وصف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور خليل العناني الاتفاق بين واشنطن وطهران بشأن تبادل السجناء بأنه خطوة أولى جيدة جدا في إطار ما يطلق عليه إجراءات بناء الثقة بين الطرفين، لكنهما ما زالا في مرحلة جس النبض.

وأعلنت كل من إيران والولايات المتحدة أمس الخميس التوصل إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن مليارات الدولارات المجمدة لإيران مقابل تبادل للسجناء بين البلدين، على أن تنقل الأموال إلى حسابات في قطر.

وقال العناني إن العلاقات بين واشنطن وطهران متوترة على مدار 40 عاما، وهناك ملفات معقدة جدا وملتهبة، مثل الملف النووي الإيراني والوجود الإيراني في سوريا والعراق واليمن والحفاظ على الهدوء في منطقة الخليج، مؤكدا ضرورة التفريق بين الملف الذي تم الاتفاق بشأنه والملفات الأخرى التي قد تشهد بعض التحسن، لكن ليس هناك ضمانات بحدوث انفراجة كاملة فيها.

ورأى أن مسألة التفاهم حول ملفات شائكة أخرى يتوقف على مدى جدية الطرفين في هذا الإطار، فالملف النووي الإيراني مثلا لا يتعلق بالأميركيين والإيرانيين فقط، بل هناك طرف ثالث هو إسرائيل التي تحاول بكل الطرق إفساد أي تقارب أميركي إيراني، بالإضافة إلى الخطاب الأميركي الذي يتحدث في تعاطيه مع طهران عن الدبلوماسية وعن القوة العسكرية في الوقت نفسه.

وفي الملف النووي الإيراني، رجح العناني -في حديثه لحلقة (2023/8/11) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن تلعب قطر دورا مهما في هذا الإطار، لوجود رغبة بين الطرفين الأميركي والإيراني بالتوصل إلى اتفاق قد يكون مؤقتا وجزئيا.

ومن جهة أخرى، كشف أن الاتفاق بين واشنطن وطهران جاء نتيجة جهود مضنية منذ عامين، مما يعني أن الرئيس الأميركي جو بايدن منذ وصوله إلى السلطة بدأ في إعادة رسم الملف بهدف التوصل إلى اتفاق مع إيران بشكل أو بآخر من خلال وسطاء إقليميين.

مرحلة جديدة

وعلق أستاذ دراسات إيران والشرق الأوسط في الجامعة الوطنية الأسترالية، الدكتور علم صالح على الاتفاق الأميركي الإيراني، بالقول إنه خطوة إيجابية أولى قد تؤدي إلى خطوات إيجابية أخرى، خاصة في ظل حاجة البلدين إلى هذا الاتفاق، فإيران تريد التخفيف من الضغوط الاقتصادية، والولايات المتحدة لا تطيق رؤية إيران نووية في المنطقة، فضلا عن الظروف الدولية الراهنة وانشغال الأميركيين بالصين.

وشدد صالح على أهمية الاتفاق ووصفه بالفريد من نوعه، ويؤكد فوز الدبلوماسية والحوار على تصعيد التوترات، مشيدا بدور قطر التي قال إنها لعبت دورا هاما في هذا السياق.

وتابع أن طهران وواشنطن استنتجتا أن لا مجال لتوصلهما لاتفاق شامل وكامل ولا بد لهما أن ينطلقا من تفاهمات معينة لبناء الثقة بينهما.

وبشأن الانعكاسات المحتملة لهذا الاتفاق على المنطقة العربية، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أنه في حال إصرار الطرفين الأميركي والإيراني على المضي قدما فستكون هناك مرحلة جديدة في المنطقة.

ويذكر أن منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أكد لقناة الجزيرة في وقت سابق أن دولة قطر كانت صديقا مميزا، وعبّر عن امتنانه للدور القطري في إبرام الاتفاق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: واشنطن وطهران

إقرأ أيضاً:

"لا يحقق مصالح طهران".. إيران تتّجه لرفض المقترح الأميركي بشأن برنامجها النووي

ترى طهران في العرض الأميركي، وفقاً لمصدر دبلوماسي إيراني تحدث لـ "رويترز"،محاولة لفرض "صفقة سيئة" لا تخدم مصالحها، رغم جهود الوساطة العُمانية وخمس جولات تفاوضية. اعلان

كشفت مصادر دبلوماسية إيرانية، الإثنين، أن طهران تتجه نحو رفض المقترح الأميركي الأخير الرامي إلى إنهاء الخلاف النووي المستمر منذ عقود، واصفةً العرض بأنه "غير قابل للنقاش" ولا يراعي مصالح الجمهورية الإسلامية، كما يُبقي على الموقف الأميركي المتشدد حيال تخصيب اليورانيوم دون تغيير.

