بوابة الفجر:
2025-07-30@05:53:25 GMT

صاحب الشعر الفضي حائر بين كرة القدم والسينما

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

يُعرف إنريكي سيريسو في إسبانيا بأنه الرئيس لفترة طويلة لنادي أتلتيكو مدريد لكرة القدم، المنافس الأقل بريقًا لغريمه التقليدي وجاره ريال مدريد. لكنه أيضًا منتج أفلام قوي يمتلك حقوق نحو 7 آلاف فيلم، بينها نحو 70% من جميع الأفلام التي تم إنتاجها على الإطلاق في إسبانيا والتي تغذي منصة البث الخاصة به "فليكس أولي" (FlixOle)، الأولى المتخصصة في السينما الإسبانية.

صاحب الشعر الفضي حائر بين كرة القدم والسينما


يُقاس النجاح في المجالين بشكل مختلف، كما قال سيريسو الذي قاد أتلتيكو مدريد إلى ستة ألقاب أوروبية وأربعة محلية منذ توليه منصب رئيس القطب الثاني للعاصمة أتلتيكو مدريد في عام 2003.

وأكد صاحب الشعر الفضي البالغ من العمر 75 عامًا في مقر شركته السينمائية بالقرب من مدريد: "تعرض فيلمًا يوم الجمعة ويوم الإثنين تعرف ما إذا كان سينجح أم لا، بينما في كرة القدم تختبر نفسك كل أسبوع".

فليك يعلن قائمة برشلونة لمواجهة خيتافي زد إف سي يعلن عن ضم عمار حمدي من الأهلي


كانت أولى تجاربه مع السينما خلال سنوات دراسته الثانوية في سيغوفيا، وهي بلدة تبعد نحو 80 كيلومترًا (50 ميلًا) شمال غرب مدريد، حيث كان يساعد في عرض الأفلام في سينما المدرسة في عطل نهاية الأسبوع.
قال سيريسو: "بين الدراسة والحصول على إمكانية إدارة جهاز العرض بالكامل، فضلت أن أكون هناك".
- "البداية من الصفر" -
عندما أنهى دراسته الثانوية، بدأ سيريسو العمل في تصوير الأفلام مع فرق الكاميرا والإضاءة.
شارك في نحو 100 تصوير في إسبانيا، بينها مع كبار المخرجين مثل الأمريكيين ريتشارد ليستر، مخرج فيلمي البيتلز "ليلة عصيبة" (A Hard Day's Night) و"النجدة!" (Help!)، وجورج كوكور، الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج عن فيلم "سيدتي الجميلة" (My Fair Lady) في عام 1964.
قال سيريسو: "يجب أن تبدأ وظيفة المنتج من الصفر، من مساعد إلى مساعد إلى مساعد".
في أوائل الثمانينيات، وبينما كانت سوق تأجير الفيديو تزدهر، أسس شركة توزيع فيديو، أفلام الفيديو الدولية والتي بدأت بشراء حقوق الأفلام بهدف اعادة توضيبها وجعلها متاحة على الفيديو.
قال "كان الأمر يتطلب الكثير من العمل ويكلف الكثير من المال لأن الجودة البصرية للأفلام في السنوات الأولى للفيديو كانت مروعة".
وأضاف "لم يرغب المنتجون أو ورثة المنتجين في القيام بذلك، ولم يكونوا ليفعلوا ذلك، لذلك كان علينا القيام بذلك بأنفسنا".
في نهاية الثمانينيات، بدأ سيريسو في إنتاج الأفلام وشراء جميع شركات الإنتاج الإسبانية الكبرى تقريبًا، مما سمح له بزيادة مكتبة أفلامه بشكل كبير.

رأكمل المختبر مؤخرًا إعادة توضيب فيلم "فورووز" (Furrows)، وهو فيلم إسباني كلاسيكي صدر عام 1951 عن عائلة فقيرة تهاجر من الريف الإسباني إلى مدريد على أمل العثور على حياة أفضل، وهو الفيلم الذي تدهور بشكل كبير.
تم تقديم نسخة الفيلم بدقة 4 الاف بكسل (4K) الاثنين في مهرجان سان سيباستيان السينمائي، وهو الحدث السينمائي الأكثر شهرة في العالم الناطق بالإسبانية.

