لبنان ٢٤:
2025-05-21@02:06:31 GMT

جنبلاط قلق من الحرب الشاملة :الحل باتفاق الهدنة

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

جنبلاط قلق من الحرب الشاملة :الحل باتفاق الهدنة

قد يكون الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من أكثر القيادات السياسية التي كانت تخشى تمدد حرب غزة إلى لبنان عبر بوابة الجنوب، وتعي حجم التداعيات الخطيرة التي سيرتبها الاستدراج الإسرائيلي للبنان نحو الحرب.

وكتبت سابين عويس في" النهار": رغم عدم اقتناعه منذ البدء بفكرة فتح الجبهة اللبنانية لعلمه أنها لن تبقى جبهة إسناد، لا يزال جنبلاط يرفض إدانة سلاح الحزب، كما قال أخيراً، لكنه لا يغفل في الوقت عينه أن جبهة الإسناد تحولت إلى جبهة قائمة في ذاتها، مع الاقتراب من مضي عام على فتحها، الأمر الذي يرى فيه جنبلاط هدفاً ممنهجاً وقفت حياله دول عدة إلى جانب إسرائيل، من خلال ما وصفه بتخدير الداخل اللبناني عبر الوسطاء الداعين في كل جولاتهم إلى ضرورة محاذرة الانزلاق إلى توسيع الحرب.

ويبدو واضحاً أن جنبلاط يقصد بكلامه الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن المقترح الإسرائيلي الرامي إلى إنشاء منطقة عازلة في الجنوب، تكمن ترجمته في إبعاد أهل الجنوب عنه وتهجير القرى والبلدات من سكانها، على نحو يسهل عودة سكان المستوطنات في الشمال.

يخشى جنبلاط أن تكون المعركة لا تزال في بدايتها. ولذلك يقدم مقترحاً يكشف أنه عرضه على هوكشتاين ويكمن في العودة إلى اتفاق الهدنة.
ولدى سؤال "النهار" عن تأثير مقترح مماثل على تنفيذ القرار ١٧٠١ الذي يعني عملياً إبقاء سلاح الحزب خلافاً لمندرجات القرار الدولي، يدعو جنبلاط إلى قراءة اتفاق الهدنة ولا سيما في ما يتصل بالبند الذي يلزم فريقي الصراع تحديد التوازن بالسلاح.


وهو يرى أن اتفاق الهدنة يمكن أن يكون إطارا أو مدخلا للحل أكثر من القرار ١٧٠١ الذي شكل حلاً وسطاً، وقد جمع القرارات الدولية
السابقة المماثلة، ولم يتم التزامه، كاشفاً أنه يعتزم البحث في هذا المقترح مع رئيس المجلس نبيه بري ومع قيادة الحزب.
أما اتفاق الهدنة فيضمن في ما لو طبق، سيادة الدولة اللبنانية على الجنوب. وهذا يقود في رأيه إلى النقطة الثانية والأهم المتمثلة بانتخاب رئيس للجمهورية يكون الممثل الشرعي في أي تفاوض، في ظل تعطل المؤسسات اليوم.

لا يشعر جنبلاط بالاطمئنان إلى الوسيط الأميركي الذي يلمس دعمه الواضح لإسرائيل، ويقول إن لبنان لم يعط إسرائيل الذرائع لتذهب إلى شن حرب بالجو والغارات واللاسلكي و"البايجر"، بل التزم قواعد الاشتباك، ولكن من الواضح أن هدف إسرائيل أبعد من ذلك.
أما على الصعيد الداخلي، فيكرر دعوته الأطراف اللبنانية إلى انتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً أن التسوية أمر أساسي ولا بد من الاتحاد وحل الخلافات في الظروف الراهنة.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اتفاق الهدنة

إقرأ أيضاً:

غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء

بقلم : سمير السعد ..

في عالمٍ تُثقله الحروب وتغرقه الفواجع، تبرز قصيدة “تهويدة لا تُنيم” للشاعر العراقي غسان حسن محمد كصرخة شعرية تحمل وجع الوطن، وتجسِّد الإنسان العراقي في زمنٍ لم يعد فيه للتهويدات مكان، ولا للطفولة حضنٌ آمن. غسان، ابن العمارة ودجلة والقصب، هو شاعر يكتب بقلبه قبل قلمه، ويغزل قصائده من نسيج الوجع العراقي بأدقّ خيوط الإحساس وأصفى نبرة صدق.
يفتتح الشاعر قصيدته بمشهد يختزل حجم الانهيار الداخلي في صورة جسدية/معمارية رمزية:

“من ربّت على ظهرِ الجسر..،
حتى انفصمت عُراه.”

ليتحوّل الجسر، رمز العبور والحياة، إلى معبر نحو الفقد والانفصال، ولتمتدّ صورة اليُتم على النهر كلحن لا يُفضي إلى الوصول:

“ليمتدَّ اليتمُ على كامل النهرِ،
يعزفُ لحنَ اللاوصول؟!”

هنا لا يتحدث الشاعر عن اليتيم بمعناه الفردي، بل يُحوّله إلى حالة جماعية تسري في جسد المكان، حالة بلد بأكمله يُرَبّى على غياب الآباء، وانقطاع الحكايات.

