصادية الداخلية ( الذهب وغيره) والعلاقات الخارجية في ظل حكم المؤتمر الوطني هى الأساس الذي قامت عليه القوة العسكرية والمالية الضخمة لتلك القوات.

– بعد سقوط حكم المؤتمر الوطني، قام المجلس العسكري (قيادة الجيش) وليس قوى الحرية والتغيير بتنصيب قائد الدعم السريع نائباً لرئيس المجلس ورئيس وفد التفاوض مع القوى المدنية، وكان الفريق كباشي يجلس على يمينه والفريق ياسر العطا يجلس على شماله ويخاطبانه بحسب التراتبية العسكرية : يا سعادتك !

– المؤتمر الوطني وفلول النظام البائد هم الذين هللوا وكبروا لإعتصام الموز الذي مهد للإنقلاب العسكري في 25 أكتوبر 2021 بمشاركة قيادة الجيش والدعم السريع. هذا الإنقلاب كان على الحكومة المدنية التي قادتها قوى الحرية والتغيير!

* رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي

الوسومأميرة الفاضل التجمع الاتحادي الجيش الدعم السريع الرئيس المخلوع عمر البشير السودان المؤتمر الوطني المملكة العربية السعودية بابكر فيصل حميدتي دولة الإمارات العربية المتحدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أميرة الفاضل التجمع الاتحادي الجيش الدعم السريع السودان المؤتمر الوطني المملكة العربية السعودية بابكر فيصل حميدتي دولة الإمارات العربية المتحدة قوات الدعم السریع المؤتمر الوطنی

إقرأ أيضاً:

تحركات مثيرة لعناصر الدعم السريع في دولة مجاورة للسودان

جوبا – متابعات تاق برس كشفت مصادر ميدانية في دولة جنوب السودان عن تزايد ملحوظ في أنشطة عناصر وقيادات من مليشيا الدعم السريع، لا سيما في العاصمة جوبا والمناطق الحدودية القريبة من ولايتي جنوب وشرق دارفور السودانيتين.

 

ورشحت معلومات حول وصول قوو مكوّنة من نحو 350 فردًا إلى جوبا خلال الأيام الماضية، قادمة من إحدى دول الجوار، في تحرك وصف بالمفاجئ والسريع، يُعتقد أنه يهدف إلى إعادة ترتيب الصفوف الميدانية بعد سلسلة من الخسائر التي لحقت بالمجموعة داخل الأراضي السودانية.

 

وتأتي هذه التحركات وسط حالة من الإنهاك الميداني الذي تعاني منه قوات الدعم السريع، نتيجة للعمليات العسكرية المتواصلة التي تنفذها القوات المسلحة السودانية.

 

وتشير التقديرات إلى أن الدعم السريع بدأ في الاعتماد على خطوط إمداد خارجية بسبب تراجع الدعم المحلي وصعوبة تجنيد عناصر جديدة من داخل دارفور، مع تزايد معدلات الانشقاق والعزوف الشعبي عن الانضمام لها.

 

في السياق ذاته، أكدت ذات المصادر أن مستشفى “مادول” الذي تم تشييده حديثًا بدعم إماراتي في جنوب السودان، استقبل مؤخرًا نحو 200 من جرحى الدعم السريع الذين تم إجلاؤهم من مناطق القتال، وتم نقلهم عبر محوري الميرم وأنجوك، في حين سبقهم تسعة من كبار قيادات الدعم السريع المصابين لتلقي الرعاية الطبية في نفس المستشفى، مع الترتيب لترحيلهم لاحقًا إلى جوبا.

 

 

وفي تطور آخر، كشفت مصادر عن جهود جديدة لاستقدام مقاتلين مرتزقة من دولة النيجر، في محاولة لتعويض الفشل الذي واجهته حملات التعبئة التي أطلقتها قيادات الدعم السريع داخل الإقليم.

 

ويرى مراقبون أن اللجوء إلى مقاتلين أجانب يكشف عن عمق الأزمة التي تمر بها القوة، ويؤكد تراجع الحاضنة الشعبية الداخلية لها، مقابل تزايد الاعتماد على عناصر مدفوعة الأجر من الخارج.

الدعم السريعالسودانجوبا

مقالات مشابهة

  • جنوب كردفان.. مصرع قائد ميداني بارز بالدعم السريع
  • السودان: دولتان عربية وإفريقية تعترفان برعاية مليشيا “الدعم السريع”
  • خبراء يكشفون للجزيرة نت دلالات وتوقيت خطاب حميدتي
  • حميدتي: سيطرة «الدعم السريع» على المثلث الحدودي تهدف لتأمين السودان ومحاربة التهريب
  • إسرائيل والدعم السريع
  • شاهد بالصورة والفيديو.. “حميدتي” يعترف بهزيمتهم وطردهم من الخرطوم وعدد من الولايات (نعم مرقونا من مناطق غالية وفقدنا فيها أغلى ما نملك) وساخرون: (يعني ما انسحاب تكتيكي؟)
  • مسؤول مصري: خطاب حميدتي براجماتي ويسعى لتحييد طرف ثالث
  • بسبب فضيحة أخلاقية.. العلاقة بين الحلو و”الدعم السريع” على كف عفريت
  • تحركات مثيرة لعناصر الدعم السريع في دولة مجاورة للسودان
  • انقلاب ميداني في إقليم كردفان: الجيش السوداني يعلن التقدم والسيطرة على مناطق جديدة وهروب قوات الدعم السريع