 

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة فرط صوتية ضد عار العالم

في عرف الشاعر، تغدو القصيدة في زمن الجوع رغيفا من الكلام. واللغة لا تُطعِم، لكنها تذكّرنا، كما يقول، "بأننا بشر، لا مجرد أهداف حرارية". هكذا، وبلغة طازجة في أصالتها النابضة، يصرّح يوسف القدرة -للجزيرة نت- قائلا: "أنا رجل نجا بالصدفة، لا أكثر".

هكذا يعرّف في البدء نفسه، وسط أكثر من عدوان مستمر على غزة: "كنت واحدا من كثيرين عاشوا أكثر من 560 يوما من الحصار والقصف والموت البطيء في غزة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فلسفة الهجاء.. كيف جسّد العرب الشتم في الشعر والأدب؟list 2 of 2من بغداد إلى القاهرة.. دروس الروح الأدبية في منافسات الشعراءend of list

وبالتأكيد، فإن ما يكتبه يوسف القدرة ليس كتابة بالمعنى التقليدي، إنها شكل من أشكال البقاء. فهو، كما عُرف عنه وعن تجربته، صوت وسط أصوات كثيرة اختنقت، لكنه بصورة أو بأخرى أصرّ على "أن يتكلم"، لا عن نفسه فقط، بل "عنّا جميعا"، كما يقول: "أكتب لأنني لا أريد أن أموت صامتا".

عندما تدلف إلى عالم يوسف القدرة، تجد نفسك لا أمام نصوص أدبية فقط، بل داخل غرفة تتنفس فيها غزة— الحجارة، الأمهات، الشهداء، الصمت.

صدر له مطلع العام، عن دار الأدهم بالقاهرة، "كتاب غزة: يوميات ورسائل وقصائد من غزة"، و"عشبة الشغف"، كتابه الشعري الكثيف الصادر حديثا عن دار الرقمية برام الله. وفي هذين العملين، تمزج التجربة بين توثيق يومي مرّ من تحت الرّدم، وبين صياغة شعرية تتجاوز الخاص إلى العام.

ومن خلالهما، ورؤيته للكتابة بين خطوط النار والعدوان الإسرائيلي، نجول في هذا الحوار معه، لنتوقف عند تجربته الأدبية، وقضايا تخصّه بوصفه مثقفا وباحثا فلسطينيا، ورؤيته وفلسفته في الكتابة التي تختزل ما ترى دون إسهاب. ذلك أنها تجربة تُكتب من داخل لهب النيران، لتوثّق الشهادة والقضية والشعر معا، لا كحدث، بل كأسلوب حياة. فإلى الحوار:

"كتاب غزة: يوميات ورسائل وقصائد من غزة" ليوسف القدرة (الجزيرة) من خلال كتابيك الأخيرين "كتاب غزة" و"عُشبة الشغف"، هل نكون بإزاء معطى جديد من الكتابة كفعل مواجهة: يتحوّل معها الألم إلى وثيقة شعرية مفتوحة على الذاكرة والمقاومة؟ وفي السياق، كيف وُلدت فكرة "كتاب غزة"؟ وما الذي يميّزه عن "عُشبة الشغف"؟ إعلان

"كتاب غزة" لم يُكتب كفكرة، بل كفعل بقاء يومي. كل نص فيه خرج من مشهد حقيقي، من لحظة تحت الركام، من يوم فقدنا فيه شخصا أو حيّا كاملا.

الكتاب فيه 3 أصوات: اليوميات، التي توثّق ما جرى لحظة بلحظة، والرسائل، التي تتوجه إلى العالم، والقصائد، التي تحاول أن تقول ما لا يمكن أن يُقال.

أما "عُشبة الشغف"، فهو نصّ آخر، أكثر كثافة، وأكثر شعرا.

كُتب بصيغة الجمع، من "نحن"، لا من "أنا".

هو عمل يعبّر عن مدينة تُحِبّ وتحترق في آنٍ واحد.

