لا تزال الاعتداءات الجنسية على متن سفن الشحن البحري من القضايا العالقة في القانون الأميركي رغم الجهود المبذولة لمنع هذه الجرائم، ومقاضاة الجناة.

ومما يؤدي إلى هذه الظاهرة بشكل خاص، أن غالبية العاملين بصناعة الشحن البحري هم من الذكور، وهم يشكلون نحو 95 في المئة.

ورغم رياح التغيير التي طالت هذه الصناعة مع ظهور حركة "مي تو"، لا تزال الاعتداءات الجنسية على السفن التي تحمل البضائع مشكلة، ونادرا ما تتم مقاضاة الجناة، وفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.

وقالت الصحيفة أنه يمكن لخفر السواحل توجيه الاتهامات إلى الجناة، ولكن لا تتم مقاضاتهم.

وتشير إلى قضية هوب هيكس، التي تعرضت للاغتصاب على سفينة شحن أميركية عام 2019، التي أدت قضيتها إلى "إشعال شرارة إعادة تقييم ثقافة مكان العمل والتغييرات في السياسات والقوانين"، ومع ذلك "لاتزال العديد من الحالات تقع في فراغ قضائي".

وبناء على شكوى هيكس التي كانت على متن سفينة نقل سيارات تحمل العلم الأميركي في البحر الأحمر، اتهم خفر السواحل مهندسا كبيرا بالاعتداء الجنسي، لكن جميع التهم الموجهة إليه أسقطت بعد أن سلم طواعية رخصة الملاحة التجارية الخاصة به، العام الماضي.

في ذلك الوقت، أمضى خفر السواحل 6 أشهر في التحقيق في اتهامات هيكس، التي كانت بعمر 19 عاما وقت الاعتداء، على المهندس، إدغار سيسون، ثم وجه اتهامات بالاعتداء، وأرسل القضية إلى وزارة العدل.

وأجرت الوزارة تحقيقا خاصا استمر حوالي عام، وفي النهاية رفضت مقاضاته.

وتخلى سيسون عن رخصته عام 2023.

وساعدت قضية هيكس في تحرك الكونغرس عام 2022 لإقرار قانون يهدف إلى تعزيز الرقابة والتحقيقات في الاعتداءات الجنسية والتحرش، في قطاع الشحن البحري.

وألزم القانون شركات الشحن الأميركية بإبلاغ خفر السواحل بحالات التحرش، وألزم مشغلي السفن بتركيب كاميرات أمنية خارج كبائن الطاقم.

ونظمت الهيئة المنظمة لصناعة الشحن برامج تدريبية جديدة للبحارة.

ورغم تلك التغييرات، فإن الملاحقة القضائية نادرة.

والغالبية العظمى من سفن الشحن ترفع أعلام دول أخرى غير الولايات المتحدة، لذا فإن ما يحدث على هذه السفن هو مسؤولية الدول التي لا تتبع غالبا قوانين صارمة بهذا الشأن.

وبالنسبة للقضايا التي تنطوي على سفن أميركية، لا تقاضي وزارة العدل الجناة في أغلب الحالات.

وهذا يعني أن معظم الشكاوى يتم إعادتها إلى خفر السواحل، الذي يعرض عادة إسقاط التهم، مقابل إلغاء تراخيص الجناة.

وقال مسؤولون في الوزارة للصحيفة إنها تفضل أن يتولى خفر السواحل التحقيقات في التحرش الجنسي، لأن القضايا معقدة ويصعب نظرها أمام القضاء.

وتقول وول ستريت جورنال إن من بين الأسباب التي تجعل من الصعب مقاضاة الجناة هو التسلسل الهرمي الصارم في هذه الصناعة، وهو ما يقول المحامون والضحايا إنه يجعل من الصعب على أفراد الطاقم اتهام رؤسائهم علنا بالتحرش أو الاعتداء.

والعقبة الأخرى أن العديد من البحارة يعملون بعقود مؤقتة، مما يجعلهم حذرين من الإبلاغ عن حالات التحرش خوفًا من اكتساب سمعة أنهم "يصعب التعامل معهم"، وفق لينا ديرينغ، مديرة عمليات الرحلات البحرية والعبارات الدولية لاتحاد البحارة النرويجيين.

وتقول هيكس، التي رفعت الدعوى المشار إليها سابقا: "كان الأمر يستحق تقديم الشكوى، رغم أنه كان مخيفا وصعبا... في حين تم إحراز تقدم كبير، لا تزال هناك سنوات من العمل مطلوبة لضمان صناعة بحرية عادلة وآمنة".

وقالت هيكس، التي نشأت في ولاية جورجيا، إنها كانت ترغب دائما أن تصبح بحارة، لكن الحادث الذي تعرضت له غير خططها، وهي الآن ضابطة في البحرية الأميركية، وهي بيئة تقول إنها أكثر أمانا.

وقالت المنظمة البحرية الدولية، الهيئة التابعة للأمم المتحدة التي تنظم الشحن العالمي، إن القضية خطيرة ولا توجد طريقة سهلة لمعالجتها.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة البحرية الدولية: "كان هناك وعي متزايد بالعنف والتحرش الذي يحدث على متن السفن، بما في ذلك التحرش الجنسي، مما يزيد من صعوبة ظروف العمل بالفعل".

