الغربية تستضيف مؤتمر الإعلان عن المشروعات الفائزة بالمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
شهد اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية و اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية واللواء علاء عبدالمعطي، محافظ كفر الشيخ ، مؤتمر الإعلان عن المشروعات الفائزة في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية بمحافظات (الغربية، المنوفية، كفر الشيخ) في الدورة الثالثة لها تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية والذي تستضيفه محافظة الغربية بقاعة المؤتمرات الكبرى بديوان عام المحافظة ،بحضور الدكتور محمود عيسى نائب محافظ الغربية، الدكتور محمد موسى نائب محافظ المنوفية والدكتور عمرو البشبيشي نائب محافظ كفر الشيخ والدكتور عبد الرازق دسوقي، رئيس جامعة كفر الشيخ، الدكتور أحمد فرج القاصد رئيس جامعة المنوفية، والدكتورة اماني الشيخ نائب رئيس جامعة كفر الشيخ، اللواء أحمد أنور السكرتير العام لمحافظة الغربية، المهندس علي عبد الستار السكرتير العام المساعد لمحافظة الغربية، ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية بالثلاث محافظات .
وبدأت الاحتفالية بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية اعقبه تلاوة ايات من القران الكريم وبعدها عرض فيديوهات تتضمن جهود المحافظات الثلاث بالدورة الثالثة للمبادرة .
وقام سفير محافظة كفر الشيخ بشرح مفصل لمشروعه (مشروع انتاج الكهرباء من مخلفات الصرف الصحي البيوجاز والذي يهدف لتوفير مصدر للطاقة على المدى القصير و الطويل و القضاء على التلوث المتواجد بشكل دائم و ملوث للبيئة بالقرى و تشجيع الاستثمار الحيوانى والداجنى بالإضافة الى توفير سماد ذو قيمة مرتفعة من العناصر المغذية للنبات وامن صحيا ، فضلا عن الحفاظ على الصحة العامة من خلال تعقيم الحماة والمخلفات ومعالجتها قبل تداولها للتسميد مما يقلل من انتشار الامراض ويؤدى الى جودة الغذاء ويعد حل جذري لتوفير الطاقة في المناطق الصحراوية أو العشوائية ،عن طريق الإنتاج الحيوانى او الداجنى في هذه المناطق دون الاحتياج الى مد شبكات الكهرباء او الغاز بالإضافة الى معالجة الصرف الصحى لانشاء مجتمعات وقرى ذاتية الطاقة و توفير فرص عمل في جمع المخلفات وتشغيل المحطات، وخلق أسواق عمل جديدة.
كما قدم سفير محافظة المنوفية مشروعه بانوفا - الذي تقدمه Enactus Menoufia - و يهدف إلى تحويل مخلفات زراعة الموز في مصر إلى فرص اقتصادية مستدامة من خلال تقديم حلول بيئية مبتكرة فقام فريق Enactus Menoufia بابتكار مشروع بانوفا كحل شامل بهدف إلى إعادة تدوير مخلفات الموز وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة مضافة تسهم في تحسين البيئة وتعزيز الاقتصاد المحلي .
وبعدها استعرض سفير محافظة الغربية مشروعة والذي قام خلاله بتصميم برنامج مراقبة واشراف وتحكم بمنظومة النفايات الطبية الخطرة ـ جهاز فرم وتعقيم والذي يسهم بدورة في حل مشكلة تسريب النفايات الطبية الخطرة والتي تؤدي الي الاضرار بالبيئة والصحه العامة والتحكم بكميات النفايات وتداولها من المنبع حتي محطات المعالجة.الحد من استخدام المحارق في عملية المعالجة واستخدام اجهزة الفرم والتعقيم بدلا منها، فيتم انشاء تطبيق إلكتروني وتصميم برنامج لمتابعة والتحكم ومراقبة منظومة نقل النفايات الطبية هو أداة متقدمة مصممة لإدارة ومراقبة عمليات نقل النفايات الطبية بطريقة آمنة وفعالة. يهدف هذا التطبيق إلى تسهيل وتتبع حركة النفايات الطبية من نقطة جمعها في المنشئات الطبية وحتى وصولها إلى مواقع التخلص النهائي، بما يضمن الامتثال للمعايير الصحية والبيئية.