تدخل الحرب بوصفها شخصية غاشمة، لا تنتظر حتى تهدأ التهويدة، بل تُباغت الزمن وتفتك بالطمأنينة:

“الحرب..،
الحرب..،
(لعلعةٌ..):
كانت أسرعَ من تهويدة الأمِّ لوليدها”

هكذا يضع الشاعر التهويدة، رمز الحنان والرعاية، في مواجهة مباشرة مع صوت الحرب، لنعرف أن النتيجة ستكون فاجعةً لا محالة. ولا عجب حين نسمع عن الوليد الذي لم تمنحه الحياة حتى فرصة البكاء:

“الوليدُ الذي لم يفتر ثغرهُ
عن ابتسام..”

فهو لم يعرف الفجيعة بعد، ولم يلعب، ولم يسمع من أبيه سوى حكاية ناقصة، تُكملها المأساة:

“لم يَعُد أباه باللُعبِ..,
لم يُكمل حكايات وطنٍ..،
على خشبتهِ تزدهرُ المأساة لا غير.!”

في هذا البيت تحديدًا، يكشف غسان عن قدرة شعرية مدهشة على تحويل النعش إلى خشبة مسرح، حيث لا تزدهر إلا المأساة، في تورية درامية تفتك بالقلب.

ثم يأتي المشهد الفاصل، المشهد الذي يُكثّف حضور الغياب:

“عادَ الأبُّ بنعشٍ.. يكّفنهُ (زهرٌ)
لم يكُن على موعدٍ مع الفناء.!”

فالموت لم يكن مُنتظرًا، بل طارئًا، كما هي الحرب دومًا. لقد كان الأب يحلم بزقزقة العصافير، وسنابل تتراقص على وقع الحب:

“كان يمني النفسَ
بأفقٕ من زقزقات.،
وسنابلَ تتهادى على وقع
أغنية حبٍّ..
تعزفها قلوبٌ ولهى!”

بهذا المشهد، يقرّب الشاعر المأساة من القلب، يجعل القارئ يرى الأب لا كمقاتل، بل كعاشق كان يحلم بأغنية، لا بزئير دبابة. حلمُ الأب كُسر، أو بالأدق: أُجهض، على خيط لم يكن فاصلاً، ولا أبيض، بين الليل والنهار:

“حُلم أُجهض على الخيط
الذي لم يكن فاصلاً..،
ولا ابيضَ..
بين ليلٍ ونهار”

لا زمن في الحرب، لا بداية ولا نهاية، ولا فاصل بين حلمٍ وحطام. فالحرب تعيش في الفراغ، وتُشبع نهمها من أجساد الأبناء دون أن ترمش:

“ذلك أن لا مواقيت لحربٍ..
تُشبعُ نهمَ المدافع بالأبناء..”

وفي النهاية، تأتي القفلة العظيمة، القفلة التي تحوّل الحرب من آلة صمّاء إلى كائنٍ لو امتلك عيناً، لبكى، ولابتسم الطفل:

“فلو كانَ للحربِ عينٌ تدمع.،
لأبتسم الوليد!”

ما أوجع هذا البيت! إنه انقلابٌ شعريّ كامل يجعل من التهويدة التي لم تُنِم أيقونةً لفجيعة كاملة، وابتسامة الوليد غاية ما يتمنّاه الشاعر، وكأنّها وحدها قادرة على إنهاء الحرب.

غسان حسن محمد الساعدي ، المولود في بغداد عام 1974، والحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، هو عضو فاعل في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونقدية منها “بصمة السماء”، و”باي صيف ستلمين المطر”، و”أسفار الوجد”، إضافة إلى كتابه النقدي “الإنصات إلى الجمال”. شاعرٌ واسع الحضور، يكتب بروح مغموسة بجماليات المكان وروح الجنوب العراقي، وينتمي بصدق إلى أرضه وناسها وتاريخها الأدبي والثقافي.

شاعر شفاف، حسن المعشر، لطيف في حضوره، عميق في إحساسه، يدخل القصيدة كمن يدخل الصلاة، ويخرج منها كما يخرج الطفل من حضن أمه، بكاءً وشوقًا وحلمًا. هو ابن العمارة، وابن دجلة، وابن النخيل والبردي، يدخل القلوب دون استئذان، ويترك فيها جُرحاً نديًّا لا يُنسى.

في “تهويدة لا تُنيم”، لا يكتب الساعدي الشعر، بل يعيش فيه. يكتب لا ليواسي، بل ليوقظ. لا ليبكي، بل ليُفكّر. قصيدته هذه، كما حياته الشعرية، تُعلن أن الشعر ما يزال قادراً على فضح الحرب، وردّ الضمير إلى مكانه، لعلّ الوليد يبتسم أخيرًا.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • اتفاق الشراكة على المحك.. هل تفتح أوروبا جبهة اقتصادية ضد إسرائيل؟
  • ماذا يعني نزع القانونية عن جبهة تحرير تيغراي؟
  • المنتجعات السياحية جنوب لبنان في انتظار تدخل الدولة
  • «الحل السلمي وتعاون اقتصادي».. أبرز ما جاء في الاتصال الهاتفي بين الرئيسين ترامب وبوتين بشأن الحرب في أوكرانيا
  • الرئيس عون: أمن الجنوب اللبناني لا يتحقق إلا بردع الاعتداءات الإسرائيلية وتنفيذ القرار 1701
  • عون من مصر: السلام يبدأ بتطبيق القرار 1701.. وندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته
  • دروس موجعة من مفاوضات حماس وإسرائيل
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • سقوط 32 شهيدا في غزة على خلفية توسيع إسرائيل هجومها رغم تزايد دعوات الهدنة
  • تضامن عربي مع لبنان في قمة بغداد: القرار 1701 والالتزام بمندرجات اتفاقية الهدنة