وجدت رحاب ناصيف نفسها، بين ليلة وضحاها، تمضي ليلتها في العراء بعدما اضطرت إلى الفرار من منزلها مثل غيرها من السكان في ضاحية بيروت الجنوبية بسبب غارات الاحتلال الإسرائيلي العنيفة طوال ساعات الليل.

وقالت المرأة البالغة 56 عاما، لوكالة فرانس برس، بعدما أمضت ليلتها في حديقة كنيسة في وسط بيروت، على غرار كثيرين "توقعت أن تتوسع الحرب لكنني خلت أنها ستطال أهدافا، لا المدنيين والبيوت والأطفال".



وأضافت "لم أجهز ملابسي ولم يخطر ببالي حتى أننا سنخرج بهذا الشكل، ونجد أنفسنا فجأة في الشارع".


وشن الاحتلال الإسرائيلي عشرات الغارات العنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية خلال الليلة الماضية ضمن عدوانه المتواصل على لبنان، مطالبا سكانها بإخلائها تباعا خلال ساعات الليل.

وكان وهج غارات الاحتلال العنيفة كفيلا بإضاءة سماء المنطقة على الرغم من حلول الظلام، في مشهد غير مسبوق منذ حرب عام 2006.

وقالت رحاب التي تعتني بسيدة مسنّة وتقيم في حي السلم، أحد أفقر أحياء ضاحية بيروت الجنوبية، "أشعر اليوم بقلق وخوف من المجهول. أن تتركي منزلك ولا تعلمي الى أين تتجهين وماذا سيحدث لك وهل ستعودين الى بيتك؟ كلها أسئلة بحاجة الى أجوبة".
اهل الضاحية نازحين سيرا على الاقدام في بيروت pic.twitter.com/n2S0VXTjQh — M_Ismail محمد_اسماعيل (@Moh_ism7) September 28, 2024 المواطنون يفترشون الشوارع في بيروت بعد نزوحهم من الضاحية الجنوبية على اثر القـ.ـصف الإسرائيلي المستمر على انحاء متفرقة من الضاحية.

هكذا حدث مع أهلنا في غزه والدور جايي على كل الدول العربيه لخذلانهم لفلسطين

افيقوا يا عرب pic.twitter.com/ykhOQRGPPu — ُM - َNabِeelّ ???????? (@M_Yemen_2731) September 28, 2024
وأظهرت لقطات مصورة من الضاحية الجنوبية دمارا كبيرا في الأبنية بعد الغارات التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، والتي استهدفت المقر المركزي" لحزب الله في حارة حريك.

وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي تخزين أسلحة في المباني المدنية التي استهدفت في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو ما نفى حزب الله اللبناني بشدة.

وعلى وقع الغارات العنيفة، اضطرت مئات العائلات إلى الفرار من الضاحية وسط حالة من الإرباك والهلع، في حين أعلنت مدارس ومساجد وكنائس فتح أبوابها ليلا في محاولة لاستيعاب تدفق النازحين.

ووفقا لوكالة فرانس برس، فإن  عائلات بأكملها أمضت ليلتها مع أطفالها في العراء وافترشت الحدائق والأرصفة على الكورنيش البحري وفي أحياء عدة من العاصمة بيروت.

وفي ساحة الشهداء، توزعت عائلات في كل ناحية مع سياراتهم وبدت ملامح الإرهاق والتعب واضحة على الوجوه، بينما أمضى آخرون ليلتهم على الأرض، تحميهم أغطية خفيفة.

وقالت هلا عز الدين (55 عاما)، التي نزحت مع عائلتها وأحفادها الصغار من برج البراجنة، إحدى المناطق التي طالتها الغارات الإسرائيلية "اشتدت حدّة القصف ليلا وبدأ البيت يهتز بنا".

