لجريدة عمان:
2025-06-08@11:56:01 GMT

قراءة في ميثولوجيا الوعل بالنادي الثقافي

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

قراءة في ميثولوجيا الوعل بالنادي الثقافي

أقام النادي الثقافي محاضرة بعنوان «صانع المطر.. قراءة في ميثولوجيا الوعل» للدكتور حمود الدغيشي، قدمها يونس النعماني، بحضور لفيف من المثقفين والمهتمين.

تناولت المحاضرة الأسطورة حيث أوضح الدغيشي بأنها محط جدل علمي مستمر في مفهومها، ووظيفتها، فتعددت المدارس النقدية التي درست الأسطورة للوصول إلى مفهوم شامل ودقيق، وبتعدد المدارس والنظريات اختلفت الرؤى وفق زوايا منهجية، مبينا أن للنظرية الثقافية الأنثروبولوجية التي خاض باحثوها الميدان الثقافي الإنساني توجههم الخاص، ونتائجهم العلمية التي تتعارض مع مدرسة التحليل النفسي، وهناك النظرية الوظيفية والنظرية البنائية، فضلا عن مدرسة الفلسفة الرمزية.

وبيّن الدكتور حمود الدغيشي أن الإنسان القديم في الحياة والكون كان يقلب ناظريه ليرسم إلهه من القمر والشمس أو أحد الكواكب، فالإنسان القديم أورثنا الرسوم على الكهوف في الجبال أو الأكواخ في الحقول أو الجزر في وسط البحار. مضيفا بأن تحول الإنسان إلى ظاهرة تستوجب التحليل، عندما شاهد الأوروبي، إنسانا آخر يعيش بطريقة لا يعيشها بين طقوس وعادات ومعارف، سيطر على الإنسان البحث للمعرفة العميقة. أما الأسطورة فكانت محط جدال عميق، حيث تتبنى النظرية بمنهجك وكل النظريات جميعها مقنعة لبعض الطقوس والمعارف والعادات، فجمعها العلماء من الكتب والعادات والطقوس والمعارف. متسائلا عن عادة الشموع والنار في الأماكن المقدسة من أين جاءت، ومستشهدا بأقوال العلماء حيث أشار إلى رأي فريزر بأن التطور الفكري مر من هناك حتى وصل إلى التطور الحضاري، ونحن نمارس الكثير من العادات ولا نعرف من أين جاءت، وهو لا يفرق بين الإنسان البدائي والرجل المتحضر لأنه يظن باستحالة انفصال الأسطورة والفكر الإنساني، ويرى بأن الفكر الإنساني لا يعترف بهذا الاختلاف. أما تايلور فله مقولة وهي يجب ألا ننسى الأصل وهذه المنهجية تجعلنا نتبع الأصل للعادات والمعتقدات، كما كان ينكر العقلية البدائية مع اعترافه بالحضارة البدائية.

وهناك طقوس مشتركة بين بلدان متعددة، ونسج ثقافي موجود قبل أن تتعدى المضامين والأشكال، ومثال على ذلك لعبة الرمي بالقوس عرفها الإنسان للوصول إلى الطعام، ولكنه حصل على معارضات كثيرة من العلماء.

ويشير الدغيشي إلى أن الأسطورة تتغير رموزها الحديثة عن الرمز لدى الإنسان القديم، ونتحدث عن الرسوم التي وجدناها في الكهوف، ففي عمان كانوا يهرعون حين يتغير شكل القمر إلى المساجد للتعبد خوفا من مرضه لأنهم يعتقدون بأنه لدغ. وهي ظاهرة من بقايا عبادة القمر وكانوا ينذرون لإله القمر، وقضية القمر والأفعى موجودة لدى كل الأمم إله الشر والخير. وفي مشهد آخر للمجتمع العماني حين تضع الأمهات أبناءهن في حجورهن كن يتغنين بالإله «سين» يستجدون به لحمايتهن وهو إله القمر.

