حول تصريحات رئيس البرلمان الليبي عن التقارب المصري التركي
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
أكد رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، أن التقارب المصري التركي يسهم في حلة الأزمة الليبية، ويسهل عملية إخراج القوات الأجنبية، وذلك بعد زيارة الرئيس المصري، عبدالفتاح السياسي لأنقرة وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم. ولم يفصل عقيلة صالح كيف يمكن أن يسهم التقارب بين القطبين الاقليميين في حل الأزمة إلا بالإشارة إلى منع وقوع مواجهات واسعة مرة أخرى، بعد الحرب التي شنتها القيادة العامة التابعة للبرلمان الليبي بدعم مصري على العاصمة طرابلس في أبريل 2019م.
القفزة في العلاقة بين القاهرة وأنقرة كبيرة، وتأتي بعد قطيعة دامت زهاء العقد، وأهمية هذا التطور في العلاقات أنه يهدف إلى نقلها إلى مستوى استراتيجي، وهذا في حد ذاته مهم لليبيا، ذلك أن الطرفين يشكلان ثقل كبيرا في معادلة التدافع بين المتنازعين في الداخل الليبي، فمعروف حلف القاهرة مع الجبهة الشرقية، ومعلوم كذلك دعم أنقرة للجبهة الغربية في البلاد.
غير التقدم في العلاقات بين البلدين لم يمس بشكل مباشر خلافهما حول الازمة الليبية، إذ تتحفظ مصر على الوجود العسكري التركي في الغرب الليبي، ولا تطمئن تركيا إلى العلاقة بين مصر والجبهة الشرقية في ليبيا، وهذه مسائل لا يمكن حلها لمجرد التقاء مصالح البلدين في مناطق أخرى.
صحيح أن هناك اتجاها للتفاهم بين البلدين بخصوص النزاع الذي تفجر حول إدارة المصرف المركزي، غير أن تعيين محافظ بالتوافق لا ينهي النزاع الليبي الذي يتمحور في أحد أهم جوانبه حول عوائد النفط، وحول شكل وشرعية السلطة التي يسند لها إدارة تلك العوائد، وهذا لا يمكن الجزم بإمكان الوصول إليه عبر تفاهمات بين مصر وتركيا في المدى القصير.
القفزة في العلاقة بين القاهرة وأنقرة كبيرة، وتأتي بعد قطيعة دامت زهاء العقد، وأهمية هذا التطور في العلاقات أنه يهدف إلى نقلها إلى مستوى استراتيجي، وهذا في حد ذاته مهم لليبيا، ذلك أن الطرفين يشكلان ثقل كبيرا في معادلة التدافع بين المتنازعين في الداخل الليبي، فمعروف حلف القاهرة مع الجبهة الشرقية، ومعلوم كذلك دعم أنقرة للجبهة الغربية في البلاد.مصر دعمت محور طبرق ـ الرجمة لأسباب أهمها أن ليبيا تمثل عمق استراتيجيا لمصر، وأمنها القومي بمفهومه العام والواسع يرتبط بليبيا، ولأنها أيضا أرادت تصدير تجربتها في الحكم العسكري لليبيا، كضمان لتحقيق أهدافها وتأمين استقراراها، اما تركيا، فبالإضافة إلى مصالحها الاقتصادية، فقد ترآت لها ليبيا كفرصة للدخول على خط تحالف دول شرق المتوسط المتعلق بالنفط والغاز وتعكير صفوه، وذلك بتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود والنفوذ الاقتصادي مع حكومة الوفاق الوطني العام 2019م.
تركيا نجحت في أن تفرض واقعا جديدا بالنسبة لنفوذها في شرق المتوسط من خلال قرارها دعم الجبهة الغربية وقوفا في وجه قوات حفتر التي تأيدها مصر، وهي اليوم تحاول من خلال تعزيز العلاقة مع مصر ومع الجبهة الشرقية في ليبيا التقدم خطوة أكبر على مسار خطتها المتعلقة بأزمة نفط وغاز شرق المتوسط، فالاتفاقية تحتاج مصادقة مجلس النواب في الشرق الليبي، كما لا يمكن أن تكون نافذة دون تفاهمات مع مصر.