ووصفت هلا التي تهدم منزلها خلال حرب تموز /يوليو 2006 بانفعال ما جرى ليلا بأنه "كبير جدا".
وقالت في حديثها لفرانس برس وهي تجلس على رصيف في ساحة الشهداء، حيث أمضت الليلة، "لسنا مضطرين لأن نعيش ما حدث في غزة ولسنا مضطرين لتحمل ذلك".

على بعد أمتار، تحاول حوراء الحسيني (21 عاما) أن تتمالك نفسها بعد ليلة مضنية. وتقول بعدما أمضت ليلتها مع والدها وشقيقها وشقيقتها في ساحة الشهداء، "كانت ليلة صعبة جدا، الصواريخ فوق منزلنا، ولن أنسى صوت الأطفال" في الحي.

وتضيف "سنعود الآن إلى منزلنا (في الضاحية الجنوبية)، لكننا خائفون، لم نعد نستطع بصراحة أن نعيش في هذا البلد"، وفقا لفرانس برس.


ومنذ صباح الاثنين، يشن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية العنيفة وغير المسبوقة على مواقع متفرقة من جنوب لبنان، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 728 شخصا، وإصابة 2658 آخرين بجروح مختلفة، بينهم أطفال ونساء ومسعفون، بحسب أحدث بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من تفجيرات أجهزة اتصالات لاسلكية من نوعي "بيجر" و"ووكي توكي- آيكوم ICOM V82"، في مناطق مختلفة من لبنان، ما أسفر عن سقوط 32 شهيدا، وإصابة نحو 3250 آخرين بجروح مختلفة.

في المقابل، يواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي موسّعا نطاق استهدافاته؛ ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية مطلع الأسبوع الجاري.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية بيروت الاحتلال لبنان الضاحية الجنوبية لبنان بيروت الاحتلال الضاحية الجنوبية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الضاحیة الجنوبیة ضاحیة بیروت من الضاحیة

إقرأ أيضاً:

39 شهيدًا ومصابون في غارات إسرائيلية على القطاع

غزة - صفا استشهد 39 مواطنًا، وأصيب آخرون، منذ فجر يوم الثلاثاء، في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة في اليوم الـ662 للعدوان. وأفاد مراسل وكالة "صفا" باستشهاد مواطن وأطفاله الأربعة إثر قصف من مسيرة إسرائيلية على خيمة نازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.  والشهداء هم: رامي مصطفى علي اللحام، وأطفاله ديما وحمزة ومصطفى وأنس.  وقال إن مواطنين اثنين استشهدا وأصيب آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية لعائلة البطش قرب دوار حيدر غربي مدينة غزة. وذكر أن طائرات الاحتلال شنت غارات جوية على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وحي التفاح شمال شرقي المدينة. بدوره، أفاد مستشفى العودة بوصول صباح اليوم 30 شهيدًا غالبيتهم أشلاء، جراء عدة استهدافات شنها الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية، على منازل المواطنين في منطقة المخيم الجديد شمال النصيرات وسط القطاع. وأوضح أن من بين الشهداء الذين وصلوا صباح اليوم 14 امرأة و12 طفلًا. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • ليلة انتظار مساعدات دموية.. 46 قتيلاً في غارات إسرائيلية بقطاع غزة
  • واشنطن تضغط على بيروت لنزع سلاح حزب الله مقابل وقف الغارات الإسرائيلية
  • 51 شهيدًا ومصابون في غارات إسرائيلية على القطاع
  • 39 شهيدا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • 39 شهيدًا ومصابون في غارات إسرائيلية على القطاع
  • 34 شهيدًا ومصابون في غارات إسرائيلية على القطاع
  • شهداء ومصابون في غارات إسرائيلية على القطاع
  • مأساة متكررة.. وداع مؤلم لضحايا الغارات الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة
  • كابوس غزة يلاحق جنود الاحتلال.. انتحار جندي جديد
  • شهداء وإصابات في سلسلة غارات استهدفت وسط وجنوب قطاع غزة