وأعرب اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية عن سعادته بتنظيم هذا المؤتمر الهام لتكريم المشروعات الفائزة ضمن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في الثلاث محافظات إستعداداً لمشاركة مصر في مؤتمر المناخ COP 29 المقرر إنعقاده في مدينة باكوا في دولة أزربيجان، مؤكدا أن المشروعات الخضراء الذكية تعد الطريق نحو المستقبل فالمبادرة التي اطلقتها الحكومة تعتبر مبادرة رائدة في مجال التنمية المستدامة والذكية والتعامل مع البعد البيئي وآثار التغيرات المناخية .
وأشار الجندي الى ان النجاحُ الذي حققته المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في دورتها الأولى والثانية كان دافعًا قويًّا لإطلاق الدورة الثالثة والتي شهدت عدد كبير من المشروعات، تجددت معها الآمال وسط مشاركة أكبر من جميع شركاء النجاح ،من المؤسسات والأفراد، خصوصًا أبناء محافظات الغربية وكفر الشيخ والمنوفية أصحاب الحلول الإبداعية ممّن حباهم الله تفكيرًا خلاّقا وقدرات خاصة، اجتهدوا لتوظيفها في خدمة قضايا مجتمعاتهم، ليساهموا من خلالها في تحقيق مستقبل أفضل للجميع.
وأضاف الجندي ان 16 مشروع الفائزة بالمبادرة من مختلف فئات المجتمع ، في ضوء ما تضمنته المبادرة من فئات للمشروعات كبيرة الحجم، والمشروعات متوسطة وصغيرة الحجم خصوصًا تلك المرتبطة بمبادرة حياة كريمة، والشركات الناشئة، والمبادرات والمشاركات المجتمعية غير الهادفة للربح، ومشروعات المرأة؛ في تأكيد جديد للدور الفاعل الذي تقوم به المرأة في كافة مجالات التنمية ولاسيما في القضايا المرتبطة بتغير المناخ ووضع الحلول والمعالجات لهذا التحدي
وفي كلمته أكد اللواء دكتور علاء عبدالمعطي محافظ كفر الشيخ إلى أن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، تتوافق مع استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030، وكذلك مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050، التي ترسخ لأهمية دمج آليات التكيف مع التغيرات المناخية في البرامج والمشروعات التنموية التي يتم تنفيذها من جانب كل من القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، لتحقيق التنمية المستدامة، والاستدامة البيئية والتعافي الأخضر.
وأشار محافظ كفرالشيخ، إلى أنه في إطار ما نشهده من تحديات وأزمات عالمية متلاحقة، بادرت الدولة المصرية بتنفيذ العديد من المشروعات وإطلاق المبادرات الداعمة للتعامل مع تداعيات تلك القضية المحورية بأسلوب استباقي يستهدف تقديم حلول مبتكرة وفعالة وتشاركية لترجمة مستهدفات الدولة في التحول إلى الاقتصاد الأخضر إلى واقع عملي، لافتًا إلى أنه من هذا المنطلق تأتي المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، هذه المبادرة المصرية التي تعد نموذجًا ملهمًا لأفضل الممارسات والتجارب الناجحة الرائدة التي تقدمها مصر للعالم.
وفي ختام كلمته، أكد محافظ كفرالشيخ، عزم الدولة بذل مختلف الجهود لاستكمال مسيرة الإصلاح والتنمية الشاملة والمستدامة ومجابهة تداعيات ظاهرة تغير المناخ، وذلك من خلال التعاون مع كل شركاء الوطن وشركاء التنمية في إطار من المسئولية المجتمعية، متوجهًا بالشكر لجميع المشاركين ولجميع القائمين على الإعداد والتنظيم الجيد لهذا المؤتمر، وعلى ما تم بذله من جهد ملموس لإنجاح هذه المبادرة الرائدة، متمنيًا دوام التوفيق والنجاح للجميع.
ومن جانبه قدم اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية شكره وتقديره لمحافظ الغربية على استضافة هذا الحدث الهام والحيوى والمشاركة فى هذا المؤتمر لتكريم أصحاب المشروعات الفائزة فى المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في دورتها الثالثة ، إنطلاقاً من توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتنفيذ المبادرة الوطنية والتي تستهدف إيجاد حلول وأفكار إبتكارية للمشكلات البيئية من خلال دمج البعد البيئي والتكنولوجيا الحديثة في التخطيط للمشروعات ، وذلك في إطار إستعداد مصر للمشاركة في مؤتمر المناخ COP 29 المقرر إنعقاده في مدينة باكوا في دولة أزربيجان ، تحقيقاً لاستراتيجية التنمية المستدامة وتنفيذ رؤية مصر 2030 وجذب الإستثمارات اللازمة نحو الحفاظ على البيئة وتحسين نوعية الحياة والحد من آثار التغيرات المناخية .
