حزب الله واحتمالات الارتداد الإيجابي نحو الداخل
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
التضامن الداخلي والمتابعة الخارجية للاعتداء الإسرائيلي على حزب الله وحجم العملية، عناصر يمكن البناء عليها في الانتقال الداخلي من مرحلة إلى أخرى، بدل انتظار التسويات الإقليمية.
وكتبت هيام قصيفي في" الاخبار": يخطو السعي الخارجي، الأميركي والأوروبي، نحو الإفادة ممّا حصل، لضبط الإيقاع اللبناني في صورة سريعة، كي لا يصبح الانهيار شاملاً، ولا سيما في ضوء جوّ الالتفاف الداخلي مع حزب الله.
والعقلانية التي تعاطى بها الحزب وأوساطه مع الحدث الأمني وحجم الردّ المتوقع عليه تعكس في مكان ما الرغبة في الحفاظ على وتيرة متّزنة من الحرب ذاتها، ليس بمعنى القبول بوقف حرب الإسناد، وإنما ببقاء سقف مدروس لتوسّعها، وإن تصاعدت حدّتها وانعكست عليه في بيئته العسكرية والمدنية. وإذا كانت العمليات الأمنية ليومين متتاليين فتحت الباب أمام الحزب للشروع في تحقيقات ومراجعات داخلية تتطوّر تدريجاً منذ عمليات الاغتيال جنوباً الى عملية اغتيال المسؤول العسكري فؤاد شكر، إلا أنّ المظلة العسكرية الكبرى تأخذ في الحسبان عوامل أخرى تتعلق بالمنطقة وظروفها وتبعات الانتقال من مرحلة قاسية الى مرحلة أقسى. ما يقال في السياسة كترجمة لما حصل هو الأسئلة المفتوحة عن احتمالات الفصل بين الجبهة وبين الداخل، واحتمال الارتداد الداخلي الإيجابي الذي يعوّل عليه من جانب خصوم الحزب وحتى من حلفائه. واستطراداً تلمّس احتمال أن ينعكس الحدث الأمني الذي لم يعد محصوراً بمنطقة جغرافية ولا بالإطار العسكري البحت للحزب، نحو إعادة لملمة الوضع الداخلي في شكل يعيد تركيب الإطار السياسي ويسمح بالتفلّت من انتظار التسويات الداخلية. ويسمح كذلك بإعادة بناء الحدّ الأدنى من مقوّمات الدولة ومؤسساتها، وهي التي حافظت في اليومين الماضيين على مستوى معيّن من التواصل الداخلي والخارجي لمواكبة تداعيات الاعتداء الإسرائيلي.
والالتفات نحو الداخل يصبح مسؤولية الحزب وخصومه، لأن الحدث الأمني بمندرجاته غير المعلومة يؤشر الى مرحلة قد تكون أخطر تقبل عليها إسرائيل، وهذا التهديد الذي ينقل مراراً على لسان وسطاء من أن إسرائيل تفضّل عمليات «موجعة» بدل حرب واسعة، لا يمكن حصر تداعياتها ولا جغرافيتها ولا حيثياتها، كما حصل في اليومين الماضيين من عمل غير مسبوق بالمعنى العسكري والأمني، لأن المسار الإسرائيلي على أعتاب السنة الثانية من الحرب المتواصلة يدلّ على أن المعركة طويلة، وأن استهداف الحزب مستمر بإيقاعات مختلفة، ما يفترض أن العودة الإيجابية الى الداخل يمكن البناء عليها، في مرحلة تحدّيات تكبر تدريجاً. فما بدأ منذ سنة، جنوباً، تبدّل جذرياً على مشارف مرحلة دولية وإقليمية جديدة. واستهداف الحزب أصبح متقدماً على اللائحة الإسرائيلية، في وقت لم تعد هناك في الداخل الأدوات اللازمة لمرحلة مستقبلية، مهما تطوّر شكل المعركة مع إسرائيل، لأنّ ثمّة فارقاً بين الأهداف العسكرية للعملية التي بدأت بعد 7 تشرين، والتي لا يبدو أنها ستتوقف قريباً، وترك الوضع الداخلي على هذا القدر من الانهيار.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
نبيل بنعبد الله في ضيافة الحزب الشيوعي الكوبي والحزب الاشتراكي العمالي في فنزويلا
يقوم نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، رفقة عضو المكتب السياسي سعيد البقالي، مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب، بزيارة إلى كل من فنزويلا وكوبا، بدءا من الخميس المقبل. الزيارة تأتي في سياق استضافة من طرف الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم في فنزويلا، والحزب الشيوعي الحاكم في كوبا.
وحسب نبيل بنعبد الله، فإن الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الحزبية الدولية، وأنه جرى التخطيط لها منذ أشهر. وأضاف في اتصال مع « اليوم24 » « نطمح إلى تقريب وجهات النظر مع الحزبين المعنيين حول القضايا الوطنية، وخاصة قضية الوحدة الترابية المغربية ».
وتعرف العلاقات بين المغرب وكل من كوبا وفنزويلا، تحسنا دبلوماسيا، فيما يسعى التقدم والاشتراكية إلى تعزيزها.
ويقود الحزب الاشتراكي العمالي في فنزويلا الحكومة، فيما يقود الحزب الشيوعي الكوبي، الحكم في هافانا.
ويرتقب أن تستمر الزيارة إلى نهاية الشهر.
كلمات دلالية التقدم والاشتراكية فنزويلا كوبا نبيل بن عبد الله