هو ليس عن الحرب فقط، إنّه عن الحب في زمن الدمار، عن رغبةٍ مكبوتة وسط الركام، وعن رجلٍ يفنى ببطء على مرأى من نساءٍ يُنقذن روحه بالكلمات.

اللغة المباشرة لم تعد كافية. كنتُ بحاجة إلى لغة تهرب من الألم، ولكن لا تنكره، لغة قادرة على حمل مفارقة أن نحبّ في لحظة موت، وأن نحلم بينما ندفن أحباءنا. الشعر هنا ليس ترفا، إنّه ضرورة، وسيلة للعبور من الألم دون أن نتحطم. وأرى أن الكتابة عن غزة ليست قيدا، ولا اختيارا. هي قَدَر، كما قلتُ سابقا. هي الطريقة الوحيدة لأحمي الوجوه التي رأيتها من النسيان.

في "عُشبة الشغف"، مثلا، هناك تحوّل أسلوبي واضح نحو التجريد واللغة الكثيفة. لماذا اخترت هذه النبرة؟

لأن الواقع كان فظيعا لدرجة أن اللغة المباشرة لم تعد كافية. كنتُ بحاجة إلى لغة تهرب من الألم، ولكن لا تنكره، لغة قادرة على حمل مفارقة أن نحبّ في لحظة موت، وأن نحلم بينما ندفن أحباءنا.

الشعر هنا ليس ترفا، إنّه ضرورة، وسيلة للعبور من الألم دون أن نتحطم. وأرى أن الكتابة عن غزة ليست قيدا، ولا اختيارا. هي قَدَر، كما قلتُ سابقا. هي الطريقة الوحيدة لأحمي الوجوه التي رأيتها من النسيان.

"كتاب غزة" هو محاولة للقول: نحن كُنّا هنا، وشهدنا. و"عُشبة الشغف" هو محاولة لقول: حتى في أقصى الفقد، نحن نحبّ ونحلم ونتمسك بإنسانيتنا.

الحرب لا تأتي بنبرة واحدة. هناك ما لا يُقال إلا نثرا، وهناك ما لا يُحتمل إلا شعرا. في "كتاب غزة"، كتبتُ يوميات لكي لا أجنّ، وكتبتُ الرسائل لكي لا أنفجر في العزلة. أما القصائد، فهي لحظات الانهيار الصامت، عندما يتكلم شيء داخلك بلغة لا تُشبهك.

تمزج بين الشعر والنثر، اليوميات والرسائل والقصائد، في كتاب واحد. لماذا؟

لأن الحرب لا تأتي بنبرة واحدة. هناك ما لا يُقال إلا نثرا، وهناك ما لا يُحتمل إلا شعرا. في "كتاب غزة"، كتبتُ يوميات لكي لا أجنّ، وكتبتُ الرسائل لكي لا أنفجر في العزلة.

أما القصائد، فهي لحظات الانهيار الصامت، عندما يتكلم شيء داخلك بلغة لا تُشبهك.

وما الفرق إذا في التجربة الشعورية بين كتاب "عُشبة الشغف" و"كتاب غزة"؟ وكيف يحضر كلٌّ من الموت والحياة؟ كيف تصفهما في كتابيك هذين؟

في "كتاب غزة"، كنتُ أكتب من العراء. لا وقت للتفكير، فقط تسجيل لما يحدث. أما في "عُشبة الشغف"، فقد كتبتُ من داخل الجرح.

كان العمل أشبه بمواجهة مع الذات، مع الحب، مع العار، مع الرغبة، مع ما تبقّى من إنسانية وسط كل هذا الجنون.

في غزة، الموت ليس نهاية، والحياة ليست ضمانا. الموت يزورنا كل يوم، والحياة تلوّح لنا من بعيد.

إعلان

في الكتابين، حاولت أن أكتب هذه المفارقة: كيف نغسل ملابسنا بينما الطائرات تحوم، كيف نُحبّ وسط المقابر، وكيف نحاول بناء شيء بينما يُهدَم كل شيء.

الأدب لا يوقف الطائرات، لكنه يوقف النسيان.

