أهمية القراءة في بناء الشخصية الناضجة
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
أهمية القراءة في بناء الشخصية، القراءة هي المفتاح الذي يفتح آفاق المعرفة ويوسع المدارك، فهي ليست مجرد وسيلة للحصول على المعلومات، بل هي وسيلة لبناء الشخصية وتنمية الفكر.
في عالمنا المعاصر، أصبحت القراءة حاجة ضرورية لمواكبة التطورات السريعة، كما أنها تساهم في تحسين مستوى الفرد على الصعيدين الشخصي والاجتماعي.
تعتبر القراءة من أهم الأنشطة التي يمكن أن يمارسها الإنسان في حياته اليومية.
أهمية القراءة في بناء الشخصية الناضجةفهي تزود العقل بالمعرفة والخبرات الجديدة، وتساعد في تطوير المهارات الفكرية والعقلية.
عبر القراءة، يتسنى للفرد الاطلاع على تجارب الآخرين واكتساب الحكمة اللازمة لمواجهة تحديات الحياة.
كما تساعد القراءة على تنمية مهارات التفكير النقدي، وتحفز الفرد على التحليل والتفكير بطرق إبداعية.
تأثير القراءة على بناء الشخصيةالقراءة ليست مجرد وسيلة لتمضية الوقت، بل هي أحد العوامل الأساسية في تشكيل شخصية الإنسان.
من خلال الكتب، يمكن للفرد أن يتعلم القيم والأخلاق التي تساعده على تحسين علاقاته الاجتماعية وتطوير ذاته.
كما تمنح القراءة الفرصة لفهم مختلف وجهات النظر والثقافات، مما يؤدي إلى تعزيز التسامح والانفتاح الفكري.
إضافة إلى ذلك، تساهم القراءة في تطوير مهارات التواصل والتعبير، فعندما يقرأ الإنسان، يتعلم كيفية التعبير عن أفكاره ومشاعره بطريقة أكثر دقة وفعالية.
هذه المهارات تعد جزءًا مهمًا من بناء الشخصية القوية والواثقة بالنفس.
أهمية القراءة في حياة الإنسان أثر القراءة على التحصيل العلميالقراءة لها دور كبير في تحسين الأداء الأكاديمي، فهي تفتح أبواب المعرفة وتساعد الطلاب على فهم المواد الدراسية بشكل أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، توسع القراءة من مفردات الفرد وتعزز قدرته على فهم النصوص بشكل أسرع وأكثر دقة.
وكلما ازدادت القراءة، زادت قدرة الطالب على استيعاب المفاهيم المعقدة والنجاح في دراسته.
أنواع القراءة وتأثيرهاهناك العديد من أنواع القراءة التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على شخصية الفرد.
على سبيل المثال، القراءة الأدبية تساهم في تحسين الخيال والإبداع، بينما القراءة العلمية تزود الفرد بالمعرفة الدقيقة والمعلومات المفيدة.
وهناك أيضًا القراءة الترفيهية التي تساعد على الاسترخاء والاستمتاع بالوقت، كل نوع من هذه الأنواع يسهم بطريقة معينة في تطوير الفكر وبناء الشخصية المتوازنة.
كيف تسهم القراءة في تقليل التوتر والقلقالقراءة هي أحد المفاتيح الأساسية لبناء شخصية قوية ومثقفة، إنها توفر للفرد القدرة على التعلم المستمر، وتحسين مهاراته، وتطوير ذاته.
يجب علينا أن نحرص على جعل القراءة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لنتمكن من الاستفادة من فوائدها العظيمة في جميع مجالات الحياة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: القراءة اهمية القراءة أهمیة القراءة فی بناء الشخصیة
إقرأ أيضاً:
التعلُّم واكتساب المهارات.. سلاح في عالم مُتغيِّر لا يرحم
د. محمد بن خلفان العاصمي
جاء إعلان الأمم المتحدة عن أهداف التنمية المستدامة الـ17 بهدف تخليص العالم من المشكلات التي يعاني منها، خاصة تلك المجتمعات التي تعاني من الفقر والبطالة وتدني مستوى التعليم والصحة، خاصةً الدول التي عانت من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، ودخلت في صراعات مسلحة داخلية أو خارجية.
هذا الإعلان الأممي بمستهدفاته السبعة عشر، وخلال خمسة عشر عامًا، مثَّل فرصة لتلك الدول التي ترغب في التخلص من مشاكلها، وهناك عديد الدول التي استفادت من البرامج التنموية التي رافقت هذا المشروع، خاصة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا.
الهدف الرابع بالتحديد والمتمثل في "ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعليم للجميع مدى الحياة"، يُعد من بين الأهداف المهمة التي جاءت في مصفوفة التنمية المستدامة، واعتبرُ هذا الهدف هو الركيزة الأساسية لتحقيق بقية الأهداف لما يمثله من نقطة ارتكاز يمكن البناء عليها، والارتباط المباشر مع باقي الأهداف، وأهمية أن تبدأ التنمية الحقيقية من خلال توفير التعليم والتدريب الجيد ليكون التغيير مبنيًا على أساس صلب وفعال، ولذلك جميع التجارب الناجحة للاستفادة من هذا البرنامج الأممي انطلقت من ملف التعليم وعلى سبيل المثال لا الحصر رواندا؛ حيث بدأت التغيير من خلال منظومة التعليم.
