كيف نقرأ السينما السودانية؟ وما حال هذه الصناعة وأبرز موضوعاتها في السنوات الأربع الأخيرة؟ وهل الحرب الدائرة في البلاد، منذ الخامس عشر من نيسان/ إبريل الماضي، وحدها ما تُذكِّر بهذا الملفّ؟ إلى هذه الأسئلة يلتفت العدد الثالث من مجلّة “جمعية نقّاد السينما المصريّين” (EFCA)، والذي صدر مؤخّراً، مُقترِحاً جملةً من الكِتابات التي تتناول شؤوناً مختلفة من شؤون الفنّ السابع في بلاد النيل.

كما حاول المشاركون فيه إضاءة خريطة الاهتمامات، أو المواضيع التي تتحرّك في فضائها شرائطٌ وقّعتها مُخرِجات ومُخرِجون سودانيون.

“السينما السودانية تنفجر إبداعاً وتتجاوز سنوات فقدان الحُلم: “‘ستموت في العشرين’، و’الحديث عن الأشجار’، و’أوفسايد الخرطوم’ نموذجاً”، عنوان المادّة الافتتاحية التي يرصد الكاتب خالد محمود من خلالها، ثلاثة أعمال ميّزت إنتاجات عام 2019، الذي وصفه بأنّه “انتفاضة جديدة للسينما السودانية” بفرعيها الروائي والوثائقي، مع ظهور أسماء لمُخرجين شباب كأمجد أبو العلا، وصُهيب قسم الباري، ومروى زين، الذين وقّعوا الأعمال المذكورة أعلاه على التوالي.

كذلك ينظر أسامة عبد الفتاح في مقاله “المرأة.. في قلب السينما السودانية الجديدة”، منوّهاً بفيلم “وداعاً جوليا”، لمحمد كردفاني، والذي شارك في مسابقة “نظرة ما”، ضمن فعاليات “مهرجان كان”، لهذا العام. ويؤكّد ما ذهب إليه محمود، حيث يمثّل عام 2019 “طفرة إنتاجية”، مقارنة بالسنوات السابقة. أمّا الباحثة صفاء الليثي، فتقرأ في تجربة المخرجة مروى زين، التي سرعان ما اندمجت في السوق السينمائية بعد تخرّجها عام 2009 من “المعهد العالي للسينما” في القاهرة، ولتوقّع خلال هذه السنوات شرائط مختلفة، مثل “لعبة”، و”راندا”، و”سلمى”، و”أوفسايد الخرطوم”.

كذلك تبحث أمينة عادل في “بلاغة الصمت”، والتي تلتفت فيها إلى التجارب السودانية الأولى خلال الخمسينيات، والتي بنت على مشاهد صامتة لعمّال أو لقطارات، قبل أن يتطوّر هذا الأسلوب مع إبراهيم شداد (“الجمل”)، والطيب مهدي (“الضريح”، و”المحطّة”)، وسليمان نور. ويُفرد الكاتب حسن أبو مازن مقالاً لتجربة إبراهيم شداد بوصفه “عرّاب السينما السودانية”. كما يتناول حسام الخولي مسألة “دور الفنان وقت الحرب”، من خلال الإضاءة على فيلم “الحديث عن الأشجار”، هذا العنوان المُستلّ من جملة لبريخت: “أيّ زمن هذا الذي يكاد يُعدّ فيه الحديث عن الأشجار جريمة، لأنه يتضمّن الصمت على العديد من الفظائع؟”.

ومن المقالات التي تناولت فيلم “وداعاً جوليا”، “هذه الخطايا جاء وقت الحساب عليها” لأحمد شوقي، و”هموم المرأة وقضايا السودان بعيون كردفاني” لرانيا زاهد، كما أشار إليه أيضاً، محمد طارق، في مادة بانورامية “مهرجان كان 2023: عام للسينما العربية”. هذه الأخيرة التي حضرت أعمالُها في العدد، خارج قوس ملفّه الأساسي، مثل “بنات ألفة” للتونسية كوثر بن هنية، و”إنشالله ولد” للأردني أمجد الرشيد، و”عصابات” للمغربي كمال الأزرق، و”عيسى” للمصري مراد مصطفى.