عندما أكتب، أنا لا أغيّر الواقع، لكني أغيّر طريقة النظر إليه. هذا كافٍ في بعض الأحيان

وماذا عن دور الأدب؟ هل ترى أنه ما زال قادرا على إحداث فرق أو أثر ما، وسط عجز في كل شيء، حتى الموت ذاته؟ وما الرسائل التي توجهها إلى سكان العالم؟

الأدب لا يوقف الطائرات، لكنه يوقف النسيان.

عندما أكتب، أنا لا أغيّر الواقع، لكني أغيّر طريقة النظر إليه. هذا كافٍ في بعض الأحيان. القارئ البعيد ربما لا يُنقذنا، لكنه قد يتعلّم ألّا يصمت.

ورسالتي هنا: اقرؤوا غزة، لا كخبر، بل كمرآة.

في "كتاب غزة"، ستجدون التفاصيل التي خفيت عن الكاميرا. وفي "عُشبة الشغف"، ستسمعون الهمس الذي لا يصل في صخب الحرب. هذا ليس أدبا فقط، هذا أثر بشريّ في عالم ينسى بسرعة.

يوسف القدرة: "عشبة الشغف" هو عمل يعبّر عن مدينة تُحِبّ وتحترق في آنٍ واحد (الجزيرة) هل تتوقع احتفاء رمزيا من حفل التوقيع المرتقب في معرض القاهرة الدولي للكتاب مطلع العام القادم؟

أنتظر أن نعيد لغزة مكانها في الذاكرة الجماعية، لا كمأساة، بل ككائن حيّ. والتوقيع ليس مناسبة احتفالية، إنه لحظة اعتراف: هذا كتاب كُتب من تحت الأنقاض، وهذا صوت حاول أن يبقى.

في دواوينك، يظهر الموت كظلٍّ مقيم لا يغيب. كيف تحافظ القصيدة على توازنها الجمالي وسط كل هذه الأنقاض، وهذه الأدخنة المتصاعدة، والدفائن، وأسئلة الحيرة ذاتها؟

الموت كظلّ مقيم، والقصيدة ككائن هشّ وسط الأنقاض. الموت لا يغيب لأنه لا يُستدعى، بل يسكن في التفاصيل: في تنفّس الطفل لرماد الصاروخ، في جسد لم يُلملم، في عين لم تُغلق.

القصيدة عندي تمشي على حواف العدم، لا لتُزيّن الدمار، بل لتكشطه من الداخل. جمالها ليس زينة، بل جرحٌ مفتوح يُبقي المعنى حيّا.

هل الكلمة عندك تذكار نجاة، أم مرآة لفقد لا يرمَّم، وأنت تشهد أرض الشعر كمعادل للوجع والألم اليومي؟

الكلمة تذكار نجاة حين تُكتب من تحت الردم، لكنها مرآة لفقد لا يرمَّم حين نعيد قراءتها. أنا أكتب لكي لا أموت بالصمت، ولكي لا أزيّن القبر بالبلاغة. الشعر ليس عزاء، بل إنه احتجاج على ضرورة العزاء.

ما الذي تعنيه عبارة: "أن تكتب في غزة، يعني ألا تفصل القصيدة عن الجثة"؟

"أن تكتب في غزة يعني ألا تفصل القصيدة عن الجثة"، تعني ببساطة: لا توجد استعارة أنقى من الجثة. القصيدة عندنا لا تُكتب على ورق، بل على بقايا الحائط، على حواف الخوف، على دم الطفل في الممر. لا توجد مسافة بين الشاعر والميت. نحن نكتب بينما نشيح بنظرنا عن أشلاء أقاربنا.

بين البحث والقصيدة، هناك ما يشبه انشطار الذات. وهنا، كونك باحثا فلسطينيا إلى جانب كونك شاعرا، كيف تؤثر هاتان المنطقتان في بعضهما لديك؟

أنا لا أرى انقساما بينهما. الباحث يبحث عن المعنى، والشاعر يهجس بما لا يُقال. في لحظات معيّنة، تُعلّق اللغة بينهما. البحث يضيء الخلفية، والشعر يفتح الشقوق. لكنهما معا يشبهان شخصا يحمل مصباحا ليبحث عن نفسه في خرابٍ بلا نوافذ.