وأشار محافظ المنوفية أن إطلاق المرحلة الثالثة هذا العام من المبادرة تعد تأكيداً نحو نشر ثقافة المشروعات الصديقة للبيئة وتعظيم استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تمكين استراتيجية التحول للاقتصاد الأخضر ، مضيفاً أن محافظة المنوفية تمتلك العديد من المقومات الجغرافية والعلمية والقدرات الاستثمارية التي تؤهلها لتكون في طليعة المحافظات التى تسير على ركب التحول نحو الاقتصاد الأخضر ، مؤكدا على أن المحافظة قد قامت باتخاذ العديد من الإجراءات التي تدعم مواجهة التغيرات المناخية ومكافحة التلوث والحفاظ على البيئة ومنها إنشاء مصانع تدوير المخلفات بتكنولوجيا متطورة وزيادة المسطحات الخضراء بمدن المحافظة وإنشاء حدائق نموذجية والتوسع فى عملية التشجير بالشوارع الرئيسية بمختلف المدن وتوفيق الأوضاع البيئية للمصانع بالمناطق الصناعية والاعتماد على الغاز الطبيعي فى تشغيل السيارات الحكومية .
وفي نهاية اللقاء تم تكريم ال 52 مشروع بواقع 18 مشروع لمحافظة كفر الشيخ والمنوفية و 16 مشروع لمحافظة الغربية تقديراً لإسهاماتهم المثمرة في نجاح المبادرة وتعظيم دور الدولة في التعامل مع البعد البيئي وتغيرات المناخ، كما تبادل المحافظون الدروع التذكارية بمناسبة هذا اللقاء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: واجد المش المؤتم ء الوطن ومكافحة التعاون مع عبدالفتاح السيسى رئيس والتوسع المبادرة الوطنیة للمشروعات الخضراء الذکیة التنمیة المستدامة التغیرات المناخیة المشروعات الفائزة النفایات الطبیة محافظ المنوفیة محافظة الغربیة محافظ الغربیة محافظ کفر کفر الشیخ من خلال
إقرأ أيضاً:
حرب غزة في الإعلام الدولي.. مؤتمر يفكك السرديات الغربية وآليات الإبادة الإعلامية
الدوحة- انطلقت صباح اليوم السبت في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات مؤتمر "الإعلام الدولي والحرب على غزة.. موجّهات الخطاب وصراع السرديات"، بتنظيم مشترك من مركز الجزيرة للدراسات وجامعة حمد بن خليفة، وتستمر جلساته النقاشية على مدى يومين.
ويسعى المؤتمر إلى تفكيك آليات إنتاج الخطاب الإعلامي الغربي حول الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ودراسة العوامل البنيوية والمهنية المؤثرة في صياغة الروايات المتداولة، مع التركيز على دور المؤسسات الإعلامية في تشكيل التصورات تجاه الفاعلين والسياقات المتصلة بالحرب.
ويتناول الباحثون المشاركون إشكاليات محورية تشمل: مفهوم "الإبادة الإعلامية" التي رافقت الإبادة الإنسانية في غزة، والهيمنة المعرفية للنظريات الإعلامية الغربية، ودور اللغة في بناء السرديات المتناقضة بين الإعلام السائد والإعلام الناشط، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في كسر احتكار الإعلام التقليدي، والحاجة إلى تطوير مقاربات نقدية بديلة تستند إلى تجارب الجنوب العالمي وتعيد التوازن المفقود في البحث العلمي والممارسة الإعلامية.
وقال مدير مركز الجزيرة للدراسات محمد المختار الخليل أن "ما وقع في غزة ليس إبادة إنسانية فحسب، بل هو أيضا إبادة إعلامية، وكان الهدف إسكات الإعلام بشكل دائم، وترجم ذلك في مقتل عشرات الصحفيين، حيث استشهد أكثر من 200 صحفي في غزة.
