لبنان ٢٤:
2025-12-13@03:41:06 GMT

إنها الحرب!!!

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

إنها الحرب!!!

مقارنة مع الماضي قد تكون التحذيرات التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة انطونيوس غوتيريس منذ بدء الحرب على غزة ولبنان أكثر من كل التحذيرات والنداءات التي أطلقها أسلافه طيلة سنوات. ولكن آخر تحذير له في ما يتعلق بالوضع اللبناني عندما أبدى خشيته من أن يتحّول لبنان إلى غزة ثانية فاق بخطورته كل تحذيراته السابقة المتعلقة بقطاع غزة، الذي أصبح أثرًا بعد عين.

وهذا التحذير أقلق جميع الذين كانوا حتى الأمس القريب يسعون إلى تجنيب لبنان ما لا طاقة له على احتماله، ومن بينهم الأميركيون والأوروبيون، الذين نصحوا رعاياهم بمغادرة لبنان على وجه السرعة طالما أن الوقت لا يزال متاحًا لهم قبل أن تصبح العودة إلى الوراء أمرًا متعذرًا، إن لم يكن مستحيلًا.

ولم يكد حبر التحذير الأممي ينشف حتى ردّت إسرائيل على استهداف "حزب الله" حيفا بصواريخ دقيقة استخدمها للمرة الأولى بشنّ غارات كثيفة طاولت مناطق في عمق البقاع والجنوب وصولًا إلى الهرمل وجزين، موقعة المزيد من الضحايا ومخلّفة الكثير من الدمار، ولكن من دون أن يعني ذلك بدء الحرب الشاملة والمفتوحة رسميًا. ولكن حدّة القصف ذكرّ الذين يتلقونه بالحروب السابقة، والتي كانت إسرائيل تستهدف المدنيين والبنى التحتية في أكثر من منطقة.

يقول بعض الخبراء في المجال العسكري إن ما تقوم به إسرائيل من أعمال عدائية لا يتعدّى في المرحلة الراهنة خطوط المواجهة التقليدية، وذلك بهدف الضغط على "حزب الله" لمنعه من استخدام صواريخه الباليستية والدقيقة والبعيدة المدى القادرة على أن تصل إلى ايلات. وهذا لا يعني أن ما يقوم به سلاح الجو الإسرائيلي من غارات هو الحرب، التي حذّر منها غوتيريس، ولكن لا أحد يعلم ماذا تخطّط له تل أبيب، وإذا كان ما سبق أن قامت به من خلال تفجير "البيجر" وأجهزة اللاسلكي هو مقدمة لعدوان أوسع وأشمل؟

أن يتحّول لبنان إلى نسخة طبق الأصل عمّا آل إليه وضع غزة، الذي حوّلته إسرائيل إلى أرض محروقة وغير صالحة للسكن لكثرة ما أنزلت عليه من أطنان من الحديد والبارود، ليس مستغربًا على عدو لم تردعه لا الضغوطات الخارجية، ولا التحذيرات الصادرة عن أكثر من مرجعية أممية، ولم يكترث كثيرًا لقرارات محكمة العدل الدولية وضرب بها بعرض الحائط، وتخطّى كل الخطوط ولم يترك لونًا يعتب عليه، وبالأخص اللون الأحمر.

فتحذيرات غوتيريس لم تأتِ من عدم، بل هي نتيجة معطيات تكّونت لديه من خلال ما يرده من تقارير ديبلوماسية ومخابراتية من أكثر من دولة على تماس مع إسرائيل، وهي نتيجة طبيعية لما خبره خلال متابعاته اليومية على مدى سنة في الحرب الإسرائيلية في غزة. وهذا ما يتوقع حصوله في لبنان إن لم يسارع المجتمع الدولي إلى التنبه لما يمكن أن تقوم به إسرائيل في لبنان، ومنه إلى المنطقة بأسرها. وهذا ما تلقفه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي اعتبر أن موقف الأمين العام للأمم المتحدة يجب أن يكون حافزًا لجميع ولاسيما لدول القرار للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وتطبيق القرار الدولي الرقم 2735 الصادر عن مجلس الأمن وحل القضية الفلسطينية على قاعدة حل الدولتين والسلام العادل والشامل. وأكد أن العدوان الإسرائيلي على لبنان حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى، ومخطط تدميري يهدف إلى تدمير القرى والبلدات اللبنانية والقضاء على المساحات الخضراء.

