بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي اغتياله.. من هو حسن نصرالله؟
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
ندى خاطر
تعتبر شخصية حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، واحدة من أكثر الشخصيات السياسية والعسكرية تأثيرًا في الشرق الأوسط.
ومع تصاعد الأحداث في المنطقة، وأحدثها إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن اغتياله، تثار تساؤلات عديدة حول تأثير هذا الحدث على الساحة اللبنانية والإقليمية.
النشأة والبدايات
ولد حسن نصر الله في 31 أغسطس 1960 في قرية برج البراجنة، إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت، كان ينتمي إلى عائلة شيعية متواضعة، وبدأ تعليمه في المدارس المحلية قبل أن ينتقل إلى النجف بالعراق للدراسة في الحوزة العلمية.
وتأثر خلال فترة دراسته بأفكار الفيلسوف الشيعي محمد باقر الصدر، مما عزز قناعته بأهمية العمل السياسي والمقاومة ضد الظلم والاحتلال.
وبعد عودته إلى لبنان في عام 1976، انخرط نصر الله في النشاط السياسي، حيث أصبح عضوًا في حزب الله بعد تأسيسه عام 1982.
وسرعان ما أثبت كفاءته في العمل الحزبي، ليصعد في المراتب القيادية.
صعوده إلى القيادة
وقد تولى حسن نصر الله الأمانة العامة لحزب الله في عام 1992 بعد اغتيال سلفه عباس الموسوي.
فمنذ توليه القيادة، اتخذ نصر الله مسارًا استراتيجيًا يتسم بالجرأة والعزم، حيث عمل على تحويل حزب الله من جماعة مقاومة محلية إلى قوة سياسية وعسكرية ذات تأثير كبير على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وحظي نصر الله بشعبية كبيرة في لبنان بفضل انتصارات حزب الله ضد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في حرب يوليو 2006، التي اعتبرها الكثيرون انتصارًا كبيرًا في مقاومة الاحتلال.
ولقد ساهمت هذه الحرب في تعزيز مكانته كزعيم شعبي، حيث نجح في كسب دعم قطاعات واسعة من المجتمع اللبناني، فضلًا عن تعاطف العرب والمسلمين في مختلف أنحاء العالم.
سياسات حسن نصر الله وأفكاره
وحسن نصر الله هو زعيم يعتنق فكرة المقاومة المسلحة كوسيلة أساسية لتحقيق الأهداف السياسية.
حيث يتميز خطابه بالقدرة على التحفيز والتعبئة، حيث يعتمد على خطاب سياسي وديني يجمع بين المفاهيم الوطنية والدينية.
ويروج لفكرة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مُعتبرًا أن هذه المقاومة تمثل حقًا طبيعيًا للشعوب المحتلة.
وتتضمن سياساته أيضًا التوجه نحو تعزيز العلاقات مع إيران وسوريا، حيث يعتبر أن دعم هاتين الدولتين ضروري لتحقيق أهداف حزب الله.
ويعكس هذا التحالف الاستراتيجي رغبة نصر الله في إنشاء محور مقاومة يضم فصائل إسلامية أخرى، ويُعتبر هذا المحور تحديًا كبيرًا للهيمنة الغربية في المنطقة.
تأثيره على الوضع الإقليمي
ولقد كان لحسن نصر الله تأثير كبير على الصراعات الإقليمية، حيث لعب حزب الله دورًا محوريًا في النزاع السوري، داعمًا نظام بشار الأسد في مواجهة المعارضة.
هذا التدخل زاد من تعقيد الوضع في سوريا وأدى إلى تصعيد الصراع الطائفي، مما أثر على الأوضاع في لبنان.
كما شكلت العلاقة بين حزب الله وإيران محورًا رئيسيًا في السياسة الإقليمية، حيث تعتبر طهران الداعم الرئيسي للحزب، مما جعل من حزب الله أداة استراتيجية لإيران في الصراع ضد إسرائيل ودول الخليج.
ردود الفعل على إعلان اغتياله
عند إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن اغتيال حسن نصر الله، اجتاحت ردود الفعل الساحة اللبنانية والعربية.
وانقسمت الآراء، حيث اعتبر الكثيرون أن هذا الإعلان يمثل تحولًا خطيرًا في الصراع بين حزب الله وإسرائيل، بينما رأى آخرون أنه قد يفتح الأبواب أمام تصعيد عسكري جديد في لبنان.