وفي تصريحات خاصة للجزيرة نت، أضاف الخليل أن المؤتمر "يدخل في سياق حرب الإبادة الإعلامية التي قامت في غزة، ونحاول من خلاله تأسيس أوراق بحثية حية تخرج من بيئة أكاديمية، وفي الوقت نفسه ترتبط بالواقع كونها ميدانية ولأنها قضية يعيشها الناس مباشرة. فالهدف من هذا المؤتمر هو أن يتم تحديد مقاربات تحليلية لهذا الفعل، وأن نستطيع من خلالها الحكم عليه في المستقبل ووضع أدوات مواجهته وأدوات تشريحه".
إعلانمن جانبه، شدد العميد المشارك لشؤون البحث العلمي في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة بقطر مهدي رياضي على أن "الحرب في غزة تصل بالفعل إلى بعض الاستنتاجات بطريقة أو بأخرى. ولكن من المهم جدًا أن ندرك ونعلم سابقة هذا الأمر وكيف تم عكسه وتمثيله في وسائل الإعلام الدولية".
وأضاف رياضي -في تصريحات للجزيرة نت- أن "لدينا نوعين من الحروب: الحرب في الميدان والحرب في الإعلام. وجوهر الحرب في الإعلام هو الخطابات والسرديات. وكما نفهم، فإن الخطابات لا تقتصر على سرد الواقع الاجتماعي، بل إنها تبنيه".
وفي كلمته الرئيسية بالمؤتمر، أشار عميد كلية الاتصال بجامعة الشارقة هايرو لوجو إلى أن "النظام الخطابي يفرض حدودا على ما يمكن قوله أو طرحه في الإعلام والسياسة حتى يكون مقبولاً. وضرب مثالا على ذلك بأن أي شخص يدافع عن فلسطين عليه أن يسبق رأيه بتأكيد حق إسرائيل في الوجود، وهو شرط يقيّد النقاش ضمن أطر محددة".
ولكنه عاد ليؤكد أن "هذا النظام بدأ يتصدع بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي كسرت احتكار الإعلام التقليدي، وغيّرت طريقة التنشئة الإخبارية للأجيال الجديدة التي لم تعد تتأثر بآراء الأهل بل بآراء أقرانهم".
وتناول أستاذ التعليم العالي بكلية علوم الإعلام والاتصال في جامعة الجزائر نصر الدين لعياضي في مداخلته إشكالية الهيمنة المعرفية للنظريات الإعلامية الغربية، متسائلا: "ماذا قدمت لنا بحوث الإعلام عن التغطية الإعلامية الغربية للحرب على غزة؟ وما المقاربة النظرية والمنهجية التي وظفتها للكشف عن سرديات الإعلام الغربي حول حرب غزة؟".
وأشار لعياضي إلى أنه "قبل أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، كان هناك نوع من التعاطف مع الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولكن بعد هذه الأحداث تغيّر تناول الإعلام الغربي للقضية الفلسطينية، ليصف الفلسطينيين بالإرهاب بعد أن كانوا يُعتبرون ضحايا".
وقدم الأستاذ المساعد في الاتصال بجامعة أوستن بي الحكومية في ولاية تينيسي الأميركية نادر داغر تحليلاً مقارناً بين الإعلام السائد والإعلام الناشط في الولايات المتحدة، موضحا أن "الإعلام السائد اعتمد على ركائز واضحة: لوم الضحية، حيث تبدأ الأخبار باتهام المقاومة الفلسطينية أو تصوير هجماتها، ويليها رد إسرائيلي يوصف بالدفاع عن النفس، ثم التشكيك في المصادر الفلسطينية عبر إضافة تحفظات على بيانات وزارة الصحة في غزة، وهناك غياب السياق التاريخي، مع تأطير المقاومة المسلحة الفلسطينية كإرهاب وفق التصنيفات الغربية".
وأضاف داغر أن "الإعلام الناشط وضع الحرب في سياق مشروع استعماري استيطاني ممتد منذ النكبة عام 1948، ولم يصورها كحدث مفاجئ، بل كجزء من سياسة ممنهجة للقضاء على الفلسطينيين".
وفي محور اللغة والخطاب، قدمت الأستاذة بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة في تونس منية عبيدي دراسة تطبيقية بعنوان "البنية المعجمية والدلالية لتقديم المواقع الإخبارية الأجنبية عبر المواقع العربية"، حللت فيها 4 منصات إخبارية: فرانس 24، وبي بي سي العربية، وروسيا اليوم، وسي إن إن.
