بكتيريا الإيكولاي من الموضوعات التي شغلت الرأي العام المصري خلال الساعات الحالية بعد أن تسببت في إصابة أهالي أسوان بنزلات معوية.

 

بكتيريا الإيكولاي وإصابات أسوان الأخيرة

وفي الساعات الأخيرة، كشف نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، عن نتائج التحاليل والفحوصات التي أجرتها الوزارة بشأن ما حدث في محافظة أسوان.

وقال وزير الصحة والسكان إن الفحص الظاهري لعينات الإسهال يؤكد وجود عدوى بكتريا قولونية تسمى "بكتيريا الإيكولاي"، وهي موجودة في أي مياه أو طعام ملوث.

يمكن أن يصاب الإنسان ببكتيريا الايكولاي عن طريق الفم، حيث تدخل هذه البكتيريا وتستوطن الأمعاء وتبدأ بإحداث المشاكل المختلفة داخل جسم الإنسان، وتشكل حموضة الأمعاء والمعدة وبعض أنواع الأجسام المضادة الموجودة في جسم الإنسان خطوط الدفاع الأولى لمثل هذه الأنواع من البكتيريا، إلا أنه إذا لم يتم القضاء عليها فستبدأ الأعراض بالظهور على جسم الإنسان خلال 24 إلى 72 ساعة من بداية التعرض لهذه البكتيريا.

وتنتقل بكتيريا الايكولاي عن طريق شرب ماء ملوث، خاصة ماء الحنفية غير المعقم بالكلور في بعض الدول، أو شرب الماء من أماكن خاصة للماء غير معقمة مثل الآبار، والبحيرات، وبرك السباحة، كما تنتقل عن طريق الأشخاص المسافرين إلى دول لا تهتم بنظافة وتعقيم الشراب والطعام، كذلك عن طريق تناول طعام ملوث، مثل الأطعمة غير المطهوة بشكل صحيح خاصة اللحوم، الحليب غير المبستر، العصائر، الخضروات النيئة أو الأجبان، بالإضافة إلى الاتصال المباشر بالحيوانات قد ينقل البكتيريا في المزارع وغيرها.

 

طرق الوقاية والعلاج من بكتيريا الإيكولاي

وفي هذا الشأن، كشف الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، أسباب وأعراض عدوى بكتيريا الايكولاي، التي لحقت بأهالي أسوان خلال الأيام الماضية.

وأوضح استشاري الحساسية والمناعة، في تصريحات تليفزيونية، أن البكتيريا يوجد جزء منها متواجد بشكل تعايشي في أمعاء المصريين والحيوانات والثديات، متابعًا: "المشكلة تحدث بسبب تلوث المياه التي تدخل إلى المعدة، أو تناول الخضروات والفاكهة الملوثة".

وأوضح استشاري الحساسية والمناعة، أن بكتيريا الايكولاي تنمو لعدة أسباب رئيسية منها خفض نسبة الكلور في المياه أو تناول لحوم ميتة أو خضراوات وفاكهة ملوثة.

وأشار إلى أن انتشار هذه العدوى في الجسم تتسبب في ارتفاع في درجات الحرارة وكثرة التبول والتبرز والقئ الشديد، الأمر الذي قد يؤدي إلى نزيف شديد جدًا، لافتًا إلى أن علاج هذه العدوى هو تناول السوائل الدافئة، وغسل اليدين جيدًا، وغسل الفاكهة والخضروات بشكل جيد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الإيكولاي بكتيريا الإيكولاي إصابات أسوان عدوى بكتيريا الايكولاي بکتیریا الإیکولای بکتیریا الایکولای عن طریق

إقرأ أيضاً:

الوقاية الدينية والصحية.. حماية المجتمع تبدأ من الداخل

 

 