يُشار إلى أنّ العام المُقبل، يُصادف ذكرى مرور مئة عام على العرض السينمائي الأول الذي شهدته السودان، في حين بُنيت أول دار في مدينة عُطبرة، عام 1934، وحملت اسم “النجم الأحمر”، لكن رغم هذا التاريخ العريق للصناعة في البلاد، والنشاط الذي يبذله صنّاع الأفلام في السنوات الأخيرة، لا يبدو واقع الحال بعد الحرب الأخيرة، يُبشّر بالاستمرارية والزخم ذاته.

العربي الجديد

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها

قال السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي: في ماقامته -النبي إبراهيم عليه السلام- في المحطة الأولى مع قومه في العراق، تحدثنا عن بعضٍ منها مما قدَّمه القرآن الكريم، وهي نماذج مهمة؛ لأن القرآن الكريم لم يقدم حصراً لكل الأنشطة والمقامات في إطار حركة نبي الله إبراهيم عليه السلام.. فقد كانت حركته -عليه وآله السلام- حركة واسعة، كما هو شأن الأنبياء في نشاطهم وعملهم الكبير لتبليغ رسالة الله تعالى، يعملون بكل جد، بكل اهتمام، في عملٍ دؤوب، كما ذكر الله سبحانه وتعالى عن نبيه نوح عليه السلام، {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا} عمل دؤوب، وجهد مكثف.. لكن القرآن الكريم يُقدِّم لنا نماذج منها، تتضمن الهدايا المهمة التي نحتاج إليها نحن، وتقدِّم لنا صورةً ملخصةً عن طبيعة النشاط العام لأنبياء الله ورسله “صَلَوَاتُهُ عَلَيْهِم”.
وأضاف السيد القائد خلال محاضرته استكمالا لمحاضرات القصص القرآني، مساء اليوم الأربعاء 1 ذو الحجة 1446هـ الموافق 28 مايو 2025م: نبي الله إبراهيم عليه السلام ذكر الله لنا مقامات من مقاماته، هي تتضمن الدروس الكثيرة، ودروساً نحن في أمسِّ الحاجة إلى الاستفادة منها، هي لهدايتنا.. فقد ذكرها الله لنا في القرآن الكريم؛ لنهتدي بها، لنستفيد منها، ولأنها أيضاً عن الأنبياء عليهم السلام، وهم القدوة، والأسوة، والهداة، الذين يأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نقتدي بهم، أن نهتدي بهم، أن نتأسى بهم، أن نسير في طريقهم ودربهم، ولذلك هي ذات أهمية كبيرة بالنسبة لنا، ونحن في أمسِّ الحاجة اليها.

مقالات مشابهة

  • خبير تركي يحذر: انخفاض الذهب قد يكون “فرصتك الأخيرة للشراء”
  • “بشر الوالي بعودة مدينة الفولة” .. عضو السيادي الفريق أول كباشي يؤكد حرص الحكومة على تذليل التحديات التي تواجه غرب كردفان
  • “منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية” يناقش سبل وصول مواهب السينما والتلفزيون العربية إلى العالمية
  • “عين الإنسانية” يدين جريمة استهداف مطار صنعاء وتدمير الطائرة الأخيرة لـ “اليمنية”
  •  “كراغ” يوضح: هذه حقيقة الكرة النارية الكبيرة التي أضاءت سماء الجزائر
  •  “كراغ” يوضح : هذه حقيقة الكرة النارية الكبيرة التي أضاءت سماء الجزائر
  • “الناس دي مش بتتكسف”.. الجمهور يهاجم عمرو دياب بسبب إطلالته الأخيرة – صور
  • السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
  • السلطات السورية تغلق بحضور ممثلين عن المغرب المباني التي استخدمها انفصاليو “البوليساريو” في دمشق
  • السفير الصحراوي: “شعبنا حقق في الفترة الأخيرة توطيدا لمكانته دولياً وإفريقياً”