ما دفعني للحديث عن هذا الأمر في الحقيقة هو ما تابعته وتابعه الجميع خلال الفترة الماضية في قضية المُسرَّحين عن العمل وملف الباحثين عن عمل كذلك، وهذا الأمر جعلني أطرح تساؤلات عديدة في ذهني؛ وهي: هل أنتج تعليمنا وثقافتنا وأسلوب حياتنا أفرادًا لا يؤمنون إلّا بالوظيفة؟ وهل هم غير قادرين على التكيُّف مع التغييرات التي تحدث ومنها احتمالية فقدانهم للعمل؟ وهل نحن جميعًا في مأمن من فقدان أعمالنا في أي لحظة؟ وإذا حدث ذلك، فما الحلول التي لدينا وكيف سنتعامل مع الوضع؟
عديد الأسئلة التي لا توجد إجابات لها، ولا ألومُ فيها أحدًا؛ فالسائد في المجتمع يصبح واقعًا حتميَّ القبول!!
لم يكن العُماني في أي يوم وأي مرحلة من مراحل التاريخ الماضي والحاضر، سوى إنسان مُثابر ومُتقبِّل ومُتكيِّف لكل الظروف، ومُتسلِّح بالمهارات والمعرفة ولديه قابلية للتماشي مع الظروف المختلفة، وما زال العُماني صاحب همَّة عالية ولا يقبل أن يكون عالةً على الآخرين، ويرفض إلّا أن يكسب من عمل يده، غير منتظر للإحسان، وهو قادر على العمل. هكذا كان الآباء قبل وجود الوظيفة وهكذا سوف يستمر الأبناء، ومهما كانت الظروف والأسباب فهذه السمات لا تتبدل في شعب عرف عنه الجد والاجتهاد.
وعودٌ على بدء.. علينا أن نبحث ونناقش ونتحدث بصوت مسموع: هل أنتج تعليمنا أفرادًا بمهارات القرن الواحد والعشرين؟
هذا التساؤل جدير بتغيير واقع التعليم بشقيه حتى نتجنب الوقوع في التحديات التي تكلفنا الكثير لعلاجها إن كانت الإجابة لا، وإذا كان غير ذلك فعلينا التحسين والتطوير؛ لأن سباق الزمن هو التحدي الحقيقي والأكبر في عالم متسارع متغير لا يكف عن التجديد في كل لحظة، ووسط هذا التطور الهائل والسريع في التكنولوجيا فإن المواكبة ليست خيارًا؛ بل هي إلزام وطريق لا مهرب منه، وما زال هناك وقت ولدينا كلّ الأدوات اللازمة للتحول والتغيير والمنافسة.
إنَّ التحديات التي تنتظر الأجيال كبيرة جدًا، واجتيازها يتطلب الاستعداد الجيد لها، والعيش مع أفكار قديمة لا يساعد الفرد على التفاعل الإيجابي مع الواقع؛ إذ لم تعُد الوظيفة هي الضمان الوحيد الذي يمكن للفرد أن يحققه ويعيش حياته بشكل مستقر وسليم، ومع التغييرات التي تحدثت عنها مُسبقًا، حتى بنية الوظائف ونوعها سوف تتغير. واليوم نشاهد نمو شركات تدار بالفرد الواحد أو مجموعة بسيطة دون وجود مقر لها، وهناك وظائف سوف تختفي وسوف تظهر غيرها، ومن أجل التمكن من العيش في هذا العالم يجب أن يتسلح الفرد بخاصيتين مهمتين وهما القدرة على التعلم الذاتي، والقدرة على اكتساب المهارات.
لقد تخطى العالم فكرة الشهادات العلمية وخاصة عالم المال والاقتصاد، وأصبحت الشركات الكبرى تتنافس في استقطاب الفرد متعدد المهارات والكفايات، هذا الفرد الذي يمكنه تحقيق عوائد ونتائج أفضل، وينمو بالأعمال بشكل أفضل وأسرع، وهي خصائص مهمة في عالم الأعمال، لذلك من الحكمة أن يفكر شبابنا في هذا الجانب بشكل جديٍّ، خاصة وأن عملية التعلم والتدريب لم تعد صعبة في وجود التكنولوجيا الحديثة، ولا يتطلب الأمر من الفرد سوى مهارات التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ليستفيد مما فيها من مميزات، فالتعليم والتدريب عن بعد متوفران وفي جميع المجالات، والمؤسسات التعليمية الرائدة أصبحت متاحة للجميع، وهذه ميزات لم تكن موجودة سابقًا.
إنَّ التقوقع وانتظار الفرص والزمن يمُر، لن يُغيِّر من واقع الإنسان شيئًا، والركون إلى ما سوف يُقدَّم إليك من فرص لا يجعلك مُميزًا عن غيرك، وسوف تكتشف بعد فوات الأوان أنك أهدرت الوقت، وكان بالإمكان القيام بأمر يُغيِّر من واقعك وحالك. وهذه ليست دعوة لعدم البحث عن فرصة وظيفية، وإنما نافذة لفكرك لعلها تكون سببًا في صياغة مستقبل أفضل لكل باحث عن عمل، والخيار لك: هل تريد الانتظار أم التحرك نحو أهدافك، واكتشاف قدراتك ومهاراتك وتنميتها، لتفتح لك باب النجاح؟!
رابط مختصر