ما الذي يعنيه نتنياهو ب”تغيير واقع الشرق الأوسط”؟
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، عن عزمه “تغيير واقع الشرق الأوسط”، في وقت تمكن من توجيه ضربة قاسية لحزب الله في لبنان باغتيال أمينه العام، ومهاجمة مدينة الحديدة في اليمن.
وقال نتنياهو: “نعمل على تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط كله وتغيير توازن القوى يجلب معه احتمالا بتحالفات جديدة في المنطقة”.
وكان نتنياهو قد أطلق هذا الطموح بعد بدء حملته الوحشية على قطاع غزة الفلسطيني، لكنه هذه المرة يأتي بعد تحقيق انتصار تكتيكي على حزب الله في لبنان، وشن 15 غارة جوية على منشآت مدنية في محافظة الحديدة الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
خبراء: اغتيال حسن نصر الله فرصة لزعيم الحوثيين لماذا الحوثيون سعداء للغاية بالهجمات الإسرائيلية؟! الحوثيون يوسعون العلاقات خارج محور إيران خنجر البحر الأحمر.. رسم خارطة صعود الحوثيين خلال العشرية السوداء لعبة شطرنجوقال الصحافي والباحث اليمني سمير رشاد اليوسفي: نتنياهو يتحدث عن تغيير واقع الشرق الأوسط وكأننا في لعبة شطرنج!
وأضاف اليوسفي: بينما تستعد إسرائيل للاجتياح (لبنان)، الأنظمة العربية تتصارع فيما بينها وبعضها أشد خطراً على شعوبها من إسرائيل.
وتساءل: أي تغيير هذا عندما يكون الأعداء أوضح من الأصدقاء؟ يبدو أن الانقسام الطائفي جعل الجميع مشغولين، بينما يخطط الآخرون لتوسيع حدودهم.
من جهته يرى لقاء مكي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات وأستاذ الدعاية من جامعة بغداد أن “حققت إسرائيل زخما استراتيجيا بما فعلته حتى الآن في لبنان، حيث استعادت قوة الردع التي فقدتها يوم ٧ اكتوبر ٢٠٢٣، وتمكنت حتى الآن من تحييد إيران، وإجبارها على اتخاذ موقف سلبي من دعم محورها.
وأضاف: ومن غير الواقعي الاعتقاد أنها ستتوقف عند حدود ما فعلته حتى الآن، ولذلك فلوعيده هذا المرة، جدية ينبغي النظر لها بعناية وتوقع الهدف الذي تريد أن تصل إليه.
فلسطين والبحر الأحمر في الاستراتيجية الإيرانية يد الظل الإيرانية في هجمات الحوثيين على البحر الأحمر عيوب التفكير الاستراتيجي.. لماذا لا تنجح الضربات البريطانية والأمريكية على اليمن؟ ثنائية الخطر الخارجي والسيطرة الداخلية.. ما وراء إدانة اليمنيين بخلايا التجسس؟! (تحليل خاص) الهدف الإسرائيلي الراهنومن الواضح أن الزخم بتحقيق الأرباح في لبنان، والذي يعتبر أكبر انتصارات الاحتلال في لبنان منذ الثمانينات، يدفعه إلى بُعد أكبر باستهداف “محور المقاومة”.
وقال مكي: والهدف الراهن هو جميع أطراف المحور بلا استثناء، سواء في العراق أو سورية أو اليمن، وهذا الأمر غير محدد بوقت.
وأشار إلى أن ذلك سيتم: دون رادع إقليمي أو دولي، فإيران لن تدعم أذرعها بعدما فرطت حتى الآن بذراعها الأساسي وهو حزب الله، وستمضي إسرائيل بنفس المنهجية فيما يتصل بكل القوى المؤيدة لإيران، وهي جميعا أضعف كثيرا من حزب الله.
أما سيف الإسلام عيد الباحث والكاتب المصري فيرى أن نتنياهو “عازم على تنفيذ مخططه الذي يقضي باختصار بتقسيم الدول العربية بين حليف أو عدو”.