محمد بن علي بن ضعين البادي
في الآونة الأخيرة، شهدنا تصاعدًا ملحوظًا في الأصوات التي تنادي بمنع دخول بعض الجنسيات إلى البلاد، بحجة انتشار أمراض مُعدية في أوطانهم، وهو أمر ظاهرٌ منه الحِرص على الصحة العامة، ويستحق التقدير والمتابعة. ولكن، الخطر الحقيقي لا يكمن في القرارات وحدها، بل في اختزال القضية في البُعد الصحي فقط، وإغفال البُعد الديني والأخلاقي الذي يضمن حماية الإنسان والمجتمع على حد سواء.
المجتمع المسلم لا يدير شؤونه بالخوف أو الإجراءات الصحية وحدها، بل يستند إلى منهج رباني جعل الوقاية قبل العلاج، والسلوك قبل القانون، وتقوى الله قبل كل شيء. فالأمراض مهما كثرت أسماؤها أو تنوعت صورها، لا تنتشر إلا في بيئةٍ خالية من الضوابط الأخلاقية، ومرتعٍ للسلوكيات المنحرفة، وفراغٍ قيَمي.
إن تصنيف النَّاس على أساس جنسيتهم، أو ربط الأمراض بهويات بشرية، لا يعالج جذور المشكلة، بل يخلق وهمًا بالأمان، ويغفل المجتمع عن مسؤولياته الداخلية، ويتساهل فيما هو أخطر وأشد تأثيرًا. فقد انتقل مرض في بيئة تعلن الأمان، وولد خطر من داخل المجتمع نفسه، لا من خارجه.
ويبين لنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم المبين في الوقاية من الأوبئة والأمراض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها." وهذا الحديث يضع مبدًا شرعيًا عظيمًا، قائمًا على منع نقل الوباء، وحفظ الأنفس، وسد أبواب الضرر قبل وقوعه. فلا يجوز شرعًا أن يدخل الإنسان أرضًا يعلم أنها موبوءة، كما لا يحل لمن كان في أرض موبوءة أن ينتقل إلى غيرها، فيكون سببًا في نقل الأذى للآخرين.
وعليه، فإنَّ المسؤولين عن حماية المجتمع مطالبون بمراعاة هذا الأصل النبوي الواضح، خاصة إذا أعلنت دولة ما بشفافية أن لديها أعدادًا هائلة من المصابين بمرض مُعدٍ. فكيف لنا أن نسمح بقدومهم، ونحن نعلم أن الشرع سبقنا بالتحذير، وأوجب حفظ النفس والمجتمع من كل ما يهددهما؟
وفي هذا الوطن المبارك، الذي أنعم الله عليه ببيوت الله العديدة، تتضاعف مسؤوليتنا في توجيه الناس وترسيخ القيم الصحيحة؛ فالمساجد لم تُبنَ للصلاة فقط؛ بل للتعليم والتوجيه، ولتحصين النفوس قبل وقوع الزلل. ومن على المنابر يجب أن يُسمع خطاب صريح وحكيم، يذكّر الناس بخطورة المحرمات، وأن التساهل فيها لا يهدم الفرد فقط، بل يُهدد سلامة المجتمع بأسره. فبالعفة تُحفظ الأجساد، وبالاستقامة تُصان الأبدان، وبالوعي الديني الصادق تُغلق أبواب الفتن والأمراض معًا، ويصبح المجتمع حصينًا بترابط قيمه وسلوكياته.
المطلوب ليس التراخي في الإجراءات الصحية، ولا التهاون في حماية المجتمع؛ بل المطلوب أن يسير الوعي الصحي والوعي الديني جنبًا إلى جنب، دون أن يطغى أحدهما على الآخر؛ فالقرار وحده لا يصنع أمة واعية، والمنع وحده لا يبني حصانة دائمة، أما ترسيخ القيم فهو الضمانة الأبدى.
حماية المجتمع تبدأ من داخله، من تربية الضمير، وإحياء الرقابة الذاتية، وتذكير الناس أن طاعة الله ليست خيارًا ثانويًا، بل هي خط الدفاع الأول عن صحتهم وأخلاقهم وأمنهم المجتمعي. فبالدين تُصان الأجساد، وبالقيم تُحمى الأوطان، ومن أراد وقاية حقة فليبْدأ بإصلاح السلوك قبل التفكير في منع الدخول.
 

مقالات مشابهة

  • القضاء العراقي ورئيسه:خارطة طريق إنقاذ الإنسان والوطن!
  • الوقاية الدينية والصحية.. حماية المجتمع تبدأ من الداخل
  • قوات أمريكية تقطع طريق دير الزور دمشق إثر تعرض وفدها لهجوم ووقوع إصابات
  • الأمراض النادرة في مصر.. من التشخيص والعلاج الي التأهيل والشراكات الدولية
  • مصرع شخص وإصابة 7 آخرين في حادث تصادم بطريق القاهرة_ الإسكندرية الزراعي
  • محمد أحمد فؤاد أمين يبدي رغبته في إعلان تأسيس “صندوق أحمد فؤاد أمين الخيري” برعاية المحافظة لدعم التعليم والعلاج في الجلاوية
  • مؤتمر عمان للأمراض الجلدية يستعرض أحدث التطورات في مجالات التشخيص والعلاج
  • في أبوظبي.. طفلة تستعيد قدرتها على الحركة بعد عدوى دماغية خطيرة
  • زيت جوز الهند يعزز صحة الجهاز الهضمي ويقلل نمو البكتيريا الضارة
  • ‫التهاب الأذن الوسطى الحاد لدى الأطفال.. الأعراض والعلاج