هل يهرب الشعر أحيانا من سلطة اللغة؟ ومتى يتحوّل النص النقدي إلى ما يشبه القصيدة المكتومة؟

يهرب الشعر من سلطة اللغة حين تكون اللغة مطفأة، متأخرة عن الجرح. حين يُقال "انفجار محدود"، بينما أمي لا تجد بيتا تعود إليه. حينها، الشعر يفرّ من البلاغة ليصبح همسا، أو شظية، أو حتى صمتا.
النص النقدي قد يتحوّل إلى قصيدة حين يعترف بعجزه ويتخفف من غروره التحليلي.

صوت الشعر في زمن التجويع، هل ما زال يصلح كفعل مقاومة بواسطة اللغة والصورة والإيقاع الخفي، وفي زمن يُستخدم فيه الجوع كسلاح؟ إعلان

الشعر الآن أشبه بسكين صغيرة في بطن الوحش. لا تقتله، لكن تُبقيه يقظا. نعم، في زمن الجوع، تصبح القصيدة رغيفا من الكلام، تكفي لقلبٍ واحد لكي لا ينهار.

اللغة لا تُطعم، لكنها تذكّرنا بأننا بشر، ولسنا مجرد أهداف حرارية.

هل ازداد صوت الشعراء الفلسطينيين تحت القصف، أم خفّ وخفت وتلاشى حضوره بالرغم من اتساع رقعة العدوان ومراوغة الحدث ذاته؟

بل تعرّى. لم يخفت، لكنه لم يعد يملك متّسعا للزخرفة. بعضهم مات قبل أن يكتب، وبعضهم كتب لأن لا أحد سواه بقي حيّا. الصورة الآن تسبق القصيدة، لكن من يعيد بناء الروح بعد الخسارة؟
هذا دور الشعر، وإن كان بأصواتٍ متقطعة.

هل ترى في الشعر الفلسطيني المعاصر لغة "فَرْط صوتية"؟

نعم. إنها لغة تصرخ حين لا يُسمع الصوت، تُكتب في الهواء، ضد الصمت الدولي، ضد بيانات الشجب، ضد عار العالم. قصائدنا تُطلق في الهواء كرصاصة احتجاج. تصل متأخرة، لكنها تصل.

عن صنعاء وملتقاها الشعري العربي، ما الذي تتذكره؟ وكيف تلقيتَ المكان والشعراء والمدينة؟

صنعاء كانت استراحة قلبٍ منجرف. لا شيء يُشبه مدينة تفوح منها القهوة والبارود في آن. الشعراء هناك كانوا كمن يكتبون الحنين بلغة الماء. تعلّمت أن القصيدة حين تُقال على جبل، تصدح أبعد.

ترجمة فرنسية لمجموعة "لعلكِ" ليوسف القدرة (الجزيرة) هل ترى مشاركتك في ملتقى صنعاء الشعري لحظة فارقة في مسيرتك؟

نعم. أن ترى أنك لست وحدك، أن الحبر مشترك، وأن الألم له لهجات متعددة. الملتقى جعلني أُصدّق أن الشعر لا يُكتب فقط في الغرف المغلقة، بل يُعاش في العيون التي لا تخاف.

ما الذي بقي من تلك الزيارة: قصيدة؟ صورة؟ رائحة تذكار؟ صداقة لا تبلى؟

رائحة. نَفَس. ظلّ. صورة لشارعٍ في الفجر. صداقة لم تشخ. وقصيدة ما زالت تتخلّق كلما سمعتُ "صنعاء".

هل للقصيدة التي تُلقى من غزة طعمٌ آخر حين تُلقى في مدينة تنهض من رمادها؟

نعم، للقصيدة هنا طعم آخر. القصيدة الخارجة من غزة تحمل جرحا لا يُترجم، لكنها حين تُلقى في مدينة تحلم، تصير مرآة لما يمكن أن يُبنى على الرماد. مدينة تنهض من رمادها تستقبل القصيدة كما تستقبل نجمة.