وأضاف: الحليف مطبّع، مسالم، مشارك في دحر أي خطر عن أمن الكيان. والعدو يضايق الكيان ولو بعدم التعاطي معه، وهو أضعف الإيمان.
(حصري)… تغييرات حوثية واسعة في اللوائح والإدارات وموظفي الدولة والمحافظات (حصري) قرارات وأجهزة مخابرات جديدة.. كيف يواجه الحوثيون مخاوف السخط الشعبي والانشقاقات الداخلية؟ الحوثيون يمسكون بصنعاء منذ عقد من الزمان.. كيف وصلوا وما آفاق اليمنيين خلال 10 سنوات قادمة؟!ويشير لقاء مكي إلى أن سيناريو استهداف محور المقاومة “لن يكون نهاية الأمر، ذلك أن إسرائيل تدرك أن مصدر التهديد التاريخي لها، ليس في إيران، فهذا مجرد عدو تكتيكي، الخطر على إسرائيل يكمن في الدول العربية المركزية، وأبرزها العراق وسورية، بعد تحييد مصر بمعاهدة السلام.
وأضاف: الأمر هنا يتعلق بشعبي الدولتين لا بنظاميهما، لذلك فالهدف النهائي ربما سيمتد لرسم واقع جيوسياسي جديد للبلدين، باستغلال الانقسام الاجتماعي والسياسي الحاد فيهما، والعمل على تقسيمهما، وتحقيق هدف إسرائيلي قديم يعود للعام ١٩٥٥.
وتعيش سوريا والعراق وضعاً سيئاً، مع الحروب الأهلية التي عصفت بهما، حيث تعاني سوريا من سلطات أمر واقع متنافسة، والوضع ذاته بالنسبة للعراق الذي تتصاعد فيه صراعات الهوية والطائفية والمناطقية.
إسرائيل المهيمنة
ويقول “مكي”: تقسيم العراق وسورية سيلاقي رفضا من بعض دول الإقليم ورضى أخرى، أما إيران فأغلب الظن أن إسرائيل وأمريكا سيكتفيان بإضعافها وتحييدها دون تقسيمها لأسباب تتعلق بتداعيات ذلك على آسيا الوسطى وأوروبا ودول الخليج، فضلا عن أن إيران الموحدة والضعيفة ستكون فوائدها أكثر من ضررها للغرب.
ولفت إلى أن هذا الواقع الجديد “سيجعل عملية التطبيع سياقا طبيعيا يمضي بسلاسة ودون قيود أو روادع، وحينها تطمح إسرائيل أن تكون الدولة المهيمنة في الشرق الأوسط الجديد، تتسابق الدول المهزومة على التعامل معها بحثا عن الحماية والأمن”.
ويرى “عيد” أن “هكذا يريد العدو نتنياهو تنصيب نفسه حاكمًا لشرق أوسط جديد يلجمه وقت الحاجة ويطلقه على عدوه وقت أن يشاء”.
من جهته يرى جدعون ليفي الكاتب في صحيفة هآرتس أن “نتنياهو يظن أنه سيحقق انتصاراً شاملاً، يتخلص من حماس وحزب الله ويهدد إيرا، وبعد ذلك سيشكل الشرق الأوسط”.
وتابع: لكني أقول إن هذا هو الوهم، فالحقيقة مختلفة بشكل كامل.
يمن مونيتور30 سبتمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام نتنياهو: نتبع خطة منهجية لتغيير واقع الشرق الأوسط مقالات ذات صلة
نتنياهو: نتبع خطة منهجية لتغيير واقع الشرق الأوسط 30 سبتمبر، 2024
ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية على الحديدة غربي اليمن 30 سبتمبر، 2024
الحوثيون يتوعدون بمهاجمة الإمارات والسعودية والأردن رداً على إسرائيل 30 سبتمبر، 2024
منتخب اليمن يتأهل رسميا إلى نهائيات آسيا للشباب 2025 29 سبتمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الغارات الإسرائیلیة على الحدیدة الحوثیین فی الیمن على إسرائیل فی لبنان حتى الآن
إقرأ أيضاً:
ما قصة النفق الذي ظهر منه نتنياهو في ذكرى احتلال القدس؟
لم يكتف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعقد اجتماع لحكومته الأسبوع الماضي بمناسبة الذكرى الـ58 لـ"توحيد القدس" داخل "مدينة داود" الاستيطانية ببلدة سلوان شرقي القدس، بل أصرّ على نشر مقطع فيديو عبر منصات التواصل وهو يظهر من نفق أسفل هذه البلدة ليقول إن آباءه مرّوا منه قديما وهم في طريق صعودهم إلى "جبل الهيكل" (التسمية التوراتية للمسجد الأقصى).