وفي لبنان، جاءت ردود الفعل من مختلف الطوائف، حيث أعربت بعض الأطراف عن القلق من تصاعد العنف، بينما اعتبر البعض الآخر أن الاغتيال سيعزز من موقف حزب الله ويعطيه قوة إضافية، وقد دعا العديد من القادة السياسيين إلى ضبط النفس، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في البلاد.
السيناريوهات المستقبلية
ومع استمرار الأحداث، تبقى السيناريوهات مفتوحة حول ما قد يحدث بعد إعلان اغتيال نصر الله.
فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تصعيد عسكري من قبل حزب الله، مما يضع لبنان أمام خطر الحرب الأهلية مجددًا.
كما قد يتسبب في تحفيز بعض الجماعات الأخرى في المنطقة لتعزيز أنشطتها، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني.
وفي المقابل، قد تسعى بعض القوى الإقليمية والدولية إلى استغلال هذا الحدث لتحقيق مصالحها، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في لبنان والشرق الأوسط.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاحتلال الاسرائيل الاحتلال الاسرائيلي الأمين العام لحزب الله الأمين العام لحزب الله اللبناني البدايات الجماعات الساحة اللبنانية الشرق الأوسط العاصمة اللبنانية العاصمة اللبنانية بيروت العمل السياسي العمل الحزبي العلاقات المقاومة انتصارات تصاعد الأحداث تصاعد العنف حزب الله اللبناني حسن نصرالله حسن نصر الله شخصيات علاقات
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يروج لرواية “استهداف مواقع تدريب” وحزب الله لم يعلق
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، التصعيد العسكري على الأراضي اللبنانية، معلنًا أنه استهدف ما قال إنه "مجمع تدريب تابع لقوة الرضوان" في جنوب لبنان، إلى جانب مواقع أخرى زعم أنها "بنى تحتية عسكرية" لحزب الله.
ورغم الرواية الإسرائيلية التي تكررت خلال الأيام الماضية عن استهداف "مراكز تدريب" و"مواقع إرهابية"، فإن السكان في الجنوب يتحدثون عن غارات تطال مناطق مأهولة وأراضٍ زراعية وأحياء قريبة من بيوت المدنيين، في وقت يزداد فيه القلق من توسع العدوان نحو العمق اللبناني.
وقال جيش الاحتلال في بيانه إن الطائرات الحربية قصفت "مجمع تدريب وتأهيل يستخدمه حزب الله"، وإن الاستهداف جاء بعد ضرب موقع مشابه قبل أيام.
وأضاف أن "المقاتلين في هذه المواقع يخضعون لتدريبات على الأسلحة وتنفيذ هجمات ضد جنود الجيش والمستوطنين"، على حد زعمه — وهي رواية اعتادت إسرائيل استخدامها لتبرير توسع عملياتها العدوانية داخل لبنان.
كما ادعى الجيش أنه استهدف "بنى تحتية عسكرية إضافية" في مناطق عدة جنوب لبنان، مستندًا إلى "معلومات استخباراتية".
لكن في لبنان، يشير ناشطون ومسعفون إلى أن هذه الادعاءات لا تخفي حقيقة أن القصف يجري في مناطق ملاصقة لبلدات سكنية، وأن ما تسميه إسرائيل "بنية تحتية عسكرية" يشمل في كثير من الحالات أبنية تضررت سابقًا أو أراضٍ فارغة قريبة من منازل المدنيين، الأمر الذي يزيد المخاوف من سقوط ضحايا في أي لحظة.
توتر متصاعد منذ حرب غزةيأتي هذا التصعيد في ظل استمرار التوتر على الجبهة اللبنانية منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر 2023، حين فتح حزب الله جبهة مساندة للمقاومة الفلسطينية. ومنذ ذلك الحين، يعيش جنوب لبنان تحت وطأة القصف الإسرائيلي شبه اليومي، الذي استهدف منازل، سيارات إسعاف، منشآت مدنية، ومناطق حدودية مكتظة بالسكان.
ووصلت الغارات خلال الأشهر الأخيرة إلى مناطق أبعد في العمق اللبناني، في ظل تهديدات إسرائيلية متكررة بـ"تغيير قواعد الاشتباك"، بينما يؤكد حزب الله التزامه بالرد على أي اعتداء واستمرار "معادلة الردع" لمنع الاحتلال من فرض واقع جديد.