عين ليبيا:
2025-07-28@01:15:46 GMT

الدبيبة ما بين الضغوط الداخلية والخارجية

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

استرعى انتباه الكاتب جملة لمعالي رئيس حكومة الوحدة الوطنية السيد عبدالحميد الدبيبة نشرتها قبل أيام أخبار ليبيا “ما دوسش على خشمي وتعال” ومع أن الصحيفة فسرت ذلك بأنه مستعد لتسليم السلطة لحكومة جديدة إلا أنه قد يكون لهذه الجملة أبعادها المخفية. حيث أن معالي الرئيس مناور بامتياز ويصعب التكهن بما تحمله هذه الجملة في طياتها من معاني بشأن مستقبل ليبيا وما ينتظرها من مفاجآت.

إلا أن تفسير الكلمة بالتأكيد يحمل معاني ولها دلالالتها ورسائلها إلى الداخل ولا يمكن استبعاد أنها في سياق رؤية الخارج للوضع في ليبيا. الكاتب على قناعة بأن قاعدة فيلفريدو باريتو عالم الاقتصاد الايطالي يمكن تطبيقها على الوضع الليبي. بالتأكيد أن حجم الضغوط الخارجية تمثل 20% من الضغوط الداخلية التي قد تصل إلى 80% إلا أن تأثير 20% من الضغط الخارجي له فعالية، تفوق تأثير الوضع الداخلي، ويصل إلى 80% من النتائج بينما كفاءة الضغوط الداخلية لا تتجاوز نتائجها 20% من الفعالية وتظل مطلوبة ولا يتنسى لليبيا الاستقرار إلا بهذه النسبة البسيطة 20%. ستناقش المقالة تأثيرات الوضع الخارجي والداخلي على استقرار ليبيا في ظل الظروف الراهنة.

الضغوط الخارجية:

البدء بالحديث عن الضغوط الخارجية بالتأكيد لها الأثر الأكبر في النتائج، 80%، حسب رؤية الكاتب وهذا يدفعنا لمراجعة خبرين مهمين:

أولاً: فكرة حكومة جديدة:

كان هناك شبه إجماع للمجتمع الدولي بانتقال سلطة الحكومة عبر الانتخابات إلا أنه بالتأكيد يوجد عدد من الأسباب غيرت هذه النظرة وتتمثل في الآتي:

بدأت تظهر الحاجة لتوافق دولي لاستقرار ليبيا، بعكس ما كانت يروج في ردهات البعثة قبل عدة أشهر، والظروف المحيطة بليبيا غير  المستقرة وغير المطمئنة قد تكون سبباً في التمسك اليوم بالتوافق على استقرار ليبيا. الأرضية في ليبيا لا تسمح بنجاح الانتخابات وهذا يرجع لما يلي:

– لم تنجح حكومة الوحدة في توحيد مؤسسة الدفاع مع استمرار وجود خلل في المؤسسات الأمنية بحكم وجود حكومتين.

– شرعنة جميع المؤسسات في ليبيا باتفاق الصخيرات له دلالالة على وجود ثغرات تشريعية إضافة إلى عدم قدرة الإعلان الدستوري على إيجاد مخارج قانونية لحالة الفوضى في ليبيا.

– وجود تنافس غير مبرر بين المجموعات المسلحة بليبيا ولا يصب في مصلحة ليبيا بل يؤزم من وضعها على جميع الأصعدة.

– الصراع على مصرف ليبيا المركزي وما آل إليه من إشكاليات داخلية وخارجية.

– تجذر مفهوم وفلسفة توزيع الثروة، ببنية عقلية المواطن/ة الليبي/ة، وبنية العقلية المناطقية الجمعية، عوضاً من التفكير في صناعة الثروة وتنميتها.

– فقر المسؤولين التنفيذيين لأي رؤية ومشروع تنموي متكامل يخدم ليبيا فثقافة المحاصصة وتسمية الأشخاص هي السائدة والغالبة والمدمرة أيضاً للوضع الليبي.

ثانياً: لقاء السيدة روزماري ديكارلو ببعض مؤسسات المجتمع المدني:

الواضح بأنه سيكون للمجتمع المدني دوراً فاعلاً في الحوار الذي سترتبه بعثة الأمم المتحدة وما لقاء السيدة ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة مع بعض مؤسسات المجتمع المدني الليبية إلا مؤشرات في هذا الاتجاه، أكدته في كلمتها حيث ذكرت بأن: “وجود مجتمع مدني حر ومفتوح يعتبر أمراً مهماً، مشيرة إلى أن المجتمع المدني المزدهر هو قوة لا غنى عنها للتغيير من أجل تعزيز الحقوق” وقد تعني بأنه سيكون للمؤسسات النسوية والشبابية والشعوب الأصيلة حضوراً في طيف المجتمع المدني الليبي.

الوضع الداخلي:

بالبناء على ما ذكرته السيدة ديكارلو ربما سنجد أنها تستند إلى بعض الملاحظات تعبر عن الوضع الداخلي المتردي والمساعد على استمرار الأزمة تتلخص في الأتي:

أداء الأطراف السياسية لا يوحي بجديتها في التغيير بل يؤكد على استمرار مصالحها في هكذا وضع وظروف تعيشها ليبيا. الانقسام السياسي الذي تعيشه ليبيا لا ينطبق على المواطنين/ات لذلك سيكون تمثيلهم وسماع صوتهم من خلال المجتمع المدني عاملاً مهماً في حل الأزمة. استمرار سطوة وسيطرة المال والسلاح على الوضع في ليبيا عائق في سبيل حل الأزمة.