وفي بداية المقطع المصور سُئل نتنياهو أين نحن الآن؟ وأجاب "في شارع الصعود بالأقدام بمدينة داود، قصة مدهشة! انظر إلى الأرض، هنا آثار أقدام آبائنا الذين مشوا عليها.. كانوا يدخلون بركة الطهارة ثم يصعدون إلى جبل الهيكل ويصلون".
وأضاف نتنياهو "القدس كانت دائما بأعيننا.. عدنا وحررنا القدس القديمة والجديدة وللأبد ستبقى بأيدينا".
الجزيرة نت سألت الباحث في تاريخ القدس إيهاب الجلاد عن تاريخ الموقع الذي ظهر من داخله نتنياهو، واستهلّ حديثه بالقول إن هذا شارع لا نفقا وغُطّي بالبناء لاحقا.
وفي التفاصيل قال الجلاد إن هذا النفق كان امتدادا لشارع أطلق عليه قديما اسم "الجبّارين" أو "الطواحين" وفقا لما ذكره المؤرخون الرومان والمسلمون.
وامتد الشارع من باب العمود مرورا بطريق الواد، فمنطقة حارة المغاربة، ثم يستمر بالهبوط نحو حي وادي حلوة وينتهي عند منطقة عين سلوان.
نتنياهو: نقوم بكل ما يلزم من أجل إطلاق سراح الرهائن من #غزة وآمل أن نتمكن من الإعلان عن شيء بهذا الشأن#حرب_غزة pic.twitter.com/gqpeXhEDyB
— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 26, 2025
إعلان تعمد تغيير الملامحوبالتالي فإن الشارع قديم يخترق القدس من الشمال إلى الجنوب، واكتُشفت بعض مقاطعه بمحض الصدفة كالمقطع الذي ظهر أثناء صيانة أنابيب الصرف الصحي عند المرحلتين الثالثة والرابعة من طريق الآلام بالعتيقة، بالإضافة إلى مقطع منطقة باب المغاربة، ومقاطع أخرى عمل الإسرائيليون على نبشها وتنفيذ الحفريات فيها كمقطع وادي حلوة لأهداف سياسية بحتة وفقا للجلاد.
"ربما تعود بدايات هذا الشارع للفترة الرومانية المبكرة، لكن المقاطع التي اكتشفت في البلدة القديمة هي بيزنطية، ومعروف أيضا أن القدس بالفترة الإسلامية كانت تمتد إلى بلدة سلوان، وكان يوجد شارع يربط هذه البلدة بالبلدة القديمة وفي الفترة الأموية بالتحديد كان الشارع يصل إلى بِركة سلوان" أضاف الجلاد.
وأشار الباحث المقدسي إلى أن احتمال أن يكون الشارع رومانيا أمر وارد، كما أنه من الممكن أن يكون أصل الشارع إسلاميا، وهذا يحتاج إلى فحص من قبل علماء آثار محايدين لأن الحجر وحده لا يمكن أن يدلل على عمر الشارع، بل القطع الفخارية هي التي يمكن أن تساعد في تأريخ المرحلة.
"المشكلة تكمن في أن اليهود لا يأبهون بالآثار التي تدلل على الوجود الإسلامي ويهدفون لتعميتها وعدم إظهارها، ويدمرون خلال الحفريات كافة الطبقات حتى يصلوا إلى تلك التي تعنيهم، ويدّعون أنها تعود لفترة الهيكل أو للقرن الأول قبل الميلاد أو الأول بعده، أي فترة رودس".