على الجهة المقابل، مصر باتت في حاجة إلى مساندة تركية في ملفات شديدة الحساسية والتعقيد، فهناك الضغوط الغربية الإسرائيلية على القاهرة بخصوص مقاربة تفكيك الأزمة الفلسطينية، وتحديدا غزة، ومعلوم أن تركيا تقف موقفا أكثر حزما قياسا بمختلف العواصم العربية، أيضا يغري الحضور التركي في القرن الافريقي القاهرة التي تواجه أثيوبيا بخصوص سند النهضة، ودخلت على خط النزاع الصومالي الاثيوبي، ومعلوم تأثير أنقرة على دوائر اتخاذ القرار في مقديشيو، أيضا هناك النزاع في السودان والذي افترقت فيه مصر مع الإمارات، وتلقى الدبلوماسية التركيبة ترحيبا في السودان، ويبدو أنها محل رضا وقبول مصري.
والسؤال هو : هل يمكن أن يؤدي تطور العلاقات بين البلدين وفق مقاربة استراتيجية جيوسياسية واقتصادية وأمنية إلى المساهمة بشكل مباشر في حل النزاع الليبي؟!
الإحابة بنعم على السؤال السابق رهن بعاملين أساسيين: الأول هو موقف وتوجه الأطراف الدولية المتورطة والمعنية بالأزمة الليبية، والإشارة هنا إلى روسيا، والغرب الذي يجمع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، والثاني هو إمكانية اتفاق مصر وتركيا حول مسألة نفط وغاز شرق المتوسط.
بالنسبة لموضوع شرق المتوسط، فإن الرسالة الإيجابية تكون من خلال اتجاه القاهرة إلى دمج أنقرة في منتدى شرق المتوسط للطاقة، بأي صيغة أو صفة ممكنة، وستكون هذه الخطوة تطورا مهما بالنسبة لتركيا، أما مسألة الموقف الدولي من الأزمة الليبية، فإنه من غير المحتمل أن تترك موسكو والعواصل الغربية للقاهرة وأنقرة التفرد بمقاربة تفكيك النزاع الليبي، فروسيا تنظر لوجودها في الشرق والجنوب الليبي نظرة استراتيجية كونه بوابة العبور لإفريقيا، وهذا يشكل قلقا للغرب الذي يجعل مطلب احتواء التمدد الروسي ضمن أي تسوية للأزمة الليبية، وبالتالي فإن التقارب المصري التركي يتطلب تنسيقا مع الأطراف الدولية وتوفيقا بين مواقفها، وهو ما يزال مفقودا إلى هذه اللحظة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري تركيا ليبيا ليبيا مصر تركيا مواقف مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجبهة الشرقیة شرق المتوسط
إقرأ أيضاً:
نواب البرلمان: التعاون المصري الألماني في السياحة خطوة استراتيجية لتعزيز الاقتصاد وخلق فرص عمل
نواب البرلمان بشأن التعاون المصري الألماني: يفتح آفاقًا جديدة للقطاع السياحي خطوة استراتيجية تدعم الاقتصاد الوطني يُعد نموذجًا ناجحًا لتكامل القطاعات الاقتصادية
أجمع عدد من نواب البرلمان على أهمية التعاون المصري الألماني في قطاع السياحة، مؤكدين أن هذه الشراكة تمثل نقطة تحول حيوية لدعم الاقتصاد الوطني وتنشيط حركة السياحة الوافدة، خاصة من السوق الألماني الحيوي ويفتح آفاق جديدة لتنمية القطاع السياحي ودفع الحركة السياحية القادمة من ألمانيا إلى مصر مما يعزز فرص الاستثمار ويخلق فرص عمل حقيقية للشباب المصري.
برلماني: تعاون مصري الماني ضخم يفتح آفاقًا جديدة للقطاع السياحي
وقال النائب علي الدسوقي، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، إن الاجتماع السنوي لاتحاد شركات السياحة الألمانية في برلين، والاجتماعات المكثفة التي عقدها وزير السياحة والآثار شريف فتحي مع كبار المسؤولين الألمان، يمثلان نقلة نوعية في العلاقات السياحية بين مصر وألمانيا.