وقال دبلوماسي إيراني رفيع، مقرّب من فريق التفاوض النووي، في تصريح لوكالة "رويترز": "إيران تُعدّ رداً سلبياً على المقترح الأميركي، ما قد يُفهم على أنه رفض صريح للعرض الأميركي".

وقدّمت الولايات المتحدة مقترحها الجديد بشأن الاتفاق النووي عبر وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، خلال زيارة قصيرة أجراها إلى طهران، ضمن جهود الوساطة التي تضطلع بها مسقط بين واشنطن وطهران. لكن، وعلى الرغم من إجراء خمس جولات من المباحثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لا تزال القضايا الجوهرية عالقة.

ويتمثل أحد أبرز خطوط التماس في رفض إيران المطلق للطلب الأميركي بالتخلي الكامل عن تخصيب اليورانيوم، والذي تعتبره واشنطن طريقاً محتملاً نحو إنتاج أسلحة نووية. فيما تصرّ طهران على أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي بحت، وتنفي بشكل متواصل الاتهامات الغربية بالسعي لتطوير سلاح نووي.

Relatedإسرائيل تعليقًا على تقرير وكالة الطاقة الذرية: إيران مصممة على حيازة السلاح النوويتفاصيل المقترح الأميركي الجديد حول النووي الإيراني.. ما مقابل وقف التخصيب؟ تحرك غربي مرتقب لإدانة إيران أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية

وأضاف الدبلوماسي الإيراني، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه نظراً لحساسية الملف: "الموقف الأميركي بشأن التخصيب داخل الأراضي الإيرانية لم يتغير، ولم يتضمن المقترح أي توضيح بشأن رفع العقوبات". وتتمسك طهران بمطلب رفع كافة القيود الأميركية المفروضة، والتي تضرب في عمق اقتصادها القائم على صادرات النفط، في حين تصر واشنطن على تنفيذ أي تخفيف للعقوبات بشكل تدريجي.

ومنذ عام 2018، فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات صارمة على عشرات المؤسسات الإيرانية الحيوية، بما في ذلك البنك المركزي وشركة النفط الوطنية، متهمةً إياها بدعم الإرهاب أو نشر الأسلحة.

ومع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أحيا سياسة "الضغوط القصوى" ضد طهران، عبر تشديد العقوبات والتلويح بخيارات عسكرية في حال فشل المفاوضات. وكان ترامب قد انسحب في ولايته الأولى عام 2018 من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، وأعاد فرض عقوبات قاسية تسببت في إنهاك الاقتصاد الإيراني، لترد طهران حينها بتوسيع أنشطتها النووية وتجاوز بنود الاتفاق.

وبحسب الدبلوماسي ذاته، فإن تقييم لجنة التفاوض النووية الإيرانية، التي تعمل بإشراف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، يعتبر أن المقترح الأميركي "أحادي الجانب بالكامل" ولا يحقق الحد الأدنى من مصالح طهران.

وأضاف: "تعتبر طهران هذا المقترح بمثابة صفقة سيئة تُفرض من طرف واحد من خلال مطالب تعجيزية"، مشدداً على أن العرض غير صالح كأرضية لأي اتفاق مقبول.

وكان مسؤولان إيرانيان قد كشفا الأسبوع الماضي لوكالة "رويترز" أن إيران قد تدرس وقف تخصيب اليورانيوم مؤقتاً، في حال أفرجت واشنطن عن الأموال الإيرانية المجمدة، واعترفت بحق طهران في تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية، وذلك في إطار تفاهم سياسي يُمهّد لاتفاق نووي أوسع نطاقاً.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • اتصال نتنياهو بترامب يشعل الجدل بسبب مقترح أمريكي جديد حول الاتفاق الإيراني
  • واشنطن ترسل مقترح الاتفاق النووي إلى إيران
  • عماد الدين حسين: زيارة وزير الخارجية الإيراني تطور مهم فى علاقات البلدين
  • "لا يحقق مصالح طهران".. إيران تتّجه لرفض المقترح الأميركي بشأن برنامجها النووي
  • بكين ترفض اتهامات واشنطن بانتهاك اتفاق خفض الرسوم الجمركية
  • مدير وكالة الطاقة الذرية: نعمل على ضمان أي اتفاق في الملف النووي الإيراني
  • الطاقة الذرية: الوكالة تعمل على ضمان أي اتفاق في الملف النووي الإيراني
  • الصين ترفض اتهامات واشنطن بانتهاك اتفاق خفض الرسوم الجمركية
  • دمشق تعلن التوصل إلى اتفاق حول ملفات مهمة مع وفد قسد
  • غزة.. الفصائل الفلسطينية تدرس مقترح واشنطن وترامب يجهز إعلان تاريخي لإنهاء الحرب