وأضافت أن المنظمة البحرية الدولية فرضت متطلبات جديدة للتدريب الأساسي للبحارة، بما في ذلك كيفية منع حوادث العنف والتنمر والتحرش والاعتداء الجنسي.

وكانت هذه المنظمة، ومنظمة العمل الدولية، أصدرتا بيانا مشتركا بشأن مكافحة العنف والتحرش في القطاع البحري.

وأوصى البيان بتدريب البحارة على فهم أفضل للعنف والتحرش، وكيفية منع الحوادث والاستجابة لها، وأوصى برعاية الضحايا والحماية من الانتقام، وتعليق أو إلغاء تراخيص أي بحار مدان بالاعتداء الجنسي.

وفي سياق آخر، ارتفعت حالات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية الأخرى المبلغ عنها على متن الرحلات البحرية السياحية إلى مستوى جديد عام 2023، وفقا لما نقلته "فوكس نيوز" عن إحصاءات مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي).

وطبقا لشبكة "فوكس نيوز" فإنه تم الإبلاغ عن 131حادثة عام 2023 مقارنة بـ87 حادثة عام 2022، و101 حادثة عام 2019، قبل أن يشل فيروس كورونا الصناعة لمدة عامين تقريبا.

أميركا.. ارتفاع حالات الجرائم الجنسية في السفن السياحية ارتفعت حالات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية الأخرى المبلغ عنها على متن الرحلات البحرية السياحية إلى مستوى جديد عام 2023، وفقا لما نقلته "فوكس نيوز" عن إحصاءات مكتب التحقيقات الفدرالي.

 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الاعتداءات الجنسیة خفر السواحل على متن عام 2023

إقرأ أيضاً:

البحرية الصينية: نتعلم دروسا عديدة من معارك البحر الأحمر

ووفقًا للمؤلفين، فإن "السفن السطحية ذات تأثير هجومي ودفاعي ضعيف، وبالتالي تبدو ضعيفة".

وبحسب المجلة فإن نقاط الضعف في السفن السطحية تكمن في الاتي:

يمكن تتبع السفن السطحية بسهولة في المحيط آنيًا.

ويُميزها مقطعها الراداري الكبير.

يصعب الدفاع ضد الأسلحة الجديدة.

علاوة على ذلك، فهي رخيصة جدًا مقارنةً بتكلفة سفينة حربية.

كما إن القدرات الدفاعية للسفن التي تعمل بشكل مستقل محدودة. اذ إن الحفاظ على حالة التأهب العالية لفترة طويلة من الزمن قد يؤدي إلى الشعور بالرضا عن الذات.

وتقدم المجلة توصيات للبحرية الصينية كالتالي:

إن دمج الأنظمة الذكية المستقلة يمكن أن يساعد في التخفيف من تحديات العامل البشري المرتبطة بالحفاظ على حالة مستمرة من التأهب العالي الكثافة.

ينبغي أن يُراعي بناء السفن الحربية المستقبلية التهديدات التي تُشكلها أنظمة الأسلحة المتنوعة والرخيصة والمرنة.

ينبغي على البحرية الصينية تحديث سفنها بأنظمة تشويش الطائرات بدون طيار، بحيث يُمكن استخدام "قنابل تشويش" للتشويش على أجهزة الاستشعار البصرية والأشعة تحت الحمراء للطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى استخدام أشعة الليزر لتدمير مكوناتها.

دمج السفن السطحية والمعدات غير المأهولة معًا لتحسين القدرات الدفاعية، الأمر الذي يفتح "فصلًا جديدًا في استخدامها في العمليات البحرية". تُعتبر قدرة السفن السطحية على الحركة إحدى نقاط القوة الرئيسية.

"يجب على السفن السطحية استخدام مناورات واسعة النطاق لتجنب الوقوع في موقع المدافع."

وتخلص المجلة إلى أن استخدام المناورات بعيدة المدى إلى جانب الإنذار المبكر الدقيق أمر قابل للتطبيق بشكل خاص في تنفيذ عمليات الحصار (التي من المفترض أنها موجهة إلى تايوان).

مقالات مشابهة

  • فضل الله: الدولة قادرة على حشد عناصر القوة التي تملكها لمواجهة الاعتداءات
  • الارقام صادمة والتحقيقات تفضح المستور ..اليمن يغرق في طوفان المهاجرين والمهربين يزدهرون بدماء الأبرياء!
  • مجلة الجيش الصيني: على البحرية الصينية أن تتعلم من معارك البحر الأحمر
  • 379 مهاجراً عالقين في البحر المتوسط
  • كبريات شركات الشحن: لا يزال ممر البحر الأحمر محظورا رغم الإجراءات الأمريكية (ترجمة خاصة)
  • حرس الحدود ينقذ مواطنًا تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر بجدة
  • حرس الحدود بمكة المكرمة ينقذ مواطنًا تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر
  • كامل إدريس يشيد بإنجاز البحرية وجهاز المخابرات العامة بضبط حوالي نصف طن من المخدرات
  • البحرية الصينية: نتعلم دروسا عديدة من معارك البحر الأحمر
  • "رسوم المخاطر" في اليمن: تكاليف إضافية على مستوردات ميناء الحديدة