البوابة نيوز:
2025-07-29@18:38:08 GMT

أشرف أمين.. روح وثابة وجسد استراح

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

  رحل أشرف أمين، تاركا خلفه السيرة التي لا يختلف عليها اثنان، سيرة الإبداع النقي والنضال الصادق والإنسانية في أرقى صورها، كما ترك خلفه أسرة صغيرة يؤلمها وجع الفراق وغياب الوجه المشرق الذي عاش حياته لا يعرف سوى الإخلاص والمحبة، أتقن جيدا كيفية ربط القلوب ببعضها، تماما كما أتقن فن القصة القصيرة والانتماء لجوهر اليسار الذي يؤسس للعدالة والسعادة بين البشر.

ولأن أشرف أمين هو الأجمل من بين أبناء جيلنا، جاءت كل الامتحانات التي خاضها صعبة للغاية، وبالرغم من صعوبتها إلا أنه اجتازها بنجاح وعذوبة، وكانت الروح الوثابة التي عاش بها هذا المبدع الكبير قادرة على تحطيم الصخر تحت قدميه.

لم يلعن حظه لكونه كاتبا من الأقاليم، بل يعتز بذلك ويفتخر هو الدمياطي الذي يعمل بالنجارة مثل باقي أقرانه، وهو الكاتب صاحب الجملة الرشيقة ذات العمق في إبداعه، لذلك رأينا الهيئة العامة لقصور الثقافة عندما أسست سلسلة إبداعات أدبية في تسعينيات القرن الماضي وكانت تبحث عن المواهب الحادة كي تدشن تلك السلسلة، رأيناها تختار إسم أشرف أمين ليكون من الأسماء الأوائل التي تطبع أعمالها على نفقة الدولة وهذا أمر ليس بسيطًا، صدرت مجموعته القصصية الرائعة "حبات العنب" واحتفت بها الأوساط الأدبية وتكلم عنها الكبار مثل حلمي سالم وعادل الضوي وغيرهما.

هذه المجموعة القصصية المتميزة لم تكن كافيه كي ترتوي روح أشرف من نهر الإبداع ولكنه يتلفت يمينا ويسارا كي يساهم فيما ينفع الناس من إبداع يسمو بهم ويرتقي بوجدانهم، يتقدم بشجاعة نحو الميدان الأصعب وهو ميدان الإنتاج السينمائي تتعثر خطواته وينهض، يتركنا ويتجه نحو غربة اضطرارية مدتها ثماني سنوات في الإمارات ويتعطل ذلك المبدع الكبير ولكنه غير نادم.

يعود ويختار دمياط الجديدة سكنا وحزب التجمع ميدانا للنضال وقلوب أصدقائه ملجأ للروح والبوح وصناعة الأحلام، كنت سعيد الحظ لأنني التقيته أكثر من مرة خلال الشهور الأخيرة، عندما قال الناس أن أشرف يواجه وحده السرطان، انخلعت قلوبنا وسعينا نحو إقامته لنأخذ نصيبنا معه من الألم، ولكن مبدعنا كان رحيما بنا، أهدانا ابتسامته المشرقة واستعاد معنا الذكريات، وبينما نحن على هذا الحال جاء صوت صديقنا الأعز الدكتور عبدالرحيم على من باريس، وعلى التليفون دار الكلام بينهما وبالرغم من الابتسامة التي غطت وجه أشرف إلا أنني لمحت دمعة تحاول الفرار من عينيه.

رحل أشرف أمين وجفت دمعته وتوقف الألم واستراح الجسد، ربما يأتي بعض العزاء عندما نتذكر حالة الرضا التي عاش بها أشرف أيامه الأخيرة، ليس تصالحا مع المرض ولكن فهما لقدرات الإنسان، مهما امتلك من طموح وأحلام وسعى لتحقيقها إلا أنه لا يمتلك قدرة إختيار المصير، لذلك تظهر فضيلة السعي كهدف لذاتها، وصديقنا الراحل أنجز هذه المهمة بمحبة وبثبات خطواته على الطريق الذي اختاره. 

سيظل اسم أشرف أمين محفورا في قلوبنا التي اوجعها فراقه، نتذكره كلما صادفنا كلمة السعي نحو العدالة الإجتماعية وكلما اقتربنا من مجموعة قصصية وكلما شاهدنا جلسات للأصدقاء، نتذكر المعاني الأصيلة وصناعة البهجة التي عاش لها أشرف أمين ثم رحل بعد أن اطمأنت روحه أننا على دربه سائرون.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أشرف أمين أشرف أمین

إقرأ أيضاً:

تدهور الحالة الصحية للفنان لطفي لبيب

خاص

كشف الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، عن تدهور مفاجئ في الحالة الصحية للفنان المصري لطفي لبيب.

وأكد أشرف زكي، أن لبيب نُقل مجدداً إلى غرفة العناية المركزة، بعد تراجع ملحوظ في استجابته العلاجية خلال الساعات الماضية، مشدداً على أن حالته حرجة للغاية.

ودعا نقيب الممثلين جميع محبي الفنان القدير بالدعاء له، في وقت يتابع فيه الوسط الفني والمحبون تطورات حالته بقلق بالغ.

وتعد هذه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها لطفي لبيب العناية المركزة خلال أسابيع قليلة، وفي منتصف يوليو الجاري، جرى نقل الفنان القدير لأحد مستشفيات القاهرة بعد تدهور حالته الصحية.

مقالات مشابهة

  • تنظيم الاتصالات
  • بعد جدل دخول البلوجرز الفن.. نقابة المهن التمثيلية تصدر بيانا
  • إطلالة رومانسية لـ روجينا برفقة زوجها أشرف ذكي
  • مدحت صالح مفاجأة أشرف عبد الباقي في سوكسيه بالساحل الشمالي
  • تدهور الحالة الصحية للفنان لطفي لبيب
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • بحضور وزير الشباب.. تدشين مبادرة وطن بلا سموم لمكافحة الإدمان
  • دراسة رائدة تكشف عن السبب الذي يجبر الدماغ على النوم
  • التنين ليس عدونا !
  • اللواء أشرف جاب الله مديرًا لأمن القليوبية