أهم الأسواق السياحية لمصروأوضح الدسوقي في تصريح خاص لـ صدي البلد، أن السوق الألماني يعد من أهم الأسواق السياحية لمصر، والتعاون بين البلدين ليس محصورًا فقط في جذب المزيد من السائحين، بل يتعدى ذلك إلى شراكات مثمرة في البحث العلمي والحفائر الأثرية التي تعزز من إرثنا الحضاري المشترك.
وأشار إلى أن الاتفاق على دراسة سبل التعاون في مجال السياحة المستدامة يعكس رؤية مستقبلية واضحة، حيث أصبح الاستدامة هدفًا عالميًا لا بد أن يتبناه كل قطاع سياحي للحفاظ على الموارد وتعزيز فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
وأضاف: "هذه الشراكة الاستراتيجية تفتح آفاقًا واسعة أمام الاقتصاد المصري، ونتطلع إلى المزيد من الخطوات العملية التي تعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية تلبي تطلعات المستثمرين والسياح على حد سواء."
وختم الدسوقي مؤكداً أن البرلمان المصري يدعم كافة المبادرات التي تعزز التعاون الدولي في القطاعات الحيوية، وخاصة السياحة التي تمثل ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.
برلمانية: تعزيز التعاون المصري الألماني في السياحة خطوة استراتيجية تدعم الاقتصاد الوطني
في السياق ذاته، أكدت النائبة مرفت الكسان، عضو مجلس النواب، أن التعاون بين مصر وألمانيا في قطاع السياحة يمثل فرصة حقيقية لتعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق تنمية مستدامة.
وقالت الكسان في تصريح خاص لـ صدي البلد: "اللقاءات التي جرت في برلين بين وزير السياحة والآثار والمسؤولين الألمان تعكس الحرص المشترك على تطوير هذا القطاع الحيوي الذي يشكل دعامة أساسية لميزانية الدولة."
تبادل الخبرات مع الجانب الألمانيوأوضحت أن التركيز على السياحة المستدامة وتبادل الخبرات مع الجانب الألماني يعكس رؤية متقدمة تستهدف حماية الموارد السياحية مع تحقيق أفضل العوائد الاقتصادية والاجتماعية، مضيفة: "ندعم كل المبادرات التي ترفع من معدلات السياحة الوافدة وتوفر فرص عمل جديدة لشبابنا، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية."
وأكدت أن لجنة الخطة والموازنة تتابع عن كثب تنفيذ الاستثمارات في السياحة، وتعمل على ضمان تخصيص الموارد المالية اللازمة لتعزيز البنية التحتية وتحسين الخدمات السياحية، مشددة على أهمية الاستفادة من التجارب الألمانية في الإدارة والتطوير.
وختمت مرفت الكسان بالقول: "هذه الشراكة ليست مجرد تعاون تقليدي، بل هي شراكة استراتيجية تساهم في دفع الاقتصاد المصري نحو آفاق أوسع من النمو والتطور."
كما قالت النائبة إيفلين متي، عضو مجلس النواب، إن التعاون المثمر بين مصر وألمانيا في قطاع السياحة يمثل فرصة ذهبية لتعزيز الاقتصاد الوطني، مشيرة إلى أن هذا التعاون لا يقتصر فقط على الجانب السياحي بل يمتد ليشمل دعم الصناعة المرتبطة بالقطاع مثل الصناعات الحرفية، والصناعات الغذائية، والخدمات اللوجستية.
ندعم الصناعات الصغيرة والمتوسطةوأضافت في تصريح خاص لـ صدي البلد: "عندما تنمو السياحة بشكل مستدام، تتوسع فرص الاستثمار الصناعي، وندعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسياحة، مما يعزز من القيمة المضافة للاقتصاد المصري."
وأوضحت إيفلين متي أن التعاون مع ألمانيا، التي تعد واحدة من أكبر الشركاء الاقتصاديين، سيساهم في نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات الصناعية الحديثة، بما ينعكس إيجابًا على تطوير الصناعات المحلية ورفع قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.
وختمت النائبة بالقول: "ندعم بقوة كل المبادرات التي تجمع بين القطاع السياحي والصناعات الوطنية، لأن التنسيق بينهما هو مفتاح تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تحقق أهداف مصر 2030."