كما تطرقت المحاضرة للحديث عن أسطورة حيوان الوعل، وقداسة هذا الحيوان المرتبط بالهبة العلوية؛ بسبب مسكنه في أعالي الجبال، إذ نظر الإنسان القديم إلى الوعل، وهو يصعد قمم الأعالي بهالة من القداسة حيث تسكن آلهته التي تهبه المطر والخصب والبركة، وتجسدت كثير من الأفكار العقدية عن الوعل عند العرب، سواء كان في معجمهم أم في شعرهم أم في طقوسهم التي ما زال بعضها حاضرا حتى اليوم في الموروث الثقافي. وفي تساؤل يشير الدغيشي إلى أين يسكن الوعل، في قمم الجبل وهو بطبيعته يربط بالسماء، مشيرا إلى المعتقدات الهندية والفارسية والآسيوية وبلاد الرافدين وفي بابل والأساطير السومرية كلها تدعو للجبل لأنهم ينظرون له بقدسية، ويوضح بأن الوعل مسكنه الجبال فنظر إليه الإنسان القديم بإجلال كهالة لأنه على اتصال بالإله، وكان ينظر للجبل الذي تسكنه الوعول بأنه نقطة اتصال بالسماء والآلهة صانعة المطر والخصب، حتى الإله في الأسطورة السومرية كان يشبه بالوعل في نزوله من الجبل. ويضيف بأن الإنسان القديم في شبه الجزيرة العربية اعتقد بأن الدور الذي يقوم به الوعل مقام الآلهة في استنزال المطر وإخصاب الأرض، وعلى الجبال كانت تمارس طقوس الأضاحي للأهالي، وما روي عن عرب الجاهلية إذا ما تتابعت عليهم الأزمات أنهم يصعدون إلى جبل الوعل وأشعلوا النيران وضجوا بالدعاء والتضرع وظنوا أنه من أسباب السقيا، مبينا أن الوعل في تسميته تحمل دلالات العزة والمنعة والخلود والأبدية واشتقوا من اسمه المكان المنيع، واستوعل الوعل إذا لجأ في قلته، كما أطلقوا على الوعل مسميات وصفات، ففي الحديث النبوي من علامات الساعات تطلق الوعول أي الأشراف، واسمه الأعصم والعصم لأنه يعتصم بالجبال، كما جاء في الشعر العربي القديم.

وعن أهم ما ترك أثره ظهور الوعل في الكثير من الرسوم والنقوشات في الكهوف، ولعل قرون الوعل لها الدور الرئيس في ارتباط هذا الحيوان بآلهة القمر عند العرب في الجزيرة العربية؛ بسبب أهمية ضوء القمر في حياتهم، وهو دليلهم في لياليهم الصحراوية المظلمة، وحساب أيامهم ودهورهم... فقد كانت عبادة العرب قديما قمرية أكثر منها شمسية، حتى غلب في لغتهم قولهم «القَمَرَان للقمر والشمس»، بل إن رواسب هذه العبادة استمرت مجرّدة من العقدية حتى وقت قريب في الثقافة العربية بشكل عام، والعُمانية بشكل خاص. فكان الوعل ذا مكانة مهمة ليس بصفته الحيوانية وإنما لقدسيته وكان قربانا للآلهة وكانت له معابد خاصة في الجزيرة العربية، حتى أن قرونه تشكل وحيا لصورة القمر. وكانت عبادة القمر أوسع انتشارا في بلاد العمر، وهو ينصل قرنه كل عام، ويقول القزويني: إن الوعل يفضل أن يرمي نفسه من أعالي الجبال إذا خاف من الصياد حتى لو كان شديد الارتفاع.

ويتابع بأن الوعول تظهر في الرسومات بقرونها، كغيره من الحيوانات المقدسة، وعد الوعل معبودا، واتخذت قرون الوعل نذورا عند أهالي الجنوب.

أما عن السمات والخصائص التي توفرت في حيوان الوعل فيوضح الدغيشي بأنها من جعلت الإنسان العربي يختاره دون سائر الحيوانات خاصة وأنه أثناء لحظات وقوفه في أعالي الجبال، يبدو كأنه ينتظر ظهور القمر، وهو يتميز بقيادة القطيع، وتقدمه إلى أماكن الكلأ والماء، وتنبئه بالبرق قبل حدوثه، ما جعل الإنسان العربي القديم يختاره لإله المطر والخصب في حضارة جنوب الجزيرة العربية، وأخيرا تطرق الدكتور إلى الصيد المقدس الذي كانت ممارسته لنيل رضا المعبود وهي شعيرة سنوية، وكان يقام باسم عدد من الديانات، بتقديم القرابين والهدايا وتعد طقوس الوعول من أقدم الطقوس الدينية في حضارة سبأ ما خلد في النقوش بشكل مكثف.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجزیرة العربیة الإنسان القدیم الوعل فی

إقرأ أيضاً:

ختام فعاليات مسابقة الأندية للإبداع الثقافي بنادي بدية

اختتمت اللجنة الشبابية بنادي بدية بمحافظة شمال الشرقية فعاليات المرحلة الأولى لمسابقة الأندية للإبداع الثقافي للموسم 2024-2025م، بمشاركة 124 متسابقا في مختلف المجالات الأدائية، والأدبية، والشعرية، والتعليق الرياضي، جاء ذلك في احتفالية أقيمت برعاية عيسى بن سعيد الصلتي مدير إدارة الثقافة والرياضة والشباب بمحافظة شمال الشرقية، وبحضور سعيد بن راشد الحجري رئيس نادي بدية وجمع من المدعوين والفائزين بالمراكز الأولى في المسابقة ولجان التحكيم وأولياء الأمور.