فالرئيس ميقاتي، الذي يبقي خطّه مفتوحًا مع جميع المعنيين في الخارج، ينطلق في حركته من أنه لن يوفر أي فرصة تساعد لبنان وتؤدي الى منع إسرائيل من تنفيذ عدوانها ضد لبنان، ويؤكد نقطة أساسية هي بذل كل المساعي والقيام بالاتصالات المطلوبة "من أجل تجنيب لبنان التصعيد الكبير".

وفي ضوء ما يتعرّض له لبنان من اعتداءات إسرائيلية غير مسبوقة، حيث سجل سقوط أكثر من 300 شهيد وأكثر من ألف جريح في حصيلة اليوم الدموي بفعل القصف المدمر، الذي تعرّضت له مختلف المناطق، التي يعتقد العدو أن فيها مخازن أسلحة ومنصات صواريخ لـ "حزب الله"، اتخذ رئيس الحكومة قرار عدم التوجّه الى نيويورك بناءً على قاعدة أنه من الأسلم أن يتابع اتصالاته من السرايا ويبقى على مواصلة علاج أي طارئ مع الوزراء على الأرض لمواكبة التطورات أولًا بأول، ومحاولة تفعيل الإجراءات، التي يمكن اللجوء إليها عبر لجنة الطوارئ الوزارية، التي تعمل كخلية نحل تلافيًا لما هو أسوأ.
إنها الحرب؟
المطلعون يتخوفون ويضعون أيديهم على قلوبهم، فيما لبنان يقف على فوهة بركان.
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

إلهان عمر ترد بتدوينة على انتقادات ترامب اللاذعة

(CNN)-- ردّت النائب الديمقراطية في الكونغرس الأمريكي، إلهان عمر، على هجمات وانتقادات لاذعة وجهها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الثلاثاء، واصفةً إياه بأنه "عار على الأمة".

وكتبت عمر، وهي أول أمريكية من أصل صومالي تُنتخب لعضوية الكونغرس، على مواقع التواصل الاجتماعي: "هوس ترامب بي أمرٌ غريبٌ للغاية.. إنه بحاجة إلى مساعدة جدية.. ولأنه لا يملك أي سياسات اقتصادية يتباهى بها، فإنه يلجأ إلى ترديد أكاذيب متعصبة".

وجاء منشورها على موقع "بلو سكاي" بعد تصريحات الرئيس المتشعبة في ماونت بوكونو، في بنسلفانيا، حيث قال إن عمر "لا تفعل شيئًا سوى التذمر" وأن إدارته "يجب أن تُخرجها من الولايات المتحدة فورًا".

كما وصف ترامب الصومال بأنها "قذرة، وكريهة، ومقززة، وتعجّ بالجريمة"، وقال إنها "أسوأ دولة في العالم". 

يذكر أن إلهان عمر سبق وقالت بتصريح لشبكة CNN إنها "غير متفاجئة" بخطاب ترامب ضدها وضد الصوماليين الآخرين لأنه "يحاول التهرب من المسؤولية عن إخفاقاته الفعلية".

مقالات مشابهة

  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • فضل الله بعد لقائه سلام: الملف الأساسي الذي ناقشناه يرتبط بإعادة الأعمار
  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز
  • هجوم مُركّز من التيّار على وزير الطاقة
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • معلومات جديدة… هذا ما كشف عن العظام التي عثر عليها في محيط بركة دير سريان
  • ‏إسرائيل توافق على بناء نحو 800 وحدة سكنية في 3 مستوطنات بالضفة الغربية
  • رحلة متّجهة إلى تل أبيب غيّرت مسارها... ما الذي جرى فوق بيروت؟
  • أوكرانيا: شتاء أكثر قسوة بسبب أزمة الغاز
  • إلهان عمر ترد بتدوينة على انتقادات ترامب اللاذعة