وحول تاريخ الحفريات في تلك المنطقة أكد الباحث المقدسي أن أولها انطلق أواخر القرن الـ19 على يد الإنجليز في فترة الاحتلال البريطاني، وكانت أهدافها استعمارية لاكتشاف وإثبات مواقع مذكورة بالتوراة أو الكتاب المقدس.
إعلانلكن الحفريات اللاحقة وفقا للجلاد انطلقت في تسعينات القرن الماضي وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، وتنفذها جمعية "إلعاد" الاستيطانية والتي تدير مشروع "مدينة داود" السياحي الاستيطاني.
وأثرت هذه الحفريات على منازل المقدسيين في بلدة سلوان بسبب الفراغ الذي أحدثته أسفلها وبالتحديد في حي وادي حلوة، إذ هبط الشارع والكثير من أرضيات المنازل بين عامي 2007 و2009 وتصدعت الجدران، لأن الحفريات سارت أسفل المنازل وتحول الشارع التاريخي إلى نفق.
ويبلغ طول الشارع التاريخي 600 متر، ويختلف عرضه من مقطع إلى آخر لكنه يتراوح بين 8 إلى 30 مترا، واستخدمه العرب وغير العرب والمسلمون وغير المسلمين على مرّ العصور، ولم يرتبط يوما بأهداف دينية، بل أُنشئ لأهداف إستراتيجية تتعلق بتخطيط المدينة، وهو ما يدحض ادعاءات نتنياهو بأن آباءه استخدموه للوصول إلى الأقصى وفقا للجلاد.
يعقد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ظهر اليوم الاثنين، اجتماعا حكوميا خاصا بمناسبة ما يسمى "يوم القدس" أو "يوم توحيد القدس" الوطني الذي يحييه الإسرائيليون، حكومة وشعبا احتفالا بذكرى احتلال شرقي القدس بعد حرب عام 1967، وضمّها إلى سيطرة الاحتلال.
ومنذ عام 2017 تحرص… pic.twitter.com/CYFRHDxfBL
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) May 26, 2025
رسالة مبطنةوعن الرسالة المبطنة التي أراد رئيس الوزراء تمريرها من نشره هذا المقطع قال الجلاد "لأن الحرب انطلقت تحت اسم طوفان الأقصى أراد نتنياهو من خلال هذا الظهور القول: نحن نسير باتجاه إنشاء الهيكل الثالث على أنقاض الأقصى".
وفي ردّه على ذلك؛ قال الباحث المقدسي إن اليهود الذين عاشوا في فلسطين قبل ألفي عام ليسوا آباء نتنياهو البولندي، كان أولئك جزءا من التاريخ والنسيج الفلسطيني آنذاك، أما هو فمستعمر ولا علاقة له بتاريخ فلسطين من قريب أو بعيد.
إعلانوأشار الجلاد إلى أن الحفريات في هذا النفق ما تزال مستمرة، مرجحا أن يتم تدشين النفق قريبا، ومن هنا جاء ظهور نتنياهو من داخله، وكأن ذلك بمثابة إعلان عن قرب افتتاحه للزوّار.
بدوره قال الأكاديمي المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد إن ظهور نتنياهو من نفق بشرقي المدينة في يوم "توحيد القدس" هو رسالة واضحة بأن القدس فوق الأرض وتحتها وبكل ما فيها هي يهودية وستبقى كذلك إلى الأبد.
وأضاف شديد في حديثه للجزيرة نت أنه لا يمكن لرئيس حكومة أن يعقد اجتماعا في شرقي القدس التي ما تزال الأغلبية الساحقة من العالم تتعامل معها كمنطقة محتلة، ويجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية مستقبلا، ويتحدى هذه الأصوات والدول التي يقيم جزء منها علاقات مع إسرائيل إلا رسالة توحيد للشارع اليميني في إسرائيل وطمأنة بأن القدس ستبقى تحت السيادة اليهودية إلى الأبد.