وتضمنت الفعالية إلقاء عدد من القصائد الفائزة في المسابقة وعرض لإنجازات اللجنة الشبابية وقام راعي المناسبة بتكريم الجهات الداعمة من المؤسسات الحكومية والأهلية وتكريم الفائزين بمختلف السابقات الثقافية والفنية، إضافة إلى تكريم الحكام.

وجاءت نتائج سابقة الإبداع الثقافي لهذا العام على النحو التالي: في مسابقة الإنشاد للفئة العمرية (10- 16) سنة حقق المتسابق ناصر بن جمال بن سعيد الحجري المركز الأول، وجاء أحمد بن سالم الصغير الوهيبي في المركز الثاني أما المركز الثالث فحصل عليه مالك بن سالم صبيح الدويكي.

وفي مسابقة المناظرات (التناظر الفردي) للفئة العمرية (10- 16) سنة حققت المتسابقة سحر بنت عامر بن سعيد الحجريّة المركز الأول فيما فازت بالمركز الثاني سبأ بنت سالم بن محمد الهاشمية وفازت ميس بنت مبارك بن علي الحجرية بالمركز الثالث.

وفي مسابقة الشعر الشعبي للفئة العمرية (17- 29) سنة حقق المتسابق محمد بن عبيد بن خلفان المالكي المركز الأول أما المركز الثاني فحصل عليه ناصر بن عامر بن ناصر الحجري وأما المركز الثالث فجاء من نصيب أحمد بن حمد الحجري.

وفي مسابقة الشعر الفصيح للفئة العمرية (17- 29) سنة فاز المتسابق عبد الله بن أحمد بن سيف الحبسي بالمركز الأول وفي المركز الثاني معاذ بن مبارك بن حبوب الحجري وحقق المركز الثالث خالد بن سعيد بن سالم الحجري.

وفي مسابقة التعليق الرياضي للفئة العمرية (17- 29) سنة حقق المتسابق خميس بن فايل بن خميس الزرعي المركز الأول وجاء عزان بن مسلم بن سليم الحجري في المركز الثاني وحقق المركز الثالث بدر بن سالم بن محمد الوهيبي.

وفي مسابقة الفنون التشكيلية (الخط العربي) للفئة العمرية (17- 29) سنة فازت المتسابقة نورة بنت حمد بن خلفان الحديدية بالمركز الأول فيما فاز بالمركز الثاني أحمد بن حمد الحديدي وفازت بالمركز الثالث ذكرى بنت سيف الحديدية.

وفي مسابقة التصويـر الضوئي (صور عمانية) للفئة العمرية (17- 29) سنة حقق عمر بن محمد بن راشد الحجري المركز الأول فيما حصل على المركز الثاني عدنان بن محمد بن راشد الحجري وجاء في المركز الثالث حمدان بن محمد بن حمدان الحجري.

وفي مسابقة الموسيقى (العزف المنفرد على الآلات الموسيقية) للفئة العمرية ( 17- 29) سنة جاء في المركز الأول المتسابق اليزيد بن ربيع بن ثابت الحجري واحتل المركز الثاني محمد بن حمد بن هلال الحجري فيما نال المركز الثالث سالم بن جعروف بن جميع البهلولي.

وفي مسابقة الابتكار وريادة الأعمال للفئة العمرية (17- 29) سنة فاز بالمركز الأول المتسابق عبدالرحمن بن سالم بن محمد الحجري وفازت إيمان بنت هلال بن محمد الكندية بالمركز الثاني فيما فازت بالمركز الثالث روان بنت خلفان الهنائية.

وفي مسابقة الألعاب الإلكترونية للفئة العمرية (17- 29) سنة فاز بالمركز الأول سعيد بن عامر بن علي الحجري وفاز بالمركز الثاني التسابق مجاهد بن راشد بن علي الحجري.

مقالات مشابهة

  • تقرير علمي: ذوبان الأنهار الجليدية يغير وجه العالم ويهدّد حياة الملايين
  • قراءة شاملة لجذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من منظور المؤرخ الشاب زاخاري فوستر
  • الدينار الهادئ: قراءة في هبوط العملة المطبوعة في العراق
  • دعاء سورة يس.. 9 صيغ تفتح لك أوسع أبواب الخيرات والرزق المغلقة
  • اقتصاد الحرب في السودان.. قراءة في تقرير البنك الدولي وتحديات ما بعد الحرب
  • عبد المسيح هنأ نادي قلحات الثقافي الرياضي
  • 7 شهور على الخيل.. حجاج إسبان يروون أسطورة طريق الحج القديم
  • ختام فعاليات مسابقة الأندية للإبداع الثقافي بنادي بدية
  • نادي جعلان يعلن نتائج الإبداع الثقافي
  • رئيس مدينة العياط يؤدي صلاة العيد بالنادي ويوزع الهدايا على الأطفال