حول ثلاثية الأم، الوطن، الغياب… كيف تحضر الأم في شعر يوسف القدرة؟

الأم ليست رمزا، هي اللغة الأصلية للنجاة. حين أكتب عنها، لا أبحث عن استعارة. يكفيني أن ألمح عينيها على باب البيت الذي لم يبقَ. هي الذاكرة، وهي الوطن، وهي الغياب الذي لا يُشفى منه.

في قصائدك، يبدو الوطن يُلملم ذاته المكلومة؟

الوطن عندي ليس مكانا فقط، بل إنه جسد. وكلما تكسّر، نحاول بلغة القصيدة أن نُعيد تشكيل ملامحه. الكتابة عنه محاولة لترميم الصور المبعثرة، لكن الخريطة دوما ناقصة. ربما لأن القلب لا يعترف بالحدود.

كيف تنظر إلى المنفى الداخلي؟

المنفى الداخلي هو الأخطر. منفى داخل بيتك، داخل لهجتك، داخل جسدك. أن تكون هنا، لكنك خارج كل شيء. غزة ليست فقط حصارا جغرافيا، بل إنها استعمار داخلي لذاكرتنا.

الشعر الفلسطيني يُعيد خلق نفسه من الردم. نعم، هناك انكسارات، لكن أيضا هناك ولادات قاسية. لا صوت يخفت إلا إذا اختنق. الآن، تتشكّل جماليات جديدة: موجعة، مشوشة، لكنها أكثر صدقا.

كيف ترى المشهد الشعري الفلسطيني الآن؟

الشعر الفلسطيني يُعيد خلق نفسه من الردم. نعم، هناك انكسارات، لكن أيضا هناك ولادات قاسية. لا صوت يخفت إلا إذا اختنق. الآن، تتشكّل جماليات جديدة: موجعة، مشوشة، لكنها أكثر صدقا.

أصوات تتابعها وتجد فيها تمردا فنيّا جسورا في شعر اللحظة؟

الأصوات التي أتابعها، أصوات تكتب بالسكين لا بالقلم. لا أريد أن أذكر أسماء هنا، فكل من يكتب بعد أن دفن حبيبا هو شاعرٌ جدير بالذكر. المفارقة أن الشعر أصبح يلمع حين ينكسر.

لو خُيّرت أن تترك سطرا على بوابة غزة، فماذا سيكون؟

سطر على بوابة غزة: "هنا كتبتُ آخر نبضي… والباقي للسماء".

هل خانتك القصيدة في لحظة كنتَ بأمسّ الحاجة إليها؟

خانتني القصيدة كثيرا، لكنها تعود، أحيانا على هيئة ندم. شغفي باللغة لم يخفت، لكنه تعلّم الصمت. أنا أكتب حين لا أستطيع أن أتكلم.

ما الذي يُوجع أكثر؟

ما يُوجع أكثر هو التعود على الغياب. النسيان له دواء، أما التعود، فهو موتٌ بطيء.

مقالات مشابهة

  • بطولة كريم عبد العزيز.. «المشروع X» في المركز الثالث بقائمة إيرادات الأفلام أمس
  • 7 علامات تدل على نقص معدن مهم في الجسم.. تعرف عليها
  • «أحمد وأحمد» يحتفظ بـ المركز الثاني في إيرادات الأفلام بهذا الرقم
  • «الشاطر» يواصل الصدارة في إيرادات الأفلام بهذا الرقم
  • لطيفة لـ «الأسبوع»: قررت طرح أغاني «قلبي ارتاح» على دفعات لتشويق الجمهور.. والسينما وحشتني
  • داوود «الأول» لسباق 400م حواجز بـ«الدوري الفضي»
  • الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة فرط صوتية ضد عار العالم
  • يوسف معاطي يعلن عودته إلى الدراما والسينما
  • إيرادات أمس.. «ريستارت» لـ تامر حسني يتذيل قائمة الأفلام المتنافسة على شباك التذاكر
  • عالم الديناصورات: إحياء… حين تصبح العودة إلى الماضي موتًا لسلسلة سينمائية