وتظل الحاجة لتمكين المجتمع المدني الحر من امتلاك حقوقه في العيش بسلام وأمان مستمر وعدل واستقرار شامل مسؤولية المجتمع الدولي والمجتمع المدني بليبيا.

ما المطلوب لحل الأزمة؟

لحل الأزمة في ليبيا، وتهيئة أرضية صالحة للانتخابات، هناك شقين مهمين: داخلي بنسبة (20%) وخارجي بنسبة(80%). فبالنسبة للخارجي على المجتمع الدولي اتخاذ عدد من الخطوات المهمة وتتمثل في الأتي:

إبعاد الدول المؤثرة سلباً على الوضع في ليبيا. المساعدة في بناء قدرات عسكرية، بعيدة عن التأثيرات الداخلية والخارجية، تتسم بالانضباطية التامة لحماية النظام السياسي القادم والتحرر من أي ولاءات أيديولوجية أو حزبية. تمكين المجتمع المدني ليقول كلمته في مستقبل ليبيا. الاشتراط على الحكومة القادمة أن تكون صاحبة مشروع وليس أسماء تصل للسلطة بالصفقات والأموال.

التعاطي مع الوضع اليوم في ليبيا يتطلب حذر بألا يتم التغيير بشكل غير مدروس مما قد يخلق فراغ وخاصة في المنطقة الشرقية. أما بالنسبة للدور الداخلي عموماً فيجب أن يعي الشعب الليبي بأكمله أن استخدام نفس الأدوات، استمرار المؤسسات القديمة، لن يصنع حلاً في ليبيا وعلى المجتمع المدني، خاصة من لهم تاريخ نضالي ومناقشات طويلة لصياغة مشروع لحل الأزمة، التحرك والمساهمة في تحويل المشروع لعمل يمكن صناعة منه حل الأزمة في ليبيا والخروج بها إلى بر الأمان وتهيئة أرضية صالحة لانتخابات حرة يكون التنافس فيها بأحزاب تقترح مشاريع تنموية تنافس بعضها البعض.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: المجتمع المدنی فی لیبیا إلا أن

إقرأ أيضاً:

انعدام التواصل وعدم الإجابة علي الرقم الأخضر الخاص بإدارة الحوض المائي بمراكش يفتح الباب للفوضى والحفر العشوائي للآبار ومطالب للسيد الوالي بتصحيح الوضع

 

في ظل الأزمة المائية الخانقة التي تعرفها جهة مراكش-آسفي، وما تشهده المملكة من جفاف متواصل يهدد الموارد الطبيعية وعلى رأسها الفرشة المائية، تتصاعد المخاوف من استمرار الحفر العشوائي للآبار، في غياب مراقبة فعالة من الجهات المختصة، وعلى رأسها إدارة الحوض المائي لمراكش.

ففي إقليم الحوز، توصلت هيئات حقوقية وصحفية بمعطيات خطيرة بشأن حفر بئر بطريقة مشبوهة، مما دفعها إلى محاولة التبليغ عبر الرقم الأخضر المخصص لهذا الغرض. إلا أن الاتصالات المتكررة قوبلت بعدم التجاوب، في وقت حساس يستدعي اليقظة والتدخل السريع. كما تم التواصل عبر أرقام خاصة بممثلي شرطة المياه، دون أن تتم أي استجابة، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول نجاعة آليات التواصل وسرعة التدخل في مثل هذه الحالات.

إن هذا التقاعس، في وقت يفترض أن تكون فيه هذه المؤسسات في طليعة الجهات المدافعة عن الموارد الطبيعية، يعكس خللاً في منظومة الحوكمة المائية بالجهة، ويعطي الانطباع بوجود تهاون في تطبيق القوانين المنظمة لعمليات الحفر، ويفتح المجال أمام ممارسات غير قانونية من شأنها أن تفاقم الأزمة.

وتطالب الهيئات المدنية والحقوقية والي جهة مراكش-آسفي بالتدخل العاجل لتصحيح هذا الوضع غير المقبول، من خلال تفعيل دور الرقابة وضمان تجاوب فعال مع شكاوى المواطنين، في احترام تام لروح القانون ولحالة الطوارئ البيئية التي تعيشها البلاد.

إن الحفاظ على الفرشة المائية مسؤولية جماعية تبدأ من حسن تدبير المؤسسات المعنية، وتمر عبر ضمان قنوات اتصال فعالة، وتنتهي بتطبيق صارم للقوانين في وجه المخالفين.

مقالات مشابهة

  • منظمات المجتمع المدني بغزة تطالب بسرعة إدخال كميات كافية من حليب الأطفال
  • منظمات المجتمع المدني تطالب بوقف سياسة "التقطير" وفتح المعابر بانتظام
  • منظمات المجتمع المدني تطالب بوقف سياسة "التقطير" وفتح المعابر بانتظام دون شروط
  • المجلس القومي لحقوق الإنسان ينظم لقاء تنشيطيا لمنظمات المجتمع المدني
  • تيته تُقدّم إحاطة لـ«مجلس السلم والأمن الإفريقي» حول تطورات الوضع في ليبيا
  • زيارة مستشار ترامب.. جديد السياسة الأمريكية تجاه ليبيا
  • زيارة مستشار ترامب: جديد السياسة الامريكية تجاه ليبيا
  • انعدام التواصل وعدم الإجابة علي الرقم الأخضر الخاص بإدارة الحوض المائي بمراكش يفتح الباب للفوضى والحفر العشوائي للآبار ومطالب للسيد الوالي بتصحيح الوضع
  • محامي السنوسي: القضاء الليبي أصدر قرارا بإطلاق سراح موكّلي لأسباب طبية إلا أن الدبيبة عطّل القرار
  • "النواب الليبي" يطالب بموقف دولي حازم وعاجل ضد التجويع بغزة