التصعيد بين إسرائيل وحزب الله
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
تستمر المخاطر التى تهدد الشرق الأوسط فى التزايد مع الضربات المستمرة على لبنان. فمنذ ما يقرب من عام، ألقى خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا بظلاله على حصيلة القتلى المتزايدة فى غزة. لقد حدث التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، الذى كان يُخشى منه منذ البداية، شهرًا بعد شهر. يقول الجيش الإسرائيلى إنه «لا يبحث عن حروب».
لقد حذر الأمين العام أنطونيو جوتيريش من أن العالم «لا يستطيع أن يتحمل تحول لبنان إلى غزة أخرى». وحتى لو كانت إسرائيل تنوى شن هجوم هذا الأسبوع كبديل لغزو برى وليس تمهيدا له، فإنها لا تستطيع التنبؤ بالعواقب.
لقد فر عشرات الآلاف من منازلهم فى الشمال الإسرائيلى، تماماً كما فر عشرات الآلاف من الناس من جنوب لبنان مع تكثيف الاشتباكات عبر الحدود. كما تزايدت الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية لدفع المسلحين إلى الشمال من نهر الليطانى فى لبنان، والسماح لمواطنيها بالعودة إلى ديارهم. ومن بين العوامل التى ساهمت فى ذلك وجود حكومة إسرائيل الأكثر يمينية فى تاريخها، ورئيس الوزراء الذى يعتمد على الصراع المستمر لإبقائه فى السلطة، وتفادى قضايا الفساد.
لم يغير جو بايدن، الرئيس الحالى الذى أصبح بلا منصب، رأى بنيامين نتنياهو. فقد جاءت الهجمات القاتلة على أجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله بعد أيام من لقاء مسئولين أمريكيين مع نتنياهو لمحاولة ثنيه عن المزيد من التصعيد.
لا يريد حزب الله ولا راعيته إيران حربًا شاملة مع إسرائيل؛ أولوية المجموعة هى البقاء. لكن الاعتقاد بأن إسرائيل يمكنها خفض التصعيد من خلال التصعيد يتجاهل حقيقة أن مثل هذه الهجمات لها زخمها الخاص. يبدو أن إسرائيل تستهدف مواقع تعتقد أنها مخازن أسلحة. فى مرحلة ما، قد يستنتج قادة حزب الله أنهم يخاطرون بفقدان أسلحتهم على أى حال إذا لم يستخدموها. قد يتم التغلب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية جزئيًا، وسيكون الغزو البرى للبنان أكثر خطورة بينما لا تزال القوات الإسرائيلية تقاتل فى غزة وتزيد من الغارات فى الضفة الغربية. لقد عايرت جميع الأطراف أفعالها - ومع ذلك، فإن الانزلاق نحو صراع أكبر، والذى قد يجر إيران والولايات المتحدة، قد اكتسب زخمًا.
إن إذلال حزب الله، والأضرار التى لحقت به نتيجة لتسلل أجهزته وقتل قادته، جعل من الصعب على الجماعة أن تتراجع دون تدمير مصداقيتها. لقد جعلت وقف إطلاق النار فى غزة شرطاً غير قابل للتفاوض لإنهاء الهجمات. ولكن بدلاً من خفض التصعيد هناك، يدرس نتنياهو خطة لإجبار مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين على الخروج من شمال غزة ومحاصرة مسلحى حماس لإجبارهم على إطلاق سراح الرهائن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د مصطفى محمود التصعيد بين إسرائيل وحزب الله المخاطر الشرق الأوسط الضربات المستمرة لبنان
إقرأ أيضاً:
«أنصار الله» تعلن المرحلة الرابعة من حصارها إسرائيل وتحذّر الشركات العالمية!
صعّدت جماعة “أنصار الله” اليمنية من عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، معلنةً مساء الأحد إطلاق المرحلة الرابعة من الحصار البحري، التي تشمل استهداف جميع السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، بغض النظر عن جنسيتها أو وجهتها، في إطار ما وصفته بعمليات إسناد ودعم للفصائل الفلسطينية في غزة.
وقال العميد يحيى سريع، المتحدث باسم قوات “أنصار الله”، في بيان بثّه تلفزيون “المسيرة” التابع للجماعة، إن القوات المسلحة اليمنية قررت “تصعيد عملياتها العسكرية الإسنادية” عبر تنفيذ المرحلة الجديدة من الحصار، محذّراً الشركات العالمية من استمرار التعامل مع إسرائيل، ومؤكداً أن “السفن ستُستهدف في أي مكان تطاله أيدي القوات المسلحة اليمنية”.
ودعا سريع الدول والشركات إلى الضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية ورفع الحصار عن غزة، مشيراً إلى أن العمليات اليمنية “نابعة من التزام أخلاقي وإنساني تجاه الشعب الفلسطيني”، مؤكداً أن الهجمات ستتوقف فور “وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة”.
إعلان التصعيد الجديد جاء بعد يوم من تحذير “أنصار الله” من إمكانية إغلاق مضيق باب المندب، الممر المائي الاستراتيجي الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، في حال استمرار العدوان الإسرائيلي، مما يهدد الملاحة الدولية بشكل مباشر.
وكان عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة، قد كشف الأسبوع الماضي أن قواته نفّذت منذ نوفمبر 2023 أكثر من 1679 هجوماً باستخدام صواريخ، طائرات مسيّرة، وزوارق حربية ضد أهداف إسرائيلية وسفن مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.
وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة من الهجمات نفذتها الجماعة ضد سفن مرتبطة بإسرائيل: 9 يوليو الجاري: استهداف السفينة التجارية “إترنيتي سي” في البحر الأحمر، أثناء توجهها إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، ما أدى إلى إغراقها، 7 يوليو: مهاجمة السفينة “ماجيك سيز”، بزعم أنها تابعة لشركة خرقت قرار حظر دخول السفن إلى موانئ إسرائيل، ومنذ نوفمبر 2023، نفذت الجماعة هجمات متواصلة ضد السفن الإسرائيلية والغربية، بالتزامن مع عمليات إسرائيل في غزة.
ورداً على هذه الهجمات، شنت إسرائيل في 22 يوليو ثماني غارات جوية على ميناء الحديدة غربي اليمن، ما أدى إلى احتراق صهريج وقود، وتدمير لنشات قطر ومعدات ثقيلة، كانت تستخدم في إصلاح أضرار قصف سابق، بحسب ما أفادت به مصادر محلية لـ”ريا نوفوستي”، ورغم التوصّل إلى اتفاق تهدئة بين أنصار الله والولايات المتحدة في السادس من مايو الماضي، إلا أن الجماعة أكدت أن وقف إطلاق النار لا يشمل العمليات ضد إسرائيل، ما يعني استمرار الهجمات في البحر الأحمر ضد السفن المرتبطة بها.