اتفاق واشنطن وطهران.. هل يكون بداية للتفاهم بشأن ملفات أخرى؟
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
وصف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور خليل العناني الاتفاق بين واشنطن وطهران بشأن تبادل السجناء بأنه خطوة أولى جيدة جدا في إطار ما يطلق عليه إجراءات بناء الثقة بين الطرفين، لكنهما ما زالا في مرحلة جس النبض.
وأعلنت كل من إيران والولايات المتحدة أمس الخميس التوصل إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن مليارات الدولارات المجمدة لإيران مقابل تبادل للسجناء بين البلدين، على أن تنقل الأموال إلى حسابات في قطر.
وقال العناني إن العلاقات بين واشنطن وطهران متوترة على مدار 40 عاما، وهناك ملفات معقدة جدا وملتهبة، مثل الملف النووي الإيراني والوجود الإيراني في سوريا والعراق واليمن والحفاظ على الهدوء في منطقة الخليج، مؤكدا ضرورة التفريق بين الملف الذي تم الاتفاق بشأنه والملفات الأخرى التي قد تشهد بعض التحسن، لكن ليس هناك ضمانات بحدوث انفراجة كاملة فيها.
ورأى أن مسألة التفاهم حول ملفات شائكة أخرى يتوقف على مدى جدية الطرفين في هذا الإطار، فالملف النووي الإيراني مثلا لا يتعلق بالأميركيين والإيرانيين فقط، بل هناك طرف ثالث هو إسرائيل التي تحاول بكل الطرق إفساد أي تقارب أميركي إيراني، بالإضافة إلى الخطاب الأميركي الذي يتحدث في تعاطيه مع طهران عن الدبلوماسية وعن القوة العسكرية في الوقت نفسه.
وفي الملف النووي الإيراني، رجح العناني -في حديثه لحلقة (2023/8/11) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن تلعب قطر دورا مهما في هذا الإطار، لوجود رغبة بين الطرفين الأميركي والإيراني بالتوصل إلى اتفاق قد يكون مؤقتا وجزئيا.
ومن جهة أخرى، كشف أن الاتفاق بين واشنطن وطهران جاء نتيجة جهود مضنية منذ عامين، مما يعني أن الرئيس الأميركي جو بايدن منذ وصوله إلى السلطة بدأ في إعادة رسم الملف بهدف التوصل إلى اتفاق مع إيران بشكل أو بآخر من خلال وسطاء إقليميين.
مرحلة جديدةوعلق أستاذ دراسات إيران والشرق الأوسط في الجامعة الوطنية الأسترالية، الدكتور علم صالح على الاتفاق الأميركي الإيراني، بالقول إنه خطوة إيجابية أولى قد تؤدي إلى خطوات إيجابية أخرى، خاصة في ظل حاجة البلدين إلى هذا الاتفاق، فإيران تريد التخفيف من الضغوط الاقتصادية، والولايات المتحدة لا تطيق رؤية إيران نووية في المنطقة، فضلا عن الظروف الدولية الراهنة وانشغال الأميركيين بالصين.
وشدد صالح على أهمية الاتفاق ووصفه بالفريد من نوعه، ويؤكد فوز الدبلوماسية والحوار على تصعيد التوترات، مشيدا بدور قطر التي قال إنها لعبت دورا هاما في هذا السياق.
وتابع أن طهران وواشنطن استنتجتا أن لا مجال لتوصلهما لاتفاق شامل وكامل ولا بد لهما أن ينطلقا من تفاهمات معينة لبناء الثقة بينهما.
وبشأن الانعكاسات المحتملة لهذا الاتفاق على المنطقة العربية، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أنه في حال إصرار الطرفين الأميركي والإيراني على المضي قدما فستكون هناك مرحلة جديدة في المنطقة.
ويذكر أن منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أكد لقناة الجزيرة في وقت سابق أن دولة قطر كانت صديقا مميزا، وعبّر عن امتنانه للدور القطري في إبرام الاتفاق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: واشنطن وطهران
إقرأ أيضاً:
اتفاق أميركي–مكسيكي لإنهاء أزمة تقاسم المياه
صراحة نيوز – أعلنت وزارة الزراعة الأميركية، مساء الجمعة، التوصل إلى اتفاق مع المكسيك بشأن تقاسم المياه، بعد خلافات تتعلق بعدم وفاء مكسيكو بالتزاماتها بموجب معاهدة عام 1944، ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب سابقًا إلى التهديد بفرض رسوم جمركية إضافية.
وقالت الوزارة إن الاتفاق يهدف إلى الوفاء بالالتزامات الحالية وتعويض النقص المتراكم في إمدادات المياه لولاية تكساس، موضحة أن المكسيك وافقت على توفير 250 مليون متر مكعب من المياه بدءًا من الأسبوع المقبل، على أن يشمل الاتفاق الدورة الحالية والنقص من الدورة السابقة.
وأضافت أن المباحثات مستمرة بين الجانبين لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة بحلول نهاية كانون الثاني، مؤكدة أن الولايات المتحدة تحتفظ بحقها في فرض رسوم جمركية بنسبة 5% على المنتجات المكسيكية في حال استمرار أي إخلال بالاتفاق.
من جانبها، أكدت المكسيك التزامها الكامل ببنود المعاهدة، مشيرة إلى أن القيود الفنية المرتبطة بالبنية التحتية قد تؤثر على سرعة إيصال الكميات المطلوبة.