إعلانوأظهرت نتائج الدراسة أن "كل موقع يوظّف اللغة بما يعكس توجهه الأيديولوجي"، فهناك منصات تبرز سردية المقاومة والمعاناة الفلسطينية عبر تركيز قوي على المفردات العسكرية والميدانية، بجانب لغة إنسانية تصف الأثر على المدنيين"، بينما تعمد ثانية إلى إبراز الضحايا المدنيين والجانب الإنساني، في حين تعتمد ثالثة لغة رسمية مع اقتباسات من مصادر مسؤولة، مركزة على البعد السياسي الأميركي والدبلوماسي للصراع.
من جانبه، سلّط المحاضر في اللغة الإنجليزية ودراسات الترجمة بجامعة الخليل الفلسطينية عبد الكريم حداد الضوء على "دور اللغة في تشكيل السرديات الإعلامية، متخذًا من تغطية اتفاقيات وقف إطلاق النار في غزة عامي 2023 و2025 نموذجًا للتحليل، عبر مقارنة بين الجزيرة الإنجليزية وصحيفة نيويورك تايمز".
وأوضح حداد أن هناك وسائل إعلام تميل إلى استخدام المبني للمجهول (مثل: تم تهجير مئات الآلاف)، مما يحجب هوية الفاعل ويضعف الإحساس بالمسؤولية، بينما تعتمد وسائل أخرى المبني للمعلوم (مثل: القوات الإسرائيلية قصفت…)، فتسمّي الفاعل بوضوح وتربطه بنتيجة الفعل". مؤكدا أن "الخيار اللغوي ليس مجرد أداة وصف، بل وسيلة بناء إدراك الجمهور لطبيعة الحدث، سواء بإضفاء طابع إنساني أو بنزع الإنسانية عنه".
وفي محور الأطر الفكرية، قدم أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان نور الدين الميلادي قراءة نقدية شاملة للهيمنة المعرفية الغربية على علوم الإعلام والاتصال، مؤكدا أن "نشأة هذه العلوم جاءت في بيئة غربية ذات مركزية أوروبية، ولم تمنح مكانة متساوية للسياقات الشرقية أو اللاتينية أو العالمية، وهذه النشأة أفرزت هيمنة معرفية وثقافية على المناهج والنظريات منذ البداية".
وانتقد الميلادي "استمرار تبني النظريات الإعلامية الغربية بشكل غير نقدي"، داعيا إلى "مراجعة شاملة وإدراج سرديات تستند إلى تجارب الجنوب العالمي، مع تطوير أدوات بحثية ونقدية تعكس الخصوصيات الثقافية". مشيرا إلى أن "وسائل الإعلام الغربية تمارس تهميشا ممنهجا للفلسطينيين، عبر تغييبهم عن مرجعيات تضاهي المرجعيات الغربية أو الإسرائيلية، وهو تهميش يبدأ من المادة التعليمية والمناهج في العالم العربي التي تبنى على السياقات الغربية".
واختتم الميلادي مداخلته بالتشديد على "ضرورة مراجعة وتعريف المصطلحات الإعلامية المترجمة عن السياقات الغربية، ووضعها في إطار نقدي يعزز التنوع والعدالة الثقافية، والهدف هو تأسيس نظام إعلامي واتصالي بديل، يعبّر عن خصوصية الجنوب العالمي، ويواجه التحيزات الممنهجة، ويعيد التوازن المفقود في البحث العلمي والممارسة الإعلامية".
ومن ناحيته، كشف مدير مركز الجزيرة للدراسات للجزيرة نت عن أن "المؤتمر ستكون له مخرجات مطبوعة مثل أوراق بحثية محكمة سيتم نشرها في موقع المركز ومدرجة في كتب أخرى، مضيفا أن الهدف هو إدخال هذا الموضوع في ميدان التنظير الأكاديمي والجمع بين الدراسة والتنبيه والتحليل ليكون أساساً تنظيرياً لما نسميه الإبادة الإعلامية".
أما العميد المشارك لشؤون البحث العلمي في جامعة حمد بن خليفة فأكد في تصريحاته للجزيرة نت أهمية "أن تبني الجامعات والمراكز الأكاديمية على هذه المواضيع وتنشر الخطابات والسرديات المختلفة، حتى يأمل المواطنون والجمهور العالمي أن يقتربوا أكثر من حقيقة ما يجري على أرض الواقع"، مشدداً على الدور المحوري للبحث العلمي في فضح آليات بناء السرديات المضللة وتقريب الحقائق من الجمهور العالمي.